ضغط عسكري متزايد على آخر معقل للجيش في دارفور.. الدعم السريع يصعد في الفاشر ويستهدف مخيمات النازحين
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
البلاد – الخرطوم
في تصعيد خطير للنزاع في إقليم دارفور، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، آخر معقل رئيسي للجيش السوداني وحلفائه في الإقليم، في محاولة لإحداث تقدم عسكري يُمكّنها من فرض شروطها على طاولة التفاوض، أو الدفع نحو سيناريو الانفصال وفرض أمر واقع جديد من داخل الإقليم.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، أمس (الأحد)، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 320 قتيلًا وجريحًا، إثر تجدّد الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبّر عن صدمته إزاء التقارير عن مقتل نحو 100 مدني و9 من موظفي الإغاثة الدولية في هجمات نُسبت لقوات الدعم السريع على مخيمات النازحين غربي السودان.
وفي سياق متصل، قالت التنسيقية إن الدعم السريع ارتكب “مجزرة عرقية” بعد سيطرته على مدينة أم كدادة، حيث صفّى 56 مدنيًا، وارتكب انتهاكات واسعة بحق السكان، وأجبر الأهالي على النزوح القسري، مع تعطيل كامل لشبكات الاتصال.
من جهته، كشف بابكر حمدين، وزير الصحة في إقليم دارفور، أن قوات الدعم السريع أحرقت 64 قرية بالكامل حول الفاشر، واستهدفت الكوادر الطبية، وأخرجت معظم المستشفيات من الخدمة، مشيرًا إلى أن المدينة تشهد حصارًا خانقًا منذ نحو عام، وسط ظروف إنسانية “بالغة البؤس”.
ووصف حمدين ما يجري بـ “الإبادة المنسية”، مؤكدًا شبه انعدام الغذاء والدواء، ونزوحًا واسع النطاق من معسكر زمزم إلى داخل مدينة الفاشر، التي باتت بدورها عاجزة عن استيعاب الأعداد الهاربة.
وطالب حاكم دارفور، مني أركو مناوي، المجتمع الدولي بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، قائلًا إن “الأدلة كافية ولا تحتمل الشك”.
ويقول مراقبون إن تصعيد ميليشيا الدعم السريع في الفاشر يهدف إلى كسر صمود الجيش وتحقيق مكاسب ميدانية سريعة قبل أي تسوية محتملة، أو الانتقال نحو الخطة البديلة، وهي فرض السيطرة الكاملة على دارفور وإعلان حكومة موازية من داخلها.
وفي ظل تعاظم المعاناة الإنسانية واتساع رقعة الجرائم، تزداد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك، غير أن الفاشر لا تزال تنزف بصمت وسط تواطؤ الصمت العالمي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
الفاشر- أطلق ناشطون سودانيون حملة إنسانية واسعة بعنوان "أنقذوا الفاشر.. أغيثوا الفاشر" تهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان التي ترزح تحت حصار عسكري مشدد منذ أكثر من عامين.
وتأتي الحملة وسط تصاعد أزمة الجوع وانعدام الإمدادات، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتحولها إلى سلاح حرب يستخدم ضد المدنيين، وفقا لشهادات محلية وصفها مراقبون بأنها "إبادة بطيئة".
وتخضع المدينة لحصار خانق من قوات الدعم السريع أدى إلى شلل في الحياة اليومية واختفاء شبه كامل للمواد الغذائية والسلع الأساسية، ووصف الناشطون الوضع بأنه "أسوأ موجة تجويع ممنهجة يشهدها السودان منذ عقود"، وسط تجاهل دولي لما يجري على الأرض.
تجويع مبرمجوعبر منصات التواصل الاجتماعي يسعى منظمو حملة "أنقذوا الفاشر" إلى إحداث ضغط شعبي وإعلامي من داخل وخارج السودان، وتحريك الرأي العام الدولي تجاه ما يحدث بهدف فتح ممرات إنسانية عاجلة، والسماح بإدخال الغذاء والدواء للمحاصرين قبل أن تقع كارثة أكبر.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال أحد منظمي الحملة الصحفي الدكتور محمد سليمان أتيم إن "ما يجري لا يقتصر على العزلة العسكرية، بل هو عملية تجويع مبرمجة تهدف إلى خنق حياة المدنيين".
