اقتراح ميقاتي بتثبيت اتفاق الهدنة... هل يُحقّق انسحاب إسرائيل؟
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
كتبت سابين عويس في " النهار": قبل خروجه من السلطة، تمكّن الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي من إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، لم تتسنّ له مواكبة تطبيقه، مع عملية إعادة تكوين السلطة التي أعقبت هذا الاتفاق، بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. وبالرغم من مرور نحو أربعة أشهر على توقيعه، لا يزال لبنان يواجه عقبة استمرار إسرائيل في احتلال خمس نقاط في الجنوب، مع مواصلتها اعتداءاتها اليومية، خارقة بذلك بنود الاتفاق التي تنص صراحة على انسحابها ووقف خروقاتها، بذريعة أن "حزب الله" لا يزال يمتلك أسلحة تهدّد أمن إسرائيل، وأن الجيش اللبناني غير قادر على الانتشار على كامل أراضي الجنوب، بما فيها شمالي الليطاني، بعدما استكمل انتشاره في جنوبيه، وبقي شماليه موضع جدل وإشكالية حيال ما ينص عليه اتفاق وقف النار.
وفي الوقت الذي يسعى فيه لبنان إلى تأكيد التزامه تنفيذ الاتفاق، كما القرار الدولي 1701، جاء الاقتراح الأميركي بتشكيل لجان سياسية ليزيد من إشكالية الوضع القائم ويحرج السلطات اللبنانية حيال قدرتها على التنفيذ. وقد حرصت الحكومة، كما رئيس الجمهورية، على إعلان رفضهما تشكيل لجان ترمي في ظاهرها إلى تطبيق الاتفاق، ولكنها تضمر في جوهرها فتح تفاوض مباشر مع إسرائيل، فيما أعلن رئيس الجمهورية عزمه على إطلاق حوار ثنائي مع الحزب، بطريقة توفر على البلاد خوض أي مواجهة من أي نوع حول ملف السلاح.
منذ خروجه من السرايا، لم يتوقف ميقاتي عن مواكبة التطورات السياسية عبر مروحة دائمة من الاتصالات، دفعته ربما إلى إحياء اتفاق الهدنة الموقّع مع إسرائيل عام 1948، مقترحاً تشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت هذا الاتفاق على نحو يجعل الانسحاب الإسرائيلي تلقائياً إلى ما وراء الحدود. ويلتقي ميقاتي في هذا الطرح مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يرى في هذا الاتفاق إمكانية للحل على قاعدة تحويل هذا الاتفاق من هدنة إلى وقف نهائي للحرب. لكنه في المقابل يدرك أن تحقيق هذا الأمر لا يمكن أن يتم من دون ضمانات دولية أو أممية من أجل ضمان حصول استقرار طويل الأمد على الحدود الجنوبية.
مصادر ميقاتي تؤكد أنه ليس جديداً، وهو كان قد طرحه في عام 2023 من الصرح البطريركي عندما قال إن الحل موجود للوضع في الجنوب، ويكمن في تنفيذ القرارات الدولية من اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل إلى القرار 1701، مؤكداً استعداده للالتزام بالتنفيذ شرط أن يلتزم الجانب الإسرائيلي وينسحب، حسب القوانين والقرارات الدولية من الأراضي المحتلة.
يعتقد ميقاتي أن لا حلول بديلة لتلافي اللجان الأميركية الثلاثة إلا بالذهاب إلى لجنة تقنية أمنية. ثمة من يطرح أسئلة حول مدى قبول الحزب باقتراح مماثل وهل من مصلحة لديه بالقبول بالعودة إلى اتفاق الهدنة، وهل يمكن أن يغني مثل هذا الاقتراح، إذا ما طبق، عن سحب سلاح الحزب، علماً بأن لا كلام دولياً أو أميركياً أو أممياً لا يلحظ نزع السلاح شرطاً أساسياً في أي قرار أو إجراء يرمي إلى سحب إسرائيل من المواقع المحتلة. مواضيع ذات صلة ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تايلاند تتهم كمبوديا بخرق الهدنة وتواصل القتال الحدودي رغم اتفاق وقف إطلاق النار
اتهم الجيش التايلاندي، الثلاثاء، القوات الكمبودية بخرق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الاثنين، بعد اتفاق توصل إليه الجانبان بوساطة ماليزية لإنهاء اشتباكات دامية استمرت خمسة أيام على طول المناطق الحدودية المتنازع عليها، في وقت أُعلن فيه تأجيل اجتماع كان مقرراً بين قادة جيشي البلدين.
وقال نائب المتحدث باسم الجيش التايلاندي، ريتشا سوكسوانون، في بيان، إن القوات الكمبودية "انتهكت الهدنة فور دخولها حيز التنفيذ"، مشيراً إلى أن اشتباكات مسلحة اندلعت في منطقة "فو ماكوا" واستمرت حتى صباح الثلاثاء، قبل أن تتوسع إلى منطقة "سام تايت" حيث استمر القتال حتى الساعة 5:30 فجراً بالتوقيت المحلي.
وأضاف أن "الجانب الكمبودي تسبب باضطرابات متعمدة في منطقة وقف إطلاق النار، ما اضطر القوات التايلاندية إلى الرد دفاعاً عن النفس"، في ما اعتبره "تحدياً واضحاً لروح الاتفاق ومحاولة لتقويض الثقة المتبادلة بين الطرفين".
وكانت تايلاند وكمبوديا قد اتفقتا، أمس الاثنين، على "هدنة فورية وغير مشروطة" خلال محادثات سلام استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور، وذلك لإنهاء القتال الذي اندلع منذ الخميس الماضي بسبب نزاع طويل الأمد حول معابد أثرية على امتداد الحدود المشتركة، البالغ طولها نحو 800 كيلومتر.
نفي كمبودي وتأكيد على التهدئة
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الكمبودية صحة الاتهامات التايلاندية، وقالت المتحدثة باسمها، مالي سوتشيتا، إنه "لم تقع أي اشتباكات مسلحة بين الجانبين في أي من المواقع الحدودية"، مؤكدة التزام بلادها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، قال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن "الجبهة هدأت بشكل ملحوظ منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ منتصف الليل"، داعياً إلى ضبط النفس وتثبيت الاستقرار في المناطق الحدودية.
وفي تطور لافت، أُعلن صباح الثلاثاء عن تأجيل اجتماع كان من المقرر أن يجمع قادة جيشي تايلاند وكمبوديا عند الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، دون تحديد موعد بديل حتى الآن، بحسب ما أفاد به متحدث باسم الجيش التايلاندي لوكالة "رويترز".
وأوضح المتحدث باسم الحكومة التايلاندية، جيرايو هوانجساب، للصحفيين أن "الجيشين لم يتوصلا بعد إلى اتفاق على مكان انعقاد الاجتماع، خاصة بعد تأجيل لقاءات تمهيدية بين بعض القادة العسكريين"، مشدداً على أن بانكوك ما تزال ملتزمة بخيار الحوار لاحتواء الأزمة.
وأشار هوانجساب إلى أن الحكومة التايلاندية تعتزم إبلاغ كل من الولايات المتحدة والصين – اللتين حضرتا كمراقبين في مفاوضات وقف إطلاق النار – بما وصفها بـ"الانتهاكات الكمبودية الخطيرة" منذ بدء سريان الهدنة، ما ينذر بإمكانية تدويل المسألة في حال استمرار الخروقات.
وكانت الاشتباكات الحدودية التي اندلعت الخميس الماضي قد أسفرت، عن مقتل ما لا يقل عن 38 شخصاً، بحسب مصادر رسمية، فيما أدت المعارك والقصف المتبادل إلى نزوح ما يقارب 300 ألف شخص من منازلهم في المناطق الحدودية، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية.