اتهم خبير متخصص في الآثار، الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، بالتنازل عن المخطوطات اليمنية باللغة العبرية، ضمن اتفاقية أجرتها الحكومة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وقال الخبير عبدالله محسن، في منشور له على منصة فيسبوك، إن الولايات المتحدة أعادت مؤخراً عدداً من آثار اليمن في أجواء احتفالية تنفيذاً لاتفاقية بين البلدين تفرض قيود على استيراد المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية، مضيفا: "إلا إنَّ الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الإعلام والثقافة وسفارتنا في واشنطن، تغاضت عن استثناء الجمارك الأمريكية المخطوطات اليمنية باللغة العبرية من القيود المفروضة على استيراد المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية".

 

 

ووصف "محسن" تغاضي الحكومة الشرعية، عن استثناء الجمارك الأمريكية للمخطوطات اليمنية بالعبرية، بأنه "تنازل لا يحق لها منحه لأي دولة أو شخص إلا وفق إجراءات دستورية".

 

وأوضح أنه ووفقا لهذا التطور الذي طرأ على لائحة الجمارك لتنفيذ الاتفاقية الصادرة في 10 سبتمبر 2024م، لا يعتبر تهريب المخطوطات اليمنية باللغة العبرية والقطع الإثنولوجية اليهودية، من اليمن، المتعلقة بالاحتفالات أو الطقوس الدينية، متوقعا زيادة وتيرة التهريب نتيجة لهذا القرار الذي غضت الحكومة الطرف عنه.

 

وأشار إلى أن القرار، سيضعف موقف اليمن في حالة المطالبة باستعادة مجموعة المخطوطات العبرية التي نهبت من متحف تعز، ومخطوطات التوراة التي هرب العديد منها خلال فترة الحرب.

 

ولفت إلى أنه "في 30 أغسطس 2023، وقّعت حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية اليمنية اتفاقية ثنائية، بعنوان مذكرة تفاهم بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الجمهورية اليمنية بشأن فرض قيود على استيراد أنواع من المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية، (الاتفاقية) وفقًا لأحكام المادة 2602(أ) (2) من قانون الولايات المتحدة رقم 19، ودخلت الاتفاقية حيز النفاذ في 15 أبريل 2024، بعد تبادل المذكرات الدبلوماسية، وهي تُعدّل قيود الاستيراد الطارئة المفروضة سابقًا على المواد الأثرية التي يعود تاريخها إلى حوالي 200,000 قبل الميلاد حتى عام 1773 ميلاديا، بالإضافة إلى بعض المواد الإثنولوجية للتراث الثقافي اليمني من عام 1517 ميلاديا حتى عام 1918م"، بحسب ما ورد في الصفحات من 73275 وحتى 73280 من السجل الفيدرالي المجلد 89 رقم 175.

وبحسب الخبير "محسن، فإن متحف تعز تعرض للنهب بداية الحرب، وفقد أكبر مكتبة محلية من المخطوطات اليمنية باللغة العبرية بما فيها ثاني أطول مخطوطة توراة أثرية ملفوفة طولها 17.8 متر وعرضها 56 سم. وفي العام 2016م هُربت عبر مطار صنعاء واحدة من أندر مخطوطات التوراة.

 

وأشار إلى أن موقع عبري، "حصلت المكتبة الوطنية العبرية في القدس على أكبر مجموعة من المخطوطات اليمنية في العالم. وتشمل المجموعة التي يبلغ عددها 60 ألف قطعة قطعا بارزة. وقد تم التبرع بها للمتحف يوم الخميس 18 يناير 2024م من قبل عائلة يهودا ليفي ناحوم (1915-1998)، وهو يهودي يمني هاجر إلى فلسطين قبل في عام 1929 عندما كان عمره 14 عاما. وعلى مدى ستة عقود، جمع ناحوم أكبر مجموعة من المخطوطات اليهودية اليمنية في العالم في مكان واحد".

 

وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية في اليمن للنهب والتنقيب العشوائي طوال الفترات الماضية وزادت حدتها منذ بدء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، حيث تعرضت الآثار اليمنية للتهريب والتدمير الممنهج والبيع في مزادات علنية في العواصم الغربية وعلى شبكة الإنترنت.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: واشنطن اسرائيل آثار اليمن الحكومة الولایات المتحدة المواد الأثریة

إقرأ أيضاً:

شينجيانغ.. نموذج تنموي رائد في جمهورية الصين ووجهة سياحية تزخر بالمزارات الأثرية والطبيعة الخلابة

 

◄ البازار الدولي الكبير في أورومتشي يُجسِّد عبق الماضي وسحر الحاضر

◄ شخصية جُحا أو "بابا أفندي" أيقونة شهيرة في مقاطعة شينجيانغ

◄ أحد المصانع يُنتج 200 نوع من منتجات الألبان والأجبان

الرمال الذهبية في توموشوك تُحاكي صحراء الربع الخالي في جمالها

500 ألف زائر سنويًا لبحيرة "يونغان" المعروفة باسم "بحيرة السلام"

ككدالا.. مدينة المروج الخضراء المُزيّنة ببياض الثلج

طلبة المدارس يحترفون التحكم في الروبوتات والطابعات ثلاثية الأبعاد

تحقيق قيمة مضافة من الذُرة عبر شركة لإنتاج الأحماض والبوليمرات البيولوجية

◄ "مجموعة خورغوس" تخدم 4 آلاف شركة محلية ودولية في مختلف المجالات

"الخزامى الفضائي" أسهم في تحسين جودة المحصول وإنتاج زيت عطري عالي الجودة

 

 

 

شينجيانغ (الصين)- فيصل السعدي

زارت جريدة الرؤية، ضمن وفد إعلامي عربي، مقاطعة شينجيانغ في جمهورية الصين الشعبية؛ تلبيةً لدعوة رسمية من فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير؛ بهدف التعرُّف على أبرز إنجازات الفيلق واستكشاف مدينتي توموشوك وككدالا، اللتين تعدان من النماذج التنموية الرائدة في المنطقة. 

الرحلة بدأت من مطار العاصمة بكين إلى مطار أورومتشي، عاصمة مقاطعة شينجيانغ، حيث استغرقت الرحلة الجوية حوالي أربع ساعات. ولدى وصول الوفد إلى مدينة أورومتشي، استقبلنا السيد لي يونغ هونغ، نائب قائد فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير، إلى جانب عدد من أعضاء الفيلق؛ حيث أقيمت مأدبة عشاء فاخرة على شرف الزيارة.

 


 

ملامح عربية واضحة!

في أجواء ماطرة لطيفة، تجولتُ بين جنبات البازار الدولي الكبير بمدينة أورومتشي؛ حيث يلتقي عبق الماضي بسحر الحاضر. عند مدخل البازار، تستقبلك شخصية جحا الشهيرة مع حماره، والتي يطلقون عليها اسم "بابا أفندي"، لتضيف لمسة من التراث العربي الأصيل إلى المكان. 

البازار يغلب عليه الطابع الإسلامي في تصميمه، يعكس روح الحضارة الإسلامية بوضوح؛ فمنارات المساجد تزين الأفق، وكأنها تروي حكايات قوافل طريق الحرير التي مرت من هنا في عصور خلت. تنوعت معروضات البازار بين الخبز الشينجاني الطازج والمحاصيل الزراعية المختلفة، بينما تزيَّنت المحلات التجارية برسومات الجمال ذات السنامين، ما يمنح زائره إحساسًا وكأنه أحد التُّجار الرحَّالة في ذلك الزمن البعيد.

انتصار الفيلق على التطرُّف

وفي صباح اليوم التالي، أتيحت لنا فرصة زيارة معرض "محاربة الجرائم الإرهابية والتطرف في شينجانغ"، الذي يعد نافذةً على حقبة عصيبة من تاريخ المنطقة، تمتد من عام 1990 حتى 2016. تلك الفترة اتسمت بموجة من العنف والتطرف التي هددت أمن واستقرار المجتمع. ويُبرز المعرض تفاصيل تلك الحقبة من خلال توثيق شامل للأحداث، حيث تعرض الأدوات والأسلحة التي استخدمتها الجماعات الإرهابية، مثل القنابل اليدوية وأسطوانات الغاز، إلى جانب مشاهد مؤلمة توثق معاناة الأهالي خلال تلك الفترة.

كما يسلط المعرض الضوء على الجهود التي بذلتها الحكومة الصينية وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير في مواجهة الإرهاب والتطرف. فقد تبنت الحكومة استراتيجية شاملة تجمع بين التصدي للأعراض الظاهرة للأزمة ومعالجة جذورها العميقة. شملت هذه الاستراتيجية إنشاء مراكز للتعليم والتدريب المهني، بهدف حماية الشباب من الوقوع في براثن التطرف وتوفير فرص تعليمية ومهنية تعزز من التنمية المستدامة. ومن خلال هذه الجهود، أكدت الحكومة على مبدأ أن "الإرهاب لا دين له"، مشددة على أهمية تعزيز قيم السلام والتعايش بين مختلف القوميات في شينجيانغ.

وداخل المعرض، عرضت شاشات وصور تسرد قصصًا مؤثرة عن معاناة الأهالي بسبب الإرهاب والتطرف. تلك المشاهد تذكر الزوار بالفترة التي عاش فيها سكان شينجيانغ من التوتر والخوف من العمليات الإرهابية؛ حيث تعرض الأبرياء للعنف والدمار. وقد أظهرت هذه المشاهد أهمية الجهود المبذولة لحماية المجتمع وضمان استقراره.

تناغم القوميات

تلى ذلك، زيارة إلى مسجد تونج شينج دونج، والاجتماع مع إمام المسجد تشين يوين وعضو اللجنة الإسلامية الصينية في المنطقة. وفي حديث ودي قال: "لقد تم بناء المسجد في عام 2016 على مساحة تبلغ 1080 مترًا مربعًا، ويتألف من ثلاثة طوابق تضم مكتبة مخصصة للدروس الإسلامية، إضافة إلى توفير كافة الخدمات التي يحتاجها المصلون". وأضاف الإمام أن المسجد يخدم 1488 مسلمًا من سكان المنطقة، مشيرًا إلى أن الحكومة الصينية توفر للأئمة رواتب شهرية، إلى جانب خدمات التأمين الصحي والهاتف، كما تتحمل الحكومة تكاليف فواتير المياه.


 

وفي ظل ازدهار اقتصادي وتناغم اجتماعي تشهد اليوم منطقة شينجيانغ نموًا ملحوظًا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية؛ حيث يواصل المجتمع المحلي التزامه بالاستقرار والتناغم بين القوميات المختلفة. ويبرُز هذا الالتزام في صورة مجتمع قوي ومتماسك يحترم حقوق ومعتقدات جميع القوميات دون تمييز، مما يعزز أسس التعايش السلمي ويشكل نموذجًا للتنمية المستدامة. 

ويعكس المشهد الطبيعي لجبل تيان شان، شمالًا وجنوبًا، صورة مشرقة من العيش والعمل في سلام وطمأنينة. فمن الناحية الاقتصادية، سجلت شينجيانغ في الربع الأول من عام 2025 إنجازًا بارزًا، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي 472 مليارًا و909 ملايين يوان، محققًا زيادة قدرها 5.6% مقارنة بعام 2024. كما بلغت سرعة النمو الاقتصادي في شينجيانغ على المعدل العام للدولة، زيادة إضافية قدرها 2%.

200 منتج ألبان

أما زيارة أحد مصانع شركة "Tian Run" لمنتجات الألبان، فكانت بحق لا تُنسى؛ حيث استمتعتُ بتذوق مجموعة متنوعة من منتجات الحليب والألبان التي تأسر الحواس. وتأسس المصنع في عام 2012 ليصبح رمزًا للإبداع والجودة؛ حيث ينتج أكثر من 200 نوع من الحليب، والجبن، ومنتجات الألبان الأخرى.

وما يميز منتجات "Tian Run" هو استفادتها من ثراء منطقة شينجيانغ بمواردها الطبيعية الوفيرة، من المياه النقية إلى المروج الخضراء الشاسعة، مما يضفي جودة استثنائية على منتجاتها. ويُعد حليب الشركة فريدًا من نوعه، حيث يجمع بين تقنيات الإنتاج الحديثة وسحر الطبيعة في شينجيانغ المعروفة بتميزها في تربية الأبقار والماشية.

كان مسك ختام الزيارة في أروموتشي، جولة مميزة في حي "شين شان"، الذي تأسس عام 2004، ليجمع بين السكن الراقي والمجمعات التجارية الحديثة، إلى جانب منطقة اقتصادية نابضة بالحياة، فبحسب الإحصاءات في نهاية عام 2024، بلغ عدد سكان شينجيانغ أكثر من 26 مليون نسمة. وبذلك فإن الحي ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو نموذج متكامل لجودة الحياة.

وفي رحلة لا تتجاوز ساعتين بالطائرة، انطلقت إلى مدينة توموشوك، التي تَعني بالإيغورية "الجزء البارز من وجه النسر"، وهو اسم يناسب موقعها الكامن في قلب الصحراء وأراضي الرمال الذهبية الساحرة. هذه المدينة التي تُعرف بلقب "موطن القطن"؛ حيث ساهم إنتاج القطن في شينجيانغ عام 2024 بنسبة 92.2% من الإنتاج الوطني، محققًا رقمًا قياسيًا تاريخيًا.

في صباح اليوم التالي، استكشفتُ 3 مواقع أثرية تعود لآلاف السنين، تنتمي إلى أسرة تانغ الصينية، لتقف شاهدًا على الامتداد التاريخي للصين القديمة. وفي مقدمة هذه المواقع، يتألق متحف يضم مقتنيات الأسرة الملكية، وكأنه بوابة إلى عوالم الماضي التليد.

وخلال الزيارة ومشاهدتي رمال الصحراء وتضاريس توموشوك أدركت بأنها ليست مجرد واحة عابرة في قلب الصحراء؛ بل هي جوهرة ثقافية تنبض بالتاريخ والحياة. إذ تحتضن بين أحيائها 13 مجموعة عرقية متنوعة، من بينهم الأويغور، والهان، والهوي، والمغول، لتصبح مرآة تعكس تنوعًا ثقافيًا فريدًا. ورغم تأسيسها في عام 2002، إلا أن شوارعها تروي حكايات تعود لقرون مضت؛ حيث كانت محطة أساسية على طريق الحرير القديم، ذلك الشريان التاريخي الذي ربط الصين بآسيا الوسطى. هنا تمتزج رمال الصحراء بعبق شبه الجزيرة العربية، وتهمس الرياح بأصداء من الربع الخالي، لتضعك في حالة من الدهشة بين اليقين والخيال، متسائلًا: هل أنا حقًا في الصين؟!

