أبوظبي - الرؤية
من بين الأجنحة المشاركة في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، في دورته الرابعة والثلاثين، المقامة حالياً بمركز «أدنيك» في أبوظبي، تبرز مجموعات من الكتب القديمة والمخطوطات النادرة، التي تستهوي القراء، ومحبي اقتناء الكتب التاريخية، وألبومات الصور، وتعيد هذه الكتب القراء إلى ذكرياتهم القديمة، التي توثق جانباً مهماً من تاريخ دول ومدن وشخصيات مختلفة ومتعددة.

للكتب النادرة حضور مختلف في «معرض أبوظبي للكتاب»

وتتنوع المعروضات القديمة والنادرة بين ألبومات، تحتوي على أقدم الصور لشيوخ إمارتَيْ: دبي والشارقة، وكذلك خرائط لشبه الجزيرة العربية، من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين، ومجموعة كتب لابن سينا، و«ألف ليلة وليلة»، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

ويصل عدد الكتب القديمة المعروضة إلى نحو 300 كتاب، بلغات: عربية وفارسية ولاتينية وفرنسية ويابانية وصينية، ومن بينها خريطة لشبه الجزيرة العربية تعود إلى عام 1482، وخرائط لدولة الإمارات تمت طباعتها فيها منذ عام 1971، ومن أهم الكتب: الطبعة الأولى لكتاب «ألف ليلة وليلة» بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، ونسخة من كتاب «القانون في الطب» لابن سينا، مطبوعة عام 1522، وكذلك مخطوطة عربية عمرها 300 سنة، أيضاً، لكتاب «القانون في الطب».

والمهتمون بهذه التحف النادرة، واقتنائها، إما شخصيات ترغب في الحصول على كتب بموضوعات تهمها، أو مكتبات كبيرة، أو مؤسسات علمية وثقافية، وتراوح أسعار القطع النادرة من الكتب والمخطوطات، بين 500 و3 ملايين درهم.

ومن الكتب المعروضة أيضاً، كتاب «The Jungle Book»، الذي تم إصداره أواخر القرن الثامن عشر، و«ألف ليلة وليلة» من إصدارات القرن التاسع عشر، وكذلك أولى روايات جيمس بوند عام 1960، وهاري بوتر عام 2000، فضلاً عن لوحات ورسومات لمكة المكرمة والعالم العربي ودول الخليج والخيل العربي.

وتوجد، كذلك، الدواوين الشعرية القديمة للشاعر السوري الراحل نزار قباني، الموقعة منه شخصياً، ويعود إصدارها لخمسينيات القرن الماضي.

للكتب النادرة حضور مختلف في «معرض أبوظبي للكتاب»

ويوفر «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» منصات متعددة لدور النشر العالمية؛ لعرض مجموعة من المخطوطات، والمطبوعات النادرة، التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، ومنها دار بيع الكتب النادرة الرائدة عالمياً «بيتر هارينجتون»، التي تشارك في المعرض بمجموعة نادرة من أول الكتب المطبوعة في العالم العربي.

وتضم المعروضات عشر مطبوعات وإصدارات تاريخية، صادرة عن المطبعة التي أسسها نابليون في مصر (المطبعة الشرقية الفرنسية)، إضافة إلى مطبعة بولاق (أول مطبعة حكومية في مصر)، وتروي هذه المقتنيات كيف شهدت تلك الفترة ثورة في مجال الطباعة على مستوى العالم العربي.

ومن أبرز المقتنيات المعروضة: نشرة نادرة أصدرتها مطبعة نابليون المتنقلة في الإسكندرية عام 1799، وتُعد من أول الأعمال المطبوعة في مصر باستخدام الحروف المتحركة، وهي تجسيد لتوظيف نابليون للصحافة كأداة استراتيجية للتأثير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: معرض أبوظبی

إقرأ أيضاً:

دموع تماسيح الليبرالية المُحتضَرة

انتظر زعماء الحكومات الليبرالية الغربية ـ ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا ـ انقضاء سنة ونصف السنة من حرب الإبادة التي يقترفها الجيش الصهيوني إزاء شعب غزة الشهيد، حتى بدأوا، وبخجل ملحوظ، إعلان بعض الاحتجاج على مغالاة دولة إسرائيل في ارتكاب المجزرة الآثمة. بيد أنهم لم يفلحوا بسلوكهم هذا سوى بتسليط مزيد من الأضواء على صمتهم السابق الشبيه بصمت المقابر، بل على تواطؤهم الصريح مع الحكم الصهيوني، عندما وقفوا جميعاً مع إدارة بايدن ليس في تبريرها إعادة غزو ذاك الحكم لقطاع غزة وحسب، بل في تصدّيها لأي دعوة لوقف «إطلاق النار»، أي وقف الإبادة في هذه الحال.

استمرّ ذلك طوال أشهر عدّة، إلى أن بدأت الحشمة تتملّكهم من هذا الموقف المُشين في وجه سخط شعبي على المجزرة لم تتوقف رقعته عن التوسّع مع مرور الزمن وتزايد رقم ضحايا آلة القتل الإسرائيلية. وحتى في ذلك الحين، لم يتميّز موقفهم عن موقف إدارة بايدن في الامتناع عن نقد حكومة بنيامين نتنياهو علناً وعن ممارسة أي ضغط فعلي عليها، بل في القبول بشتى الحجج التي ساقتها تلك الحكومة كي تبرّر مواصلتها للإبادة، إلى أن اضطرّوا للتمايز عن الإدارة الأمريكية الجديدة، إدارة ترامب، عندما اتضح لهم أنها أكثر تواطؤاً بعد مع نتنياهو مما كانت سالفتها.

