عربي21:
2025-10-15@14:48:04 GMT

خصخصة التعليم في مصر.. حديث الإحصاءات

تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT

تتفاقم معاناة طلاب الثانوية العامة في مصر وأولياء أمورهم بشكل كبير عام بعد عام، بعد العنت الكبيرة الذي لاقوه طيلة عام كامل جراء الانفلات الجنوني في أسعار الدروس الخاصة، التي وجدوا أنفسهم مجبرين على الاعتماد عليها كليا، بعد النقص الشديد في معلمي المدارس، فضلا عن وجود العديد من المعوقات، منها صعوبة المناهج وعدم تهيئة المدارس لإتمام العملية التعليمية.



المشكلة الأهم التي يواجها الخريجون تتعلق بالتنامي الواضح لدور الجامعات والمعاهد الخاصة والأهلية وحلولها محل التعليم الجامعي الحكومي، حيث لجأ مئات الآلاف من الطلاب إليها بعد ارتفاع المجاميع المطلوبة لدخول الجامعات والمعاهد الحكومية بكافة أنواعها.

ملامح المعاناة

وتستطيع أن ترصد تطور هذه المعاناة الآخذة في التنامي عبر إحصاءات متنوعة لعقد من الزمان، ففي عام 2014 كان عدد خريجي الثانوية العامة (دور أول وثان) نحو 470 ألفا، قبلت الجامعات والمعاهد الحكومية منهم 400 ألف بما نسبته 82 في المئة، وضمت المرحلة الأولى وهي المؤهلة لكليات القمة 100 ألف، بما يصل إلى 25 في المئة من أعداد الطلاب.

إلا أنه بعد مرور خمس سنوات؛ بلغ عدد الطلاب الذين اجتازوا امتحانات الثانوية العامة بدوريها نحو 577 ألفا، قبلت الجامعات والمعاهد الحكومية والأزهرية 73.1 في المئة منهم بنقص يصل إلى 9 في المئة، فيما التحق الباقون بالجامعات والمعاهد الخاصة.

وفي نفس العام (2019) "خرجت" الجامعات الخاصة 28 ألفا، بنسبة 4.6 في المئة من إجمالي خريجي التعليم العالي البالغ عددهم 604 آلاف، بزيادة 17.8 في المئة عن عام 2018، فيما خرجت المعاهد العليا الخاصة 86 ألف طالب، بنسبة 14.2 في المئة من إجمالي خريجي العام، وبزيادة 1.5 في المئة عن خريجي 2018، فضلا عن 6.6 ألف من خريجي الأكاديميات بنسبة 1.1 في المئة، و55.3 ألف من خريجي المعاهد الفنية، بنسبة 9.1 في المئة، مقابل 47.6 ألف خريج عام 2018، بارتفاع 16.1 في المئة. وتستطيع أن تلاحظ بوضوح أن التعليم الخاص استحوذ على قرابة 30 في المئة من إجمالي خريجي هذا العام، مع ملاحظة أن هؤلاء بدأوا تعليمهم الخاص في سنوات سابقة كان فيها هذا التعليم يستحوذ على نسب إشغال أقل بكثير من السنوات التي تلتها.

أما العام الماضي، فعدد من أدوا الامتحانات 726 ألفا في الدورين، ضمت المرحلة الأولى ما يقل عن 24 ألف طالب، بنسبة تزيد قليلا عن 3 في المئة من إجمالي عدد الطلاب، وهي تضم شريحة ضيقة بشكل غير مسبوق بعد أن كانت قبل خمس سنوات تزيد عن 22 في المئة من أعداد الناجحين.

وتكشف نسبة المرحلة الأولى في ذاك العام عن انحسار كبير في أعداد طلاب الجامعات والمعاهد الحكومية، بدليل التكالب الشديد من الطلاب على الالتحاق بالجامعات الخاصة والأهلية حتى من بين طلاب تلك المرحلة، ما يكشف ضخامة حجم أعداد الذين سيدخلون سوق التعليم الخاص.

سبوبة بلا عائد وطني

في السنوات العشر الماضية تضاعفت أعداد الجامعات والمعاهد الخاصة والأهلية المعترف بها في مصر عدة مرات لتصل إلى 66 جامعة، بخلاف 6 جامعات دولية و7 أفرع لجامعات دولية، وقرابة 200 معهد خاص، كل ذلك مقابل 27 جامعة حكومية فقط وعشرات المعاهد.

