جدل أمريكي بعد قبول ترامب هدية قطر.. كيف تعامل الرؤساء قبله مع الهدايا؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
سلط تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على الطريقة التي تعامل بها رؤساء أمريكيون سابقون مع عروض الهدايا المقدمة من قادة أجانب، مقارنة بما أبداه الرئيس دونالد ترامب من رغبة في قبول طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر.
وأشار التحليل إلى أنه في عام 1839، أهدى سلطان المغرب أسدين حيين للرئيس الأمريكي مارتن فان بورين عبر القنصلية الأمريكية في طنجة، كما أرسل سلطان عُمان عام 1840 خيولا ولآلئ وهدايا ثمينة عبر سفن.
لكن فان بورين اعتبر أن قبول تلك الهدايا قد يتعارض مع الدستور، وكتب للكونغرس قائلا: "أرى من واجبي أن أعرض الأمر على الكونغرس لاتخاذ القرار المناسب بشأنه". وبحسب التقرير، فقد أُرسلت الأسود إلى حديقة حيوانات حينها، وبِيعت الخيول لاحقا بعدما جاء رد الكونغرس بأن تلك الهدايا غير مقبولة.
وشدد التقرير على أن هذا السلوك التاريخي يظهر احتراما واضحا لمبدأ الفصل بين المصالح الشخصية والوظيفة العامة، في مقابل ما اعتبره التحليل توجها مختلفا لدى ترامب، الذي قال "قد أكون شخصًا غبيًا وأقول: ’لا، لا نريد طائرة مجانية، نحن نمنح أشياء مجانية. سنأخذ واحدة أيضا".
وتسببت رغبة ترامب في قبول طائرة فاخرة من طراز “بوينغ 747” من قطر بجدل واسع، إذ أشار التقرير إلى أن قبول هدية من حكومة أجنبية دون موافقة الكونغرس يُعد انتهاكا محتملا لما يُعرف بـ"بند المكافآت" في الدستور الأمريكي.
وينص البند، وفقا للتقرير، على أنه "لا يجوز لأي شخص يشغل منصبا أن يقبل أي هدية أو مكافأة من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية، دون موافقة الكونغرس".
وأكد ترامب أنه يفكر في إمكانية تمرير الطائرة عبر وزارة الدفاع لتفادي الإشكالات، قائلا: "إذا استطعنا الحصول على طائرة 747 كمساهمة لوزارة دفاعنا لاستخدامها خلال عامين ريثما يتم بناء الطائرات الأخرى، فأعتقد أن هذه كانت لفتة طيبة للغاية".
وفي السياق، قالت أستاذة القانون في جامعة جورج واشنطن جيسيكا تيليبمان لشبكة "سي إن إن"، إن "التداخل بين مصالح ترامب المالية الشخصية ورئاسته خلق مشاكل واضحة".
وأضافت "هناك سبب يدفع الرؤساء السابقين إما إلى التخلي عن تلك المصالح أو وضعها في صندوق ائتماني أعمى".
وشددت تيليبمان على أن المسألة تتجاوز القانون، موضحة أنه "كلما تفاعل ترامب مع قطر خلال رئاسته، ستكون هذه الهدية جزءا من النقاش العام".
كما أثار الخبير الأمني غاريت جراف، مؤلف كتاب “سيناريو يوم القيامة”، مخاوف كبيرة من أن جهاز الخدمة السرية قد لا يثق بطائرة استخدمتها حكومة أجنبية.
وقال: "حتى البدء في تخفيف هذا الخطر… سيتطلب تفكيك الطائرة إلى ما يعادل مسامير، ولكن حتى في هذه الحالة، لن أضع رئيسا أمريكيا على متن تلك الطائرة".
ولم يخلُ الأمر من انتقادات داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث قال رئيس مجلس النواب السابق، الجمهوري كيفن مكارثي: "أعتقد أن أمريكا قادرة على تحمل تكلفة طائرتها الخاصة".
أما النائب الديمقراطي دان غولدمان، فقال لشبكة "سي إن إن"، إن "هذا ليس سوى أحدث انعكاس لرئاسة فاسدة ووقحة تستغل منصب الرئاسة لتحقيق مكاسب شخصية"، حسب تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب قطر الولايات المتحدة قطر ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مصطفى الفقي: تعامل ترامب مع العرب أفضل من بايدن.. والغرب يرى أنه المَخرج من حرب غزة|فيديو
أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكنيست الإسرائيلي كان هدفه الاستعراض وصناعة الفرحة وخلق البهجة من لا شيء، مشيرًا إلى أنه اتسم بـ"نزعة غرور لا تزول".
وأوضح مصطفى الفقي، خلال لقائه في برنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن ترامب كان مستعدًا للدفاع عن بنيامين نتنياهو بكل الطرق والسبل، حتى إنه طلب له العفو أمام الكنيست، معتبرًا أن هذا الطلب يمثل في حد ذاته إدانة واضحة لنتنياهو، مشيرًا إلى أن ترامب، بصفته أقوى رجل في العالم ورئيس أكبر دولة، يتعامل على أن الجميع يجب أن يستمع إليه.
وأشار الفقي إلى أن تعامل ترامب مع العالم العربي كان أفضل من تعامل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، لافتًا إلى أنه لم يكن هناك أي مخرج بديل من الصراع في المنطقة دون تدخل ترامب وممارسته الضغط المباشر على إسرائيل، مؤكدًا أن الزعماء الغربيين، خاصة في بريطانيا، يرون أن المخرج الحقيقي من حرب غزة هو ترامب نفسه، لأنه استطاع إعادة مقعد القيادة إلى البيت الأبيض في إدارة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وتابع الفقي: "ترامب هو من يحرك السيارة التي تتحكم في المنطقة بأسرها، فحضوره وتأثيره ما زالا قائمين رغم أنه لم يعد في سدة الحكم".