عاجل - انطلاق جلسات انتخاب بابا الفاتيكان الجديد وسط ترقّب عالمي للدخان الأبيض من كنيسة سيستين
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
بدأت اليوم جلسات انتخاب البابا الجديد للفاتيكان، الذي سيكون البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، من خلال مجمع الكرادلة المغلق المعروف باسم "الكونكلاف"، والذي يُعقد داخل كنيسة سيستين التاريخية في الفاتيكان.
ويتابع ملايين الكاثوليك حول العالم أنظارهم نحو المدخنة الشهيرة في ساحة القديس بطرس، في انتظار الدخان الأبيض الذي سيُعلن عن اختيار بابا جديد، أو الدخان الأسود الذي يشير إلى فشل الجلسة في الوصول إلى اتفاق.
ويُعدّ لون الدخان المنبعث من المدخنة رمزًا رئيسيًا في هذا التقليد العريق؛ فالدخان الأبيض يعني التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب البابا، فيما يشير الدخان الأسود إلى أن التصويت لم يُسفر عن النتيجة المطلوبة، أي لم يتحصل أي مرشح على ثلثي الأصوات اللازمة.
وفقًا لوكالة "نوفا" الإيطالية، فإن الموقد المستخدم لحرق أوراق الاقتراع يبلغ ارتفاعه نحو متر واحد، وهو مصنوع من الحديد الزهر، ويحتوي على صمام يدوي لتنظيم التيار الكهربائي.
يتم إدخال أوراق التصويت في فتحة تقع أعلى الموقد وتتصل مباشرة بالمدخنة، كما تُستخدم وحدة إشعال ثانية للحصول على حرارة أعلى ودخان أكثر كثافة، وفق نتيجة الاقتراع.
خليط كيميائي دقيق لتوليد لون الدخانوتم تطوير نظام كيميائي دقيق لإنتاج لون واضح ومميز للدخان منذ حالات ارتباك سابقة حدثت في انتخاب البابا يوحنا بولس الأول عام 1978، وبندكتس السادس عشر عام 2005، حينما بدا الدخان رماديًا بدلًا من أبيض أو أسود، ما تسبب في حالة من الغموض بين الحشود المنتظرة.
أصبح لون الدخان واضحًا اليوم بفضل تقنيات كيميائية دقيقة؛ إذ يُنتَج الدخان الأسود من خليط يحتوي على الكبريت، وبيركلورات البوتاسيوم، والأنثراسين، في حين يتكون الدخان الأبيض من كلورات البوتاسيوم، واللاكتوز، والقار اليوناني أو الكولوفونيا، مما يضمن وضوح الرؤية دون أي التباس.
تاريخ تقليد "الفوماتا" منذ القرن الثالث عشرويعود تقليد "الفوماتا"، أي استخدام الدخان للإعلان عن نتائج التصويت البابوي، إلى القرن الثالث عشر، وتحديدًا خلال مجمع ليون عام 1274، حين أصدر البابا غريغوري العاشر وثيقة Ubi periculum التي أسست قواعد المجمع المغلق.
في بدايات هذا التقليد، كان يُستخدم القش الرطب لإنتاج الدخان الأسود، والجاف لإنتاج الدخان الأبيض، لكن هذه الوسائل لم تكن دائمًا فعّالة، ما دفع الفاتيكان لاحقًا إلى اعتماد حلول علمية أكثر دقة وموثوقية.
ترقّب عالمي لاسم البابا الجديدتتواصل الجلسات المغلقة في كنيسة سيستين بعيدًا عن أعين الإعلام، حيث تُجرى عدة جولات من التصويت في اليوم الواحد إلى حين التوافق على شخصية البابا الجديد.
وسيتم الإعلان عن اختياره فور انبعاث الدخان الأبيض، في لحظة تُعدّ من أكثر اللحظات رمزية وتأثيرًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
وفي ظل فراغ الكرسي الرسولي، فإن انتخاب البابا الجديد لا يمثل فقط تغييرًا في قيادة الكنيسة، بل يحمل في طياته أيضًا توجّهًا روحيًا وسياسيًا مؤثرًا لأكثر من 1.3 مليار كاثوليكي حول العالم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عاجل بابا الفاتيكان الفاتيكان مجمع الكرادلة الدخان الأبيض الدخان الأسود كونكلاف انتخاب البابا الكنيسة الكاثوليكية كنيسة سيستين الكرادلة انتخاب البابا البابا الجدید الدخان الأبیض الدخان الأسود
إقرأ أيضاً:
مُنع عنهم الطعام قبل قرون.. ماذا يأكل الكرادلة أيام انتخاب البابا؟
تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة السيستين في الفاتيكان صباح اليوم الخميس، في حين دقت أجراس كنيسة القديس بطرس معلنة انتخاب الكرادلة بابا جديدا لخلافة البابا فرانشيسكو وقيادة الكنيسة الكاثوليكية.
أعلن الفاتيكان أن البابا الجديد هو الكاردينال الأميركي بريفوست، الذي سيحمل اسم "ليو 14″، ليكون أول أميركي يتولى هذا المنصب، في خطوة تاريخية تضاف إلى تقاليد طقوس انتخاب البابا.
هناك علاقة قوية بين طقوس انتخاب البابا وعالم الطبخ تعود إلى قرون مضت، حيث كانت قوائم الطعام محدودة جدا بمناسبة انتخاب البابا غريغوري العاشر في عام 1271. أما اليوم، فإن النظام الغذائي المعتمد يتميز بالبساطة والتوازن، ويعكس نكهات إيطالية ومتوسطية.
وفي الأيام الماضية، اجتمع 133 كاردينالا في كنيسة السيستين لانتخاب البابا رقم 267، ومع ذلك، يبقى الأمر الوحيد المؤكد هو أن كل شيء، بما في ذلك الطعام، يخدم هدفا واحدا وهو انتخاب البابا الجديد في أسرع وقت ممكن، كما توضح المؤرخة المتخصصة في كتب الطبخ النسائية، فيلا فوميني.
البابا غريغوري العاشر و"نظام غذائي مخفف"
إن قصة الكونكلاف مرادفة لقصة القواعد الغذائية، ووصفات الطعام الموصى بها أو الممنوعة، التي فرضت نفسها منذ أكثر من 7 قرون، أصبحت من بين العديد من الأسرار التي تحيط بمجمع الكرادلة.
إعلانيعود أصل تلك القواعد الغذائية، التي لا يزال بعضها ساري المفعول حتى يومنا هذا، إلى القرن الثالث عشر، بعد مؤتمر لانتخاب البابا استمرت المشاورات فيه 1006 أيام، أي قرابة 3 سنوات، وهي الفترة الأطول في التاريخ.
كانت انتخابات بابوية معقدة ومضنية، عُقدت في القصر البابوي في مدينة فيتربو (قرب روما) عام 1268، وشارك فيها 19 كاردينالا كانوا على خلاف قوي بشأن من سيخلف البابا كليمنت الرابع.
ووسط استياء واحتجاجات الشعب، انتُخب البابا غريغوري العاشر في الأول من سبتمبر/أيلول عام 1271، ومن أجل فرض مواعيد نهائية صارمة على الانتخابات المستقبلية، تم وضع قواعد صارمة لمجمع الكرادلة (الكونكلاف مشتقة من كلمة لاتينية تعني "مغلق بمفتاح")، وتقرر أيضا استخدام الطعام كأداة لتسريع عملية الانتخاب.
فإذا لم يستطع الكرادلة انتخاب بابا جديد خلال 3 أيام، لا تُقدم لهم سوى وجبة طعام واحدة في اليوم. أمام إذا استمر التصويت 5 أيام دون نتيجة حاسمة، لا يُقدم للكرادلة سوى الخبز والماء والنبيذ.
في ظل ظروف الجوع والفقر التي سادت في تلك الفترة، لم يكن أي كاردينال يرغب في إطالة مدة الانتخابات. "كان يُعتقد أيضا أن هذا يساهم في نزول حمامة الروح القدس. أما اليوم، فإن التعامل مع الكرادلة يتسم بالحذر، لكن بنظام غذائي أقل قسوة نتيجة لتقدم بعضهم في العمر"، كما تشرح الخبيرة فوميني.
إذا كان الجوع في العصور الوسطى سلاح ضغط، فإن القواعد المتعلقة بالطعام اليوم أقل صرامة، لكنها ليست أقل أهمية، وكما هو الحال آنذاك، فإنه يُحظر دخول الوجبات المعدة خارج مطابخ الفاتيكان. هذه القاعدة تم تشديدها بشكل أكبر من قِبل البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي فرض على جميع العاملين في الفاتيكان أداء القسم على الإنجيل، لحماية سرية الطقوس الانتخابية.
إعلانهكذا أصبح "جميع الخدم في قصر سانتا مارتا، حيث يقيّم الكرادلة، بما في ذلك الطاهي المسؤول عن المطابخ، يخضعون لقيود السرية المطلقة". وهذا هو السبب أيضا في أنه من غير الممكن معرفة القائمة الدقيقة المخصصة للكرادلة أثناء الكونكلاف، لكن من المؤكد أنه لن يتم تقديم طعام غير صحي من قبيل الكاربونارا أو الأطعمة المقلية.
معكرونة الكونكلافخلال أيام الكونكلاف يعتمد النظام الغذائي على وجبة إفطار بسيطة تليها وجبة غداء خفيفة بالقدر نفسه، تعتمد على اللحوم البيضاء أو الأسماك مع إضافة الخضراوات التي تأتي من حدائق الفاتيكان. أما بالنسبة للعشاء، فسوف يكون هناك مجال للحبوب والخضراوات والفواكه الموسمية والأسماك المخبوزة أو المطهية على البخار.
تقول خبيرة الطبخ فوميني إن الكرادلة "يفضلون الطبخ الخفيف لأنهم يحتاجون إلى عقل صافٍ وجسم غير متعب للغاية من عملية الهضم. حتى الحلويات غير مسموح بها إلا البسيطة منها مثل البسكويت الجاف أو الفطائر، والنبيذ باعتدال".
من المفترض أن طعام الكرادلة في تلك الأيام كان بسيطا ومغذيا، مع وصفات مستوحاة من تقاليد الطبخ الإيطالية، بما يتماشى مع ما كان يفضله البابا فرانشيسكو. وفي هذا الصدد، سيكون طبق "باستا الكونكلاف" الشهير حاضرا، وهو عبارة عن طبق لذيذ وخفيف يعتمد على المعكرونة والزبدة وجبنة البارميزان.
في المقابل تكون المشروبات الروحية محظورة، ومن الغريب أن الهليون محظور أيضا، ربما لأنه يُعتقد أن ذلك قد يكون مرتبطا باحتوائه على مركبات الكبريت التي لا تصلح للتعايش في البيئات المغلقة.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، تجمع آلاف المسيحيين في ساحة القديس بطرس بانتظار تصاعد الدخان من مدخنة الكنيسة. وعند الساعة العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش، تصاعد الدخان الأسود، معلنا نهاية جلسة التصويت الصباحية التي شهدت إجراء دورتين انتخابيتين.
إعلانبدأ الكرادلة، الذين يبلغ عددهم 133 ولا يتجاوز عمرهم 80 عاما، التصويت يوم الأربعاء في سرية تامة وعزلة كاملة لاختيار خليفة للبابا الراحل فرانشيسكو. وأثناء العملية، قاموا بحرق أوراق اقتراعهم وخلطها بمواد كيميائية لتوضيح سير التصويت، حيث يشير الدخان الأسود إلى عدم اختيار بابا جديد، في حين يُعلن الدخان الأبيض عن انتخاب البابا الجديد.