شكلت قمة الإعلام العربي في دورتها الـ23 منصة حوارية مهمة للوقوف على دور الإعلام المهني في مواجهة تحديات العصر، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والانفجار الرقمي، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العالمي.
وأكد عدد من المتخصصين من مختلف المؤسسات الإعلامية، على هامش القمة، أهمية بلورة رؤية متكاملة حول واقع الإعلام العربي وسبل تطويره، مشددين في الوقت ذاته على الطابع الريادي الذي باتت تتميز به التجربة الإعلامية الإماراتية.


من جانبها، أكدت نايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة “النهار” الإعلامية، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات”وام”، أن الحديث عن التحديات في مجال الإعلام ليس بالأمر الجديد، إذ لطالما واجه الإعلام صعوبات على مر العقود، نظراً لأن العالم في تغير دائم والتطور التكنولوجي لا يتوقف.
وقالت: منذ أكثر من 90 عاماً، والعالم يشهد تحولات متواصلة، كل مرحلة تحمل معها موجة جديدة من التطور، وعلينا كإعلاميين ومؤسسات إعلامية أن نواكب هذا التغيير ونتطوّر معه.. التحديات اليوم لا تقتصر على التكنولوجيا، بل تشمل أيضاً صعوبات مالية ولوجستية”، مؤكدة على أهمية التكيّف مع هذه المتغيرات وتعلّم كيفية التعامل معها لتقديم الأفضل لجمهور متنوّع من مختلف الأعمار.
وأوضحت أن “النهار” حرصت على الحفاظ على النسخة الورقية من الصحيفة، ولكن بمحتوى متجدد يتماشى مع متطلبات العصر.
كما تطرّقت إلى مبادرات جديدة أطلقتها “النهار”، أبرزها إنشاء أكاديمية ومركز أبحاث، فضلاً عن “نيوز كافيه”، وهو فضاء مخصص للنقاشات وتنظيم الفعاليات الثقافية والمعرفية، من مؤتمرات ومحاضرات وتوقيع كتب، إلى ورش موجهة للشباب في مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، قال رائد برقاوي ، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة “الخليج”، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن المشهد الإعلامي شهد خلال السنوات الأخيرة تحولات جوهرية، بدأت مع صعود الإعلام الرقمي، الذي فتح المجال أمام فئة واسعة من المؤثرين، دون أن يستند بالضرورة إلى قواعد مهنية واضحة.
وأضاف: “بدأنا خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الماضية نلمس حالة من الفرز، إذ بات الجمهور قادراً على التمييز بين الغث والسمين، وهو ما أعاد الاعتبار للإعلام المهني، الذي حافظ رغم التحديات على مصداقيته وجودة مضمونه”.
وأوضح أن الميزة الحقيقية للإعلام المهني تكمن في دقته، والتحقق من صحة الأخبار، واحترام معايير التحرير والتدقيق، مشيراً إلى أن الإعلام التقليدي لم يعد يعمل بمعزل عن الأدوات الرقمية، بل بات يوظفها بشكل إيجابي ومتطور.
وأشاد برقاوي بتطور الإعلام الإماراتي حيث أثبتت وسائل الإعلام في الدولة تفوقها في استخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والفيديو والتطبيقات متعددة الوسائط.
من جانبها، أكدت راغدة درغام، مستشارة قناتي “العربية” و”الحدث” للشؤون الأمريكية والدولية، أن قمة الإعلام العربي تمثل تجمعاً ناجحاً على كافة المستويات، وفي الوقت ذاته فرصة مهمة للنقد الذاتي داخل الوسط الإعلامي.
وقالت: القمة تتيح لنا مساحة للتأمل وتبادل الآراء مع الزملاء، لنقف عند مواقع الخلل، ونفكر معاً في كيفية إصلاحها والمضي قدماً، حتى لا يفوتنا قطار التطور الإعلامي.
وأضافت: لم يعد العالم مجرد قرية صغيرة، بل بات قرية ضخمة مترابطة، نحن كإعلام عربي لسنا بمنأى عن التأثيرات العالمية، وبدورنا نؤثر في الإعلام الدولي، وهو ما يستدعي منا فهماً أعمق للبيئات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكدت أن التحديات التي يواجهها الإعلام تتطلب وعياً جماعياً، وعلى رأسها تحديات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى الاعتماد بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي، والتحليل العميق والتفسير الإنساني للأحداث وهو ما يميز الصحفي الحقيقي، لأن هذه المهنة تقوم على الفهم العضوي والمعرفة العميقة بالواقع، وليس على التوليد الآلي للمحتوى.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«البرلمان العربي» يطالب باتفاقية دولية ملزمة لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي

الدوحة (وام) 

أخبار ذات صلة «تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي تقنية لرصد تسربات المياه باستخدام رادار محمول جواً

طالب معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بضرورة التوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة تنظم استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتضمن توظيفها بشكل آمن، يخدم الإنسانية، ويحفظ حقوق الإنسان ويصون الكرامة البشرية.
جاء ذلك في كلمة معاليه خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول «الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان.. الفرص والمخاطر والرؤى لمستقبل أفضل»، المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، والذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر بالشراكة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية.
وشدد رئيس البرلمان العربي على أهمية صياغة ميثاق شرف أخلاقي عالمي يضع الضوابط الإنسانية لاستخدام هذه التكنولوجيا، محذراً من خطورة توظيف الذكاء الاصطناعي في انتهاك حقوق الإنسان، كما يحدث في قطاع غزة من قبل إسرائيل التي تستخدم أنظمة ذكية في إدارة عمليات القتل الجماعي واستهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
وأوضح اليماحي أن البرلمانات تتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية ضمان التوظيف الآمن لهذه التكنولوجيا، مشيراً إلى أن البرلمان العربي كان سباقاً في هذا المجال بإصدار أول قانون عربي ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي قبل ثلاثة أعوام، ليسترشد به المشرعون في الدول العربية عند إعداد تشريعات وطنية ذات صلة.
وأكد، في ختام كلمته، أهمية وجود ضمانات دولية تحول دون احتكار هذه التكنولوجيا من قبل كيانات محددة، مشدداً على ضرورة تحقيق نفاذ عادل ومنظم للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التمكين الرقمي المتوازن بين الدول، بما يضمن السيادة الرقمية، ويحفظ خصوصية الشعوب.

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: تجاهل تحديات الذكاء الاصطناعي يعمق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة
  • الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه
  • «البرلمان العربي» يطالب باتفاقية دولية ملزمة لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي بين الوهم والحقيقة» حوار مشترك على طاولة منتدى الإعلام العربي
  • متخصصون: الإعلام المهني يواجه تحديات العصر
  • قمة الإعلام العربي: الذكاء الاصطناعي واقع لا مفر من إجادته والتدريب عليه
  • خلال تكريمها في قمة الإعلام العربي.. إسعاد يونس: الذكاء الاصطناعي يهدد صناعتنا
  • شيخ الأزهر: قضية فلسطين أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي
  • شيخ الأزهر: الإعلام العربي مطالب بمواجهة تحديات أخلاقية كبرى