حماس تنعى البابا فرنسيس وتثمّن مواقفه الداعمة لفلسطين
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
نعت حركة حماس ، اليوم الإثنين، 21 إبريل 2025، وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة في خدمة القيم الإنسانية والدينية.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي
تتقدّم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وإلى عموم المسيحيين، في وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة في خدمة القيم الإنسانية والدينية.
لقد كان للبابا الراحل فرانسيس مواقف مشهودة في تعزيز قيم الحوار بين الأديان، وفي الدعوة إلى التفاهم والسلام بين الشعوب، ونبذ الكراهية والعنصرية، حيث عبّر في أكثر من مناسبة عن رفضه للعدوان والحروب في العالم، وكان من الأصوات الدينية البارزة التي نددت بجرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة .
إننا في حركة حماس، وإذ نثمّن مواقفه الأخلاقية والإنسانية، نؤكد على أهمية مواصلة الجهود المشتركة بين أصحاب الرسالات السماوية والضمائر الحيّة في مواجهة الظلم والاستعمار، ونصرة قضايا العدالة والحرية وحقوق الشعوب المظلومة.
حركة المقاومة الإسلامية – حماس
الإثنين:: 22 شوال 1446هـ
الموافق: 21 نيسان/ أبريل 2025م
الموقع الرسمي - حركة حماس
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين نادي الأسير يكشف عن تصاعد جرائم ممنهجة وتدهور صحي بحق الأسرى الوزيران قنديل وأبو زيد يفتتحان ورشة تدريبية حول نظام إدارة الأداء الوظيفي مصر تُعقّب على دعوات منظمات استيطانية إسرائيلية لتفجير "الأقصى" الأكثر قراءة الصليب الأحمر: الوضع في غزة جحيم على الأرض ومكاتبنا استهدفت بشكل مباشر حماس: مستعدون لإطلاق سراح كافة الرهائن وهذه هي المشكلة "الملك سلمان للإغاثة" يدشن في الأردن برنامج "سمع السعودية" للأطفال الفلسطينيين في غزة الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
لنا وطن نحلم به.. لا يشبه ما صنعته الأنظمة
في كل خريطة رسمتها الدول، كان هناك دوما صوتٌ غائب: صوت الشعوب. طوال عقود، احتكرَت النخب السلطوية تعريف الوطن، وحوّلت المفهوم من "عقد اجتماعي" جامع، إلى "أمن قومي" مصمَّم لحماية النظام لا الإنسان.
في هذا السياق، جرى تفريغ فكرة الوطن من مضمونها التحرري، لتُصبح أداة ضبط، لا أفقا للتحرر. لكن الشعوب -كما التاريخ- لا تخضع دائما لما يُكتب في كتب الجغرافيا السياسية.
منذ انطلقت قافلة الصمود إلى غزة، ذلك الحراك الشعبي العابر للحدود، والمبني على مبادرة مدنية خالصة، تكشّف ما هو أعمق من التضامن الإنساني: نحن إزاء تحوّل في المزاج السياسي الجمعي، ليس فقط إدانة للاحتلال، بل أيضا إدانة للصمت العربي، وللركود الذي فرضته علينا أنظمة ما بعد الاستعمار، بأن فلسطين مجرد "رمز" لا "قضية"، وبأن الحلم المشترك رفاهية غير واقعية.
لكن ماذا لو أن الخيال السياسي الذي تهابه الأنظمة، هو بالضبط ما تحتاجه الشعوب لتنجو من انسداد الأفق؟
الدولة ضد الخيال
الدولة العربية، كما تشكّلت بعد سايكس-بيكو، لم تُبنَ على الإرادة الشعبية، بل على تقاطع المصالح الاستعمارية مع نخب محلية طامحة للاستقرار أكثر من العدالة.
من هنا، تحوّل مفهوم "الاستقرار" إلى عقيدة أمنية، لا إلى ضمان اجتماعي. وحين رفعت الشعوب شعار "الحرية"، رُدّ عليها بـ"الفوضى"، وكأن الحلم ذاته تهديد.
إن قافلة الصمود، بهذا المعنى، تُعيد تعريف "السياسة" لا كحقل احترافي مغلق، بل كفعل جماعي مُحرِّك. هي تطرح سؤالا لم يعد يُمكن للأنظمة تفاديه:
هل يمكن أن يُبنى وطن دون أن يحلم شعبه؟
وهل يُمكن أن يُدار الحاضر دون أن تُستعاد فلسطين كمحرّك أخلاقي وتاريخي لتجديد المشترك العربي؟
اللحظة الغزّاوية: ما بعد التسييس
إن ما رأيناه من مرافئ المغرب، وميادين تونس، وطرقات اليمن، ليس فقط عودة إلى فلسطين، بل عودة إلى الذات الجماعية. لقد خرجت الشعوب عن الدور الذي رسمته لها الأنظمة: المتفرّج، أو "الضامن الصامت". وها هي تعود -على نحو غير مركزي- لتقول: نحن هنا.. ولسنا جزءا من خطاب "الواقعية" الذي يبرر كل خذلان.
هذه اللحظة الغزّاوية، التي فجّرتها قافلة مدنية كسرت الحصار بالفعل قبل أن تصل إليه، تفتح بابا على ما أسماه المفكر طارق البشري "الخيال السياسي النظيف"؛ ذلك الخيال الذي لا تُشوّهه السلطة، ولا تُجهِضه حسابات موازين القوى المؤقتة.
تحرير المفهوم: ما الوطن إذا؟
الوطن، كما تطرحه الشعوب اليوم، ليس "الدولة" فقط، بل هو المجال الرمزي الذي نعيد فيه التفاوض على معنى الكرامة، السيادة، والانتماء. فإذا كانت الأنظمة قد شيّدت وطنياتها على وهْم "التطبيع"، فإن الشعوب تُشيّد وطنيتها من جديد على واقع "الانحياز".
نحن لا نرفض الدولة كفكرة، بل نرفضها حين تتحوّل إلى سلطة أمنية شمولية، وحين تَستخدم أدواتها التشريعية والإعلامية لتقييد الخيال السياسي، ولتجريم الحلم باسم "الاستقرار".
لهذا، فقافلة الصمود إلى غزة لم تكن فقط جسرا إلى فلسطين، بل كانت جسرا إلى وطن جديد: وطن لا يشبه ما صنعته الأنظمة، ولا يكتبه الحاكم بخطاب رسمي، بل تكتبه الشعوب في الشوارع، وعلى لافتات الأمل، وفي عيون الذين لم ينتظروا إذنا كي يقولوا: نريد وطنا يُشبهنا.