حماية الحدود

بينما كنت أدوّن ملاحظاتي وأبحث عن إجابات لتساؤلاتي، توقفت بنا الحافلة عند متحف تاريخ المرابطة لاستصلاح الأراضي وحراسة الحدود. وأسس هذا المعلم الثقافي عام 2016 ليكون شاهدًا نابضًا على إرث المنطقة وتراثها الزاخر.

وتحتضن قاعات المتحف مقتنيات نادرة من "أسرة هان"، إلى جانب خريطة مذهلة لطريق الحرير القديم، ذلك الشريان التجاري الذي ربط الحضارات عبر العصور. كما يضم المتحف أيضًا أسلحة وأدوات قديمة استخدمت في حماية أراضي المنطقة، وأخرى شخصية تحكي حياة إنسان شينجيانغ القديم. أما الركن الأكثر إثارة، فهو ذلك الذي جمع صورًا ومجسمات تروي قصص أبطال المسيرة الكبرى، وتنقل للزائر روح التضحيات والتاريخ المجيد.

إن استصلاح الأراضي وحراسة الحدود يمثلان إرثًا تاريخيًا عريقًا خلفته الصين عبر آلاف السنين؛ حيث لعبت دورًا محوريًا في تنمية المناطق الحدودية وتعزيز الدفاع عنها. وبدأت الحكومة الصينية في ممارسة إدارتها على نطاق واسع في منطقة شينجيانغ، الواقعة في غربي الصين، منذ عهد أسرة هان الغربية قبل أكثر من 2000 عام، مما أسس لنهج استراتيجي مستدام في استصلاح الأراضي وحماية الحدود.

وعلى مر العصور، برز فيلق شينجيانغ كحارس أمين لاستراتيجيات الدولة، مجسدًا رؤية متكاملة تجمع بين إدراك موقع الصين الجغرافي وأوضاع شينجيانغ القومية، مع تطوير الخبرات التاريخية لتلبية متطلبات الظروف المتغيرة.

ويعد فيلق شينجيانغ اليوم جزءًا لا يتجزأ من منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، متحملًا مسؤوليات وطنية كبرى تشمل استصلاح الأراضي وحراسة الحدود. يعتمد هذا الفيلق نظامًا فريدًا يجمع بين وظائف الحزب والحكومة والجيش والمؤسسة، مما يمنحه صفة منظمة اجتماعية خاصة قادرة على إدارة الشؤون الإدارية والقضائية في المناطق التابعة لها وفقًا للقوانين واللوائح الوطنية.

رواد التنمية الحضرية

وعبر باب آخر، بجانب المبنى، وصلنا إلى متحف التخطيط الحضري بمدينة توموشوك. ويمتد هذا المتحف على مساحة شاسعة تبلغ 4700 متر مربع، ويضم بين جدرانه ثلاثة أقسام رئيسية تسلط الضوء على الأهمية المحورية للمدينة في طريق الحرير القديم، الذي غذى الشرق بالغرب وشهد ازدهار الحضارات.

وفي أروقة المتحف، تنكشف أمامك حكايات ملهمة عن عمليات استصلاح الأراضي عبر العصور، حيث تسرد مشاهد مصورة مدى جهود فيلق الإنتاج والتعمير، الذي حوّل تلك الصحراء القاحلة، التي لم تكن تقدم سوى الجوع والعطش لسكانها، إلى واحة خضراء تعج بالأراضي الزراعية والمزارع المنتجة. ولم يتوقف الإنجاز عند استصلاح الأراضي؛ بل تجاوز ذلك إلى بناء مدينة ضخمة حديثة، تضاهي المدن المتقدمة في بنيتها التحتية وتخطيطها العمراني.

الجميع في طريق التنمية الشاملة

وخلال تجولي في قرية تابعة للسَرِيَّة 18 من فوج 44 لفرقة 3 وسط المنازل الريفية الجميلة والمزارع الكثيرة، اجتمعنا في أحد المنازل الدافئة لنستمتع بمائدة شينجانية تزخر بمختلف المحاصيل الطازجة التي عكست سخاء الأرض وكرم أهلها.

وفي حديث مع "الرؤية"، يقول علي عبدالرحيم صاحب المنزل: "لدي 3 أولاد؛ الابن الأكبر متزوج وابني الثاني محاضر في جامعة بمدينة إيلي، أما ابنتي فتعمل في مدينة تيلنج في شمال الصين ونعيش في أجواء أُسرية جميلة". ويضيف: "أنا وزوجتي نعمل، وبعد انتهاء وقت العمل نُكرِّس وقتنا للإشراف على أرضنا الزراعية، لقد تحسنت جودة حياتنا كثيرًا بعد التخطيط الجديد للمدينة، فأصبح دخلنا الشهري أفضل، كما أن توصيل الشوارع المُعبَّدة سهّل حياتنا اليومية".

بحيرة يونغان.. معجزة توموشوك

لم أودِّع توموشوك دون زيارة بحيرة يونغان الساحرة، التي تعرف بـ"بحيرة السلام"، وهي أعجوبة طبيعية وإنجاز بشري فريد؛ فمن خلال تصميمها المبتكر، استطاع سكان المنطقة مواجهة شح الأمطار، وإعادة الحياة إلى الأراضي الجافة، ومكافحة التصحر وزحف الرمال.

وبحيرة يونغان واحدة من أجمل الوجهات السياحية والبيئية في المنطقة؛ حيث تمتد على مساحة شاسعة تزيد عن 10500 هكتار. تحيط بها الطبيعة الخلابة التي تأوي أكثر من 280 نوعًا من الحيوانات البرية و176 نوعًا من الطيور؛ بما في ذلك طائر الكركي الرائع، رمز السلام والتآلف. 

وبجولة بالحافلة يمكن مشاهدة تناثُر تجمُّعات للأشجار الطبيعية وسط رمال الصحراء الذهبية؛ فتُدرك مدى أهمية البحيرة باعتبارها شريان حياة لمدينة توموشوك؛ مما يعزز أهميتها البيئية والاقتصادية. وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أصبحت البحيرة وجهة مُفضَّلة لأكثر من 500 ألف زائر، الذين جاءوا للاستمتاع بجمالها الأخَّاذ واستنشاق روح السلام التي تنبض بها. وبعزيمة رجال الفيلق وأبناء توموشوك تم تخزين مياه البحيرة بشكل ذكي وتطوير زراعة حديثة متقدمة على مستوى البلاد مما عزز من تضامن القوميات والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتوطيد حدود الدولة.

وبفضل توجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ، وحثه فيلق شينجانغ للإنتاج والتعمير على العمل بجدية أكبر لتحقيق الازدهار والتنمية بما يتماشى مع الخصائص الصينية الفريدة، وخلال 3 زيارات مهمة للرئيس للمنطقة والوقوف على تخطيط وتطوير شينجيانغ؛ فقد حققت الفيلق إنجازات تاريخية في مختلف المجالات. ففي الربع الأول من عام 2025، بلغ إجمالي الناتج المحلي للفيالق 59.53 مليار يوان، بزيادة ملحوظة قدرها 6.3% مقارنة بعام 2024؛ مما يعكس نموًا اقتصاديًا ثابتًا وبداية قوية للعام.

ككدالا.. حيث الهواء النقي

وبحسب جدول الزيارة، انطلقنا في رحلة من مطار توموشوك إلى مدينة "ككدالا"، المدينة التي أحببت اسمها قبل أن أراها. وبينما اختطفت قيلولة سريعة في الطائرة، نهضتُ على صوت قائد الطائرة مُعلنًا قرب وصولنا، وداعيًا لربط أحزمة الأمان. التفتت نحو نافذة الطائرة؛ حيث لوحة بديعة رسمها الخالق، بياض السحب يلتقي ببياض الثلوج التي تُتَوِّج قمم الجبال؛ لتنساب منها المروج الخضراء في مشهد يأسر القلوب. في تلك اللحظة، أدركت أن "ككدالا" تستحق اسمها بحق، فهي ترجمة حية لمعنى "المروج الخضراء".

بدأت الجولة في ككدالا بزيارة لمتحف التخطيط الحضري، والذي يعد نافذة تعكس قصة تأسيس المدينة. تأسست ككدالا عام 2014 ضمن جهود الحكومة الصينية لتطوير المناطق الغربية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعرض المتحف مقاطع فيديو مفصلة تسلط الضوء على التصميم الذكي للمدينة، بما في ذلك الشوارع الواسعة، المباني الحديثة، والمرافق السكنية والترفيهية التي تلبي احتياجات سكانها. 

تتميز المدينة بموقع استراتيجي يربطها بحدود مع كازاخستان، ما جعلها رمزًا للتوسع الحضري والتنمية. ولم تقتصر جهود التطوير على الزراعة وتشجير الأراضي، بل شملت أيضًا التركيز على قطاعي المعادن والطاقة، مما جعل ككدالا مركزًا تجاريًا مهمًا في إطار مبادرة الحزام والطريق. 

وقد حققت المدينة تقدمًا ملحوظًا في الزراعة الحديثة عبر تبني تقنيات مبتكرة مثل الري بالتنقيط تحت التربة، التي ساهمت في توفير المياه بنسبة تتراوح بين 40% إلى50%، وتقليل استخدام الأسمدة بنسبة 20% إلى 30%، إضافة إلى زيادة الإنتاج بنسبة 30% إلى70% مقارنة بالأساليب التقليدية في مدينة ككدالا، ويغطي الغطاء النباتي 50% من أراضيها، مما يجعلها واحة خضراء تتجاوز حد النظر. بجوها الهادئ ونسيمها العليل، ستشعر بأنك في أفضل بقع الأرض لتنفس الهواء النقي والاستمتاع بلحظات من الصفاء والسكينة وسط الطبيعة الساحرة.

وكانت زيارتي الثانية إلى المدرسة الثانوية "Zhen Jiang"، ذات المبنى الكبير وكأنها جامعة دولية. وتعد المدرسة واحدة من أبرز المدارس الثانوية في الصين بمستوى تعليمي يقارن بالدراسة الجامعية. وتعمل المدرسة بنظام دراسي مدته ثلاث سنوات، وتغطي مساحة شاسعة حوالي 157,000 متر مربع. وتحتوي على مجموعة متكاملة من المرافق الحديثة، تضم 3 مبانٍ تعليمية، و6 مبانٍ سكنية، ومبنيين للكافتيريا، ومبنى للمختبرات، ومكتبة واحدة، إضافة إلى مبنى شامل وقاعدة تدريب عملية عمالية تمتد على مساحة 2000 متر مربع. 

لا أرها مجرد مدرسة تعتمد على المناهج التقليدية وحفظ النصوص؛ بل هي حاضنة للإبداع ومهد لصقل العقول ومهارات الأيدي. إنها مدرسة تستثمر في المستقبل، تخيل أطفالًا لم تتجاوز أعمارهم 16 عامًا، يتعاملون بثقة مع تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويتنافسون في التحكم بالروبوتات، إلى جانب تعلمهم فنون الرسم وإتقانهم للمهارات الإبداعية الأخرى. 

زراعة بدون تربة

في المحطة الثالثة من زياراتي، اطلعت على تجربة فريدة لزراعة الطماطم خارج التربة في مزرعة "ريان تاي"، وهي مزرعة ذكية تعتمد على أحدث تقنيات الزراعة الحديثة. تعكس هذه الطريقة مستقبل الزراعة الذكية؛ حيث تساهم هذه التقنيات في تحسين جودة الإنتاج الزراعي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في العالم.

وتتم زراعة المحاصيل داخل أنابيب مرفوعة عن التربة؛ حيث يتم توفير الغذاء والعناية اللازمة للنباتات من خلال أنابيب موصلة مباشرة إلى الجذور. وما يميز هذه التجربة هو توزيع أشجار الطماطم على شكل ممرات طويلة "أشجار معلقة"؛ حيث يتم التحكم في درجة الحرارة داخل الغرفة الزراعية بشكل ذكي ومستمر على مدار اليوم والسنة لضمان بيئة مثالية للنمو.

ونجح فيلق شينجيانغ في تطوير مجموعة من المنتجات الزراعية عالية الجودة، بما فيها زراعة الطماطم، مما جعله يحقق إنجازات بارزة على المستوى الوطني والعالمي. كما أسس أكبر قاعدة لإنتاج ومعالجة الطماطم في الصين، والتي تنتج ربع الكمية العالمية من صلصة الطماطم. إلى جانب ذلك، يمتلك فيلق شينجيانغ 40 براءة اختراع في منتجات المطاط، ويتميز بأعلى محتوى بوليمري عالمي يصل إلى 62 ملليجرام لكل 100 جرام، والذي يعرف باسم "الكنز الأحمر".

الحل الذكي في القيمة المضافة

وخلال زيارتي لشركة شينجيانغ "إييلي هونغ" للمواد البيولوجية الجديدة، أدركت أهمية استغلال القيمة المضافة في الموارد لتعزيز الأرباح مقارنة بالمنتجات الخام؛ حيث تمكنت الشركة من تطوير المواد المستخرجة من الذرة عبر تقنيات متطورة مثل عمليات التبخير والتخمير؛ مما أسفر عن استخراج منتجات أكثر ربحية وقابلية للبيع. وبتالي تولي الشركة اهتمامًا كبيرًا للسلامة الجوهرية، والحفاظ على البيئة، والتنمية المستدامة؛ إذ تنتج مجموعة متنوعة من الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والبوليمرات البيولوجية.

وتأسست شركة شينجيانغ إييلي هونغ في مايو 2018 من قبل شركة شاندونغ هونغدا للبيولوجيا في منطقة خورغوس الاقتصادية، مع استثمار قدره 4.5 مليار يوان في مشروع معالجة المنتجات الزراعية. ومن المتوقع أن تصل طاقة معالجة الذرة إلى 500 ألف طن سنويًا، مما يوفر أكثر من 2500 وظيفة، ويحقق قيمة إنتاج تبلغ 9.8 مليار يوان، مما يُسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.

خورغوس بوابة التجارة الحرة                                        

وفي إطار جولتي الميدانية، زرت مناطق التنمية الاقتصادية في خورغوس؛ حيث عايشتُ عن قرب مراحل تصدير واستيراد البضائع؛ بدءًا من التخزين إلى تخليص المعاملات الجمركية، وصولًا إلى شحنها عبر السكك الحديدية والمنفذ الحدودي مع كازاخستان. كانت تجربة ثرية بالمعرفة، كشفت لي أهمية هذه المنطقة التجارية التي تُعد جسرًا حيويًا يربط بين الشرق والغرب، وشريانًا نابضًا على طريق الحرير القديم، ومركزًا استراتيجيًا في قلب الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد. 

وتأسست "مجموعة خورغوس" للتجارة في عام 2003 لتصبح واحدة من أوائل الشركات الرائدة في تقديم خدمات شاملة للتجارة الخارجية، تحت إشراف فيلق الإنتاج والبناء في شينجيانغ. ومنذ ذلك الحين، تواصل المجموعة ريادتها كقوة دافعة للتجارة الذكية واللوجستيات المتطورة، مؤكدة دورها المحوري على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.

