أصبح بإمكان مجموعة "ميتا" الأميركية المالكة لتطبيق "فيسبوك" البدء الآن في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على نطاق واسع باستخدام بيانات المستخدمين من ألمانيا.

وذكرت وكالة الانباء الألمانية، أن الشركة الأميركية تعتزم قراءة جميع المنشورات التي ينشرها المستخدمون على فيسبوك أو إنستجرام من أجل تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وأتاحت الشركة للعملاء الاعتراض على هذا الاستخدام بشكل نشط حتى الثلاثاء.



وينتمي تطبيق "واتسآب" أيضاً إلى "ميتا"، لكن محتوى الدردشة مشفر - لذلك لا تستطيع الشركة استخدامه، ومع ذلك، فإن المحادثات مع مساعد الذكاء الاصطناعي "ميتا إيه آي" تعتبر عامة ويمكن استخدامها أيضاً لأغراض التدريب.

أخبار ذات صلة «إي آند» تمكّن 284 مواطناً إماراتياً في تقنية الذكاء الاصطناعي «جي 42» شريك الذكاء الاصطناعي لملتقى «فيفا تِك» في باريس

وكان مدافعون عن حقوق المستهلكين في ألمانيا أخفقوا في محاولتهم القضائية لحظر استخدام البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي، حيث قضت المحكمة الإقليمية العليا في كولونيا يوم الجمعة الماضي في إجراء سريع بجواز استخدام شركة "ميتا" منشورات المستخدمين من فيسبوك وإنستجرام لتدريب برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها.

وحرك مركز استشارات المستهلكين في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الدعوى القضائية، وبرر طلبه باستصدار أمر قضائي عاجل بانتهاك قانون حماية البيانات الأوروبي، من بين أمور أخرى.

وبعد النطق بالحكم، أكدت شركة "ميتا" أن عملية تدريب الذكاء الاصطناعي لا تنتهك أي قواعد لحماية البيانات، وقال متحدث باسمها: "نحن ملتزمون بوضع الذكاء الاصطناعي المدرب في ألمانيا بين أيدي الشعب الألماني وضمان حصول الجميع في أوروبا على فرص متساوية للوصول إلى الفوائد الكاملة للذكاء الاصطناعي التوليدي".

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ميتا ألمانيا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟

في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟

الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.

الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.

سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".

تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.

حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.

أمجد الطاهر (أبوظبي)

أخبار ذات صلة "فاراداي فيوتشر" للمركبات الكهربائية تؤسس منشأتها الإقليمية الأولى في رأس الخيمة "ميتا" تبدأ تدريب الذكاء الاصطناعي في ألمانيا

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يُسرّع العمل ولن يقصي البشر
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
  • صفقة «جوني إيف» مع OpenAI تُربك حسابات Apple.. هل تواجه الشركة أزمة وجودية في عصر الذكاء الاصطناعي؟
  • الهيئة الوطنية لخدمات تقانة المعلومات: “ميتا” تبدأ تدريب ذكائها الاصطناعي ببيانات المستخدمين واليوم الفرصة الوحيدة للاعتراض
  • الحكومة تبدأ تطبيق الكارت الموحد لصرف الدعم وتحديث قاعدة البيانات
  • «سدايا» تدعو للتسجيل في منصة «البيانات الوطنية» للحصول على الوسوم التحفيزية للذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يسهل البحث على غوغل.. فيديو
  • تبدأ من 69 يورو.. أسعار تذاكر حفل عبير نعمة في ألمانيا
  • الصين تطلق أول بطولة ملاكمة لروبوتات الذكاء الاصطناعي .. فيديو