صلاح محمد الشامي
• كثرت إعلانات وزارة الدفاع الأمريكية، الهادفة لتجنيد العملاء، عبر اليوتيوب والألعاب، وفي المواقع الإخبارية، وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعو المواطن اليمني إلى التخلي عن قيادته الثورية والسياسية والعسكرية، متسلقةً إلى وجدانه عبر دعوى أن هذه القيادة (سوف) تتخلى عنك، وتهرب إلى بر الأمان.
• العجيب أن (تُرَّهاتٍ) كهذه، لا تنطلي على طفل صغير، فكيف على من عاصر هذه القيادة، طوال سنوات الحروب الأولى في صعدة، ثم إرهاصات الثورة، منذ 2011 إلى 2014، ثم زمن العدوان الأمريكي الأعرابي الصهيوني على اليمن، المستمر إلى اليوم، منذ عشر سنوات.
• والأعجب أن الناصح بالتخلي هو القاتل المجرم، الذي يُضحِكُ الجاهلَ جهلُه، خاصة بعد أن صار يتعلق بقشّة، بعد أن فقد مصادره الوثيقة، وأياديه الخبيثة، وعملاءَه المؤهلين، وصارت أجهزة اليمن الأمنية والاستخبارية أقوى وأصلب وأمتن مما كان يظن العدو الأمريكي أن يصل إليه، وما أشبه هذه الدعوات بنصائح الثعلب ووعظه.
• ورداً عليه نقول: إننا كيمنيين مستعدين للتضحية بأنفسنا وحتى أولادنا فداءً لقيادتنا الشريفة، وقادتنا النبلاء، الذين لم يتخلوا عنا يوماً، ولن يفعلوا مستقبلاً، بل إنهم مستعدون – أيضاً – لتقديم أرواحهم فداءً لهذا الشعب العظيم، فكيف يتصور الأمريكي أن قيادة لديها مثل هذا الشعب العظيم، الذي تكفيه إشارة من يد قائده ليخرج بالملايين، في مئات الساحات، على مستوى عموم الجمهورية، أن تتخلى عنه يوماً ما، وتهرب -كما تروّجون- إلى بر الأمان..
في المقابل، كيف لشعب عظيم كهذا الشعب اليمني، الذي أبهر العالم بتكاتفه وتآزره، وقوته وجرأته وشجاعته، ونخوته وإبائه وشهامته، وعروبته وإيمانه وإسلامه، أن يتخلى عن قيادته التي تستحقه ويستحقها، ولا تكون إلا لمثله، ولا يكون إلا لمثلها..
بكلمة مختصرة: الشعب والقيادة يد واحدة، فلا تضره إعلاناتكم.
وإن كنتم تعتمدون على الصدفة والحظ، فالخائن أعجز من أن يقدم لكم ما يفيدكم في استهداف القيادات، وبعض من يقدم لكم معلومات ليس سوى ممن يريد الانتقام من خصم هنا أو هناك، لمشاكل أرض أو تجارة أو مصالح أخرى، فيقدم لكم موقع خصمه، كما حدث في ضرب (حي شعوب).. أما القيادات، فهناك أجهزة أمنية مدربة وذات خبرة ميدانية، تتحدى كل إمكانياتكم، تقف خلف وحول كل قادتنا الشرفاء النبلاء البواسل، الذين لا ولن يرعبهم كل طغاة الأرض، والذين سنفديهم بدمائنا، ولتشربوا البحر قبل أن تغرقوا فيه، بقوة الله وتأييده لهذا الشعب وهذه القيادة الحكيمة النبيلة الشجاعة.
