في خطوة استراتيجية تُعزز تبنّي الذكاء الاصطناعي عالميًا، أعلن أرافيند سرينيفاس -المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ Perplexity AI- عن إتاحة منصته الشهيرة عبر واتساب، والذي يُتيح لمليارات المُستخدمين الوصول إلى إجابات ذكية دون الحاجة إلى تنزيل تطبيقات إضافية أو حتى تسجيل الدخول.

يأتي هذا الإطلاق في خضم مُنافسة شرسة بين عمالقة التكنولوجيا مثل ChatGPT وغيرها، لكن تكامل Perplexity مع واتساب يمنحه ميزة فريدة، خاصةً في المناطق التي تُهيمّن فيها المنصة على مشهد الدردشة، مثل أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.

 

ما هو Perplexity AI؟

Perplexity AI ليس مُحرك بحث تقليدي، بل هو منصة ذكاء اصطناعي مُركّزة على تقديم إجابات دقيقة وموثّقة مُباشرةً، دون إغراق المُستخدم بالروابط. يعتمد على نماذج مُتطورة تُحاكي أداء ChatGPT، لكن مع تركيز أكبر على المصادر الموثوقة والتحديث الفوري للمعلومات.

يتوفر حاليًا على iOS وأندرويد ومتصفحات الويب، بالإضافة إلى تكامله مع تليجرام وX (تويتر سابقًا).

كيف يعمل Perplexity AI على واتساب؟

بدون تعقيدات: لا يحتاج المستخدم إلى تنزيل أي تطبيق أو إنشاء حساب، للبدء فورًا:

 

احفظ الرقم +1 (833) 436–3285 في جهات اتصالك.

ابحث عنه في واتساب.

أرسل رسالة عبر واتساب (من الهاتف أو الكمبيوتر)، واطرح سؤالك لتحصل على إجابة فورية دون عناء!

وظائف مُتعددة:

الإجابة على الأسئلة المفتوحة والاستفسارات الواقعية.

إجراء بحوث موثوقة مع توفير روابط المصادر.

تلخيص المقالات الطويلة أو المُستندات المُعقدّة.

إنشاء صور ذكاء اصطناعي من خلال الأوامر النصية.

 

أهمية تكامل Perplexity مع واتساب

الوصول الشامل: يستخدم واتساب أكثر من ملياريّ شخص، كثير منهم في دول نامية تعتمد على الهواتف الذكية محدودة الإمكانيات.

توفير البيانات والمساحة: يُلغي الحاجة إلى تطبيقات مُنفصلة، وهذا يُقلّل استهلاك التخزين واستهلاك الإنترنت.

تعزيز الثقافة الرقمية: يُترجم المعلومات المُعقدّة إلى إجابات بسيطة لسد الفجوة المعرفية.

منصة موحدّة: يُحوّل واتساب إلى مركز معرفي يُقدم ذكاءً اصطناعيًا دون مُغادرة الدردشات اليومية.

 

ميزات مُستقبلية مُنتظرة

كشف سرينيفاس عن أنّ التكامل الحالي هو مُجرّد البداية، حيث ستُضاف قريبًا ميزات مثل:

الوضع الصوتي للتفاعل دون استخدام اليدين.

إنشاء ميمات ذكاء اصطناعي للترفيه.

مُلخصات الفيديوهات للتحقق من المعلومات.

وضع المساعد لإدارة المهام والتذكيرات.

دعم المجموعات (مُستقبلًا) لتحويل الدردشات الجماعية إلى مساحات تعلُّم وتعاون.

من المُستفيد من هذه الخدمة؟

الطلاب: للبحث عن المعلومات أو تلخيص المواد الدراسية.

المُحترفون: لاستخلاص رؤى وإحصائيات سريعة أو التحقق من البيانات.

الصحفيون: للعثور على المصادر وتمييز الأخبار الكاذبة.

المسافرون: للحصول على نصائح حول الوجهات أو تحويل العملات.

