ترامب يعيد نشر فيديو لأميركية مفرج عنها من أفغانستان بوساطة قطرية
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" نشر فيديو للأميركية فاي هول المفرج عنها من أفغانستان بوساطة قطرية.
وشكرت هول ترامب، وقالت له إن نساء أميركيات في سجون بأفغانستان يعتبرنه منقذا لهن وينتظرن منه العمل على الإفراج عنهن.
وكتب المبعوث الأميركي السابق إلى أفغانستان، زلماي خليل زاده، على موقع إكس، أن فاي هول المحتجزة في أفغانستان منذ فبراير/شباط الماضي أطلق سراحها، وستعود قريبًا إلى أميركا، وشكر قطر على شراكتها المستمرة والراسخة.
وأكد مصدر مطلع على عملية الإفراج لشبكة "سي إن إن" الأميركية أن هول أُطلق سراحها الخميس "بموجب أمر قضائي وبدعم لوجستي من قطر" التي كانت تتوسط نيابة عن الولايات المتحدة.
وأضاف المصدر: "استُقبلت هول في السفارة القطرية في كابل، وتبين أنها بصحة جيدة بعد خضوعها لسلسلة من الفحوصات الطبية. ويجري حاليًا اتخاذ الترتيبات اللازمة لعودتها إلى الولايات المتحدة".
وهول محتجزة في أفغانستان منذ فبراير/شباط بتهمة استخدام طائرة دون طيار دون تصريح.
ويأتي إطلاق سراحها بعد أن سافر مبعوث ترامب آدم بولر والمسؤول السابق في إدارة ترامب خليل زاده إلى كابل لتأمين إطلاق سراح الأميركي جورج غليزمان، والذي توسطت فيه قطر أيضًا.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بين الولاء والبراءة.. يتحدد طريق المؤمنين
يوم الولاية ليس مجرد ذكرى محفوظة في سجلات التاريخ، بل هو عهدٌ متجدد وموقفٌ عقائدي خالد، يميز بين درب النور ومسارات الظلام، بين من تمسك بالعروة الوثقى، ومن ضلّ عن السبيل، إنه اليوم الذي صدح فيه صوت النبوة في غدير خم، ليعلن للعالم أن الرسالة لا تكتمل إلا بالولاية، وأن الخلافة بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليست شأنًا سياسيًا يُتنازع عليه، بل امتداد إلهي لمسيرة الهداية، عنوانه: “من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه”.
لم يكن ذلك الإعلان الشريف إلا تتويجًا لوصايا السماء، التي أوجبت على الأمة أن تسير على نهج محمد وآل محمد، لا تضل ولا تنحرف، ما دامت متمسكة بالثقلين: كتاب الله وعترة نبيه، فأهل البيت ليسوا مجرد بيت نسب، بل هم مركز الهداية، وأئمة الحق، ومصابيح الدجى، الذين اصطفاهم الله ورفعهم بمقام الطهارة، فقال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، وفيهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق”.
إن إحياء يوم الولاية هو في حقيقته إعلان انتماء وولاء، وتصريح براءة وموقف، لا يعرف المواربة، فالإيمان ليس عاطفة خاملة، ولا مجرد طقوس تُمارَس في العلن، بل هو اختيار حاسم بين نهج الحق ونهج الباطل، بين الولاء لله ورسوله وأهل بيته، والبراءة من الطواغيت الذين يعيثون في الأرض فسادًا، ولذا فإن الآية الكريمة جاءت واضحة في رسم الطريق: “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى”.
الطاغوت ليس مجرد صنم يُعبد، بل كل ما يُنازع الله في سلطانه، ويُحارب أولياءه، ويُطفئ نور الرسالة، هو الحاكم الظالم، والفكر المنحرف، والنظام الذي يُقصي صوت الحق ويستبدل أحكام الله بأهواء البشر، وفي زمننا، يتجدد الطاغوت بأشكال مختلفة، لكنه يبقى عنوانًا واحدًا للانحراف عن خط الله. ولهذا، فإن البراءة منه ليست خيارًا جانبيًا، بل جزءٌ لا يتجزأ من الإيمان الحقيقي.
وفي المقابل، فإن الولاء لعلي بن أبي طالب -عليه السلام-، ليس حبًا عاطفيًا فحسب، بل هو التزام عملي بالعدل، بالحكمة، بالشجاعة، بالزهد، بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم، هو ولاء لخط يمثل امتداد الرسالة، لا بديلاً عنها، ولا خروجًا عليها، هو ولاء يترجم إلى موقف واضح في مواجهة الفتنة، ونصرة للمظلوم، ورفض لمشاريع الاستكبار والطغيان، تحت أي لافتة كانت.
ما أحوج الأمة اليوم، في خضم هذا التيه والخذلان، أن تُعيد قراءة يوم الولاية بوعي، لا بسطحية، أن تدرك أنه ليس مناسبة طائفية، بل موقف رباني، يُحدد به موقع الإنسان بين جبهة الحق وجبهة الباطل، إنه لحظة صدق مع الذات: هل أنا مع نهج محمد وآله؟ هل أقف مع الحق مهما كان ثمنه؟ هل أتبرأ من الباطل مهما لبس أثواب الدين والشرعية؟
بين الولاء والبراءة، يتحدد طريق المؤمنين، فمن اختار ولاية الله ورسوله وأهل بيت نبيه، فقد نجا، ومن هادن الطغيان، وركن إلى الظالمين، فقد خسر خسرانًا مبينًا، الغدير ليس حدثًا يُروى، بل خط يُتبع، والولاية ليست شعارًا يُرفع، بل منهج يُعاش. فطوبى لمن تمسك بها، وخاب وخسر من أعرض عنها.