في ذكرى رحيله الـ62.. عز الدين ذو الفقار “الفنان الضابط” الذي حوّل السينما إلى سلاحه الخاص
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
تمر اليوم الذكرى الـ62 لرحيل واحد من أبرز صُنّاع السينما المصرية، المخرج عز الدين ذو الفقار، الذي ترك خلفه إرثًا سينمائيًا خالدًا تجاوز عدد أفلامه 34 عملًا، جمعت بين الرقي الإنساني والاحتراف الفني، وجعلت منه رمزًا لا يُنسى في تاريخ الفن العربي.
بداياته الفنية
ولد عز الدين ذو الفقار عام 1919، في بيت يميل إلى الانضباط والالتزام، كونه نجل اللواء محمود ذو الفقار، ما دفعه إلى الالتحاق بالكلية الحربية، وتخرّج منها ليخدم في سلاح المدفعية بالقوات المسلحة المصرية، لكن سرعان ما انتصر شغفه بالسينما على الحياة العسكرية، فقرر أن يتفرغ للفن، ويبدأ رحلته التي سيُخلَّد بها.
ارتبط اسمه بكبار نجوم زمن الفن الجميل، وكتب وأخرج أفلامًا رسخت في ذاكرة الجمهور مثل: رد قلبي، الشموع السوداء، أنا الماضي، امرأة على الطريق، نهر الحب، وبين الأطلال.
وكان معروفًا بحرصه على كتابة سيناريو أفلامه بنفسه، مما منح أعماله خصوصية شديدة، وإحساسًا عميقًا بالتفاصيل والدوافع الدرامية.
في مذكرات الفنان الراحل عماد حمدي، التي صاغتها الكاتبة الراحلة إيريس نظمي، كشف العلاقة الإنسانية والفنية التي جمعته بعز الدين ذو الفقار، قائلًا: “كان عز بالنسبة لى اكتشافا.. رجلا ضخم الجسم.. لكنه رقيق المشاعر إلى أبعد الحدود.. إنه فنان وضابط.. شخصيتان فى جسد واحد.. الرقة إلى حد الشاعرية.. والانضباط إلى حد الغلظة.. من لا يعرفه جيدا يتصور أنه لم يستطع التخلص من جدية وجفاف ضابط المدفعية.. لكن الذين عرفوه مثلى اكتشفوا فيه رقته المتناهية.. وشفافية روحه.. وعمق تفكيره.. كان فى أعماقه طيبا جدا.. وإنسانا جدا”.
وأضاف عماد حمدي عن بداية تعاونهما: “كان “أنا الماضى” هو أول الأفلام التى جمعتنى بالمخرج عز الدين ذو الفقار.. لقد أحببته.. وأصبح من القلائل الذين فتحت لهم قلبى.. وبيتى.. وتوثقت بيننا العلاقات الفنية.. والأسرية.. واحترمت فيه أيضا حرصه على أن يكتب بنفسه سيناريوهات أفلامه.. وعندما يكون المخرج صاحب الفكرة.. وعارفا بأدق تفاصيلها.. فإن إحساسه بالفيلم يصبح أقوى.. وتتحول القصة فى ذمته إلى شريط من الصور المتحركة”.
واختتم بشهادته المؤثرة قائلًا: “بعد أول جلسة مع عز الدين ذو الفقار تساءلت فى حيرة.. كيف ضل ذلك الفنان طريقه إلى سلاح المدفعية؟.. إنه صاحب عقلية سينمائية.. وكان لا بد أن يتخذ قراره الحاسم بأن يعيش بقية أيام وسنى عمره فى أنسب مكان.. فى عالمه الحقيقى.. داخل بلاتوهات السينما”.
إرثه الفنيرحل عز الدين ذو الفقار في مثل هذا اليوم من عام 1963، عن عمر ناهز 44 عامًا فقط، لكنه ترك بصمة فنية ما زالت تتردد أصداؤها حتى اليوم، وتؤكد أن عمر الفن الحقيقي لا يُقاس بعدد السنوات، بل بعمق الأثر.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد بليغ حمدي.. الموسيقار العبقري الذي أبدع في حب الوطن بأجمل الألحان
بليغ حمدي .. تمر اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الموسيقار بليغ حمدي، الذي ترك بصمة لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، بألحان لا تزال خالدة في وجدان الملايين حتى وقتنا الراهن، سواء من ناحية الأغنية العاطفية أو الوطنية أو الأدعية الدينية.
نشأة بليغ حمديولد بليغ حمدي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931 وكان والده يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة» حالياً، وأتقن العزف على العود وهو في التاسعة من العمر.