أصحاب الأعمال: لإنشاء مُحتوى تسويقي أو الرد على استفسارات العملاء.

تأثير تكامل Perplexity مع واتساب على الذكاء الاصطناعي

 

يُشير اندماج Perplexity مع واتساب إلى تحوُّل جوهري في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث:

الذكاء الاصطناعي يصبح غير مرئي: يندمج في التطبيقات اليومية بدلًا من كونه أداة مُنفصلّة.

التجربة تُصبح أكثر سلاسة: تفاعلات مُباشرة دون حاجز التثبيت أو التسجيل.

الاعتماد الجماعي: يصبح الذكاء الاصطناعي في مُتناول الفئات غير التقليدية، مثل كبار السن أو محدودي التقنية.

بإتاحة Perplexity على واتساب، لم تعد الحاجة إلى أجهزة مُتطورة أو اشتراكات مُكلفة عائقًا أمام الوصول إلى المعرفة. هذه الخطوة تُعيد تعريف التفاعل مع التكنولوجيا، حيث تختفي الأدوات المُعقدّة لتحل محلها تجارب بشرية طبيعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

بهذا التكامل، يُثبت Perplexity أنّ مُستقبل الذكاء الاصطناعي ليس في التطبيقات المُنعزلّة، بل في الدمج الذكي مع حياتنا اليومية

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ذکاء اصطناعی

إقرأ أيضاً:

احتيال شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف

مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتغلغله في حياتنا على نحو متزايد، يبدو من الواضح أنه من غير المحتمل أن يخلق المدينة التكنولوجية الفاضلة ومن غير المرجح أن يتسبب في محو البشرية. النتيجة الأكثر احتمالا هي مكان ما في المنتصف ــ مستقبل يتشكل من خلال الطوارئ، والحلول الوسط، وعلى جانب عظيم من الأهمية، القرارات التي نتخذها الآن حول كيفية تقييد وتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي.

باعتبارها الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، تضطلع الولايات المتحدة بدور مهم بشكل خاص في تشكيل هذا المستقبل. لكن خطة عمل الذكاء الاصطناعي التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بددت الآمال في تعزيز الإشراف الفيدرالي، فاحتضنت بدلا من ذلك نهجا داعما للنمو في تطوير التكنولوجيا. وهذا يجعل التركيز من جانب حكومات الولايات، والمستثمرين، والجمهور الأمريكي على أداة مُـساءلة أقل إخضاعا للمناقشة، ألا وهي حوكمة الشركات ضرورة أشد إلحاحا. وكما توثق الصحفية كارين هاو في كتابها «إمبراطورية الذكاء الاصطناعي»، فإن الشركات الرائدة في هذا المجال منخرطة بالفعل في المراقبة الجماعية، وهي تستغل عمالها، وتتسبب في تفاقم تغير المناخ. من عجيب المفارقات هنا أن كثيرا منها شركات منفعة عامة (PBCs)، وهي بنية حوكمة يُزعم أنها مصممة لتجنب مثل هذه الانتهاكات وحماية البشرية. ولكن من الواضح أنها لا تعمل على النحو المنشود.

كانت هيكلة شركات الذكاء الاصطناعي على أنها شركات منفعة عامة شكلا ناجحا للغاية من أشكال الغسيل الأخلاقي. فبإرسال إشارات الفضيلة إلى الهيئات التنظيمية وعامة الناس، تخلق هذه الشركات قشرة من المساءلة تسمح لها بتجنب المزيد من الرقابة الجهازية على ممارساتها اليومية، والتي تظل مبهمة وربما ضارة. على سبيل المثال، تُـعَـد xAI التي يملكها إيلون ماسك شركة منفعة عامة تتمثل مهمتها المعلنة في «فهم الكون». لكن تصرفات الشركة ــ من بناء كمبيوتر خارق مُـلَـوِّث في السر بالقرب من حي تقطنه أغلبية من السود في ممفيس بولاية تينيسي، إلى إنشاء روبوت محادثة يشيد بهتلر ــ تُظهر قدرا مزعجا بشدة من عدم الاكتراث بالشفافية، والرقابة الأخلاقية، والمجتمعات المتضررة.

تُعد شركات المنفعة العامة أداة واعدة لتمكين الشركات من خدمة الصالح العام مع السعي إلى تحقيق الربح في الوقت ذاته. لكن هذا النموذج، في هيئته الحالية ــ خاصة في ظل قانون ولاية ديلاوير، الولاية التي تتخذها معظم الشركات العامة الأمريكية مقرا لها ــ مليء بالثغرات وأدوات الإنفاذ الضعيفة، وهو بالتالي عاجز عن توفير الحواجز اللازمة لحماية تطوير الذكاء الاصطناعي. لمنع النتائج الضارة، وتحسين الرقابة، وضمان حرص الشركات على دمج المصلحة العامة في مبادئها التشغيلية، يتعين على المشرعين على مستوى الولايات، والمستثمرين، وعامة الناس المطالبة بإعادة صياغة شركات المنفعة العامة وتعزيز قدراتها. من غير الممكن تقييم الشركات أو مساءلتها في غياب أهداف واضحة، ومحددة زمنيا، وقابلة للقياس الكمي. لنتأمل هنا كيف تعتمد شركات المنفعة العامة في قطاع الذكاء الاصطناعي على بيانات منافع شاملة وغير محددة يُزعَم أنها توجه العمليات. تعلن شركة OpenAI أن هدفها هو «ضمان أن يعود الذكاء الاصطناعي العام بالفضل على البشرية جمعاء»، بينما تهدف شركة Anthropic إلى «تحقيق أعظم قدر من النتائج الإيجابية لصالح البشرية في الأمد البعيد». المقصود من هذه الطموحات النبيلة الإلهام، لكن غموضها من الممكن أن يستخدم لتبرير أي مسار عمل تقريبا ــ بما في ذلك مسارات تعرض الصالح العام للخطر. لكن قانون ولاية ديلاوير لا يُـلزِم الشركات بتفعيل منفعتها العامة من خلال معايير قابلة للقياس أو تقييمات مستقلة. ورغم أنها تطالب بتقديم تقارير كل سنتين حول أداء المنفعة، فإنها لا تلزم الشركات بإعلان النتائج. بوسع الشركات أن تفي بالتزاماتها ــ أو تهملها ــ خلف الأبواب المغلقة، دون أن يدري عامة الناس شيئا. أما عن الإنفاذ، فبوسع المساهمين نظريا رفع دعوى قضائية إذا اعتقدوا أن مجلس الإدارة فشل في دعم مهمة الشركة في مجال المنفعة العامة. لكن هذا سبيل انتصاف أجوف، لأن الأضرار الناجمة عن الذكاء الاصطناعي تكون منتشرة، وطويلة الأجل، وخارجة عن إرادة المساهمين عادة. ولا يملك أصحاب المصلحة المتضررون ــ مثل المجتمعات المهمشة والمقاولين الذين يتقاضون أجورا زهيدة ــ أي سبل عملية للطعن في المحاكم. وللاضطلاع بدور حقيقي في حوكمة الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون نموذج «شركات المنفعة العامة» أكثر من مجرد درع للسمعة. وهذا يعني تغيير كيفية تعريف «المنفعة العامة»، وحوكمتها، وقياسها، وحمايتها بمرور الوقت. ونظرا لغياب الرقابة الفيدرالية، يجب أن يجري إصلاح هذا الهيكل على مستوى الولايات. يجب إجبار شركات المنفعة العامة على الالتزام بأهداف واضحة، وقابلة للقياس، ومحددة زمنيا، ومكتوبة في وثائقها الإدارية، ومدعومة بسياسات داخلية، ومربوطة بمراجعات الأداء والمكافآت والتقدم الوظيفي. بالنسبة لأي شركة عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، من الممكن أن تشمل هذه الأهداف ضمان سلامة نماذج المؤسسات، والحد من التحيز في مخرجات النماذج، وتقليل البصمة الكربونية الناجمة عن دورات التدريب والنشر، وتنفيذ ممارسات العمل العادلة، وتدريب المهندسين ومديري المنتجات على حقوق الإنسان والأخلاقيات والتصميم التشاركي. الأهداف المحددة بوضوح، وليس التطلعات الغامضة، هي التي ستساعد الشركات على بناء الأساس للمواءمة الداخلية الجديرة بالثقة والمساءلة الخارجية. يجب أيضا إعادة تصور مجالس الإدارة وعملية الإشراف. ينبغي لمجالس الإدارة أن تضم مديرين ذوي خبرة يمكن التحقق منها في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والسلامة، والأثر الاجتماعي، والاستدامة. يجب أن يكون لكل شركة مسؤول أخلاقي رئيسي يتمتع بتفويض واضح، وسلطة مستقلة، والقدرة على الوصول المباشر إلى مجلس الإدارة. ينبغي لهؤلاء المسؤولين أن يشرفوا على عمليات المراجعة الأخلاقية وأن يُمنحوا سلطة وقف أو إعادة تشكيل خطط المنتجات عند الضرورة. وأخيرا، يجب أن تكون شركات الذكاء الاصطناعي المهيكلة كمؤسسات منفعة عامة مُلـزَمة بنشر تقارير سنوية مفصلة تتضمن بيانات كاملة ومصنفة تتعلق بالسلامة والأمن، والتحيز والإنصاف، والأثر الاجتماعي والبيئي، وحوكمة البيانات. وينبغي لعمليات تدقيق مستقلة ــ يديرها خبراء في الذكاء الاصطناعي، والأخلاقيات، والعلوم البيئية، وحقوق العمال ــ أن تعكف على تقييم صحة هذه البيانات، بالإضافة إلى ممارسات الحوكمة في الشركة وتواؤمها في عموم الأمر مع أهداف المنفعة العامة.

