الله يجازي محنك يا الطيب ود ضحوية

من الله ما خلقني لم يمر بي عيد فطر خارج قريتي اللعوتة الا العيد الأخير ورغم أنني كنت وسط الرهط الأكبر من أسرتي الصغيرة الا انني افتقدت نكهة وطعم عيد اللعوتة وبالمقابل كان أحفادي الذين كنت بينهم ليس فيهم من يتذكر طعم عيد في اللعوتة فقد كانوا في غاية السعادة إذ كان عيدهم مختلفا لأن معهم جدهم وحبوبتهم ولا تقول المدام؟ ه مدام وين يا.

. الحال هكذا فقد كنت في حالة تنازع وجداني بين فقدي لعيد اللعوتة وفرحة بقية أفراد الأسرة بوجودنا وسطهم فقاومت التمثل بقول ود القرشي (عدت يا عيدي بدون زهور وين قمرنا وين البدور غابوا عني) الذي ظل يطرق خاطري و يرجع خايبا فعلى الأقل ود القرشي كان يومها منوما في مستشفى الخرطوم وانا بين أفراد أسرتي الصغيرة… ولكن في نفس الوقت منظر أهل القرية وهم يتزاحمون في الطرقات داخلين في بيت وخارجين من آخر وهم يباركون العيد لبعضهم البعض لم يبارح خاطري وبالطبع لم أذكر ما يجيش بدواخلي لمن كان حولي حتى لا انقص من سعادتهم أو انكد عليهم.. يعني قلت أجلد شوية

عندما حان وقت صلاة الظهر خرجت متجها للمسجد وحدي ولحسن حظي ام سؤه لا أدري كان الجو غائما حيث كان هناك تجمع سحب فأنا في شمال شرق المملكة العربية السعودية فقفز إلى ذهني مقطع دوبيت للشاعر الهمباتي الفحل الطيب ود ضحوية والذي يقول
كيف امسيتي يا المزنة ام سحابا شايل
شن سويتي في السلمة وعكيفات نائل
واحدين في الخلا وواحدين بسوقوا الشايل
معاك سلامة يا الدنيا ام نعيما زائل

يا ود ضحوية ياخي مالك على؟ لقد خانني الجلد ف (خليت الدموع برتاحوا مني و ينزلوا) كما غنى وردي للحلنقي في عصافير الخريف… مسحتها ودخلت المسجد وعدت للمنزل بهيئة عادية فياربي هل ريحتني الدموع ام ارتاحت مني… عليكم الله إسحاق الحلنقي دا مش ساكنه جن؟

عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين