ميليشيا الحوثي تدفع البلاد نحو مزيد من التصعيد .. ضربات إسرائيلية متتالية تعطّل مطار صنعاء
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
البلاد – صنعاء
في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في غزة، صعّدت إسرائيل من انخراطها العسكري في الساحة اليمنية، عبر شنّ أكثر من 20 غارة جوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثي، أبرزها مطار صنعاء الدولي، الذي أُعلن عن تعطيله بالكامل نتيجة الاستهداف المكثف. هذه العملية تحمل دلالات تتجاوز بعدها العسكري، لتشكل رسالة سياسية وأمنية على أكثر من محور.
وأكد الجيش الإسرائيلي في تصريح رسمي، أن طائراته الحربية نفذت أكثر من 20 غارة جوية طالت مبنى الركاب في مطار صنعاء، وكل الطائرات الموجودة بداخله، فضلاً عن استهداف المدرجات، برج المراقبة، وصالة المسافرين. وأشارت التصريحات إلى أن “المطار يُدار من قبل الحوثيين ويُستخدم لأغراض إرهابية، على غرار ميناء الحديدة”، بحسب تعبير الجيش. كما أعلنت إسرائيل استهداف مصنع إسمنت في محافظة عمران، قالت إنه يُستخدم في تصنيع رؤوس الصواريخ، إلى جانب قصف 10 مواقع أخرى تابعة للحوثيين.
وفي سياق متصل، أصدرت إسرائيل إنذاراً عاجلاً للمدنيين بضرورة إخلاء منطقة مطار صنعاء فوراً، حيث نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، تغريدة مرفقة بصورة للأقمار الصناعية، حذر فيها السكان من البقاء في محيط المطار. وقال إن “عدم الإخلاء والابتعاد عن المكان يعرضكم للخطر”.
وسبق هذه الضربات إعلان الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن استهداف ميناء الحديدة أيضاً، بعد يوم من إطلاق جماعة الحوثي صاروخاً سقط قرب مطار بن غوريون في تل أبيب، ما دفع إسرائيل إلى الرد عبر سلاحها الجوي.
من جهتها، أقرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بوقوع الغارات الإسرائيلية، معلنة مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين. وأشارت إلى أن ثلاثة مدنيين قُتلوا وأصيب 35 آخرون في قصف مصنع إسمنت بمدينة باجل بمحافظة الحديدة، فيما سقط قتي
ل رابع وأصيب أربعة في استهداف ميناء الحديدة.
وفي تطور سياسي وأمني متزامن، أعلن الإعلام الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توجّه إلى غرفة العمليات بوزارة الدفاع، لمتابعة تنفيذ الغارات، في خطوة تعكس أهمية وحساسية العملية.
وتأتي هذه الضربات في ظل تصعيد متواصل من جانب الحوثيين، الذين استأنفوا هجماتهم على إسرائيل وخطوط الملاحة البحرية بعد توقف قصير في أعقاب انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وتعد هذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل مطار صنعاء منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتعكس الضربات الإسرائيلية على اليمن تحوّلًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك، إذ تُعتبر سابقة في السياق الجغرافي منذ تصاعد الحرب مع حماس، ما يؤكد رغبة إسرائيل في توسيع دوائر الردع إلى عمق المحور الداعم للمقاومة، وتحديدًا إيران وأذرعها الإقليمية. وفي هذا الإطار، توجّه الضربات إلى الحوثيين باعتبارهم أداة إيرانية في خاصرة الجزيرة العربية، وذراعًا فعّالة في معركة استنزاف البحر الأحمر.
إسرائيل، التي سبق وأعلنت أن الهجمات على مطار بن غوريون لن تمر دون رد، اختارت توقيت الضربات لتعيد رسم خطوط حمراء جديدة في مواجهة ما تعتبره تصعيدًا إقليميًا موجهًا من طهران. ومنذ انخراط الحوثيين في الحرب ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، اكتسبت الجماعة موقعًا متقدمًا ضمن محور “المقاومة” من اليمن إلى لبنان. الضربات الإسرائيلية قد تُقرأ ضمن استراتيجية متعددة الأطراف تهدف إلى تحجيم هذا الدور، وتنسيق محتمل – غير معلن – مع واشنطن، التي تقود منذ مارس حملة عسكرية موازية على الجماعة ذاتها. التقاء المصالح الأمنية بين تل أبيب وواشنطن يتجلى بوضوح في هذه المرحلة.
وفي ضوء ما سبق، تتحمل ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الضربات التي استهدفت اليمن، باعتبارها الجهة التي بادرت بالتصعيد العسكري خارج حدود البلاد، من خلال استهداف إسرائيل والملاحة الدولية، واستخدام منشآت مدنية لأغراض عسكرية. هذه السياسات لم تُعرّض فقط الأمن القومي اليمني للخطر، بل جرّت البلاد إلى صراع إقليمي شديد التعقيد.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مطار صنعاء
إقرأ أيضاً:
الإعلام البريطاني: اليمن فرض إرادته على “إسرائيل” وأجبرها على وقف العدوان على غزة
يمانيون|
أكد موقع ميدل إيست آي البريطاني أن اليمن، وبقيادة صنعاء، فرض معادلة ردع جديدة على الكيان الصهيوني أجبرته على وقف عدوانه على قطاع غزة، بعد أن أظهرت قوات صنعاء موقفًا قويًا وحازمًا في مواجهة الاحتلال وحلفائه.
وأوضح الموقع في تقرير نشره الأحد، أن صنعاء اشترطت وقف عملياتها في البحر الأحمر والعمق الصهيوني بالتزام كيان الاحتلال بالاتفاق على وقف العدوان ضد غزة، وهو ما أجبر “إسرائيل” على التراجع والانصياع لشروط صنعاء في واحدة من أبرز صور توازن الردع التي تشكلت في المنطقة خلال العامين الماضيين.
ونقل الموقع عن محللين قولهم إن اليمنيين قدموا أداءً عسكريًا متميزًا ومتصاعدًا خلال العامين الأخيرين، ضمن موقفهم الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية، مؤكدين أن صنعاء استطاعت أن تفرض واقعًا جديدًا أجبر الولايات المتحدة على فك ارتباطها العسكري المباشر مع الكيان الصهيوني في الساحة اليمنية، في خطوة وصفها التقرير بأنها “إنجاز غير هيّن”.
وأشار التقرير إلى أن القوات اليمنية نفذت خلال الفترة الماضية سلسلة ضربات استراتيجية بعيدة المدى طالت العمق الصهيوني وأثرت على قطاع الطيران، وتمكنت من اختراق منظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية”، ما شكل تحولًا لافتًا في ميزان الردع.
كما لفت الموقع إلى أن اليمن أظهر قدرة عالية على امتصاص الردود الانتقامية الصهيونية، واستطاع الحفاظ على وتيرة هجماته النوعية بفضل شبكته القبلية والأمنية والاقتصادية المتماسكة، التي منحت صنعاء مرونة وقدرة استثنائية على الصمود رغم التحديات والخسائر الناتجة عن الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن ولندن والكيان الصهيوني.
وختم التقرير بالتأكيد على أن اليمن بات اليوم طرفًا عربيًا رئيسيًا في محور المقاومة، لا يكتفي بالموقف السياسي أو التضامن الإعلامي، بل يشارك فعليًا بعمليات عسكرية روتينية تضرب داخل الأراضي المحتلة، ما أكسبه وزنًا رمزيًا واستراتيجيًا متزايدًا في المعادلة الإقليمية، وأعاد رسم صورة جديدة للمنطقة قوامها توازن القوة وصمود الشعوب الحرة.