التهجير الناعم.. تحذيرات من حملات إسرائيلية خفية لتفريغ غزة عبر التضليل النفسي
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تحذيرًا بالغ الخطورة من أساليب إسرائيلية "خبيثة" جديدة، لا تتخذ شكل القصف أو الاجتياح؛ بل تعتمد على التضليل النفسي والتقنيات الاستخباراتية الناعمة، بهدف دفع الفلسطينيين إلى مغادرة وطنهم طواعية، فيما يشبه تهجيراً ناعماً تحت عباءة "الإغراء الإنساني".
وفقًا لبيان الداخلية، فإن أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي بدأت مؤخراً باستخدام أساليب غير تقليدية للتأثير على وعي الفلسطينيين في القطاع.
والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية باتت وسيلة للاختراق، حيث يدّعي المتصلون أنهم يمثلون جهات قادرة على "تسهيل سفر المواطنين إلى الخارج"، خصوصاً في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والصحية، وانسداد الأفق أمام سكان القطاع المحاصر.
وتأتي هذه الحملة في سياق استغلال المعاناة الإنسانية، وتوجيهها نحو هدف سياسي واضح: تفريغ غزة من سكانها تدريجياً، في خطوة تُفسَّر على أنها محاولة للالتفاف على القانون الدولي وخلق واقع ديمغرافي جديد يخدم المشروع الصهيوني.
تحذير وتأكيد على الثوابتفي ردها، شددت وزارة الداخلية على ضرورة عدم التفاعل مع هذه الرسائل، محذرة من الوقوع في فخاخ الخداع والمساومة. كما أكدت أنها ستتخذ إجراءات قانونية بحق أي مواطن يثبت تعاونه مع هذه الحملات، في محاولة لردع الاستجابات الفردية التي قد تتحول إلى ثغرات أمنية واجتماعية.
وأشارت الوزارة إلى أن ما عجزت عنه آلة الحرب الإسرائيلية خلال شهور طويلة من القصف والتدمير، تحاول تحقيقه اليوم بطرق نفسية ممنهجة. لكنها أكدت أن "شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته قادر على إحباط مخططات الاحتلال"، مكررة الإيمان بالثبات والصمود بوصفهما الخيار الوحيد في وجه محاولات الإبادة والاقتلاع.
جريمة قانونية وإنسانية مزدوجةتصف وزارة الداخلية هذه المحاولات بأنها "جريمة مركبة"، تنتهك القوانين الدولية التي تجرم التهجير القسري، سواء كان عبر القوة العسكرية أو بالإكراه غير المباشر. كما طالبت المجتمع الدولي بالخروج من دائرة الصمت، والضغط على الاحتلال لوقف هذه الممارسات التي تُعدّ انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية للمدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أكدت الداخلية أن "حرية السفر والتنقل حق إنساني مكفول"، ولكن ما يحدث ليس سوى توظيف لهذا الحق بطريقة ملتوية تهدف إلى دفع الناس إلى الهروب من ظروف مستحيلة، صُنعت عمداً لتمهيد الأرض لمشروع التهجير.
مأساة ممتدة ومعبر مغلقلم يغب الجانب الإنساني عن البيان، حيث دعت الوزارة إلى فتح معبر رفح البري، وتسهيل سفر الجرحى والمرضى، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العالقة على الجانب المصري، والتي يمكن أن تخفف من حدة الكارثة المتفاقمة. وهذا يعكس فشلاً مزدوجاً، سواء في تخفيف الحصار من قبل المجتمع الدولي أو في الاستجابة الكافية من الدول العربية المجاورة.
خلفية الصراع.. أرقام مأساويةالتحذير من الحملات "الناعمة" يأتي في سياق استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس الماضي، بعد هدنة مؤقتة. ومنذ ذلك التاريخ، قُتل ما لا يقل عن 1827 شخصاً، ما يرفع حصيلة القتلى الإجمالية منذ بدء الحرب إلى أكثر من 51 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التي تديرها حركة "حماس".
هذه الأرقام تعكس مدى الكارثة الإنسانية التي يعانيها القطاع، وتقدم بيئة مثالية لمخططات الاحتلال، التي باتت تدير الحرب بمزيج من السلاح والمعلومة والضغط النفسي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصراع الأرقام القتلى
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أممية .. 23 شهيدًا و124 جريحًا جراء عمليات إنزال المساعدات غير الآمنة
أسفرت عمليات الإنزال الجوي حتى الآن عن استشهاد 23 شخصًا وإصابة 124 آخرين منذ بدء الحرب، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
وقالت دائرة الإعلام الحكومي في غزة، السبت، إن عمليات إسقاط المساعدات الجوية تؤدي إلى تفاقم المجاعة في ظل الحصار القاتل الذي يفرضه الاحتلال. وأفادت باستشهاد 23 شخصًا وإصابة 124 آخرين منذ بدء الحرب.
ويقول المسؤولون إن معظم عمليات الإنزال الجوي تقع في مناطق خاضعة للاحتلال الإسرائيلي أو في أحياء تم إخلاؤها قسرًا، مما يعرض الذين يقتربون منها للاستهداف المباشر.
وفي العام الماضي، سقطت طرود مساعدات في البحر، مما أدى إلى غرق 13 فلسطينيًا.
وحثت دائرة الإعلام الحكومي على إيصال المساعدات بشكل آمن وكافٍ عبر المعابر البرية، وخاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية والإمدادات الطبية، متهمة "إسرائيل" بـ"هندسة المجاعة والفوضى"، ومحملة "إسرائيل" والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة، ومطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات دون قيود.
وحذّرت وكالات الأمم المتحدة من أن غزة تجاوزت الآن عتبة المجاعة وفقًا لمؤشرات رئيسية.
وخلص تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) للفترة من مايو إلى سبتمبر 2025 إلى أن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، حيث يواجه نحو نصف مليون شخص خطر المجاعة. وأفادت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي بارتفاع حاد في معدلات هزال الأطفال مع انعدام التغذية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع حاد في الوفيات الناجمة عن سوء التغذية.