جائحة العزاب: لماذا يرفض الشباب الزواج والإنجاب في الكثير من دول العالم؟
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
يشهد العالم انخفاضا ملحوظا في معدلات الزواج والإنجاب، مع تزايد عدد من يختارون العيش دون ارتباط.
ففي الولايات المتحدة، انخفض معدل الخصوبة إلى 1.7 لكل امرأة، وهو أقل من المعدل المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان، والبالغ 2.1.
ورغم جهود حكومية لتحفيز الإنجاب، إلا أن الظاهرة تعكس تغيرا ثقافيا أعمق، ففي عام 2023، وصل عدد الأسر المكونة من فرد واحد إلى 38.
كما كشفت بيانات مركز بيو أن 42 في المئة من البالغين كانوا غير مرتبطين، مع ارتفاع نسبة العزوبية بين النساء.
وترى مجلة نيوزويك أن هذه الظاهرة تمثل "جائحة عزوبية". ويعزو الباحث روبرت فيربروجن السبب إلى أن حياة العازب أصبحت أكثر جاذبية ومرونة، خصوصا بين أبناء جيل الألفية وجيل Z، ممن يسلكون مسارات شخصية بدلا من النماذج التقليدية.
والعزوبية لم تعد مجرد وضع مؤقت، بل خيارا مدروسا، وكثيرون يرون في العازب رمزا للشباب والحرية، ويتساءلون عن جدوى التخلي عن ذلك لصالح الزواج والإنجاب.
كما أن النساء أصبحن أكثر استقلالا ماديا، ولم يعد الزواج ضرورة كما في السابق.
ولعبت التكنولوجيا أيضا دورا محوريا، فوسائل التواصل غيّرت طريقة تفاعل الشباب، وأضعفت العلاقات الواقعية، وبدلا من اللقاءات الشخصية، أصبح التواصل يتم عبر مقاطع وصور، ما قلل الحاجة إلى بناء روابط عميقة.
هناك عوامل اقتصادية تؤخر الزواج، أبرزها ديون التعليم، وتدني الأجور، وعودة كثير من الشباب للعيش مع أسرهم. يرى أستاذ علم الاجتماع كينت بوسمان أن الشباب يستغرقون وقتا أطول ليجدوا مكانهم في الحياة، ولا يضعون العلاقات ضمن أولوياتهم.
أما عالميا، فمعدلات الخصوبة تسجل انخفاضا حادا. في المملكة المتحدة، بلغت 1.4، وفي إيطاليا 1.1. كوريا الجنوبية سجلت أدنى معدل في العالم بـ 0.75. وفي اليابان، يتناقص عدد السكان منذ 15 عاما. أما الصين، فرغم تحسن طفيف في عام 2024، إلا أن عدد الزيجات انخفض بنسبة 20.5 في المئة.
هذا التراجع في المواليد يفرض ضغوطا على الاقتصاد والرعاية الاجتماعية. مع تزايد عدد كبار السن وتراجع القوى العاملة، حيث تتأثر أنظمة المعاشات والخدمات.
كما يشير الخبير الاقتصادي ريتشارد فراي إلى أن الأسر الفردية تملك دخلا أقل، ما يحد من قدرتها على تحمل تكاليف السكن، ويؤثر على شكل السوق العقارية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الزواج الإنجاب العزوبية زواج إنجاب عزوبية حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ديون الأسر البريطانية تهبط إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2002
تشهد الأسر البريطانية حاليًا أفضل أوضاع مالية منذ أكثر من عقدين، بعد فترة طويلة من ضبط الإنفاق تركت أثرًا واضحًا على الاقتصاد البريطاني.
ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية، انخفض إجمالي ديون الأسر كنسبة من الدخل بنحو 40 نقطة مئوية مقارنة بذروتها في عام 2008، لتسجل 117% في الربع الثاني من العام الحالي، وهو أدنى مستوى منذ عام 2002.
ويُعزى نصف هذا التحسن إلى الفترة التي تلت عام 2020، حين أدت موجة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة إلى رفع مستويات الأجور من جهة، وتقليص الاعتماد على الاقتراض من جهة أخرى.