وتتألق المجموعة كواحدة من المؤسسات القليلة في الميناء بقدرتها على تقديم حلول لوجستية متقدمة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، حيث تضمن تغطية شاملة لمنطقة آسيا الوسطى خلال 48 ساعة فقط، ووصول الشحنات إلى روسيا والدول الأوروبية الأخرى في غضون 3 إلى 5 أيام. 

ويتضمن المشروع خط السكك الحديدية العريض للنقل المتعدد الوسائط استثمارًا إجماليًا قدره 3.2 مليار يوان، ويمتد على مساحة حوالي 200 ألف متر مربع. يبلغ طول خط السكك الحديدية العريض 1.049 كيلومتر، مع إنشاء مرافق ملحقة، ويوفر قدرة شحن بالسكك الحديدية تبلغ 800 ألف طن حاليًا، و1.53 مليون طن في المستقبل. 

وتتمتع المجموعة بمزايا واضحة من خلال سياسات السوق الحدودي والتجارة المعالجة، مما يجعلها قناة لوجستية جديدة للتجارة الخارجية لفيلق الإنتاج والبناء. وتُعد محطة انطلاق لقطارات الشحن المنتظمة "بينغتوان". 

وقد استثمرت المجموعة 3.5 مليار يوان لإنشاء قاعدة عرض وتجارة لمركبات الطاقة الجديدة على الحدود، تغطي مساحة حوالي 145 ألف متر مربع. تشمل القاعدة مركز تسليم لماركات المركبات الوطنية الجديدة على الحدود، ومركز عرض وتجارة، ومركز صيانة متعدد الوظائف. تهدف المجموعة إلى تشكيل اتحاد صناعي يركز على خورغوس، مع تعزيز الإشعاع والتأثير إلى آسيا الوسطى، شينجيانغ، وحتى المناطق الغربية من الصين. 

وإضافة إلى ذلك، أنشأت المجموعة مركزين للتوزيع الخارجي (HUB) ومستودعًا خارجيًا في كازاخستان. ومن خلال الابتكار في الرقمنة والذكاء في التجارة الخارجية، تخدم المجموعة أكثر من 4 آلاف شركة رائدة محلية ودولية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الفضاء والطيران، وقطع غيار السيارات، ومنتجات الطاقة الجديدة، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود.

استيطان الصحراء بأساليب مبتكرة

وانطلقت بعد ذلك في ممرات وسط الصحراء للوصول إلى مشروع مراعي "سوبر رانش" الزراعية للمواشي؛ وهي عبارة عن مزارع للمواشي بطريقة تكنلوجية ذكية تعتمد على الطاقة الشمسية في توفير المراعي والعناية المناسبة في تربية الأبقار والماعز. ويغطي المشروع مساحة إجمالية قدرها 9 آلاف متر مربع، باستثمار إجمالي قدره 1.7 مليار يوان.

ويعتمد المشروع على قطاعين رئيسيين: الطاقة والصناعة، وقد حقق قطاع الطاقة كفاءة في استخدام الطاقة والتحول الأخضر، بينما يبذل قطاع الصناعة قصارى جهده لوضع معيار للزراعة الحديثة وتربية الحيوانات. وتشاهد الكم الهائل من الأبقار في حظائر بسقف من ألواح الطاقة الشمسية؛ إذ ركز المشروع على توفير الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان للمنطقة وفتح خطوط للتصدير وذلك عن طريق زارعة المساحات الصحراوية والاعتماد على الطاقة البديلة.

وتعد "SPIC" هي شركة الطاقة الوحيدة التي تمتلك جميع أنواع توليد الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، والطاقة الحرارية، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهروضوئية، والطاقة الحيوية. وتحتل الشركة المرتبة الأولى عالميًا من حيث القدرة المركبة لتوليد الطاقة الجديدة، والطاقة المتجددة، والطاقة النظيفة. ويغطي نطاق أعمالها الاستثمار في مشاريع الطاقة وتنفيذها، مثل توليد الطاقة الكهروضوئية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الفحم، وطاقة الغاز، وتوليد الطاقة لحماية البيئة من النفايات، إضافة إلى إنتاج وتوريد الطاقة النظيفة، وتخزين الطاقة، والطاقة الهيدروجينية، والطاقة الذكية المتكاملة، ونقل الكهرباء الخضراء، وبناء المناطق الريفية الجميلة منخفضة الكربون ومنعدمة الكربون، وتوزيع وبيع الكهرباء، وخدمات تداول الكربون.

