دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلته الأولى، أمس الجمعة، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، في خطوة وُصفت بأنها "بداية نهاية المواجهة"، لكنها سرعان ما كشفت عن أبرز نقاط التوتر في مسار التسوية، والمتمثلة في ملف نزع سلاح حركة حماس.

 

فبينما بدأت أفواج النازحين بالعودة تدريجيا إلى القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي الذي فُتح خصيصا لهذا الغرض، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، بدا المشهد للوهلة الأولى مشجّعًا، إلا أن التصريحات المتتالية من الطرفين الأمريكي والإسرائيلي سرعان ما أعادت التوتر السياسي إلى الواجهة.

 

المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، دعا حماس إلى تنفيذ التزاماتها وفق خطة ترامب، وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال مهلة 72 ساعة، معتبرًا أن المرحلة التالية ستتضمن ترتيبات أمنية أوسع في القطاع. 

 

حماس ترفض ونتنياهو يتوعد.. نزع السلاح يضع خطة ترامب على حافة الانهيار

 

أما رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أكد بوضوح أن "القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة حتى يتم نزع سلاح حماس"، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل جوهر الاتفاق وشرطًا لاستمرار وقف إطلاق النار.

 

لكن في المقابل، جاء الرد من حماس حاسمًا، إذ وصف مسؤول في الحركة مطلب نزع السلاح بأنه "خارج النقاش تمامًا"، مشددًا على أن المقاومة "حق مشروع لا يمكن التنازل عنه" وأوضح موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، أن الخطة الأمريكية لا تتضمن بندًا رسميًا لنزع السلاح، معتبرًا أن إثارة هذا الملف محاولة إسرائيلية لخلط الأوراق وتأجيل مسار التهدئة.

 

عطفًا على السابق، يبدو أن نزع سلاح حماس يمثل النقطة الأكثر حساسية في الاتفاق، فهو يختبر قدرة واشنطن على ضمان توازن بين الأمن الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في المقاومة، كما يضع القاهرة -الوسيط الرئيسي- أمام معادلة دقيقة بين تثبيت الهدنة وتجنّب انهيارها المبكر.

 

وبينما تراهن الإدارة الأمريكية على تدرج تنفيذ الخطة وصولًا إلى "غزة منزوعة السلاح"، تصر حماس على أن أي مساس بسلاحها يعني نسف الاتفاق من جذوره، وبذلك، يبقى مستقبل الهدنة مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على تجاوز هذا البند الشائك دون العودة إلى المربع الأول من الحرب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة وقف إطلاق النار الرئيس الأمريكى ترامب دونالد ترامب الحرب حماس نزع سلاح حركة حماس حركة حماس الخط الأصفر الشرق الأوسط المبعوث الأمريكي خطة ترامب إطلاق سراح الأسرى الأسرى الإسرائيليين الأسرى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ويتكوف ستيف ويتكوف الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال بنيامين نتنياهو نتنياهو اتفاق ترامب نزع سلاح حماس نزع سلاح

إقرأ أيضاً:

تقدير إسرائيلي.. تنسيق قطر مع أمريكا بشأن غزة يُضيّق الحيز الاستراتيجي للاحتلال

ما زالت الأوساط الاسرائيلية تترقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الشروع في المرحلة الثانية من اتفاق ‏وقف إطلاق النار في غزة، حتى بدون إعادة جثة آخر جندي قتيل في غزة، وبدون نزع سلاح كامل من ‏القطاع، وفي الوقت الذي يُطلب من الولايات المتحدة تضييق الفجوة مع دولة الاحتلال، يبقى السؤال عما إذا كان ‏ذلك على حسابها.‏

أمير بار شالوم المحلل العسكري في موقع زمان إسرائيل، ذكر أنه "في نهاية الأسبوع الماضي، انعقد "منتدى ‏الدوحة" في قطر، وهو مؤتمر جمع قادة عربًا قدّموا العديد من التصريحات البارزة حول قضية الاحتلال ‏الإسرائيلي وقطاع غزة، ومع ذلك، كشف تصريحٌ باللغة الإنجليزية لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ‏ثاني عن نظرة الدولة المضيفة للمؤتمر إلى استمرار خطة ترامب للقطاع، قائلا إننا اجتمعنا هنا لفرض استمرار ‏العملية، مستخدما كلمة "فرض"، ما لا يدع مجالاً للشك في مقصده". ‏

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ينبغي لهذه الكلمات أن تثير قلق الاحتلال، لأنها تشير إلى الاتجاه ‏الذي تنظر به قطر، وربما تركيا أيضاً، إلى استمرار العملية، وتتمثل في فرض حل على الجانب الإسرائيلي، بدلاً ‏من الحوار معه، ولذلك لم يكن استخدام المصطلحات القطرية مصادفة، بل نتاج تحليل لتصريحات رئيس الوزراء ‏بنيامين نتنياهو الأخيرة". ‏

وأوضح أنه "من وجهة نظر إسرائيل، لا استمرار للمرحلة الثانية من الخطة ما لم تعد جثة الجندي القتيل ‏ران غويلي من قطاع غزة، فقد ألمح بنيامين نتنياهو لذلك في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً مع المستشار الألماني ‏فريدريش ميرتس، قائلاً إننا أوشكنا على إتمام المرحلة الأولى، ولم يتبقَّ لنا سوى مختطف واحد لإعادته، ستكون ‏المرحلة الثانية هي الأصعب، أما السؤال المطروح هو ما سيكون عليه الموقف الأمريكي من هذه المسألة، فهل ‏سيتبنى النسخة الإسرائيلية أم القطرية لاستكمال العملية". ‏