وأضاف أن "السكان باتوا يقتاتون على الأمباز، وهو علف مخصص للحيوانات، وقد أوشك على النفاد، ولا أسواق ولا أغذية، ولا إمكانية لشراء شيء حتى لو توفر المال".
بدوره، أكد الناشط الحقوقي إدريس إسحاق للجزيرة نت أن الأطفال أصبحوا أكثر الفئات تضررا من الجوع، وانتشرت حالات سوء التغذية، وغابت التغذية العلاجية ومعظم الخدمات الصحية، وقال "طفولة الفاشر أُجهضت قبل أن تبدأ أجساد الأطفال تذبل أمام أعيننا".
وذكر إسحاق أن المستشفى الوحيد الذي يعمل في المدينة خلا من الأدوية، مما جعل الطواقم الطبية تلجأ إلى الوصفات التقليدية، مضيفا "نواجه أمراضا مزمنة كالسكري والضغط دون أدنى وسائل علاج، والوضع الصحي في المدينة ينذر بكارثة وشيكة".
وفي السياق، طالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أمس الاثنين بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأوضاع في الفاشر، منتقدا ما سماه "برود" الدولة في التعامل مع الأوضاع المأزومة هناك.
إعلانوقال مناوي في تصريح صحفي عقب اجتماع للكتلة الديمقراطية في بورتسودان إن الفاشر محاصرة لأكثر من عام، وشعبها وقف بصمود وكرامة حتى الآن "لكن هناك برود شديد في التعامل مع المدينة من كثير من الاتجاهات والمنظومات، وحتى من الدولة نفسها، خاصة بعد خروج الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة، بعد أن تكاتفت الأيادي وأخرجته من كل المناطق".
وأضاف "يجب أن تُنقذ الفاشر ودارفور، وأن ندفع بنفس الروح وذات القوى لتحرير كل شبر من الأرض".
وكشفت وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور عن وفاة أكثر من ألفي طفل بمرض الحصبة منذ اندلاع الحرب في الإقليم، في حين سُجلت 31 إصابة جديدة خلال الأسبوع الماضي في محليتي طويلة وأمبرو.
وذكرت الوزارة في تقرير نشر على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك أن الوضع الوبائي في الولاية يشهد تدهورا مقلقا، مشيرة إلى وفاة 17 شخصا بمرض الكوليرا خلال الأسبوع نفسه، إلى جانب تسجيل 801 إصابة جديدة، وسط نقص حاد في الأدوية والمعقمات وتراجع شبه كامل في خدمات الرعاية الصحية.
وتفاعل مغردون مع الأخبار المتزايدة التي تفيد بتفشي وباء الكوليرا وتمدده من مدينة طويلة الواقعة على بعد 68 كيلومترا غرب الفاشر وتخضع لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور نحو مناطق جبل مرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال للجزيرة نت إن الإحصائيات أظهرت انتشار المرض إلى مناطق أخرى مثل قولو في أعالي جبل مرة، ومخيمات السلام وعطاش بولاية جنوب دارفور.
وأوضح أن منطقة طويلة سجلت اليوم الثلاثاء 2145 إصابة بالكوليرا، بينها 40 وفاة، بالإضافة إلى 207 حالات في مراكز العزل.
وتراوح معدل الإصابات اليومية بين 100 و208 حالة، في حين سجلت منطقة قولو في جبل مرة 23 إصابة و7 وفيات.
وأشار رجال إلى أن المرض ينتشر الآن في مخيمات كلمة وعطاش والسلام، وسط تلوث مياه الشرب وانعدام الصرف الصحي، لافتا إلى أن النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررا.