صواريخ إسرائيلية تحول مربعا سكنيا بغزة لمقبرة
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
في لحظة خاطفة، تحولت إحدى حارات حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى ركام مشتعل، وبقايا منازل وأحلام، بعدما نسف صاروخ إسرائيلي عدة مبان سكنية على رؤوس ساكنيها.
امتزجت صرخات طلب النجدة بدخان القصف، وارتفع الغبار محملا بصرخات وأنين الأطفال تحت الأنقاض وهم ينادون أمهاتهم، بينما وقف أهالي الحي مذهولين يبحثون عن أحبّتهم بين الردم والركام.
تسبب القصف العنيف في استشهاد 38 شخصا وإصابة 85 آخرين، وحول المنطقة إلى ساحة من الركام والنيران، وخلف مشهدا مأساويا تقشعر له الأبدان، وتعجز عن وصفه الكلمات.
وبينما تكافح طواقم الدفاع المدني بأقل الإمكانيات لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة، تتعالى صرخات ذوي الضحايا من هول المشهد والفقد.
وبوجه يملؤه الغبار، يقول محمد سالم، أحد أفراد الدفاع المدني، الذي وصل المكان مسرعا مع رفاقه "لا نملك شيئا.. فقط نعمل بأيدينا وإرادتنا. نرفع الركام حجرا حجرا بحثا عن ناجين وسط هذا الركام".
ويضيف سالم مندهشا "هنا منازل مليئة بالأطفال والنساء.. أين حقوق الإنسان؟!"
وعلى الجانب الآخر، كان المسعفون يحملون الضحايا والجرحى مستخدمين العربات البدائية في ظل نقص المركبات المخصصة والوقود بفعل الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهرا.
من بين الشهداء، كان أحمد صلاح البلبيسي، أحد الوجوه التي عرفها سكان الشجاعية، في حين ارتقت 4 شقيقات من عائلة رجب، غادرن الحياة معا تحت ركام المنزل الذي وُلدن فيه، وكأن القصف أراد محو العائلة دفعة واحدة.
إعلانوتقول المسنة أم سامي رجب (67 عامًا)، جدة الشقيقات الأربعة، "كنت جالسة معهم في الغرفة، كن يلعبن، وأنا أوزع عليهن تمرا وماء".
وتضيف أم سامي، لمراسل الأناضول: "في غمضة عين، الدنيا انقلبت. صوت مثل يوم القيامة، كل شيء وقع فوقنا. أفقت وأنا بالمستشفى، ولم أجد البنات. قالوا لي: راحوا (قتلن)".
وتبكي المسنة حفيداتها وتقول "أخذوا حبيباتي الأربعة من حضني، لم أودعهن، ولم أشبع منهن، كانوا نور البيت. ماذا بقي لي بعدهم؟".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1482 فلسطينيا وأصابت 3688 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع أمس.
وقف الشاب محمد أبو العطا (34 عاما)، أحد سكان المنطقة، مذهولا أمام ما تبقى من منزله، وقال للأناضول: "كنت جالسا في الغرفة مع أطفالي، وفجأة دوى الانفجار.. ارتجّت الأرض، وتطايرت الجدران من حولنا. خرجت مسرعا، ولم أرَ سوى الدخان، والجميع من حولي كان يبحث عن أفراد عائلته بين الركام".
ويضيف أبو العطا، لمراسل الأناضول: "العمارة راحت، وأهلها كأنهم ما كانوا. البيت كان مليئا بالحياة، فيه ضحكات أطفال، والآن أصبح قبرا كبيرا. فما ذنب هؤلاء الأبرياء؟!".
وفي وصف ما جرى، قالت حماس إنها "واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية"، مؤكدة أنها "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزا وصامتا أمام أبشع فصول القتل الجماعي والإبادة المنظّمة".
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ومياه وأغذية لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر، مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة والعطش.
لوحة أخرىوفي مستشفى المعمداني، كانت الطفلة جوري، ترقد على سرير بارد، وجهها مغطى بالدماء، وملامحها تعكس الصدمة والخوف.
إعلانوبصوت مرتجف قالت جوري لمراسل الأناضول: "كنا نلعب أنا وشقيقاتي… فجأة سمعنا صوتا قويا، وصرنا نصرخ، لم أعرف ما حدث، ولما فتحت عيوني كنت بالإسعاف والدم على وجهي".
وتتساءل الطفلة باستغراب "لماذا قصفونا؟!.. نحن لم نفعل أي شيء"، وتضيف باكية "أريد الرجوع إلى بيتنا، لكن بابا قال: البيت راح (تدمر)".
صراخ الأطفال في المستشفى، ونداءات الأمهات اللواتي يبحثن عن أبنائهن بين الجرحى، واكتظاظ الممرات بالجثامين، كلها رسمت لوحة أخرى من لوحات الموت اليومية في غزة.
وعصر أمس الأربعاء، قال الدفاع المدني الفلسطيني بغزة إن حصيلة المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقصف مربع سكني مأهول بلغت 23 شهيدا، بينهم 8 أطفال، وأكثر من 60 مصابا، إضافة إلى نحو 34 مفقوداً.
ولاحقا في ساعات المساء، تم الإعلان عن انتشال جثامين 15 شهيدا، إضافة إلى 25 مصابا آخرين من تحت الأنقاض.
يذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل انتهت في الأول من مارس /آذار الماضي، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات آذار الماضی
إقرأ أيضاً:
79 شهيدا بغزة وأنباء عن انهيار مبنى على قوة إسرائيلية
#سواليف
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع ” #حدث_أمني ” جديد في قطاع #غزة، وسط تصاعد #عمليات_المقاومة، في حين ارتكبت قوات #الاحتلال #مجازر جديدة أسفرت عن نحو 80 شهيدا منذ فجر اليوم الثلاثاء.
وقالت المصادر نفسها إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت حظرا على نشر معلومات الحدث الأمني.
وأضافت أن مبنى انهار على #قوة_إسرائيلية، مما أسفر عن إصابة جنديين بجراح خطيرة وثالث بجراح متوسطة.
مقالات ذات صلة إسرائيل تعد خطة كبرى على حدود مصر والأردن 2025/05/20وأفادت الأنباء بأن جنديا ربما فُقد داخل المبنى المنهار، وأن فرق الإنقاذ تعمل تحت غطاء ناري ضخم.
شاهد.. سرايا القدس تعرض مشاهد من استهداف آلية عسكرية صهيونية من نوع “نمير” بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
استهداف دبابة
وتأتي الأنباء عن تعرّض الجيش الإسرائيلي لخسائر في وقت أعلنت فيه سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن عملية استهدفت قوات الاحتلال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت السرايا عبر تطبيق تليغرام إن مقاتليها استهدفوا دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة “آر بي جي” مضادة للدروع في منطقة خزاعة.
وأضافت أن المقاتلين أكدوا اشتعال النيران في الدبابة التي كانت متوغلة بالمنطقة.
وتواترت في الآونة الأخيرة عمليات المقاومة في رفح وخان يونس بالمناطق الشرقية لمدينة غزة، وكذلك في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود الإسرائيليين.
وتتزايد عمليات المقاومة الفلسطينية على الرغم من ضراوة القصف ونشر جيش الاحتلال قوات إضافية في القطاع.
مجازر مستمرة
وفي تطورات العدوان، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 79 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وقالت الوزارة إنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 87 شهيدا و290 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
ومن بين شهداء اليوم 4 استشهدوا إثر قصف مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف تسبب أيضا في إصابة عشرات، معظمهم من الأطفال والنساء.
وغير بعيد عن بيت لاهيا، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين -بينهم نساء وأطفال- في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة المقيد بمخيم جباليا.
وفي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف منزل، وذلك بعد ساعات من استشهاد 13 فلسطينيا في غارة على مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج القريب فجر اليوم.
وكان 15 فلسطينيا -بينهم نساء وأطفال- استشهدوا وأصيب آخرون جراء غارات استهدفت محطة وقود غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة كانت مكتظة بالنازحين.
وفي وسط القطاع أيضا، استشهد شخصان في غارة استهدفت فلسطينيين غرب دير البلح.
وجاءت الغارة بعد ساعات من استشهاد 13 فلسطينيا إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا بدير البلح.
وفي جنوب القطاع شنت طائرات إسرائيلية غارات على مدينة خان يونس وبلدات قريبة منها، بعد أن كثفت في الأيام الماضية غاراتها على خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.
وكانت إسرائيل استأنفت العدوان على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، وأسفرت هجماتها منذ ذلك الحين عن أكثر من 3400 شهيد و9600 مصاب، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.