أكدت خطة عمل ترامب للذكاء الاصطناعي على عدم رغبة إدارته في تنظيم هذا القطاع السريع الحركة. ولكن حتى في غياب الإشراف الفيدرالي، بوسع المشرعين على مستوى الولايات، والمستثمرين، وعامة الناس تعزيز حوكمة إدارة الشركات للذكاء الاصطناعي بممارسة الضغوط من أجل إصلاح نموذج شركات المنفعة العامة. يبدو أن عددا متزايدا من قادة التكنولوجيا يعتقدون أن الأخلاقيات أمر اختياري. ويجب على الأمريكيين أن يثبتوا أنهم على خطأ، وإلا فإنهم يتركون التضليل، والتفاوت بين الناس، وإساءة استخدام العمالة، وقوة الشركات غير الخاضعة للرقابة تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي.

كريستوفر ماركيز أستاذ إدارة الأعمال في جامعة كامبريدج ومؤلف كتاب «المستغلون: كيف تقوم الشركات بخصخصة الأرباح وتأميم التكاليف»

خدمة «بروجيكت سنديكيت»

مقالات مشابهة

  • الذكاء لم يعد اصطناعيًا فقط.. زوكربيرج يكشف المستور
  • جوجل تعزز تجربة الطلاب التعليمية بميزات ذكاء اصطناعي جديدة
  • أدوبي تعزز فوتوشوب بميزات ذكاء اصطناعي جديدة لتحرير الصور وتحسينها
  • أداة ذكاء اصطناعي جديدة لتشخيص ورعاية فشل القلب
  • احتيال شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف
  • هيئة مكافحة الاحتكار الإيطالية تحقق مع ميتا بشأن دمج الذكاء الاصطناعي في واتساب
  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • زد إيه آي: نموذج ذكاء اصطناعي خارق مجاني
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • ذكاء اصطناعي وحاسبات وطب بيطري وسياسة واقتصاد|مؤشرات كليات المرحلة الثانية بـ تنسيق الكليات 2025