إن هذا المشهد المثير للاشمئزاز هو أحد أسطع التعبيرات، إن لم يكن أسطعها على الإطلاق، عمّا سبق أن أسميته قبل عشرة أشهر «سقوط الليبرالية الأطلسية» (أنظر «مناهضة الفاشية وسقوط الليبرالية الأطلسية»، القدس العربي، 13/8/2024). والحال أن حرب الإبادة التي تخوضها الدولة الصهيونية فاقت في الوحشية والسادية كل ما عهدناه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ذلك أن هاتين الوحشية والسادية ليستا من الصنف الذي مارسته جماعات مسعورة في بلدان «متخلّفة»، على غرار الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا والكونغو قبل نهاية القرن الماضي أو التي شهدتها دارفور في مطلع القرن الجديد أو التي ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق قبل حوالي عشر سنوات، ولا من الصنف الذي مارسته حكومات مصنّفة في خانة «الهمجية» على غرار القوات المسلّحة في بنغلاديش أو حكومة «الخمير الحمر» في كمبوديا في سبعينيات القرن المنصرم، بل وحشية وسادية تمارسهما حكومة دولة متقدّمة صناعياً تنتمي إلى نادي الأغنياء العالمي، الذي يدّعي تمثيل «الحضارة» في وجه الهمجية مثلما لا يني نتنياهو يؤكد في الخطب التي يوجّهها إلى الرأي العام الغربي، واصفاً الحرب التي يقودها.
ثمة فرق عظيم الشأن بين كافة حروب الإبادة سابقة الذكر وحرب الإبادة التي تخوضها الدولة الصهيونية في قطاع غزة،
أي أننا بصدد إحدى حالات الإبادة الجماعية المقترَفة باسم «الحضارة»، والتي عرف التاريخ العديد منها سواء أتمّت باسم الحضارة بالمطلق أو الحضارة الغربية أو «الآريّة»، على غرار الإبادة التي اقترفها الاستعمار البلجيكي في الكونغو في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين أو تلك التي اقترفتها الإمبراطورية الألمانية في ناميبيا أو تلك التي ارتكبها حكم «تركيا الفتاة» إزاء الأرمن وسواهم من الأقليات في مطلع القرن ذاته، أو التي اقترفتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

بل ثمة فرق عظيم الشأن بين كافة حروب الإبادة سابقة الذكر وحرب الإبادة التي تخوضها الدولة الصهيونية في قطاع غزة، ألا وهو أن هذه الأخيرة متلفزة على مرأى من العالم أجمع. فحيث كان النازيون يخفون الإبادة الجماعية التي ارتكبوها إزاء اليهود وسواهم من الأقليات خلف سياجات معسكرات الإبادة، وذلك لتضاربها مع مزاعمهم الحضارية (خلافاً لشتى حالات الإبادة الجماعية التي رافقت غزوهم لبولندا ومن ثم لروسيا والتي لفّها وأخفاها ضباب الحرب) نجد الحكم الصهيوني يواصل اليوم إبادته الجماعية للغزّاويين وهو يعلم أنها مكشوفة أمام أعين العالم.

صحيح أن الجيش الصهيوني تعمّد قتل عدد قياسي من الصحافيين داخل القطاع، لكنّه يعلم تمام العلم أن ما من شيء يستطيع ستر وحشية قواته المسلّحة وساديتها، التي يشهد عليهما بصورة مقزّزة اصطيادها اليومي الراهن لعشرات الغزّاويين المنكوبين الذين يلهثون وراء المساعدات الشحيحة التي تتكرّم حكومة نتنياهو وحليفها الأمريكي بتقطيرها عليهم. بل رأينا الجنود الإسرائيليين أنفسهم يساهمون في ترويج صور الممارسات السادية التي يرتكبونها افتخاراً بها في معظم الحالات، وليس من باب الكشف عنها لإدانتها.

فإن حرب الإبادة الصهيونية في غزة وتواطؤ الحكومات الليبرالية الغربية معها، اللذين ساهما مساهمة جبّارة في حفز صعود النيوفاشية على الصعيد العالمي، وصولاً إلى سيادتها على رأس أعظم القوى العظمى العالمية، تلك القوة العظمى التي طالما زعمت تمثيل الإرث الحضاري الليبرالي الأطلسي الناجم عن مناهضة الفاشية في الحرب العالمية الثانية، إن الحرب والتواطؤ المذكورين إنما أنجزا قبل ذلك، وفي السبيل إليه، سقوط الإرث الليبرالي الأطلسي المنافق أصلاً بحيث أفقداه أي مصداقية كانت لا تزال لاصقة به وحفّزا بالتالي غلبة نقيضه النيوفاشي.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • دموع تماسيح الليبرالية المُحتضَرة
  • شرطة أبوظبي تستقبل حجاج الدولة بالورود والهدايا في مطار زايد الدولي
  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • الأردن يستضيف معرض طوابع البريد العربي 2025
  • افتتاح معرض «الإمارات للثلاسيميا» في أبوظبي
  • معرض «جمعية الإمارات للثلاسيميا».. في أبوظبي
  • 5 أسواق سياحية تستحوذ على 40% من إجمالي زوار الإمارات
  • وسط أجواء باردة.. زوار ومقيمون يقضون عيد الأضحى في جبل القارة
  • افتتاح مركز زوار قلعة قايتباي بالإسكندرية بعد انتهاء التطوير