كابل تندّد بـعنف باكستاني ضد لاجئين أفغان تريد طرهم
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
اتهمت حكومة حركة طالبان في أفغانستان السلطات الباكستانية باتباع نهج "عنفي" في طرد آلاف من الرعايا الأفغان بعدما ألغت إسلام آباد تصاريح الإقامة الممنوحة لهم. وطالبت بعدم استخدامهم "أدوات لتحقيق غايات سياسية".
وكانت إسلام آباد أعلنت مطلع مارس/آذار أنها ستلغي تصاريح إقامة 800 ألف أفغاني في إطار المرحلة الثانية من خطة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من المهاجرين الأفغان غير النظاميين.
وجاء في منشور على منصة إكس لوزارة اللاجئين والعودة في حكومة طالبان أن "إساءة بلدان مجاورة معاملة هؤلاء (الأفغان) أمر غير مقبول"، مطالبة باتفاق مشترك من شأنه تسهيل عمليات العودة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما معدله 4 آلاف أفغاني عبروا الحدود من باكستان يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى أن الرقم "أعلى بكثير مقارنة بالمعدل اليومي المسجل في مارس/آذار والبالغ 77".
ووفق المنظمة، فإن المرحلة الجديدة من حملة باكستان لإعادة أفغان موجودين على أراضيها إلى بلادهم "يمكن أن تطال في العام 2025 ما يصل إلى 1.6 مليون شخص من المهاجرين الأفغان غير النظاميين ومن الأفغان الذين يحملون تصاريح إقامة".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3 ملايين أفغاني يعيشون في باكستان، ألغيت تصاريح إقامة 800 ألف منهم في أبريل/نيسان، وإن هناك 1.3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة لغاية 30 يونيو/ حزيران لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإن هناك من لا يحملون أي تصاريح.
إعلانوقالت وزارة اللاجئين في حكومة طالبان "للأسف الشديد يتعرض لاجئون أفغان لعنف". وتابعت "يجب أن يسمح لكل اللاجئين بأن يأخذوا معهم إلى بلادهم أموالهم وممتلكاتهم ومستلزماتهم المنزلية".
وشددت على وجوب "عدم استخدام اللاجئين أدوات لتحقيق غايات سياسية".
وقال أفغان عبروا الحدود مؤخرا إنهم غادروا من دون أن يتمكنوا من أخذ كل ممتلكاتهم أو أموالهم، في حين تم اعتقال آخرين واقتيادهم مباشرة إلى الحدود.
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، سارع مئات آلاف اللاجئين الأفغان غير النظاميين للعودة إلى أفغانستان قبل أيام من موعد نهائي حُدد لهم لمغادرة باكستان بعد عمليات دهم نفذتها الشرطة استمرت أسابيع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات تصاریح إقامة
إقرأ أيضاً:
هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
تُثار تساؤلات عن الأسباب التي تدفع ما يزيد على 5 ملايين لاجئ سوري في أصقاع العالم، إلى التأني في العودة إلى بلادهم، بعد مرور نصف عام على سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، وتسلم الإدارة الجديدة السلطة.
ولم تُسجل سوريا حتى الآن إلا عودة محدودة للاجئين من دول الجوار، من الأردن ولبنان، وتركيا بوتيرة أقل، ويفسر رئيس "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين" مضر حماد الأسعد ذلك بأسباب عديدة، أبرزها العامل الاقتصادي، موضحا أن "غالبية اللاجئين السوريين تدمرت مساكنهم، وهم بانتظار الإعمار".
ويشير حماد الأسعد في حديثه لـ"عربي21" إلى نسبة الدمار الكبيرة التي لحقت بالمدن السورية جراء الحرب، من حلب شمالاً، مروراً بحمص وسط البلاد، وصولاً إلى أرياف دمشق ودرعا جنوباً، متسائلا: "أين يسكن اللاجئون، إذا عادوا، وسوريا تُعاني من أزمة سكن كبيرة".
بجانب المساكن، يلفت إلى دمار البنى الخدمية، قائلا: "في المناطق المدمرة لا توجد مدارس ولا مراكز صحية، ولا حتى طرق مواصلات، ولا خدمات".
