كاتبة إسرائيلية: الإسرائيليون شركاء في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
شددت المحاضرة والناشطة الاجتماعية الإسرائيلية، أوريت كمير، على مشاركة الإسرائيليين في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة، من خلال صمتهم وتجاهلهم، مشبهة موقفهم بموقف الألمان الذين وقفوا مكتوفي الأيدي خلال "ارتكاب الفظائع بحق اليهود في أوروبا".
وقالت كمير، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه "ليس لمعظم الإسرائيليين أي حق في توجيه الاتهامات إلى الألمان الذين وقفوا متفرجين"، موضحة أنه "لو كانوا مكانهم، لتصرفوا مثلهم، لأنهم الآن يصمتون بينما دولتهم تترك عشرات الإسرائيليين للموت تحت التعذيب، وفي المقابل تدمر حياة مليوني فلسطيني في قطاع غزة".
وأضافت الكاتبة الإسرائيلية أن "الإسرائيليين لا يملكون حتى العذر الذي كان لدى بعض الألمان بعدم العلم أو الإدراك، لأننا نعيش في عصر فائض المعلومات"، منتقدة استمرار "الحياة الروتينية للإسرائيليين رغم المآسي الجارية، وعدم تحركهم للتظاهر أو حتى توقيع عريضة".
وشددت على أن "معظم الإسرائيليين يواصلون حياتهم بينما يُترك المخطوفون يعانون، وأطفال غزة يتضورون جوعا"، لافتة أن "هذا الجوع الذي ينهش أرواحهم لا يزعج أحدا بما يكفي للتحرك".
وأشارت كمير إلى أن "الألمان كانوا يواجهون خطر التصفية إذا عبّروا عن مواقف إنسانية، أما في إسرائيل فلم يُخفَ أحد بسبب موقفه"، معتبرة أن "الأعذار المنتشرة بين الإسرائيليين غير مبررة وتشبه ما كان عليه الحال في ألمانيا النازية من حيث التجاهل والانشغال بالحياة اليومية".
وأضافت: "على غرار الألمان، يقول الإسرائيليون: ‘هذا لا يفيد’، أو ‘أنا لست سياسيا’، أو ‘لا أحب التجمهرات’. لديهم أفراح، حفلات، ضغوط عمل، أطفال"، مؤكدة أن "هذه التبريرات تمكن الشر من الانتصار".
وانتقدت الكاتبة ما قالت إنه "تمييز واضح في التعاطف بين المخطوفين في غزة وسكان القطاع"، مضيفة "صحيح أنه لا شيء أهم من إنقاذ المخطوفين، ولكن حيوات مليوني إنسان في غزة لا تقل أهمية".
وشددت على أن "الاعتراف بقيمة الإنسان يفرض الدفاع عن الجميع، لا عن البعض فقط"، مردفة بالقول إن "حفنة فقط من المتظاهرين يرفعون شعار ‘كل طفل بريء’ و’كفى للحرب’، بينما يصمت الغالبية، حتى ممن يتظاهرون من أجل المخطوفين".
وأشارت الكاتبة الإسرائيلية إلى أن "العقاب الجماعي ضد الأبرياء هو إستراتيجية نازية"، مضيفة "كيف يمكن النظر إلى الأطفال الأيتام، والآباء الذين يحملون جثامين أبنائهم المتفحمة، ثم الاستمرار في تناول الوجبة التالية؟ فما الفرق إذًا أننا لا نقتلهم في معسكرات؟".
وختمت كمير مقالها بدعوة الإسرائيليين إلى "التماهي مع معاناة سكان غزة"، وشددت على أنه "يجب على كل إسرائيلية وإسرائيلي أن يشعروا وكأنهم في غزة… ثم من هذا المكان يصرخوا: كفى للحرب!”، مضيفة "كما نتذكّر، كل ما يلزم لانتصار الشر هو أن تواصلوا التزام الصمت".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الفلسطينيين غزة فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواء
اعترفت الصحفية والشاعرة الفلسطينية الشابة نور العاصي بكل ألم وخجل -كما تقول- بأنها تفكر جديا في مغادرة غزة، لأن إسرائيل نجحت في خطتها للتهجير القسري بتدميرها كل الاحتمالات.
