الإغاثة الطبية بغزة: جميع الخدمات الصحية بالقطاع أوشكت على التوقف
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
أكد مدير الإغاثة الطبية في غزة محمد أبو عفش اليوم (السبت)، أن الوضع الصحي في عموم القطاع خطير للغاية وينذر بكارثة إنسانية مع تزايد أعداد الإصابات ونقص المسلتزمات والمساعدات الإغاثية المنقذة للحياة.
وقال أبو عفش، في تصريحات تليفزيونية:”إن القطاع يتعرض لمجاعة كبيرة وحالة من الإعياء الكاملة الناجمة عن عدم توفر الإمكانيات والمستلزمات الطبية خاصة مع استمرار العدوان على غزة”، محذرا من انهيار وشيك للمنظومة الصحية في جميع مناطق القطاع.
وشدد المسؤول الفلسطيني على ضرورة السماح بإدخال المستلزمات الطبية لإجراء العمليات الجراحية للحالات التي تتطلب تدخلا في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى تفشى العديد من الامراض داخل مراكز الايواء والمخيمات جراء نقص المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية والإنسانية.
أخبار قد تهمك الاحتلال الإسرائيلي يقصف نازحين في غزة.. 79 شهيدًا خلال 24 ساعة 24 مايو 2025 - 9:58 صباحًا استشهاد ثمانية فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة 24 مايو 2025 - 9:19 صباحًاوناشد المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ الشعب الفلسطيني في القطاع من خلال السماح بإخال المعونات الغذائية والدوائية، لافتا إلى أن الوضع في القطاع غير قابل للحياة نتيجة هذه الظروف الصعبة والقاهرة للمواطنين في غزة.
ويأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، في غزة أولجا تشيريفكو، أن الكثير من الوقت قد ضاع في الحديث عن المقترحات والخطط المختلفة” لتقديم الإغاثة لسكان غزة، على الرغم من وجود آلية أممية مجربة وقادرة على تقديم المساعدة على نطاق واسع، “وفي هذه الأثناء، يموت الناس ويتركون دون مساعدة”.
ومنذ مارس الماضي، استأنفت إسرائيل الحرب على القطاع المدمر، مطلقة مرحلة “جديدة من عمليات التوغل”، بهدف الضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات خلال مفاوضات متعثرة، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: إسرائيل الإغاثة الطبية بغزة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
النازحون بغزة يواجهون "بيرون" بلا مآوٍ
غزة - خاص صفا
بين ركام المنازل المدمّرة، وفي خيام لا تقاوم الرياح، يواجه نازحو قطاع غزة كارثة إنسانية متجددة مع اجتياح العاصفة بيرون للمنطقة، لتضيف إلى نكبتهم فصولًا جديدة من الألم والمعاناة.
وسجلت الليلة الماضية مشاهد مأساوية لخيام اقتلعتها الرياح، وأخرى أغرقتها الأمطار.
فالعائلات النازحة هرعت لتثبيت الخيام بأيديها، لكنها لم تصمد.
"فقدنا خيمتنا كما فقدنا بيتنا، غرقت بطانيتنا وفراشنا وبقينا بالشارع دون غطاء أو ستر"، تقول أم لؤي قرقز، نازحة من جباليا لمناطق غرب غزة.
فلا طعام كافٍ، ولا ملابس تقي الصغار من البرد، ولا وقود لتشغيل مدافئ صغيرة. الخبز بات رفاهية، والبطانية كنز، فالطين يُغرق برماله المتحركة الأطفال، والمياه تتسرب إلى الخيام، والهواء البارد يتسلل إلى صدور الرضع وكبار السن. ومراكز الإيواء عاجزة، والعيادات تفتقر لأبسط العلاجات، بينما الحالات التنفسية في تصاعد.
وتضيف قرقز: "لم ننم طوال الليل ونحن نحاول تثبيت الخيمة في وجه الريح والسيول، ولكن كل المحاولات باتت بلا جدوى، فأقمشتها تأكلت مع شتاءٍ ثالث تقاوم فيه أحوال الطقس كما نقاوم البرد والمطر".
تتابع في حديثها لوكالة "صفا"، "ما يحدث يفوق حد التصور، غرقنا بالطين ولم تصمد الخيام مع أول نسمة بالعاصفة فكيف حينما تدخل العاصفة ذروتها وتششتد قوة الأمطار والرياح؟".
وتردف حديثها، "الجميع يرى مأساتنا دون أن يحرك ساكناً، يأخذون دور المتفرج على غرقنا بالمطر كما حدث من قبل وغرقنا بدمنا دون أن تهتز مشاعرهم لما يحدث لنا".
وتتساءل قرقز، "إلى متى سيبقى حالنا هكذا؟، ألن يضغط الوسطاء على الاحتلال لإدخال الكرفانات ومواد الإغاثة للنجاة بحياة صغارنا؟، هل بات ما يحدث لنا مسلسل درامي ينتظرون حلقاته للتفريغ عن أنفسهم؟".
في طرف القطاع الآخر وبأقصى جنوبه حيث مواصي المدينة الأكثر اكتظاظا بالنازحين يركض الجميع يبحث عن منطقة لم تغرق بعد بالوحل والفيضانات ولكن دون جدوى فهشاشة التربة وانعدام الصرف الصحي وتهالك البنية التحتية جعل من تسرب مياه الأمطار إلى خيام النازحين أمرٌ حتمي عدا عن ارتفاع منسوب مياه البحر والتي تهدد بالاطباق على أنفاس قاطني مواصي خانيونس واغراقهم مع وصول العاصفة "بايرن"، ذروتها خلال الساعات القادمة.
"ما إن سمعنا عن دخول منخفض جوي حتى أخذنا بالاستعداد لتفادي الغرق ولكن دون جدوى، فالمنطقة مفتوحة أمام حركة السيول والفيضانات والخيام مهترئة لم تصمد أمام هبات الرياح ومياه الأمطار"، يقول محمد قرموط.
يضيف قرموط في حديثه لوكالة "صفا"، "الجميع يحذر من خطر المنخفض والعاصفة القادمة ويدعو لأخذ الحيطة ماذا يمكن لنا كقاطني خيام أن نفعل لتجنب العرق واقتلاع خيامنا؟ ما دور أولئك الذين ينادون بالثبات خلف الشاشات؟، هل أصبح التضامن مع الغارقين في غزة شعارات فقط؟".
ويتابع، "لا ندري ما سيحدث بعد كل ما حدث ويقولون بأن العاصفة لم تدخل مرحلة الذروة، بهذا الحال بقينا وصغارنا في الشارع ننتظر الموت بردا وغرقا، بعدما نجونا من الموت برصاص الاحتلال".
ويناشد قرموط بضرورة التدخل الفوري للضغط على الاحتلال وإدخال الكرفانات ومواد الإغاثة من شوادر وخيام صالحة للعيش لمنع حدوث كوارث أخرى في المنخفضات القادمة.
وبالرغم من حجم الكارثة المدوي، لا تزال الاستجابة الدولية خجولة، صرخات الإغاثة تعلو ولا مجيب، والسكان يسألون: "هل كُتب علينا أن نُحاصر في الحرب، وفي الشتاء، وفي العراء؟".