في مثل هذا اليوم، الإثنين 19 مايو، تمر الذكرى العاشرة على رحيل الفنان القدير حسن مصطفى أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ الفن المصري وصاحب رصيد فني كبير في السينما والمسرح والدراما جعله حاضرًا في وجدان الجمهور حتى بعد سنوات من رحيله.

الفنان حسن مصطفى
نجم الضحكة الهادئة

تميّز حسن مصطفى بخفة ظل طبيعية وقدرة استثنائية على الارتجال جعلته أقرب ما يكون إلى الناس، لم يكن يعتمد على المبالغة أو التصنع بل كانت ضحكته تصل بصدق وبساطة، وهو ما جعله رمزًا للكوميديا النظيفة التي تعيش طويلًا، ورغم شهرته في الأدوار الكوميدية فإنه لم يُحصر في هذا القالب بل قدّم أدوارًا درامية مهمة أظهرت جانبًا آخر من موهبته.

 

أبرز أعماله السينمائية والدرامية

قدم حسن مصطفى أكثر من 90 عملًا دراميًا على شاشة التليفزيون كان من أبرزها دوره المميز في مسلسل رأفت الهجان بشخصية “دان رابينوفيتش” مع المخرج الكبير يحيى العلمي، كما شارك في مسلسلات أصبحت علامات في الدراما المصرية مثل أهلًا بالسكان، بكيزة وزغلول، أنا وأنت وبابا في المشمش، ترويض الشرسة، يوميات ونيس، عباس الأبيض في اليوم الأسود، ويتربى في عزو.

 

أما في السينما فكانت له بصمات واضحة في أفلام شهيرة تنوعت بين الكوميديا والدراما منها مطاردة غرامية، الزواج على الطريقة الحديثة، عفريت مراتي، نص ساعة جواز، أضواء المدينة، يوميات نائب في الأرياف، غريب في بيتي، الرجل الذي عطس.

 

المسرح كان المحطة الأهم والأقرب لحسن مصطفى إذ تألق على خشبته وشارك في أعمال أصبحت من كلاسيكيات المسرح المصري مثل مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، الكدابين قوي، أصل وخمسة، حواء الساعة 12، سيدتي الجميلة مع فؤاد المهندس، دو ري مي فاصوليا، والدبابير.

 

رحل حسن مصطفى عن عالمنا في 19 مايو 2015 تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ثريًا لا يزال حيًا في ذاكرة الجمهور أعماله ما زالت تُعرض وتُضحك وتُؤثر وتُثبت أن الفن الصادق لا يموت بل يزداد بريقه مع مرور الزمن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أعمال حسن مصطفى

إقرأ أيضاً:

جمع بين الموهبة والعلم.. ذكرى رحيل سمير سيف أحد أبرز صناع السينما المصرية

تحل اليوم الخميس، ذكرى رحيل المخرج الكبير الدكتور سمير سيف، أحد أبرز صناع السينما المصرية، وصاحب البصمة العميقة في تاريخ الفن السابع خلال الربع الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، والذي جمع بين الموهبة المبكرة، والتكوين العلمي، والخبرة الممتدة، ليحفر اسمه كواحد من أهم مخرجي السينما وصانعَي أفلام الحركة والأكشن، إضافة إلى تميّزه ككاتب للقصة والسيناريو والحوار.

وُلِد سمير فخري سيف في 23 أكتوبر 1947 بشارع مسرة بحي شبرا بالقاهرة، لأسرة متوسطة جذورها من صعيد مصر بمحافظة أسيوط، حيث تلقّى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس شبرا، وفي تلك المرحلة بدأت علاقته الأولى مع السينما عبر جده المحب للفن، الذي كان يصطحبه إلى دار سينما «شبرا بالاس»، فيما كان يزور أيضاً سينما «مسرة» مع أصدقاء طفولته، لتتشكل لديه البذرة الأولى لشغف أصبح مع الوقت مسار حياته.

وبعد حصوله على الثانوية العامة من مدرسة التوفيقية الثانوية، اتجه في البداية إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قبل أن يحسم قراره بسحب أوراقه والالتحاق بمعهد السينما، مدفوعاً بشغفه الذي طغى على كل تطلعاته.

اجتاز اختبارات القبول، وبدأ رحلة التكوين السينمائي، حاضراً عروض المراكز الثقافية الأجنبية، ومتابعاً كلاسيكيات السينما العالمية، إلى جانب علاقته المتينة بالمخرج حلمي حليم الذي اعتبره أستاذاً وموجّهاً.

وخلال دراسته، التحق مبكراً بالعمل، فعمل عـاملاً للكلاكيت مع شادي عبد السلام في «الفلاح الفصيح» و«المومياء»، كما عمل مساعداً ليوسف شاهين في «الناس والنيل»، قبل أن يحصل عام 1969 على بكالوريوس الإخراج بتقدير امتياز، ويُعيّن معيداً في المعهد العالي للسينما.

نال د.سيف درجة الماجستير عام 1991 عن بحث «أفلام الحركة في السينما المصرية 1951 - 1975» بتقدير ممتاز، ثم الدكتوراة عام 1999 عن «الأسس الجمالية والحرفية لإخراج أفلام الحركة والأكشن» بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، والتي صدرت لاحقاً في كتاب عن هيئة قصور الثقافة.

وبدأ مشواره الفني ناقداً سينمائياً، قبل أن يعمل مساعداً لكبار المخرجين، من بينهم شادي عبد السلام، يوسف شاهين، حسن الإمام، كما شارك في جولات ودراسات بالجامعات والاستديوهات الأمريكية، وعمل مساعداً في تصوير مشاهد فيلم «مالكوم إكس» بالقاهرة عام 1992، وعمل خلال السنوات الأخيرة أستاذاً للإخراج في الجامعات الأجنبية بمصر، مكتفياً بالتدريس بعد مشوار طويل في الإخراج السينمائي.