ويتضح عدم جودة أداء هذه الجامعات وانصباب تركيزها الأساسي على الدور الاستثماري من عنصرين أساسيين؛ أولهما الرسوم التي تطلبها من الطلاب الوافدين، وهي التي تصل في بعضها لقرابة النصف مليون جنيه سنويا، فضلا عن انخفاض "المجاميع" التي تقبل بها لدرجة الاقتراب من حد الرسوب وذلك بهدف ضم شرائح واسعة من الطلاب.

يتضح عدم جودة أداء هذه الجامعات وانصباب تركيزها الأساسي على الدور الاستثماري من عنصرين أساسيين؛ أولهما الرسوم التي تطلبها من الطلاب الوافدين، وهي التي تصل في بعضها لقرابة النصف مليون جنيه سنويا، فضلا عن انخفاض "المجاميع" التي تقبل بها لدرجة الاقتراب من حد الرسوب وذلك بهدف ضم شرائح واسعة من الطلاب
لن نجتر الحديث المحق عن أن هذا النوع من التعليم حوّل الشهادة الجامعية إلى بضاعة تباع وتشترى مثلها مثل أي سلعة أخرى في الأسواق؛ يحصل عليها من يملك المال لا العلم، فهو حديث معروف وملموس لواقع جرى تطبيعه قسرا تحت سياسة الأمر الواقع في المجتمع المصري.

وصار معلوما أنه تحت شعار التيسير على الطلاب؛ تقوم كثير من تلك الجامعات قبيل الامتحانات بطرح مذكرات مختصرة فيها أسئلة وأجوبة يكون من المعلوم أنها تتضمن أسئلة الامتحانات القادمة، فيقوم الطلاب بمراجعتها في الأسبوع الأخير السابق للامتحانات واجتيازه بيسر والحصول على درجات التفوق، دون ممارسة أي نوع من عملية التعلم أو مراجعة المناهج.

تهافت التهافت

يتبدى تهافت تلك الجامعات على تحقيق المكاسب الاقتصادية من هذا النظام الذي يطبقونه في عملية التقديم لها، فإذا كان التقديم في الجامعات الحكومية يتم بنظام المراحل ويقدم الطالب رغباته طبقا للكليات المتاحة في كل مرحلة ويقوم بإرسالها يدويا أو الكترونيا، وينتظر النتيجة طبقا لدرجاته المؤهلة لهذه أو تلك دون أي غُرم عليه، نجد الأمر قد اختلف تماما مع الجامعات والمعاهد الخاصة. فالقبول هنا ليس بأعلى الدرجات، ولكن بأولوية الحجز ودفع المصروفات عن نصف العام الدراسي الأول، ومن يملك المال يتعلم، في حين أن الخطوة الأكثر ارتباكا وصعوبة على أولياء الأمور تسبق تلك الخطوة، وهي الصعوبة التي تسبب فيها غياب الشفافية والتنظيم، حيث إن الطالب حينما يقوم بالتقديم لدخول أي جامعة يجبر على دفع رسوم تتراوح بين 1500 جنيه حتى 5 آلاف جنيه مصري، وسواء تم قبوله أو لا فإن هذه المبالغ لا تسترد، ما يجعله مضطرا للتقديم في أكثر من جامعة ويدفع نفس الرسوم خشية أن لا يجد كلية شاغرة له.

ولك أن تتخيل أن رسوم التقديم لجامعة واحدة من أجل حجز دور مبدئي قد يُقبل أو يُرفض قد تعادل وحدها نصف أو كل راتب موظف حكومي في شهر، وتتخيل أيضا مدى تضخم الحصيلة المالية العائدة على الجامعات جراء هذا الإجراء فقط.

التعليم في مصر موت وخراب ديار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مصر التعليمية الجامعات الرسوم مصر جامعات خصخصة تعليم رسوم قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة مقالات سياسة رياضة مقالات سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجامعات والمعاهد الحکومیة الجامعات والمعاهد الخاصة من الطلاب فضلا عن فی مصر

إقرأ أيضاً:

جامعة الفيوم ضمن أفضل الجامعات عالميًّا بتصنيف التايمز البريطاني 2026

 أعلن الدكتور عرفة صبري حسن نائب رئيس جامعة الفيوم  لشئون الدراسات العليا والبحوث ظهور جامعة الفيوم ضمن تصنيف التايمز البريطاني لأفضل الجامعات العالمية لعام 2026

Times Higher Education THE World University Rankings 2026

حيث أشار  إلى أن الجامعة حصلت على الترتيب 1201–1500 عالميًّا ضمن 2191 جامعة من 115 دولة، كما جاءت في الفئة الرابعة بين الجامعات المصرية.

وأوضح  أن تصنيف التايمز يعد واحدًا من أشهر التصنيفات العالمية للجامعات، إذ يعتمد على خمسة مؤشرات رئيسية لتقييم الأداء الجامعي، وهي: أولاً: مؤشر التدريس (30%): يشمل السمعة الأكاديمية، ونسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس، ونسبة الحاصلين على البكالوريوس إلى الحاصلين على الدكتوراه، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على الدكتوراه، ودخل المؤسسة. ثانياً: مؤشر البحث العلمي (30%): يتضمن السمعة البحثية، والدخل الناتج من البحث العلمي، والإنتاجية البحثية. ثالثاً: مؤشر جودة البحث العلمي (30%): يُقاس بعدد الاستشهادات العلمية بالأبحاث المنشورة. رابعاً: مؤشر العلاقات الدولية (7.5%): يشمل نسبة الطلاب الوافدين، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب، والتعاون الدولي. خامساً: مؤشر الدخل من الصناعة والابتكار (2.5%): يقيس نقل المعرفة وبراءات الاختراع.

ندوة لمناهضة العنف ضد المرأة

من جهه اخرى وفى وقت سابق اليوم نظّمت الإدارة العامة لرعاية الطلاب فى جامعة الفيوم  بالتعاون مع وحدة مناهضة العنف ضد المرأة، ندوة توعوية بعنوان «مناهضة العنف ضد المرأة»، وذلك اليوم الأحد بالمكتبة المركزية.

جاءت الندوة بحضور الدكتور وائل طوبار، منسق عام الأنشطة الطلابية، و الدكتورة إكرام مجاور، رئيس اللجنة التنفيذية لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة، و الدكتورة نهلة عبد الرحيم، عضو اللجنة التنفيذية، و سلوى فؤاد، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب.

أوضح الدكتور وائل طوبار أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار حرص الجامعة على نشر الوعي المجتمعي وتعزيز قيم المساواة والاحترام المتبادل بين الجنسين، مشيرًا إلى أن العنف ضد المرأة يُعَدّ من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد استقرار الأسرة وتماسك المجتمع.

وأضاف أن الشباب الجامعي يمثل الفئة الأكثر وعيًا وقدرةً على قيادة التغيير نحو بيئة جامعية آمنة خالية من أي شكل من أشكال العنف أو التمييز.

ومن جانبها، أكدت  الدكتورة إكرام مجاور أهمية التمسك بالقيم والتقاليد الجامعية، واستثمار فترة الدراسة في تنمية المهارات واكتساب المعارف من خلال المواظبة على حضور المحاضرات والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الطلابية.

كما أوضحت أن وحدة مناهضة العنف ضد المرأة تعمل على توفير بيئة جامعية آمنة، ودعم مبدأ المساواة بين الطلاب والطالبات، والحفاظ على الحقوق والالتزام بالواجبات، إلى جانب الحد من ظاهرة العنف ومعالجة أسبابها، مشيرةً إلى أن العنف في مفهومه الواسع يشمل كل قول أو فعل من شأنه إثارة الخوف أو الإيذاء للآخرين.

وتحدثت الدكتورة نهلة عبد الرحيم عن مفهوم العنف ضد المرأة وأشكاله المختلفة — النفسي، والجسدي، واللفظي، والإلكتروني — واستعرضت آثاره النفسية والاجتماعية على المرأة والمجتمع، مؤكدةً أهمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة الوعي والمناهضة للعنف، وداعيةً الشباب الجامعي إلى تبنّي سلوكيات إيجابية تدعم المرأة وتحترم كرامتها.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: دعم متكامل لتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات المصرية
  • التعليم العالي: دعم متكامل لتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات
  • وزير التعليم العالي: دعم متكامل لتمكين الطلاب ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات
  • وزير الصحة: إيجاد آليات لإدماج خريجي المدارس الخاصة للتكوين شبه الطبي
  • إلى السيد وزير التعليم العالي.. هذا القرار مخالف للدستور
  • المفتي في رحاب معهد إعداد القادة ضمن ملتقى "قادة الغد"
  • معهد إعداد القادة يستضيف مفتى الجمهورية حول «تجديد الخطاب الديني وبناء وعي الشباب»
  • المفتي: تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي حجر الزاوية في تحقيق الأمن الفكري
  • لماذا أصبحت مصر وجهة مفضلة للطلاب العرب في السنوات الأخيرة؟
  • جامعة الفيوم ضمن أفضل الجامعات عالميًّا بتصنيف التايمز البريطاني 2026