وفي سن الثانية عشرة حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى لكنه تم رفضه لصغر سنه، والتحق بمدرسة شبرا الثانوية، وفي الوقت ذاته كان يدرس أصول الموسيقى بمدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية.
التحق بليغ بكلية الحقوق عام 1950، وفي الوقت ذاته التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي.
كانت بدايته الفنية حين أقنع السيد محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة المصرية فى ذلك الحين، بليغ حمدي باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، لكن تفكيره كان متجهاً صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما «ليه لأ / ليه فاتني ليه» تبعتها أغنية ما تحبنيش بالشكل ده لفايزة أحمد، توطدت علاقته بالفنان الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة «مصر فون» التي كان يملكها وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ «تخونوه».
زوجات الموسيقار بليغ حمديتزوج الموسيقار بليغ حمدي من السيدة أمنية طحيمر، ولم يستمر الزواج سوى عام واحد، بعدها بعشر سنوات تقريبًا، تزوج من الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية عام 1972، وتم عقد القران في منزل الراقصة نجوى فؤاد، وكان هذا الزواج نتيجة قصة حب معروفة.
من أهم ما غنت وردة لبليغ حمدي: «العيون السود، خليك هنا، حكايتي مع الزمان، دندنة، بودعك، لو سألوك، اسمعوني، اشتروني، مالي وأنا، عايزة معجزة، دار يا دار، وحشتوني، حنين، ولاد الحلال، احضنوا الأيام، والله يا مصر زمان، بدوب في الهوا، يا نخلتين في العلالي، أحبك فوق ما تتصور، من بين ألوف، ليالينا، ليل يا ليالي، على الربابة، عجبي على دنيا، ومالو، مسا النور والهنا ».
أعمال بليغ حمدي مع النقشبنديالعمل الفني الوحيد المعروف والموثق بين الملحن بليغ حمدي والشيخ سيد النقشبندي هو الابتهال الديني العظيم «مولاي إني ببابك»، الذي يعتمد على كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى.
أشهر الأغاني الوطنية للفنان بليغ حمدييُعد الموسيقار بليغ حمدي من أبرز الموسيقيين الذين لحنوا أغاني وطنية في حب مصر، وخاصة أغنية «يا حبيبتي يا مصر» لشادية التي تُعتبر من روائع الأغاني الوطنية الخالدة.
أبرز أعمال بليغ حمدي1957 تخونوه.. إسماعيل الحبروك.. (فيلم الوسادة الخالية)
1957 خساره.. مأمون الشناوي.. (فيلم فتى أحلامى)
1961 خايف مره أحب.. مأمون الشناوي.. (فيلم يوم من عمرى)
أعز الناس.. مرسي جميل عزيز
سواح.. محمد حمزة
على حسب وداد قلبى.. صلاح أبو سالم
التوبة.. عبد الرحمن الأبنودي
جانا الهوى.. محمد حمزة.. (أعاد غناءها في فيلم أبى فوق الشجره)
1967 عدى النهار (موال النهار).. عبد الرحمن الأبنودي
1967 المسيح.. عبد الرحمن الأبنودي
1968 البندقية اتكلمت (بلدى).. محسن الخياط
1968 فدائى.. محمد حمزة
1969 الهوى هوايا.. عبد الرحمن الأبنودى.. (فيلم أبى فوق الشجرة)
موعود.. محمد حمزة
1970 زى الهوا.. محمد حمزة
مداح القمر.. محمد حمزة
حاول تفتكرنى.. محمد حمزة
1973 ماشى الطريق.. محمد حمزة (المسلسل الإذاعي: أرجوك لا تفهمنى بسرعه)
1973 بحلم بيوم.. محمد حمزة (المسلسل الإذاعي: أرجوك لا تفهمنى بسرعه)
1973 عاش اللى قال.. محمد حمزة
الماء والخضره.. مرسي جميل عزيز
قومى يا مصر.. عبد الرحيم منصور
الفجر لاح.. مرسي جميل عزيز
أرضنا الخضرا.. محمد حمزة
الجزائر.. كمال منصور
يا ليالي محدش خالي.. محمد حمزه
1974 أى دمعه حزن لا.. محمد حمزة
حبيبتى.. من تكون؟.. خالد بن سعود
وفاة الموسيقار بليغ حمديتوفي بليغ حمدي بعد صراع طويل مع مرض تليف الكبد في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز 62 عامًا.
اقرأ أيضاًذكرى وفاة بليغ حمدي.. أكثر الموسيقيين تلحينًا للأغاني الوطنية في حب مصر
ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. أعمال الموسيقار بليغ حمدي بأوبرا الإسكندرية
الخميس.. روائع بليغ حمدي في مهرجان الأوبرا الصيفى بدمنهور