وأشار إلى أنه في غضون ذلك، وطالما أن حماس عاجزة عن العثور على جثة غويلي، فإن الاحتلال لا ينظر في ‏الموضوع بتاتًا، و"ثمة نقطة اختبار أخرى يقترب منها بخطى حثيثة، وهي موعد ومدة وكيفية نزع سلاح حماس، ‏فمن وجهة نظره، لا توجد خطة لإعادة إعمار غزة دون نزع سلاح كامل لها، وفي الوقت الراهن، على الأقل، لا ‏توجد دولة مقبولة لديه ومستعدة لإرسال جنود إلى قوة متعددة الجنسيات يُفترض أن تدخل القطاع". ‏

وأكد أنه "من وجهة نظر حماس، فالوضع مختلف تمامًا، فمن خلال ما يصدر عن قيادتها، يبدو أن هناك ‏محاولة لإيجاد حل وسط يتمثل في إيجاد صيغة تُبقي الحركة مسلحة، وفي موقع قوة مؤثر، وليس من المستبعد ‏أن تحظى هذه الخطوة بدعم من قطر وتركيا، وقد صرّح مسؤولوها بأنها منفتحة على جميع الخيارات بشأن ‏مصير الأسلحة. يمكننا مناقشة تجميدها، أو تخزينها، أو التخلص منها، مع ضمانات فلسطينية بعدم استخدامها ‏إطلاقاً خلال فترة وقف إطلاق النار". ‏

وأكد أنه "بعبارة أخرى، لا يتضمن أي من هذه الخيارات نزع سلاح الحركة، ومن المحتمل أن تتوافق هذه الخيارات ‏مع التعويضات التي وُعدت بها مقابل إطلاق سراح الرهائن، بمعنى آخر، من الممكن أن يكون الوسطاء قد ‏أوضحوا لحماس أنه مقابل إطلاق سراح الرهائن، سيكون لها خيار البقاء في قطاع غزة بتشكيل معين، وعندما ‏سُئل نتنياهو عن وضع جداول زمنية لنزع سلاح حماس، وعن المدة التي سيكون مستعدا للانتظار فيها، تهرب ‏من الإجابة، وقال إنه سيناقش الأمر في اجتماعه المرتقب مع ترامب نهاية الشهر". ‏



وأشار أنه "بات من الواضح الآن أن على الولايات المتحدة التدخل لسدّ هذه الفجوة من أجل المضي قدماً في خطة ‏ترامب لإعادة إعمار قطاع غزة، في غضون ذلك، يبرز اختلاف كبير وجوهري بين التفسيرين الإسرائيلي والقطري ‏للمرحلة الثانية، وهذا التباين والانقطاع بين تل أبيب والدوحة قد يفسران الاجتماع الذي عُقد في الولايات المتحدة ‏بين المبعوث الأمريكي للمنطقة، ستيف ويتكوف، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، وممثل رفيع المستوى للحكومة ‏القطرية، ولعلّ موافقة القطريين على الاجتماع تحديدًا مع بارنيع دون غيره من الممثلين الإسرائيليين لم تكن عبثًا".‏

وأضاف أن "رئيس الموساد مسؤول عن الملف القطري نيابةً عن إسرائيل، لذا فمن المنطقي أن يكون هو الممثل ‏في هذا الاجتماع، لكن ثمة حقيقة لا بد من التذكير بها، ففي سبتمبر، عارض المحاولة الإسرائيلية لاغتيال قيادة ‏حماس في الدوحة، ولم يغب هذا الأمر عن أنظار كبار المسؤولين في الدوحة، وفي الواقع، يُعدّ الاجتماع الذي ‏عُقد في نيويورك، من وجهة نظر الولايات المتحدة، استمرارًا مباشرًا لمحادثة الاعتذار التي فرضها ترامب على ‏نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض في سبتمبر، عقب الهجوم الفاشل في الدوحة مباشرةً". ‏

تكشف هذه القراءة الإسرائيلية القلقة أن هناك محاولة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين مجددًا، انطلاقًا ‏من معرفة ترامب بأن قطر عاملٌ ذو تأثير كبير على حماس، وبالتالي فهي مفتاحٌ هام لنجاح المرحلة الثانية، لكن ‏السؤال الإسرائيلي المقلق هذه المرة ما إذا سيكون ذلك على حساب الاحتلال هذه المرة.‏

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن توسطه في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • دولة الاحتلال تشترط نزع سلاح حماس بعد عرض تجميده مقابل هدنة طويلة
  • بري: تصريحات المبعوث الأمريكي عن ضم سوريا إلى لبنان غلطة كبيرة غير مقبولة
  • بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سوريا
  • دولة الاحتلال تشدد على نزع سلاح حماس بعد عرض الحركة تجميده مقابل هدنة طويلة
  • قافلة زاد العزة الـ92 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • شهيدان في غزة وإسرائيل تشترط لبدء المرحلة الثانية بخطة ترامب
  • تقدير إسرائيلي.. تنسيق قطر مع أمريكا بشأن غزة يُضيّق الحيز الاستراتيجي للاحتلال
  • قافلة «زاد العزة» الـ91 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة