د. عماد أبو الدهب لـ "الفجر": حلم التميز العلمي يتحقق في جامعة حلوان
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
في إطار سعي الجامعات المصرية إلى تعزيز مكانتها العلمية والبحثية إقليميًا ودوليًا، تواصل جامعة حلوان جهودها الحثيثة لدعم منظومة الدراسات العليا والبحث العلمي، انطلاقًا من رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق التميز الأكاديمي والمساهمة الفاعلة في خدمة قضايا المجتمع. ومن هذا المنطلق، تلعب إدارة الدراسات العليا والبحوث دورًا محوريًا في تطوير الأداء البحثي، ودعم الباحثين، وتحفيز الابتكار العلمي داخل الجامعة.
وفي هذا السياق، أجرينا حوارًا موسعًا مع الدكتور عماد أبو الدهب، نائب رئيس جامعة حلوان للدراسات العليا والبحوث، الذي استعرض خلاله ملامح الخطة الطموحة التي تتبناها الجامعة للنهوض بالبحث العلمي، وآليات دعم الطلاب والباحثين، إلى جانب الجهود المبذولة لتعزيز الشراكات البحثية مع المؤسسات الوطنية والدولية. كما تطرق الحوار إلى البنية التحتية البحثية المتطورة بالجامعة، والمبادرات التي أطلقتها لدعم التميز البحثي وتشجيع النشر العلمي الدولي.
في السطور التالية، نفتح نافذة شاملة على واقع البحث العلمي بجامعة حلوان، وطموحاتها المستقبلية، والتحديات التي تواجهها، من خلال رؤية متكاملة يقدمها لنا د. عماد أبو الدهب بخبرته الأكاديمية الواسعة.
يُعد الدكتور عماد أبو الدهب واحدًا من القامات العلمية البارزة في مصر، إذ يمتلك سجلًا أكاديميًا حافلًا بالإنجازات في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي. يشغل حاليًا منصب نائب رئيس جامعة حلوان للدراسات العليا والبحوث، حيث يقود جهودًا حثيثة لتطوير منظومة البحث العلمي وتعزيز مكانة الجامعة على المستويين المحلي والدولي.
تخرج د. أبو الدهب في كلية العلوم بجامعة حلوان، وواصل مسيرته الأكاديمية حتى حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصه الدقيق، وتميز بأبحاثه الرصينة التي نشرت في كبرى الدوريات العلمية العالمية. كما تقلد عدة مناصب أكاديمية وإدارية بارزة، وأسهم في الإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، إلى جانب مشاركته الفاعلة في المؤتمرات الدولية.
يعرف عن د. أبو الدهب التزامه الشديد بدعم الطلاب والباحثين الشباب، وسعيه الدؤوب لتوسيع آفاق التعاون الدولي، واهتمامه الكبير بربط البحث العلمي بقضايا التنمية الوطنية، مما جعله رمزًا للتميز والابتكار في المجتمع الأكاديمي المصري.
س: بدايةً، كيف تصفون الدور الذي تلعبه جامعة حلوان في دعم البحث العلمي على مستوى مصر؟جامعة حلوان تمثل نموذجًا فريدًا ومتميزًا بين الجامعات المصرية، فهي تتسم بطابع أكاديمي متنوع يشمل مختلف المجالات العلمية والفنية والإنسانية. هذا التنوع يوفر للجامعة قاعدة واسعة للمساهمة في إثراء البحث العلمي على مستوى الدولة، ويجعلها أحد المحاور الأساسية الداعمة لتطور المشهد البحثي الوطني. نحن لا نكتفي بإنتاج أبحاث متخصصة، بل نركز أيضًا على التداخلات بين التخصصات المختلفة، مما يخلق فرصًا فريدة للابتكار وإيجاد حلول علمية تطبيقية تخدم احتياجات المجتمع المصري.
س: ما أبرز القطاعات الأكاديمية التي تمنح الجامعة هذا التميز البحثي الفريد؟تضم جامعة حلوان مجموعة واسعة من القطاعات الأكاديمية، تشمل مجالات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والسياحة والفنادق، بالإضافة إلى العلوم الطبية والصحية، والهندسية، والعلوم الأساسية. كل قطاع من هذه القطاعات يساهم بطابعه البحثي المتخصص، مما يمنح الجامعة قدرة فريدة على تغطية طيف متنوع من التخصصات البحثية. هذا التنوع يعزز من قدرة الجامعة على تقديم حلول علمية متكاملة وشاملة لمختلف القضايا المجتمعية.
س: كيف ينعكس هذا التنوع في القطاعات على نشاط الجامعة البحثي وإنتاجها العلمي؟التنوع الأكاديمي في جامعة حلوان ينعكس بشكل واضح ومباشر على نشاطها البحثي. كل كلية وكل قطاع أكاديمي يسهم بإنتاج علمي متميز في مجاله. هذا التعدد يثري البيئة البحثية بالجامعة، حيث تتيح التفاعلات بين مختلف التخصصات العلمية خلق مشروعات بحثية متعددة الأبعاد. نجد أن الأبحاث التي يتم إنجازها ليست أحادية النظرة، بل تعتمد على دمج الرؤى والخبرات المتعددة، مما يزيد من فعاليتها وتأثيرها العلمي والمجتمعي. وهذا يظهر في الكم والنوع في رسائل الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى الأبحاث المنشورة في مجلات دولية مرموقة.
س: بعيدًا عن الكليات، هل تمتلك الجامعة بنية تحتية بحثية تواكب هذا النشاط الأكاديمي المتنوع؟بالتأكيد. جامعة حلوان تولي اهتمامًا بالغًا بتطوير بنيتها التحتية البحثية. تمتلك الجامعة مراكز بحثية متخصصة مثل مركز النانوتكنولوجي، والمعمل المركزي، إلى جانب المعامل البحثية المتطورة المنتشرة داخل الكليات. هذه المراكز مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات التي تواكب المعايير العالمية في البحث العلمي. كما تتيح هذه البنية التحتية للباحثين والطلاب إجراء أبحاث متقدمة بجودة عالية، بما يدعم رسائل الماجستير والدكتوراه، ويعزز من فرص النشر العلمي في الدوريات المرموقة.
س: في ضوء هذه الإمكانيات، كيف ترى مساهمة جامعة حلوان في الارتقاء بمنظومة البحث العلمي بمصر؟جامعة حلوان تؤمن بدور البحث العلمي كقاطرة للتنمية الوطنية. من خلال تنوعها الأكاديمي وبنيتها البحثية الحديثة، تقدم الجامعة مساهمات فعالة في دعم أهداف الدولة البحثية. نحن نحرص على تحفيز الباحثين ودعمهم ماديًا ومعنويًا، ونشجع ثقافة الابتكار والإبداع العلمي. كما نركز على ربط الأبحاث العلمية باحتياجات المجتمع الفعلية، مما يجعل لنتائج الأبحاث أثرًا واقعيًا يسهم في تطوير القطاعات المختلفة.
س: ما هي أبرز الخطط والاستراتيجيات التي تعتمدها الجامعة لدعم وتشجيع البحث العلمي؟جامعة حلوان تعتمد استراتيجية متكاملة لدعم البحث العلمي. في مقدمتها إطلاق مبادرات سنوية تهدف إلى تحفيز المجتمع الأكاديمي وتشجيع روح التنافس الإيجابي. هذه المبادرات تشمل تنظيم مسابقات لاختيار أفضل الباحثين وأفضل الرسائل العلمية، بالإضافة إلى تكريم الكليات الأكثر تميزًا في الإنتاج البحثي. كما نحرص على تقديم دورات تدريبية متقدمة للباحثين لتنمية مهاراتهم، ونوفر بيئة تنافسية تشجع على الابتكار.