ويتفق مع حماد الأسعد، الناشط في المجال السياسي والإنساني مأمون السيد عيسى، في اعتبار أن الدمار وعدم توفر المساكن، هو العائق الأكبر أمام عودة اللاجئين إلى بلادهم.
وفي حديثه لـ"عربي21" يوضح أن سوريا تعاني من نقص حاد في المسكن، لافتاً إلى ارتفاع إيجارات المنازل بشكل كبير بعد سقوط النظام.
من جانب آخر، يشير السيد عيسى إلى المخاطر المرتفعة جراء انتشار الألغام ومخلفات الحرب في المناطق المدمرة، ويقول: "راح العشرات جراء مخلفات الحرب في المناطق التي سجلت عودة جزئية للسكان".
أسباب متعلقة باللاجئين
ويشير الناشط إلى الأسباب المتعلقة باللاجئين ودول إقامتهم، موضحاً أن اللاجئين في أوروبا يؤجلون عودتهم إلى ما بعد الحصول على الجنسية، أو لأسباب متعلقة بالتعليم والجامعات.
وفي هذا الاتجاه، يقول اللاجئ السوري عبد الله الربيع المقيم في تركيا، إن ما يمنعه من العودة إلى سوريا، هو استكمال دراسة الأبناء، حيث يدرس نجله الأكبر في الجامعات التركية، وابنته في المرحلة الثانوية.
ويوضح لـ"عربي21"، أن العودة إلى سوريا ستؤثر بشكل سلبي على استكمال التعليم، مشيراً إلى "صعوبة استكمال الدراسة في سوريا بسبب اختلاف المناهج واللغة".
لكن الربيع مع ذلك، يؤكد أن قرار العودة إلى سوريا لا رجوع عنه، منتهياً بالقول: "في النهاية لا بد من العودة إلى بلادنا، بعد أن زال أهم سبب للجوء، أي النظام البائد".
من جهتها، أوجزت مديرة الوحدة المجتمعية في مركز "الحوار السوري" الباحثة كندة حواصلي، العوامل التي تؤخر
عودة اللاجئين السوريين بثلاثة أسباب، الأول العامل الاقتصادي، والتعليم ثانياً، وثالثاً توفر المأوى.
وتوضح لـ"عربي21" أن غالبية اللاجئين لا يمتلكون مسكناً في سوريا، ولا تمتلك الكتلة المالية لإصلاح المنزل المدمر، أو شراء آخر.
إشكالية التعليم
وتلفت إلى إشكالية التعليم، وتؤكد أن كل أطفال اللاجئين يدرسون بلغات البلدان المستضيفة، والانتقال إلى التعليم في سوريا، يعني الدراسة بلغة جديدة (العربية)، يمثل تحدٍ كبير، وخاصة في المراحل الدراسية المتقدمة (الشهادات).
وبحسب حواصلي، لا زالت سوريا تعاني من وضع اقتصادي متردي، وارتفاع في نسبة البطالة.
وحتى تنتهي سوريا من حالة الفشل، لا بد من وجهة نظر مضر حماد الأسعد من إعادة الإعمار، ويقول: "لا يمكن الحديث عن عودة اللاجئين السوريين دون بدء إعمار البلاد".
ومن الأسباب الأخرى التي تُعيق عودة اللاجئين، وفق حماد الأسعد، هو حالة عدم الاستقرار التي لا زالت تسود في بعض المناطق، ويقول: "الحكومة تسعى جاهدة لفرض الأمن والأمان، ويجب تفعيل مبدأ العدالة الانتقالية، وتشكيل لجان للسلم الأهلي".
وطبقاً لأرقام أممية صدرت الشهر الماضي، عاد حوالي 1.4 مليون لاجئ سوري من دول الجوار منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وحذرت مفوضية اللاجئين من احتمال عدم تحقق عودة 1.5 مليون شخص المتوقعة هذا العام، وكذلك من اضطرار العائدين للمغادرة إذا لم يتم الحصول على تمويل كاف.