وجه النهار

أضخم عملية فساد واحتيال وفضيحة تاريخية بالسودان .. (الحلقة الثانية)

هاجر سليمان

تدخل مسؤول في بلاغات بالفساد ضد إدارة بنك الثروة الحيوانية . كيف حصل وزير الداخلية السابق على (250) مليار في مرابحة من البنك .. تجاوزات خطيرة ومحاولات إهدار حقوق أكثر من (11) ألف مساهم بالبنك .. في العام 2021م أصدر رئيس الوزراء د.

عبدالله حمدوك القرار (104 / 2021) الذي قضى بإعادة مؤسسات القطاع الخاص وهي المؤسسات السبع ذات العائدات الأساسية للدولة وأعطى وزارة التجارة حق الإشراف على هذه المؤسسات كما كان سابقا قبل حلها والمؤسسات أبرزها مؤسسة تسويق الماشية واللحوم وشركة طرق الماشية ومؤسسات الأقطان ، الصمغ العربي ، الحبوب الزيتية والبحر الأحمر ومؤسسات أخرى . قامت لجنة المساهمين ببنك الثروة الحيوانية بفتح بلاغين جنائيين لدى نيابة مكافحة الفساد والمال العام بالأرقام (155 / 170) وذلك في العام 2022م وتلك البلاغات قيدت في مواجهة إدارة بنك الثروة الحيوانية ممثلة في مديرها العام ومجلس إدارة البنك وتم اتهامهم بالتزوير والاحتيال وخيانة الأمانة وقيدت في مواجهتهم نحو (16) مادة اتهام وكان فحوى البلاغ هو أن إدارة البنك قد تعدت على حقوق المساهمين والذين تجاوزت أعدادهم (11269) مساهما (أحد عشر ألفا ومائتان وتسع وستون مساهما) حسب آخر إحصائية . تم فتح بلاغ البلاغات واستدعاء المدير العام للتحقيق معه فقام الرجل بالاتصال بوزير الداخلية آنذاك عنان حامد مستنجدا ، تدخل الوزير بصورة غير مباشرة حيث قام ضابط برتبة العقيد بالاتصال بالشاكي واستدعاؤه ومحاولة إثنائه عن البلاغ لكن الرجل تمسك بحقه فتم سحب ملف القضية من المتحري الأساسي وتسليمه لمتحري آخر ومن يومها وبدأت وتيرة البلاغ تميل للهدوء والفناء . وأصبح البلاغ يلهث في دهاليز النيابة والشرطة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وفي غمرة ذلك تم استدعاء المراجع العام لتقديم مستندات وتقارير تثبت مخالفات خطيرة وتجاوزات مالية تتم في بنك الثروة الحيوانية ومن يومها كل مراجع يتولى الملف يتم نقله بفعل تدخلات نافذين وكل مراجع يشد عصبه لكتابة التقارير يتم إبعاده بواسطة الأيادي الخفية التي تمارس أعمالا تخريبية ممنهجة وإهدارا للعدالة . تحصلنا على مستند يكشف بأن السيد وزير الداخلية آنذاك عنان حامد قد حصل على ميزة تمويلية عبارة عن مرابحة مليارية من بنك الثروة الحيوانية وتسلم مبلغ المرابحة البالغ (250) مليار علما بأن القوانين والضوابط لا تعطيه الحق في الحصول على مثل هكذا استحقاق خارجي نسبة لأنها تتنافى مع مرتبه الذي يتقاضاه نظير وظيفته العامة وضخامة القرض الذي حصل عليه والذي كان يعادل مئات الآلاف من الدولارات فهل ياترى كان هذا سببا في تدخله ؟؟ وهل قام المذكور بسداد قيمة المرابحة المذكورة هذه ؟؟ وما قصة الأصول التي حولت لأرباح ؟! وسنواصل تابعوا الحلقة الأخطر والفضيحة الأكبر غدا ،،،،،،

المصدر: تاق برس

إقرأ أيضاً:

جواز لقاتل.. ومنفى لناشطة: معايير معطوبة وفضيحة أخلاقية

جواز لقاتل.. ومنفى لناشطة: معايير معطوبة وفضيحة أخلاقية

أحمد عثمان جبريل

في الوقت الذي يُمنح فيه القتلة جوازات السفر، تُصادر من النشطاء حريتهم في تجديد جوازاتهم، لا تصبح القضية مجرد سوء إدارة.. بل فضيحة أخلاقية معلنة، ومكتملة الأركان.

الوطن، حين يُدار بهذه المعايير المعطوبة، يتحول من بيت للجميع إلى حصن للقوة، ومنفى للضمير.

❝ حين يصبح الصمت مكافأة، والصوت تهمة.. نكون في حضرة وطن مكسور. ❞

— جبرا إبراهيم جبرا

(1)

في مدينة لم تعد تعرف أهلها، تخرج الأوامر بهدوء لحرمان الناشطة حنان حسن، من جواز سفرها. لا محكمة، لا لائحة اتهام، لا تبرير.. كل ما في الأمر أنها قالت: لا للحرب. لا للموت باسم الوطن. لا للقتل حين يكون الاختلاف رأيًا فقط.

فكان عقابها: “منفى بلا جدران، ورفض مطلق للعودة.”

(2)

وفي ذات البلاد، ومن ذات الجهات العليا، يصدر أمر ناعم كالماء، قاطع كالسكين:”منح إبراهيم بقال جواز سفر خاص”.

ليعود من تشاد إلى بورتسودان، ويُستقبل لا كمجرم حرب، بل كـ”فاتح”!.. إنا لله ياخ. إنه ذات العفو الذي منح لكيكل ليعود لحضن الوطن.. كأن ذاكرة الوطن قد مُسحت، وكأن نهر الدماء الذي جرى فيها مجرد سوء تفاهم سياسي.

(3)

بقال لم يكن شاهدًا. كان شريكًا.

خرج في بثوث حيّة يحرّض، ويُهاجم، ويُعنصر، ويسخر من الجيش، ومن الشعب، ومن الوطن ذاته.

وفي لحظة فارقة، كان صوتًا للجنجويد في كواليس الخرطوم، يتحدث من قلب الاحتلال، وكأن الخرطوم إرث عائلي تم استعادته..

ثم، حين لفظته المليشيا بعد أن استُهلك، عاد “بوجه جديد” ليُعرض على الناس كوطنيّ عائد..وكأن الذاكرة العامة لعبة قابلة للمسح.

(4)

لكن من الذي يُعيد تدوير الخراب؟

من يفتح باب الدولة للمجرم، ويغلقه في وجه الناشطاء؟

الإجابة لا تحتاج حدسًا: إنهم الإسلاميون، الكيزان، دعاة المشروع الحضاري القديم الذين لم يغادروا يومًا.. فقط غيّروا الأقنعة.

(5)

بقال لم يترك الدعم السريع، ولم يتبرأ من دمه.

بل استُهلك كأداة ثم أُهمل، إلى أن التقطه أولئك الذين يبحثون عن أي وجه يمكنهم به العودة.

جوازه ليس وثيقة سفر .. إنه مكافأة سياسية لمن خان، وإهانة لمن صان.

(6)

أما حنان، فهي ليست “ناشطة فقط”.

هي مواطِنة خذلها النظام لأنها قالت ما لا يُقال.

لأنها امتلكت من الشجاعة ما يكفي لتقف ضد الحرب، في وقت صارت فيه البنادق هي اللغة الرسمية، والصمت هو الدليل على النجاة.

جريمتها؟ أنها حملت ضميرًا نظيفًا.. لا يُباع.

(7)

حين تُمنح الجوازات للقتلة، وتُصادر من الأبرياء، فالمشكلة ليست في الوثائق، بل في ميزان العدالة المعطوب.

ما حدث ليس صدفة، بل إعلان واضح أن الدولة في قبضة من يرسمون الوطنية حسب المصلحة، ويعيدون تعريف “الخيانة” لتناسب أجنداتهم..

الفارق بين بقال وحنان، هو الفارق بين من باع الموت ومن صان الحياة.

بقال آلة في يد القتلة، أما حنان، فهي الذاكرة.

والذاكرة تؤلمهم أكثر من البنادق، لأنها لا تموت بانتهاء البث.

(8)

هل يُمكن لوطنٍ أن يستعيد كرامته وهو يُكافئ من أراق الدماء؟

هل يمكن لحكومة أن تُقنع شعبها بأنها تمثل “الحق” وهي تحاصر من لم يرفع سلاحًا يومًا؟

جواز بقال ليس حادثة.. إنه عنوان لمرحلة كاملة، تُغتال فيها الحقيقة، ويُخنق فيها الصوت، ويُكافأ فيها كل من تجرّأ على الدولة بسلاح، ويُعاقب من تجرّأ عليها بكلمة.

(9)

اليوم، إبراهيم بقال يعود بجواز خاص، وحنان حسن تُطارد بلا جواز.

لكن التاريخ لا يُكتَب في مكاتب الجوازات، بل في ذاكرة الشعوب.

وسيعرف هذا الشعب، حين يستفيق من هذا الكابوس القمىء، من الذي قال “لا” وهو يعرف ثمنها، ومن الذي باع “نعم” بثمن بخس.

بقى أن نقول: “الوطن لا يُبنى بجوازات تُمنح للخيانة، بل بأصوات مثل صوت حنان، تُنادي بالحياة في زمن الموت.. وتظل صامدة، حتى لو منعت عنها كل الأبواب.”.. إنا لله ياخ.. الله غالب.

الوسومإبراهيم بقال التاريخ السودان الوطن تشاد جبرا إبراهيم جبرا جواز السفر السوداني حنان حسن كيكل

مقالات مشابهة

  • إسرائيلي نجا من أحداث 7 أكتوبر ينتحر بعد أيام من ذكرى عملية “طوفان الأقصى” الثانية
  • محافظ أسيوط ورئيس هيئة تنمية الصعيد يتفقدان مشروعات تطوير الثروة الحيوانية
  • مسلسل "لينك".. مواعيد وقنوات عرض الحلقة الثانية
  • وزير العمل : انتخاب مصر للمرة الثانية لرئاسة مجلس إدارة العمل العربي يعكس الثقة في قيادتها ودورها الإقليمي
  • البنك المركزي: 2.6 مليار دولار صادرات مصر من البترول و9.83 مليار دولار واردات خلال 6 أشهر
  • للمرة الثانية على التوالي.. انتخاب مصر رئيسًا لمجلس إدارة منظمة العمل العربية
  • أكبر عملية تجنيد.. ما الذي تخطط له روسيا؟
  • الطب البيطري بالأقصر يحصن 21929 رأس ماشية ويعزز حماية الثروة الحيوانية
  • جواز لقاتل.. ومنفى لناشطة: معايير معطوبة وفضيحة أخلاقية
  • سوريا تتعاون مع البنك الدولي لإصلاح منظومة المالية العامة