س: وما تفاصيل المبادرات السنوية التي تطلقونها لتكريم التميز البحثي؟تشمل هذه المبادرات تنظيم مسابقات بحثية سنوية يتم فيها اختيار أفضل باحث في الجامعة، وأفضل رسالة ماجستير، وأفضل رسالة دكتوراه. كما يتم تكريم الجهة الأكاديمية الأكثر نشرًا للأبحاث العلمية، بالإضافة إلى الباحثين الأفراد الأكثر نشاطًا في مجال النشر الدولي. تهدف هذه الجوائز إلى تسليط الضوء على الإنجازات العلمية وتحفيز باقي أعضاء المجتمع الأكاديمي على مضاعفة جهودهم البحثية.
س: هل تقتصر جهود الجامعة على الجوائز التقديرية فقط؟لا تقتصر جهود الجامعة على الجوائز التقديرية. بل توسعنا في تقديم جوائز إضافية مثل "جائزة الرواد" و"جائزة التفوق" لتكريم الباحثين المتميزين في مختلف القطاعات الأكاديمية، سواءً في الفنون أو العلوم الطبية أو العلوم الأساسية. كما نقدم دعمًا ماديًا مباشرًا للباحثين الذين يحققون إنجازات بحثية دولية بارزة.
س: هل توفر الجامعة دعمًا ماليًا مباشرًا للباحثين الذين يحققون إنجازات بحثية دولية؟بالتأكيد. لدينا سياسة تحفيزية واضحة تقوم على تقديم مكافآت مالية للباحثين الذين ينشرون أبحاثهم في مجلات دولية ذات معامل تأثير مرتفع، خاصة تلك المفهرسة ضمن قواعد بيانات "سكوبس" و"ويب أوف ساينس". هذه السياسة أسهمت بشكل ملحوظ في رفع جودة الأبحاث وزيادة معدلات النشر الدولي للجامعة.
س: كيف تقيّمون أثر الجوائز والحوافز على تطوير البحث العلمي في الجامعة؟لقد كان لهذه الحوافز أثر إيجابي بالغ على تطوير منظومة البحث العلمي بجامعة حلوان. لاحظنا زيادة ملموسة في عدد الأبحاث المنشورة، وتحسنًا في جودة النشر، بالإضافة إلى ارتفاع ترتيب الجامعة في التصنيفات الدولية. كما ساعدت هذه السياسات على خلق بيئة بحثية تنافسية نشطة تشجع على الابتكار والإبداع العلمي.
س: حدثنا عن جهود الجامعة في دعم وتمويل المشروعات البحثية، سواء عبر التمويل الخارجي أو من خلال آليات داخلية؟جامعة حلوان تتبنى مسارين رئيسيين لدعم المشروعات البحثية. الأول هو التمويل الخارجي من خلال برامج مثل "إيراسموس" والتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة البحث العلمي. أما المسار الثاني، فهو التمويل الداخلي من خلال "صندوق البحث العلمي" بالجامعة، الذي يمول مشروعات أعضاء هيئة التدريس والباحثين وفقًا للأولويات الاستراتيجية للجامعة. نحن نستثمر سنويًا نحو أربعة ملايين جنيه مصري لدعم هذه المشروعات.
س: ما المعايير الرئيسية التي تعتمدون عليها لاختيار المشروعات البحثية التي تحظى بالدعم؟نحن نركز على المشروعات التي تقدم حلولًا عملية لمشكلات المجتمع المصري، في مختلف القطاعات مثل الصحة والصناعة والبيئة. كما نولي أهمية خاصة للمشروعات التي تواكب خطة الدولة للبحث العلمي والتنمية المستدامة. يتم تقييم المشروعات بناءً على جدواها العلمية ومدى قابليتها للتطبيق العملي، بالإضافة إلى جودة الإنتاج العلمي المتوقع منها.
س: بالنظر إلى المجالات البحثية داخل الجامعة، ما أبرز القطاعات التي تشهد نشاطًا مميزًا؟القطاع الطبي يمثل أحد أنشط القطاعات البحثية في جامعة حلوان. كلية الطب، بالإضافة إلى كليات الصيدلة والتمريض، تحقق معدلات نشر بحثي مرتفعة بفضل الدعم الذي توفره المستشفيات الجامعية مثل مستشفى بدر الجامعي والمعامل البحثية المتخصصة. هذه الأبحاث تسهم بشكل مباشر في تحسين الخدمات الصحية وتطوير أساليب التشخيص والعلاج.