وبذلك فإن شركة "تشاينا إلكتريك" للابتكار الزراعي تركز على تطوير إنتاجية زراعية جديدة، وتقنية الكربون المزدوج لدعم إنعاش المناطق الريفية، وتحقيق "سلامة الغذاء وأمن الطاقة" في البلاد. وانطلاقًا من هدف "الكربون المزدوج لدعم إنعاش المناطق الريفية"، وضعت الشركة نموذجًا تنفيذيًا "161"، وهو المشروع الأول والرائد في قطاع النظام البيئي للحبوب الكبرى، بالتعاون مع الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد لتأسيس شركات منصة لإنشاء نظام بيئي جديد للحبوب الكبرى، بدءًا من إدارة الأراضي، وتحسين التربة، وبناء الأراضي الزراعية عالية الجودة، وصولًا إلى نموذج الوصاية الكاملة لإنتاج الأراضي الزراعية؛ ودعم 6 صناعات رئيسية مميزة في مواقع مختلفة، وفقًا للظروف المحلية: صناعة الماشية، وصناعة الأغنام، ومصايد الأسماك، وصناعة الفطريات، وصناعة الأدوية العشبية الصينية، وزراعة المرافق، و"تكامل الإضاءة الزراعية".

تطوير الخزامى

وكانت حديقة زراعة الخزامى (اللافندر) في مدينة إييلي بشينجيانغ هي آخر محطة على جدول الزيارات. وقد علمنا أنه في عام 1971 توسعت مساحة زراعة الخزامى من بضعة أمتار مربعة إلى 213 فدانًا بإنتاج واسع. وفي خطوة ذكية وشجاعة أرسلت شركة كوكدالا في عام 2004، نحو 100 جرام من بذور الخزامى المختارة بعناية إلى الفضاء على متن القمر الصناعي التجريبي العشرين للعلوم والتكنولوجيا القابل للاسترداد؛ وذلك لتحسين جودة وإنتاج زيت الخزامى العطري بشكل أكبر، وبعد 18 يومًا من السفر الفضائي عاد إلى الأرض.


 

واليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من التجربة الجبارة أصبحت الصين تمتلك بذور لافندر خاصة بها، ويتميز هذا النوع بقدرة أقوى على مقاومة الفيروسات، وألوان زاهية، وجودة عالية من الزيت العطري، وعائد مرتفع من الزيت العطري، كما أن مؤشراته الفيزيائية والكيميائية من أسيتات الليناليل والكحول تفوق تلك الموجودة في المنتجات الأجنبية المماثلة.

وخلال الزيارة، خضتُ تجربةً لصُنع قالب صابون من مشتقات الخزامى العطرية؛ حيث لم تقف الصين عند صناعة صابون اللافندر فقط؛ بل تم انشاء مختبر إيبارهان المتخصص في أبحاث النباتات العطرية في عام 2021. وفي 2022 تمت الموافقة عليه كمختبر رئيسي للهيئة لتطبيق وأبحاث النباتات العطرية. وبعد ذلك في عام 2024، تمت الموافقة على بناء محطة عمل ما بعد الدكتوراه للهيئة بمساحة اجمالية للمختبر 753 مترًا مربعًا، باستثمار إجمالي يبلغ حوالي 15 مليون يوان. ويضم المختبر حاليًا أكثر من 52 باحثًا علميًا محترفًا بدوام كامل وبدوام جزئي، ويتعاون مع مؤسسات البحث العلمي مثل جامعة بكين للتكنولوجيا والأعمال وجامعة شيهيزي وجامعة تشيلو للتكنولوجيا ومعهد شيه شي للعلوم الزراعية. وفي المستقبل، سيتم بناء مختبر وطني رئيسي لأبحاث النباتات العطرية، وسيتم إنشاء منصة بحثية بين الصناعة والجامعة، وسيتم مشاركة موارد البحث العلمي.


 

وودع فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير الصحفيين العرب في مأدبة عشاء بمختلف المأكولات الشينجانية وعروض الرقص والغناء التقليدية؛ وذلك بحضور السيد تساوي بينغ قائد الفرقة الرابعة بفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير وعمدة مدينة ككدالا وعدد من المسؤولين. وقال عمدة ككدالا في كلمته: "التقينا كالأصدقاء القدامى وتعلقت قلوبنا بكم، ولقد نشأت بيننا صداقة عميقة خلال هذين اليومين، ها نحن الآن نشعر بالحزن على فراقكم، ولكننا نرحب بزيارتكم مرة أخرى، وستظل مروج ككدالا مفتوحة دائمًا لكم".






 

مقالات مشابهة

  • المغرب ثالث أكبر مستورد إفريقي للسلع الأمريكية في 2024
  • نائب إطاري يطالب حكومته بإخراج القوات الأمريكية من العراق
  • الحكومة اليمنية تدين مصادرة الحوثيين أصول منظمة “رعاية الأطفال” الدولية
  • شينجيانغ.. نموذج تنموي رائد في جمهورية الصين ووجهة سياحية تزخر بالمزارات الأثرية والطبيعة الخلابة
  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • مواعيد عمل المتاحف والمواقع الأثرية في عيد الأضحى 2025
  • إصابة عسكريين يابانيين في انفجار بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية
  • الذكاء الاصطناعي يساعد العلماء في تقدير أعمار جديدة لمخطوطات البحر الميت
  • بينها السودان .. السلطات الأمريكية تحدد موعد حظر دخول مواطني «21» دولة
  • طهران: العقوبات الأمريكية تؤكّد عداء عميق تجاه الشعب الإيراني