وفي عام 1976 قدّم أول أفلامه الطويلة «دائرة الانتقام» بطولة نور الشريف، ثم توالت أعماله السينمائية التي جمعت بين النجاح الفني والجماهيري، من بينها «المشبوه»، «شمس الزناتي»، «النمر والأنثى»، «الهلفوت»، «آخر الرجال المحترمين»، «المولد»، «الراقصة والسياسي»، «الشيطانة التي أحبتني»، «احترس من الخط»، «غريب في بيتي»، «قطة على نار»، «إبليس في المدينة»، و«المتوحشة»، إلى جانب تأليفه لعدد من الأعمال البارزة مثل «المشبوه»، «عيش الغراب»، «المطارد»، «لهيب الانتقام».

وأسس شركة «بوب آرت» التي قدمت ثلاثة أفلام هي «شمس الزناتي»، و«الإرهابي»، و«عيش الغراب».

وفي الدراما التلفزيونية، قدم ما يقارب 12 مسلسلاً من أبرزها «البشاير»، «ألف ليلة وليلة: معروف الإسكافي»، «أوان الورد»، «الدم والنار»، «السندريلا»، «نسيم الروح»، «نور الصباح»، و«بالشمع الأحمر»، و«ابن موت». كما قدم عدداً من الأفلام الدينية المسيحية التي تُعد علامات بارزة، من بينها «القديس برسوم العريان»، «القديس مار مرقس الرسول»، «القديسة دميانة»، و«الأنبا شنودة رئيس المتوحدين».

أما آخر أعماله السينمائية فكان فيلم «أوغسطينوس: ابن دموعها» ذو الإنتاج التونسي الفرنسي، والذي شارك في مهرجانات دولية عديدة.

وقد تعاون المخرج الراحل مع نخبة من كبار نجوم السينما، بينهم نور الشريف، عادل إمام، سعاد حسني، أحمد زكي، محمود عبد العزيز، نبيلة عبيد، يسرا، ليلى علوي، إلهام شاهين، ومحمود مرسي، وكان للنجمين نور الشريف وعادل إمام النصيب الأكبر من أعماله، حيث شكّلا معه محطات أساسية في تاريخ السينما المصرية.

ابتعد سيف عن العمل خلال فترة انتشار «سينما المقاولات»، مفضلاً عدم تقديم تنازلات، ثم عاد بقوة عبر أفلام الحركة التي رأى أنها ضرورة افتقدتها السينما المصرية.

شغل مواقع مهمة في لجان التحكيم، منها رئاسته للمهرجان القومي للسينما، وترؤسه لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1993، وعضويته في لجنة تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عام 2019، إلى جانب كونه مقرراً للجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، كما أخرج حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة دورات.

وعُرف المخرج الراحل بولعه العميق بفن المونتاج، الذي شكّل أحد أعمدة رؤيته الإخراجية، مستفيداً من علاقته المهنية بالأستاذ سعيد الشيخ، ومن تحليلاته الدقيقة للأفلام الأجنبية، خاصة أعمال المخرج الفرنسي جان بيير ميلفيل التي ألهمته فهم بناء أفلام الحركة وإيقاعها، ليصبح - كما وصف نفسه - "مخرجاً موجهاً بالمونتاج".

وإلى جانب إبداعه الفني، روى سيف في أحد نصوصه التي كتبها بنفسه مسيرته منذ تخرجه عام 1969، وعلاقته بأساتذته وزملائه، وتجربته في معايشة بدايات الموجة الجديدة في السينما العالمية، وكيف ساهم هذا كله في تكوينه كأحد أبرز مخرجي جيله.

رحل د.سمير سيف تاركاً إرثاً فنياً ضخماً، يمتد عبر السينما والتلفزيون والمسرح والدراما الدينية، وإسهامات أكاديمية شكلت أجيالاً من المخرجين، ليبقى اسمه واحداً من أهم أعلام الإخراج في مصر والعالم العربي، وصاحب تجربة إنسانية وفنية فريدة ما تزال حاضرة بقوة في الذاكرة الثقافية.

اقرأ أيضاًمهرجان القاهرة السينمائي يكشف عن أفضل 25 فيلمًا مصريًا في الربع الأول من القرن الـ21

عرض فيلم «أوغسطينوس بن دموعها» بالمركز القومي للسينما.. الأربعاء

قصة صورة غيرت مسار الحياة الفنية للزعيم عادل إمام | فيديو

مقالات مشابهة

  • فى ذكرى رحيله.. مقتطفات من حياة الشيخ عبدالواحد زكى راضى
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • في ذكرى رحيله.. من هو سمير سيف صاحب البصمة العميقة بتاريخ الفن السابع
  • جمع بين الموهبة والعلم.. ذكرى رحيل سمير سيف أحد أبرز صناع السينما المصرية
  • عبلة كامل تشعل تريند جوجل في ذكرى ميلادها… أيقونة الدراما التي تربّعت على قلوب المصريين بلا منافس
  • في ذكرى رحيله.. قصة حياة الشيخ أحمد الرزيقي وعلاقته بالشيخ عبد الباسط
  • سلامة يلتقي قعبور: تحضيرات لعرض أعماله أمام الجمهور برعاية رسمية
  • من «نكلا العنب» إلى قمة الفن.. عبلة كامل أيقونة البساطة ووجه المصرية الأصيلة
  • عيد ميلاد عبلة كامل.. أيقونة الدراما المصرية في قلوب الجمهور
  • مي كساب تُشعل إنستجرام باحتفال دافئ وبسيط بعيد ميلادها… لحظة خطفت قلوب الجمهور