وتذكّر الكاتبة التي نزحت من شمال غزة مرتين -في مقال لها بموقع ميديا بارت الفرنسي- بأنها نشأت على الاعتقاد أن غزة ليست مجرد مكان، بل هي روحها وتاريخها وهويتها، وهي لم تر فيها سوى معاناة مغلفة بالقداسة، وحرب مغلفة بالدفء، ودمار محاط بشعور لا يتزعزع بالانتماء، كما تقول.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباlist 2 of 2واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسدend of listومع ذلك، وبعد كل ما عانيناه -تقول نور العاصي- وبعد ليال لا تنتهي من القصف والجوع والتشرد والجثث المدفونة تحت الأنقاض، أترك الآن فكرة "ماذا لو غادرت؟" تكبر في ذهني، ككثير من الشباب الأذكياء المتجذرين في هذه الأرض، وهم يفكرون الآن في المستحيل، "فنحن نحلم ببناء شيء ما في الخارج، لأن كل ما نبنيه هنا مدمر ماديا وروحيا".
"تطهير ديمغرافي"
وتقول بنت حي التفاح بشمال شرق غزة، بكل ألم، إن إسرائيل نجحت في إستراتيجيتها الشيطانية المتمثلة في التهجير القسري من خلال الصدمة بجعل غزة غير صالحة للسكن، "فقد حولوا المنازل إلى أهداف، والمستشفيات إلى مقابر، والمدارس إلى أنقاض، جوعونا وشردونا وقصفونا مرارا وتكرارا. لم يكن هدفهم قتلنا فحسب، بل أرادوا قتل إرادتنا في البقاء".
إعلانوتتابع "يؤلمني أكثر من أي صاروخ أو جرح أن أقول إنهم يدفعوننا إلى الرحيل، وقد بدأنا نضعف، لا في حب غزة، بل في إيماننا بأننا نستطيع العيش هنا، وسلاحهم الحاسم في ذلك ليس القنابل، بل اليأس".
ما تفعله إسرائيل في غزة ليس حربا، بل تطهيرا عرقيا وإبادة جماعية -كما تقول الكاتبة- فقد "دمروا كل شيء عمدا والعالم يراقب، والكاميرات تصور، وشاحنات المساعدات تصل محملة بفتات المساعدات والشعارات الزاهية، والمجتمع الدولي المتستر بلغة الدبلوماسية والديمقراطية، لم يعد متواطئا فحسب، بل هو المسؤول".
وذكّرت الكاتبة بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية "عربات جدعون"، مشيرة إلى أنها اسم توراتي لمجزرة معاصرة، تعني غزوا عسكريا شاملا لمدن غزة المتبقية -كما تقول الكاتبة- "فها هي رفح التي كانت يوما مدينة جميلة ومزدهرة، قد محيت تماما، وخان يونس تحت الغزو الآن، ودير البلح تختنق تحت وطأة النازحين".
لا نموت بصمت
وأشارت الشاعرة إلى أن ما تريده إسرائيل هو إجبارهم على الاستسلام، وجعل الجيل القادم من الفلسطينيين يعتقد أنه لا يوجد ما يستحق المرء البقاء من أجله، لأن "بيوتنا غبار، ومدارسنا خراب، وشهاداتنا ودفاترنا وحتى أحلامنا ترقد تحت الأنقاض".
وتضيف نور العاصي: "نشهد شيئا يتجاوز القسوة، حيث الأطفال يحرقون أحياء، وتنتزع الأطراف من أجسادهم الصغيرة، نحن شعب غزة، نُمحى من التاريخ على الهواء، ومع ذلك لم يُتخذ أي إجراء، لأن العالم قد باع روحه للسياسة والتطبيع".
وذكّرت الشابة الفلسطينية بأنها لا تكتب هذه السطور بوصفها صحفية، بل بوصفها ابنة لم تعد قادرة على ضمان سلامة والديها، وأختا تسمع دوي الانفجارات وتتساءل هل ستكون هي الضحية التالية، هي الطالبة التي تحول تعليمها إلى رماد، والإنسانة التي تصرخ في الفراغ، متوسلة لأي شخص أن ينظر إلى هذه الحقيقة ولا يغض الطرف عنها.
إعلانوختمت نور العاصي عمودها بأن حقوق الإنسان والقانون والأخلاق يجب أن تحفظ في غزة، وأن العالم الذي يشاهدنا نختفي دون أن يفعل شيئا، لا يدافع حقيقة عن شيء، "فنحن لا نموت بصمت، نحن نوثق دمارنا، وإذا سقطت غزة فلن تسقط في الظلام، بل ستسقط في دائرة الضوء، ويمضي العالم مفضلا النسيان".