س: كيف تضمن الجامعة استمرارية تحديث وصيانة بنيتها التحتية البحثية؟تلتزم الجامعة بإجراء صيانة دورية شاملة لجميع المعامل والمراكز البحثية. كما نحرص على تجديد الأجهزة المعملية بشكل مستمر، وتزويد الكليات بأحدث التقنيات البحثية التي تلبي متطلبات الأبحاث العلمية المتقدمة. هذه الاستراتيجية تضمن توفير بيئة بحثية تواكب أحدث التطورات العلمية.
س: على مستوى الشراكات الوطنية والدولية، كيف تعمل جامعة حلوان على توسيع شبكة تعاونها البحثي والصناعي؟جامعة حلوان تشارك بفعالية في المبادرات الوطنية مثل مبادرة "التحالف والتنمية" التي تهدف إلى تطوير مشروعات بحثية بالتعاون مع المؤسسات الصناعية ومراكز الأبحاث. نسعى من خلال هذه الشراكات إلى تطوير نماذج أولية قابلة للتحول إلى منتجات محلية، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويقلل الاعتماد على الاستيراد. كما ننظم ورش عمل واجتماعات دورية بين كليات الجامعة وشركائنا الصناعيين لتعزيز هذه التعاونات.
س: أخيرًا، ما هو الطموح المستقبلي لجامعة حلوان في مجال البحث العلمي؟طموحنا هو أن تصبح جامعة حلوان واحدة من أبرز الجامعات البحثية على المستويين الإقليمي والدولي. نسعى إلى مواصلة دعم الباحثين، وتعزيز ثقافة الابتكار، وزيادة معدلات النشر الدولي، وتوسيع شبكة شراكاتنا البحثية. نؤمن أن البحث العلمي هو حجر الزاوية لتحقيق التنمية الشاملة، وسنواصل الاستثمار في بنيتنا التحتية البحثية وفي كفاءاتنا الأكاديمية لتحقيق هذا الهدف.
في ختام حوارنا مع الدكتور عماد أبو الدهب، تتجلى بوضوح الرؤية الطموحة التي تتبناها جامعة حلوان للنهوض بقطاع الدراسات العليا والبحث العلمي، وجعل الابتكار والمعرفة أدوات رئيسية في تحقيق التنمية المستدامة.
فقد أكد سيادته أن الجامعة تمضي بخطى واثقة نحو تهيئة بيئة بحثية محفزة، تدعم الإبداع العلمي، وتوفر للباحثين كافة الإمكانات اللازمة للتميز على المستويين المحلي والدولي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جامعة حلوان رئيس جامعة حلوان الدراسات العليا والبحوث الدكتور عماد ابو الدهب حوار مع الفجر الماجستیر والدکتوراه التحتیة البحثیة الدراسات العلیا البحث العلمی بالإضافة إلى جامعة حلوان الجامعة على د أبو الدهب من خلال جهود ا
إقرأ أيضاً:
حنيجل:جامعة السويس تقود مستقبل الصناعات الذكية في ممر القناة
يجري موقع "الفجر" حوارًا استراتيجيًا مع الدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس، في إطار التوجه الوطني لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وربط مخرجات البحث العلمي بالتنمية المستدامة.
يهدف الحوار إلى الوقوف على الدور الاستراتيجي والقيادي للجامعة في تنفيذ مشروع التحالف الخاص بالصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية. هذا المشروع، الذي يستهدف تعزيز محور قناة السويس والمنطقة الاقتصادية، يمثل نموذجًا للتعاون الفعّال بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي.
نسعى في هذا اللقاء إلى استجلاء آليات تحويل الرؤى البحثية إلى تطبيقات صناعية ملموسة، وكيف تدير الجامعة التنسيق بين الأطراف المتنوعة لتحقيق أهداف التحول الرقمي والصناعي.
في البداية دكتور اشرف انطلاقًا من المسؤولية الأكاديمية والموقع الجغرافي الاستراتيجي لجامعة السويس، كيف تحددون الدور القيادي للجامعة في تفعيل مشروع التحالف الخاص بالصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية، وما هي الخطوات المنهجية التي تضمن تحويل مخرجات البحث والتطوير إلى تطبيقات صناعية ملموسة تخدم بشكل مباشر التنمية الاقتصادية في المنطقة؟
المسؤولية كبيرة ومحورية. إن مشروع التحالف الخاص بالصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية يمثل أحد أهم المسارات الاستراتيجية التي نتبناها، وهو تنفيذ مباشر للرؤية التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعظيم الاستفادة من البحث العلمي وربطه بخطط الدولة للتنمية، خاصة في هذا الممر الحيوي. موقعنا الجغرافي يمنحنا دورًا قياديًا لا يمكن التنازل عنه.
مبادرة تحالف وتنمية تستهدف تحويل التحالفات إلى محركات اقتصادية جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تواصل تميزها وإبداعها في مجال الأنشطة الطلابية صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ ينظم ورشة عمل تفاعلية للباحثين التعليم العالي قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة صيدلة القاهرة تحتفل بتخريج الدفعة 196 بكالوريوس والدفعة 14 للصيدلة الإكلينيكية جامعة القاهرة توقع اتفاقية تحالف "الجامعة الريادية" ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" مصر تطلق منصة دولية رائدة لتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات صناعية القصر العيني خطوة جديدة نحو شراكة طبية عالمية بين مصر والصين جامعة العاصمة تعلن هويتها في مؤتمر صحفي موسّع بحضور قيادات الجامعة وممثلي الصحف المصرية قنديل يعلن تغيير الشعار والهوية بعد تغيير المسمى لجامعة العاصمةنحن نعمل على تحويل مخرجات البحث والتطوير إلى تطبيقات صناعية حقيقية ذات قيمة مضافة تخدم المنطقة الاقتصادية. الدعم الحكومي غير المحدود، من دولة رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي، يؤكد أهمية هذا التوجه، ويشجعنا على المضي قدمًا في بناء اقتصاد وطني يقوم على الابتكار. باختصار، الجامعة هي محرك المعرفة التطبيقية لخدمة تنمية الإقليم.
ماهي آليات تفعيل البحث التطبيقي
نظرًا لأهمية الربط المباشر بين الأبحاث واحتياجات السوق، ما هي الآليات التنفيذية والبرامج المحددة التي تعتمدها الجامعة لضمان تطوير منظومة بحثية تطبيقية ترتبط باحتياجات الصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية، وكيف تتم عملية احتضان الشركات الناشئة وتحويل الأبحاث إلى منتجات قابلة للتسويق؟
نحن نعتمد على منظومة بحثية تطبيقية متكاملة.
أولًا، تطوير منظومة بحثية تطبيقية ترتبط مباشرة باحتياجات الصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية.
ثانيًا، تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الصناعي والجهات الحكومية لضمان التوافق مع التحديات الفعلية. ثالثًا، لدينا خطة واضحة لـاحتضان الشركات الناشئة والمبتكرين في مجالات التكنولوجيا الصناعية وسلاسل الإمداد الذكية. ويبقى الأهم هو تنفيذ مشروعات تجريبية لتحويل نتائج البحث إلى منتجات وخدمات قابلة للتطبيق والتوسع، بالإضافة إلى تأهيل كوادر بشرية متخصصة لقيادة هذا التحول الرقمي والصناعي في المنطقة الاقتصادية.