ويعتمد ما إذا كان هذا التحسن سيترجم إلى انتعاش مطلوب بشدة في إنفاق المستهلكين بشكل كبير على خطط وزير الخزانة ريتشل ريفز، التي تُعد لميزانية من المتوقع أن تتضمن زيادات ضريبية في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقد ينفق البريطانيون بحرية أكبر إذا جنبت ريفز العمال العاديين ضرائب إضافية وعززت التفاؤل بشأن الآفاق الاقتصادية، مما سيساعد حزب العمال على إصلاح المالية العامة وتنفيذ وعوده برفع مستويات المعيشة. لكن تكرار تجربة ميزانيتها الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي أضعفت الثقة، قد يحكم على البلاد بسنوات أخرى من الركود.
وقال جيمس سميث، الخبير الاقتصادي في الأسواق المتقدمة لدى "ING"، إن المستهلك "يمثل خطرًا صاعدًا على النمو، لأن معدل الادخار كان مرتفعًا جدًا".
وأضاف أن تحسن أوضاع ميزانيات الأسر يمثل مؤشرًا إيجابيًا بشكل عام، إلا أن "المشكلة حاليًا تكمن في أن الثقة لا تزال منخفضة نسبيًا".
ويُعد إنفاق المستهلكين عنصرًا حاسمًا في أي تعافٍ اقتصادي، إذ يشكل نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى عكس نظرائهم في أميركا، لا تزال الأسر البريطانية حذرة في الإنفاق بعد سلسلة من الأزمات في السنوات الأخيرة، بدءًا من الجائحة وصولًا إلى صدمة أسعار الطاقة. وبدلًا من ذلك، فضل البريطانيون الادخار، مما يشكل مصدرًا رئيسيًا لقوة الإنفاق إذا قرروا استخدامه.
وتُظهر بيانات من "نومورا" أن استهلاك الأسر البريطانية ارتفع بوتيرة أبطأ بكثير من جميع الاقتصادات المتقدمة الأخرى في أوروبا وأميركا الشمالية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ زاد بنسبة 0.7% فقط منذ نهاية 2019، مقارنة مع 3.9% في منطقة اليورو و16.4% في أميركا.
ونتيجة لذلك، لا يزال الاقتصاد البريطاني أكبر بنسبة 5% فقط مما كان عليه قبل الجائحة، مقارنة بـ13% في أميركا، وأكثر من 8% في كندا، وما يقرب من 7% في إيطاليا.
وتُقدّر "PwC" أن النمو سيصل إلى 1.6% في العام المقبل إذا قررت الأسر استخدام مدخراتها، أي أعلى بنحو 0.4 نقطة مئوية من السيناريو الأساسي.
الحذر رغم تراجع الديون
ولا تزال الأسر البريطانية حذرة رغم تراجع ديونها إلى ما دون المتوسط طويل الأجل في بيانات تعود إلى عام 1987. وقد أدى نمو الأجور القوي إلى رفع الدخل القابل للإنفاق لدى الأسر بنسبة تقارب 33% منذ 2019، وهو معدل أعلى بكثير من الزيادة البالغة 16.5% في ديون الرهن العقاري، و7.4% في الائتمان الاستهلاكي، بحسب بيانات "WPI Strategy".
وقال مارتن بيك، كبير الاقتصاديين لدى "WPI Strategy"، إن "الأسعار والأجور ترتفع بسرعة، ما سيؤدي إلى تآكل القيمة الحقيقية للديون"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "الطلب على الاقتراض ظل ضعيفًا نسبيًا، خصوصًا بعد فترة الجائحة التي شهدت قيام الناس بسداد ديونهم"، بحسب الاسواق العربية.
ويتوقع بنك إنجلترا تعافيًا في إنفاق الأسر خلال السنوات المقبلة، لكن العضو في لجنة السياسات النقدية كاثرين مان قالت، في خطاب ألقته يوم الخميس، إن الحفاظ على سياسة نقدية مشددة أمر ضروري لتعزيز ثقة المستهلكين، إذ يجب أن يشعر الناس بأن التضخم بات تحت السيطرة.