عائلة كاملة افترش دمها الإسفلت بين النجف وكربلاء

29 مايو، 2025

بغداد/المسلة: أكدت مصادر أمنية أنّ طريق نجف – كربلاء شهد صباح الخميس حادثاً مرورياً مروّعاً أودى بحياة عائلة كاملة كانت تستقل سيارة مدنية، بعد اصطدامها بشاحنة حمل ضخمة عند عمود ١٣٠، في نقطة تُعدّ من بين أكثر المواقع تكراراً للحوادث على هذا الطريق الحيوي.

وأشارت فرق الإسعاف التي وصلت إلى الموقع بعد دقائق من البلاغ، إلى أنّ الحادث كان عنيفاً لدرجة أنّ السيارة المدنية تحطّمت بالكامل، ما صعّب عملية انتشال الجثث، وتم نقل الضحايا إلى دائرة الطب العدلي في النجف دون التمكن من إنقاذ أي من أفراد الأسرة التي تعود أصولها إلى محافظة ذي قار.

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً من موقع الحادث، داعين إلى إعلان الحداد في ذي قار، ومطالبين الحكومة المحلية والاتحادية بإجراءات عاجلة للحد من هذا “الطريق القاتل” الذي لا يزال يحصد الأرواح في كل موسم زيارة دينية أو حركة سفر نشطة بين المدينتين المقدّستين.

وحذّرت منظمات مدنية من استمرار غياب الصيانة والتخطيط المروري على هذا الطريق، الذي يُعدّ شرياناً رئيسياً بين النجف وكربلاء، ويشهد كثافة مرورية عالية يومياً، وسط تقاطع مصالح الشاحنات الثقيلة والمركبات المدنية، ما يزيد من فرص الاصطدامات القاتلة.

وتحدث سائقون عن سوء تنظيم حركة النقل، مشيرين إلى أنّ الشاحنات تُترك دون قيود زمنية أو خطوط مخصصة، ما يؤدي إلى تداخلها مع المركبات الصغيرة، خصوصاً في النقاط التي تفتقد للإضاءة ليلاً والإشارات التحذيرية نهاراً.

واستغرب مواطنون من تقاعس الجهات المختصة عن تنفيذ مشاريع توسعة وتأمين هذا الطريق، رغم كثرة الشكاوى والحوادث المسجّلة سنوياً، مطالبين بتدخل فوري من وزارة الداخلية والجهات البلدية المعنية لضمان سلامة المسافرين ووقف نزيف الدم.

وارتفعت خلال العام الماضي نسبة الوفيات على هذا الطريق بنسبة تجاوزت ٢٠٪ بحسب تقارير غير رسمية، وسط تضارب في الأرقام الرسمية وضعف في تحديث بيانات الحوادث من قبل مديريات المرور في المحافظتين.

وأفادت مصادر محلية بأنّ العائلة المنكوبة كانت في طريقها لزيارة دينية إلى كربلاء، ما أضفى على المأساة بُعداً إنسانياً إضافياً، حيث شهدت مدينة الناصرية حالة من الحزن العارم، وانتشرت على المنصات تدوينات حزينة لأصدقاء الضحايا وأقربائهم، تصفهم بأنهم “ضحايا الإهمال لا القدر فقط”.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة