قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي السلمي في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.

 

وشدد على أن إسرائيل تسعى من خلال هجماتها في غزة وسوريا ولبنان إلى إضعاف البلدان الإسلامية واحتلال أكبر قدر ممكن من الأراضي.

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها عراقجي، السبت، خلال مشاركته في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار الإيراني العربي، الذي جرى تنظيمه في العاصمة القطرية الدوحة، تحت شعار "علاقات قوية ومصالح مشتركة".

 

ووصف الوزير الإيراني المؤتمر بأنه "خطوة نحو استبدال الفهم بالصراع".

 

وأضاف: "يمكننا القول اليوم إننا انتقلنا إلى مرحلة أعلى من الحوار والتعاون الإقليمي. ففي العام الماضي، تمكنا بعد أربعين عامًا من عقد أول اجتماع مشترك، وإن كان غير رسمي، بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي".

 

وأردف: "أدركنا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وأن أغلب هذه الخلافات في الأصل فُرضت علينا من الخارج".

 

وسلط عراقجي الضوء على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، قائلاً: "لا يمكننا الحديث عن أهداف العالم الإسلامي وتجاهل المأساة التي يتعرض لها شعب فلسطين".

 

وتابع: "هذه القضية أصبحت اليوم أكثر أهمية ومعنًى من أي وقت مضى، وإن وقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب في فلسطين، والتصدي للمشروع الذي يستهدف محو هذا الشعب، هو مسؤوليتنا القانونية والأخلاقية والدينية والاستراتيجية جميعًا".

 

واعتبر عراقجي، أن إسرائيل تشكّل "أهم مصدر تهديد للسلام في المنطقة".

 

وأضاف: "بينما ينفذ الكيان الصهيوني إبادة جماعية في غزة، حوّل سوريا ولبنان إلى قواعد للعدوان والإرهاب، وهاجم اليمن مرارًا".

 

وقال عراقجي: "لا شك أن الهدف من هذه الهجمات هو تدمير البلدان الإسلامية، واستنزافها، وإضعافها، واحتلال أكبر قدر ممكن من أراضي الدول في المنطقة".

 

كما تطرق وزير الخارجية الإيراني في حديثه إلى مسار المفاوضات بين طهران وواشنطن، مشددًا على أن إيران تحظر امتلاك أو استخدام الأسلحة النووية، وأنها عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

 

واعتبر أنه "بينما يُسمح لنظام احتلالي وعدواني مثل إسرائيل بامتلاك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية، لا ينبغي القلق بشأن الطاقة النووية السلمية في إيران".

 

وبيّن أن إيران تواصل المباحثات مع الولايات المتحدة، ومع أوروبا وروسيا والصين، بحسن نية.

 

وقال: "إذا كان الهدف من هذه المفاوضات هو ضمان عدم سعي إيران لامتلاك السلاح النووي، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق. أما إذا كان الهدف هو حرمان إيران من حقوقها النووية وفرض مطالب غير واقعية، فإن إيران لن تتراجع في هذا المجال".

 

مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة

وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران بشكل أحادي، قبل أن يبعث في مارس / آذار الماضي برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، دعا فيها إلى استئناف المفاوضات النووية المباشرة، مضمنًا رسالته بتهديدات غير مباشرة.

 

بدورها إيران، ردت على تلك الرسالة عبر سلطنة عُمان.

 

وعقب ذلك، جرت جولات تفاوض غير مباشرة بين طهران وواشنطن، الأولى في 12 أبريل / نيسان الماضي في عُمان، ثم توالت بجولات في روما وأخرى في عُمان مجددًا، بمعدل أسبوع بين كل جولة. وأعلنت كل من إيران والولايات المتحدة عن إحراز تقدم في تلك المباحثات.

 

وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة في 3 مايو/ أيار في روما، إلا أنها أُجّلت لاحقًا لأسباب لوجستية، ومن المقرر الآن عقدها الأحد في عُمان.

 

وتطالب إيران برفع العقوبات مقابل التزامها بقيود تمنعها من إنتاج قنبلة نووية. وفي حين أعلن مسؤولون أمريكيون في وقت سابق قبولهم بتخصيب إيران لليورانيوم بمستويات منخفضة، إلا أنهم طالبوا لاحقًا بوقف كافة أنشطة التخصيب في إيران.

 

من جانبه، صرّح مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مقابلة نُشرت الجمعة، أن "برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران يجب ألا يكون موجودًا أصلًا"، معتبرًا ذلك "خطًا أحمر" للولايات المتحدة.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

حلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهو

خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، كان نتنياهو يأمل بالحصول على دعم أميركي مباشر لأي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. لكنه فوجئ بإعلان ترامب نيته بدء محادثات مع طهران. اعلان

عندما عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدا وكأنه ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسيران على الخط ذاته في ما يخص أبرز القضايا الملتهبة في المنطقة: الحرب في غزة، ومواجهة إيران. أعاد ترامب إرسال شحنات الأسلحة الثقيلة التي علّقتها إدارة بايدن، وأعطى الضوء الأخضر لعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة ضد حركة حماس، وشدّد على ضرورة "إنهاء المهمة". كما تبنّى خطاب نتنياهو المتشدد تجاه طهران ووكلائها.

لكن هذا الانسجام لم يصمد طويلاً. فبحسب مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط ومطلعين آخرين تحدّثوا إلى شبكة "ABC News"، تشهد العلاقة بين ترامب ونتنياهو توترًا متزايدًا مع اختلاف وجهات نظرهما بشأن كيفية التعامل مع التحديات الجديدة، لا سيما بعد تراجع قوة حماس وتضرر إيران.

فبينما يرى نتنياهو أن اللحظة مواتية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، يفضّل ترامب اغتنام الفرصة لعقد صفقة تحد من قدرات إيران النووية دون اللجوء إلى المواجهة المباشرة. وفي حين تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في غزة، يدفع ترامب نحو وقف إطلاق النار، ويخطط لما بعد الحرب، حيث يسعى لتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".

وعندما أوقف ترامب الحملة الأميركية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بعد موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر، تفاجأ نتنياهو وغضب بشدة، خصوصًا أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا صاروخًا سقط بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب.

صفقة إيران: نقطة الخلاف الكبرى

لكن الخلاف الأبرز بين الزعيمين يتمحور حول إيران. فنتنياهو ممتعض منذ أسابيع من رفض ترامب توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، وتوجهه بدلًا من ذلك إلى فتح قنوات تفاوض مباشرة مع طهران. ويؤكد الإسرائيليون أن أي اتفاق يتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم — حتى لأغراض مدنية — مرفوض تمامًا، بينما عبّر ترامب عن انفتاحه على فكرة برنامج نووي مدني إيراني.

وقد نقل مستشار نتنياهو رون ديرمر هذا القلق بوضوح إلى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بحسب المصادر الأميركية.

Relatedترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تبلغ المفاوضات النووية خواتيم إيجابية؟إيران تكشف عن صاروخ جديد بعيد المدى وسط توترات مع الولايات المتحدة

وما زاد من تعقيد العلاقة، إعلان ترامب، علنًا، أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية ضمن الاتفاق المحتمل. تصريح اعتبره نتنياهو بمثابة صفعة، كما تقول المصادر.

وبينما تراهن إسرائيل على ضعف إيران الاقتصادي وتراجع وكلائها في المنطقة لشن ضربة مباغتة، ترى إدارة ترامب أن التسوية الدبلوماسية أكثر جدوى، وتحذّر من أن الخيار العسكري الآن قد يجهض جهود إعادة إعمار غزة ويزيد من التوتر الإقليمي.

تحالف قوي… ولكن بشروط

رغم هذه الخلافات، يواصل البيت الأبيض التأكيد على متانة العلاقة مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت للوكالة الأميركية: "لم تعرف إسرائيل صديقًا أفضل من الرئيس ترامب"، مضيفًا أن واشنطن "تعمل عن كثب مع حليفها لضمان تحرير جميع الرهائن في غزة، ومنع إيران من حيازة سلاح نووي، وتعزيز أمن الشرق الأوسط".

لكن وراء الكواليس، لا يبدو أن التنسيق على ما يرام. فقد فاجأ ترامب نتنياهو مجددًا عندما أعلن إنهاء العمليات الأميركية ضد الحوثيين دون تنسيق مسبق، على الرغم من التصعيد الحوثي ضد إسرائيل.

وخلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، كان نتنياهو يأمل بالحصول على دعم أميركي مباشر لأي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. لكنه فوجئ بإعلان ترامب نيته بدء محادثات مع طهران.

ويعتقد نتنياهو، بحسب مصادر مطلعة للوكالة، أن التفاوض مع إيران مجرد مضيعة للوقت، لأن طهران "لا تفي بوعودها أبدًا"، فيما يرى أن الفرصة المتاحة لتوجيه ضربة استراتيجية قد لا تتكرر، خصوصًا بعدما أضعفت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في أكتوبر الماضي. ومع بدء طهران إعادة بناء تلك القدرات، يزداد قلق تل أبيب من ضياع هذه النافذة.

موقف الجمهوريين وتحفّظ نتنياهو

وفي الكونغرس، أعلن السيناتوران الجمهوريان توم كوتون وليندسي غراهام أن الاتفاق المقبول الوحيد مع إيران هو ذلك الذي يمنعها تمامًا من تخصيب اليورانيوم. ودعوا ترامب إلى عرض أي اتفاق نووي محتمل على مجلس الشيوخ للتصديق عليه، وهو ما يتطلب غالبية الثلثين.

وعلى غرار الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما عام 2015 دون تصديق مجلس الشيوخ، يمكن لترامب توقيع اتفاق جديد دون المرور بالإجراءات التشريعية المعقدة، ما يمنحه هامش تحرك أوسع، لكنه يثير قلق إسرائيل.

Relatedمتحدثًا عن اغتيال نصر الله ومستقبل حماس في غزة.. نتنياهو: سندمر المفاعلات النووية الإيرانية"لا يحب الظهور كشخص يتم التلاعب به".. ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو

لكن، ورغم هذه التحفظات، لا يبدو أن نتنياهو يملك حاليًا القدرة السياسية أو الشعبية لمواجهة ترامب بشكل علني. فشعبية الرئيس الأميركي بين أنصار نتنياهو في إسرائيل لا تزال مرتفعة، ما يجبر الأخير على التعامل بحذر.

اعلان

يأتي هذا التوتر بينما يستعد ترامب لزيارة جديدة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، لكن اللافت أنه لن يزور إسرائيل هذه المرة، رغم أهميتها في السياسة الخارجية الأميركية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهو
  • وزير الخارجية الإيراني: قدمنا ضمانات لواشنطن رغم كم التناقضات
  • وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوق شعبنا النووية
  • وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية
  • قبيل جولة جديدة من المفاوضات إيران تحذّر: لن نتراجع عن حقوقنا النووية
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره الإيراني في جدة.. فيديو
  • وزير الخارجية الإيراني يصل جدة
  • وزير الخارجية الإيراني يزور السعودية وقطر
  • غداً.. وزير الخارجية الإيراني يزور السعودية