• ختاماً: لن يصدقني البعض إن قلتُ إن دعوة السيد القائد هي من أخرج المتظاهرين، في كافة أنحاء العالم، إلى شوارع مدنهم في كل قارات الأرض، بعد أن كانت قد خمدت وخرست وهمدت، فإذا بها تعود من جديد، بعد آخر خطاب ألقاه السيد القائد حفظه الله، وبهذا أصر على أن السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي أصبح قائداً عالمياً، يصغي له كل أحرار العالم، ويرون فيه الحل لكل مشاكل العالم، ومآسيه، التي زجها فيها جنود الشيطان، الذي كان رمزاً لتظاهرات غربية واضحة التعبير عن مشهد يقرأ بواطن الأمور مباشرة، لا ينساب عفوياً على قشرة الأحداث، بل يستقرئ العمق، ويسير وفق وعيه وعقليته الفاحصة لأغوار الحدث وتداعياته، على الساحة الدولية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي العربية والعالمية صورا للشمس، التقطت من مراصد فضائية خاصة مرصد الشمس وغلافها التابع لوكالتي الفضاء الأميركية والأوروبية، تبين جرما مجنحا كبيرا يقف إلى جوار الشمس، مما أثار الجدل حول الأمر.
في الصور الملتقطة من مرصد الشمس وغلافها، تظهر الشمس مغطاة تماما بأداة تسمى الإكليلوغراف، وهي مصممة خصيصا لحجب قرص الشمس الساطع حتى يتمكن العلماء من رؤية الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس.
وذلك يشبه أن تمد يديك أمامك لتحجب عن عينيك ضوء الشمس في يوم مشرق، كي تستطيع أن ترى أمامك، فقرص الشمس ساطع جدا، وإذا لم يُحجب، لن يستطيع التلسكوب رؤية الهالة الشمسية الرقيقة التي تحيط به، لأنها ستكون مغمورة في وهج الضوء.
على سبيل المثال في واحدة من أشهر صور مرصد الشمس وغلافها يُرى مذنبان يتحركان حول الشمس متجهين جنبا إلى جنب نحو هالة الشمس، وأحد هذين المذنبين بالأسفل قد تشوهت صورته ليصبح بشكل مجنح، هذه الظاهرة تتكرر كثيرا ويمكن لك بمتابعة صور المرصد أن ترى كثيرا منها.
لاحظ كذلك أن هناك عديدا من النقاط التي يظهر بعضها تشوها شبيها بسبب طبيعة الكاميرا.
ولكن كثيرا ما تظهر الصور الملتقطة بهذه الطريقة نقاطا غريبة الشكل، فقد تظهر مجنحة أو مشوهة، تعود هذه الأشكال إلى ظاهرة تُعرف باسم "تشبع جهاز اقتران الشحنة".
إعلانعندما يدخل جسم شديد السطوع، مثل كوكب الزهرة أو المشتري، مجال رؤية منظار التاج الخاص بمرصد سوهو، فإنه قد يُغرق مستشعر الكاميرا. يؤدي هذا إلى تسرب الشحنة الزائدة من البكسلات المشبعة إلى البكسلات المجاورة، مما يُشكل خطوطا أفقية أو "أجنحة" تمتد من المصدر الساطع. هذا أمر شائع في أجهزة استشعار التصوير الرقمي عند تصوير أجسام شديدة السطوع.
وتلتقط أجهزة المرصد صورا متكررة للكواكب والنجوم التي تمر عبر مجال رؤيتها. على سبيل المثال، غالبا ما يظهر كوكب الزهرة كجسم ساطع في هذه الصور، مما يؤدي إلى مظهره "المجنح" المميز بسبب تشبع جهاز اقتران الشحنات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك كثيرا من المؤثرات على حساسات كاميرا هذا النوع من المراصد، التي قد تظهر تشوهات أخرى في الصور، مثل اصطدامات الأشعة الكونية، حيث يمكن أن تصطدم الجسيمات عالية الطاقة بجهاز اقتران الشحنات، مما يُنتج بقعا أو خطوطا ساطعة لا علاقة لها بالأجرام السماوية الفعلية.
وقد تؤدي مشاكل نقل البيانات إلى فقدان أو تلف كتل الصور، مما يؤدي إلى أنماط أو أشكال غير عادية في الصور.