نموذج حوكمة التحالف وتنسيق الشركاء
يشمل التحالف مؤسسات أكاديمية وصناعية وحكومية. ما هي الإجراءات المؤسسية ونموذج الحوكمة المعتمد لإدارة هذا التنوع بفعالية، وكيف يتم ضمان التنسيق المحكم بين الشركاء، لا سيما في ظل الدور المحوري لشركة "انطلاق" كجسر يربط بين المخرجات البحثية ومتطلبات التطبيق الصناعي واللوجستي؟
إدارة التنوع تمثل أحد أهم عناصر نجاح التحالف. لقد اعتمدنا إطارًا مؤسسيًا واضحًا يضمن التنسيق الفعّال بين جميع الأطراف. وتلعب شركة "انطلاق" دورًا محوريًا كحلقة وصل تنفيذية، فهي تمتلك الخبرات لتحويل مخرجات البحث إلى نماذج صناعية قابلة للتطبيق في اللوجستيات الذكية.
وتتضمن خطتنا: إنشاء وحدة مركزية لإدارة التحالف للتنسيق والمتابعة، وتشكيل لجان فنية مشتركة تضم خبراء من الصناعة والجامعات لضمان توافق الأبحاث، وتطبيق نموذج حوكمة واضح يحدد الأدوار والمسؤوليات ويضمن الشفافية.
هذا التنسيق يضمن تحويل التحالف إلى منظومة عمل موحدة قادرة على إنتاج حلول عملية تخدم المنطقة.
تعزيز التنافسية الدولية والنمذجة الوطنية
في ضوء مكانة قناة السويس كمركز تجاري ولوجستي عالمي، كيف يُترجم عمل التحالف إلى نتائج مباشرة تسهم في تعزيز التنافسية الدولية لمصر في قطاع اللوجستيات الذكية؟ وهل هناك استراتيجية طويلة المدى لتحويل النتائج المتميزة للمشروع إلى نماذج قابلة للتوسع والتعميم على مستوى الجمهورية لدعم القطاعات الصناعية الأخرى؟
مشروعنا يستهدف دعم الموقع الاستراتيجي للقناة عبر تطوير حلول مبتكرة في اللوجستيات الذكية.
سنعزز التنافسية من خلال: تطوير تطبيقات صناعية قائمة على البحث العلمي لتعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية، وإطلاق مشروعات تجريبية تسهم في رفع القدرة التنافسية للموانئ والمناطق اللوجستية، وتأهيل كوادر بشرية متخصصة لقيادة التحول الرقمي في القطاع.
أما على المدى الطويل، فلدينا خطة واضحة لتحويل النتائج الناجحة إلى نماذج قابلة للتوسع على مستوى الجمهورية. هدفنا هو تعميم هذه التجارب وجعل مصر مركزًا إقليميًا رائدًا في الصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية، بما يخدم الاقتصاد الوطني ككل.
بالنظر إلى الأهداف الطموحة للتحالف، ما هي الرسالة المحفزة التي تودون توجيهها للقطاع الصناعي والمجتمع البحثي والشباب المبتكر للحث على الانخراط الفعّال في هذا المشروع، وما هي الرؤية النهائية لمشروع التحالف من حيث الأثر المتوقع على هيكل الاقتصاد المصري ككل؟
رسالتي للقطاع الصناعي هي: باب الجامعة مفتوح لشراكة استراتيجية حقيقية. نحن نملك العقول والأدوات، وأنتم تملكون التحديات والخبرة.
هذا التحالف هو بيئة العمل المشتركة لتحقيق قفزة نوعية في الإنتاجية والكفاءة. أما لشبابنا الباحث والمبتكر، أقول: هذه هي فرصتكم لتحويل أبحاثكم إلى ثروة وطنية ملموسة؛ كونوا جزءًا من قيادة التحول الرقمي.
تطلعاتنا النهائية تتجاوز منطقة قناة السويس؛ فبتحقيق النجاح هنا، نضع الأساس لـتعميم نماذج اللوجستيات الذكية والصناعات المتقدمة في جميع أنحاء الجمهورية.
هدفنا الأسمى هو أن تكون مصر لاعبًا رئيسيًا ومنافسًا عالميًا في الاقتصاد القائم على التكنولوجيا والابتكار. هذا التحالف ليس مجرد مشروع، بل هو رؤية متكاملة لجمهورية جديدة قائمة على الابتكار والقدرة التنافسية.