كاتب سعودي: بداوتنا ومَنُّ (الأشقاء)!
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
(نحنُ مَن علَّمكُم يَا بدو) كأسطوانةٍ مشروخةٍ تموتُ هذه العبارة، وتحيا، وبين موتها، وحياتِها تفاصيل يجبْ أن تُرْوَى، وحقائق يجبْ أنْ تُعرف، وحروف آن أوانُ أنْ يلتمَّ شملها بنقاطها.وفي سياق (التجلِّي) لكلِّ ذلك من المهمِّ، وتحت عنوان (أمَّا قبلُ) فلابُدَّ من أخذِ نفسٍ عميقٍ، ثمَّ في سياق الاستعدادِ للرِّحلة، جديرٌ بالحرفِ أنْ يتوقفَ؛ ليبحث في تفاصيل مِن أينَ استشفَّ أولئكَ (المنَّانُونَ) من أنَّنا نخجلُ مِن (بداوتِنَا)، أو أنَّ نعتَهم لنَا بذلك يزعجنَا، أو يضيقُ بسببهِ أفقُ اعتزازِنَا بمبعثِ فخرِنَا؟!
نعم.
نعم.. بدو، وصحراء، وخيمة، وجِمَال، وأصالة (متجذِّرة) في ثرَى أرضٍ طاهرةٍ، نعم.. نحنُ قادمُون من هناك، ونحنُ -اليوم- هنا، وبين هناك، وهنا ملاحمُ صيَّرتِ الحلمَ واقعًا، والمستحيلَ ممكنًا، وفي ميزانِ أين يقفُ الجميعُ اليوم نحنُ و(الشامتُون ببداوتِنَا) تتجلَّى صورة ناطقة بكلِّ معاني: يَا مَن توقَّفتَ هناكَ انظرْ للأعلَى فنحنُ هُنَا.
ومع هذا، لا يمكن بحالٍ أنْ تجدَ -كما هو سِلم بداوتِنَا- مَن يتنكَّر لفضلِ صاحبِ الفضلِ، حتَّى مع يقين أنَّ ذلك الفضلَ (مدفوعُ الثَّمنِ)، وهو ما يجبُ أنْ يتوقَّفَ عنده لبعض البيان (المُنصف)، الذي كما يأخذ في حسبانِهِ أنَّنا نحفظُ لصاحبِ الفضلِ فضلَهُ، فإنَّ اعتيادَه تكرار (مَنِّه) بذلك الفضلِ مدعاةٌ ليعود صدى ذلك بما يجب أنْ يسمعه، وبما يدحضُ ذلك (الوهم) المسكوت عن تعاليه على أملِ أنْ ينصتَ لصوتِ الحقيقةِ، التي يعيشها (نقلة) في حياته، من خلال العائد عليه ممَّا هُو يمنُّ بهِ علينَا.هي حالة واحدة تجبرنا على (الصمت) أمام كل ذلك المن القادم ممن نحسبهم (أشقاء) فيما لو أنهم سيَّروا إلينا حملات (تطوعية) لتخرجنا مما كنا فيه -حسب منظورهم- إلى (بداوتنا)، ولكن الواقع يقول -وبملء الفم- إنهم جاءوا (بمقابل)، جاءوا؛ لأنهم وجدوا فرص عمل بعائد ولا في الحلم، فجاءوا زرافات، ووحداناً، والنتيجة أنهم أفادوا نعم، ويبقى التساؤل: لماذا يصمون آذانهم عن سماع صوت النصف الثاني من الحقيقة أنهم (استفادوا)؟!
لنصلَ إلى أنَّنا بقدرِ ما نكنُّه من تقديرٍ لكلِّ ذي فضلٍ، فإنَّنا في الوقتِ ذاتِهِ، وبقدرِ اعتزازِنَا، وفخرِنَا ببداوتِنَا، ومن فوقِ شرفة ما نعيشهُ من واقعِ تطوُّرنَا، و(نهضتِنَا)، فإنَّنا نستجمعُ كلَّ ذلك لنقول: أيُّها الأشقَّاءُ كفَى منكُم -لأجلِكُم- ما تمنُّونَ بهِ علينَا من فضلٍ، وإنْ كنَّا نحمدُ لكُم في الوقتِ ذاتِهِ مَا تضعُونَه على رؤوسِنَا من تيجانِ الفخرِ بعراقةِ ماضينَا، واعتزازِنَا ببداوتِنَا.. وعِلمِي، وسلامتكُم.
خالد مساعد الزهراني – جريدة المدينة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سيل يجرف طفلًا سعوديًا في تركيا وفرق البحث تكثف جهودها .. صور
خاص
واصلت فرق الإنقاذ التركية اليوم عمليات البحث المكثفة عن الطفل السعودي فيصل رمزي (9 سنوات)، الذي اختفى بعد أن جرفته السيول في نهر هالديزين بمنطقة تشايكارا التابعة لولاية طرابزون.
وتفقد محافظ طرابزون، عزيز يلدريم، موقع الحادث ميدانيًا لمتابعة الجهود المبذولة، مؤكدًا أن فرق البحث تعمل بلا توقف منذ لحظة اختفاء الطفل.
وكانت مياه النهر قد فاضت بشكل مفاجئ بسبب الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى جرف الطفل أثناء تواجده بالقرب من مجرى المياه.
ولا تزال السلطات التركية تبذل جهودًا كبيرة، بمشاركة فرق متخصصة في البحث والإنقاذ، للوصول إلى مكان الطفل المفقود.