وكذلك يمكن أن تُنتج الانعكاسات الداخلية داخل الجهاز صورا شبحية أو شذوذا أخرى، خاصة عند إغلاق باب الحماية الخاص بالجهاز في أثناء إجراءات المعايرة.
ويجدر بنا في هذا السياق توضيح أن الأمر ليس جديدا، إذ لا تمر عدة أعوام إلا ويخرج أحدهم ليتحدث عن هذه الأجرام المجنحة ثم ينتقل للحديث عن نهاية العالم.
بدأ الأمر من جديد عام 2017، حينما ربط أحد منظري المؤامرة في الولايات المتحدة الأميركية، ويسمى ديفيد ميد بين نصوص دينية ونهاية العالم، وقال إنه تمكن من معرفة الموعد الدقيق لنهاية العالم، والذي سيكون في أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه راجع التاريخ لاحقا وقال إن التاريخ هو 23 سبتمبر/أيلول.
إعلانلم ينته العالم، ومن هنا تم ابتكار تبريرات إضافية، وفي هذا السياق، ادعى ميد أنه استخدم هندسة أهرامات الجيزة للتنبؤ بالموعد الدقيق لوصول كوكب مدمر إلى الأرض، الأمر الذي أدخل الحضارة المصرية القديمة في الحكاية.
في هذا السياق، ربط بعض منظري المؤامرة حول العالم بين الأجرام المجنحة في صور ناسا ورمز "الشمس المجنحة" في النقوش المصرية القديمة، والذي يظهر أجنحة حورس، الذي يمثل السلطة المطلقة لإله الشمس.
جاء ذلك كله في سياق خرافة علمية شهيرة تدعي اقتراب جرم أو كوكب ضخم من الأرض بغرض تدميرها، إذ قال زكريا سيتيشن، وهو كاتب أميركي من أصول روسية قبل نحو 20 سنة، إن الفضائيين زاروا الأرض قبل آلاف السنين، وأخبروا السومريين بأسرار علم الفلك، ومنها أن كوكبا يدعى "نيبيرو" يقترب من الأرض وقد يصطدم به قريبا، وفقا لتفسير سيتيشن للنصوص الدينية القديمة لبلاد ما بين النهرين، فإن نيبيرو يمر كل 3600 عام.
كان سيتيشن يرى أن الكائنات الفضائية هي من وضعت البشر على سطح الأرض، وأن آلهة بلاد ما بين النهرين القديمة كانوا رواد فضاء من كوكب "نيبيرو".
خرافة نيبرومع انتشار الإنترنت، انتقلت هذه الخرافات العلمية إلى العالم العربي، وتحول "كوكب نيبرو" إلى أسماء أخرى، مثل "النجم الطارق" و"كوكب سقر"، بغرض جمع اهتمام الناس.
ومن وجهة نظر فلكية، لا يمكن أن يقترب أحد الكواكب بهذا الشكل من الأرض من دون أن ندرك وجوده، حيث سيكون منيرا في السماء لعدة أشهر أو حتى سنوات قبل وصوله، مثلما تفعل كواكب مثل المشتري أو زحل طوال العام.
يعني ذلك أن كوكب نيبرو كان ليُرى في تلسكوبات هواة الفلك في العالم أجمع، وليس الوكالات الفضائية فقط، فأي شخص يمتلك تلسكوبا متوسطا، مثل كاتب هذا الكلام وآلاف مثله في الوطن العربي فقط، يمكن ببساطة أن يلاحظ وجوده.
من جانب آخر، فإن مرور كوكب كبير نسبيا بين الكواكب الأخرى كان ليؤثر بوضوح شديد في مداراتها، بحيث يتمكن الفلكيين وهواة الفلك في كل العالم من ملاحظة ذلك من مسافات بعيدة جدا، وبالتالي فإن "نيبيرو" من المؤكد أنه ليس حتّى ضمن الكواكب الثمانية للمجموعة الشمسية.
إعلان