جامعة دارتموث الأميركية تطور أداة ذكاء اصطناعي "تيرابوت" للعلاج النفسي
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
في خطوة جديدة لعلاج الاضطرابات النفسية ومواجهة النقص الكبير في عدد المتخصصين، طور فريق من الباحثين في جامعة دارتموث الأميركية أداة ذكاء اصطناعي جديدة تحمل اسم "تيرابوت"، تهدف إلى تقديم دعم نفسي آمن وفعّال للمرضى الذين يعانون من القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل.
ويأتي هذا الابتكار بعد سنوات من البحث والتطوير، وسط مخاوف كبيرة من تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على الصحة النفسية وسلامة المستخدمين.
أكد نيك جاكوبسون، الأستاذ بجامعة دارتموث والمشارك في تطوير "تيرابوت"، أن النظام الجديد جاء استجابة لحاجة ماسة، موضحًا: "حتى لو زدنا عدد المتخصصين عشر مرات، فلن يكون ذلك كافيًا لتلبية الطلب الحالي على الدعم النفسي، لذا نحن بحاجة إلى شيء مختلف للاستجابة."
على عكس العديد من التطبيقات التجارية التي تُطرح بسرعة في الأسواق، يأخذ مطورو "تيرابوت" وقتهم الكافي لضمان أقصى درجات الأمان والفعالية.
وقال الدكتور مايكل هاينز، الطبيب النفسي المشارك في قيادة المشروع: "نحن نتحدث عن سنوات وليس أشهر قبل أن تصبح الأداة متاحة عبر الإنترنت. لا نزال بحاجة إلى التعمق أكثر في ما يخص السلامة حتى نتمكن من فهم كيفية عمله بشكل صحيح قبل إطلاقه."
رحلة تطوير "تيرابوت": من النصوص إلى الذكاء الاصطناعي التفاعلي
بدأ الفريق البحثي باستخدام نصوص استشارات نفسية ومقاطع فيديو تدريبية كنماذج أولية، إلا أنهم واجهوا صعوبات عدة.
لاحقًا، لجأوا إلى نماذج محاكاة لمحادثات علاجية، ما سمح بتغطية طيف واسع من السيناريوهات وضمان جودة الردود التي يقدمها "تيرابوت".
وفي دراسة سريرية نشرتها جامعة دارتموث في مارس الماضي، أظهرت النتائج أن استخدام "تيرابوت" ساعد بشكل ملحوظ في تحسين حالات المرضى مقارنة بمن لم يستخدموه، خاصة لدى من يعانون من القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل.
"الذكاء الاصطناعي النفسي": بين التفاؤل والمخاوف
رغم النتائج الإيجابية، حذرت فايل رايت، المسؤولة عن الابتكار في الجمعية الأميركية لعلم النفس، من أن السوق ما زال يفتقر إلى أدوات علاجية قائمة على الذكاء الاصطناعي تم تطويرها على يد خبراء في الصحة النفسية.
وأكدت أن "تيرابوت" هو المشروع الوحيد حتى الآن الذي يتم تطويره بهذه الطريقة، مشيرة إلى أن معظم التطبيقات المتاحة حاليًا "لا تخضع لإشراف علمي متخصص".
وفي المقابل، دافع هربرت باي، رئيس شركة "إيركيك" – التي تضم أكثر من 100 ألف مستخدم، عن أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة به "باندا"، مؤكدًا أنها "آمنة للغاية" ومزودة بأنظمة استشعار للأزمات والانتحار، معترفًا بأن الحالات الخطيرة تحتاج إلى تدخل بشري مباشر.
قضايا السلامة: بين الكارثة والتحذير
حادثة انتحار مراهق يبلغ 14 عامًا في أكتوبر الماضي أثناء استخدامه تطبيق "Character AI" أثارت موجة من القلق بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية.
وتعليقًا على ذلك، شدد باي على أن "ما حدث مع Character AI لا يمكن أن يحدث مع باندا"، مشيرًا إلى أن برامجهم تُصمم لتجنب مثل هذه المخاطر.
من جانبها، أكدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أن الصحة النفسية الرقمية تقع ضمن اختصاصاتها، لكنها لا تمنح حتى الآن موافقات خاصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مكتفية بالإشارة إلى أن هذه الأدوات "قد تحسن إمكانية الحصول على الدعم النفسي".
مستقبل الدعم النفسي بالذكاء الاصطناعي: بين الأمل والقيوديرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يكون حلًا لتوسيع الوصول إلى العلاج النفسي، خاصة في الحالات غير الطارئة.
تقول دارلين كينغ، من الجمعية الأميركية للطب النفسي: "إذا كان من الممكن استخدام هذه التكنولوجيا بأمان وتحت إشراف متخصص، فأرى فيها إمكانات كبيرة."
لكنها شددت على أن التطبيقات المتوفرة حاليًا لا تستخدم تحت إشراف مباشر، وهو ما يثير مخاوف بشأن السلامة والمصداقية.
وأضافت: "قبل أن نتمكن من دعم الذكاء الاصطناعي التوليدي للعلاج، يجب الإجابة على أسئلة كثيرة عالقة حول الفوائد والمخاطر."
"تيرابوت": نحو خدمة غير ربحية وآمنةفي ختام تصريحاتهم، أكد جاكوبسون وهاينز أن هدفهم الأساسي ليس تحقيق الربح، بل توفير أداة علاج نفسي آمنة ومتاحة للجميع، حتى لمن لا يملكون القدرة المادية. وقال هاينز: "أحيانًا، يكون هؤلاء هم الأكثر حاجة للمساعدة."
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تيرابوت الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي الصحة النفسية الرقمية القلق الاكتئاب اضطرابات الأكل الذكاء الاصطناعي مستقبل الصحة النفسية الذکاء الاصطناعی الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
بخصائص ذكاء اصطناعي..غوغل تحتفل بمرور عقد على خدمة فوتوز
بمناسبة مرور عشرة أعوام على إطلاق خدمة "غوغل فوتوز" لتخزين وتبادل الصور، أعلنت شركة غوغل عن إدخال أدوات تحرير جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار توسيع قدرات الخدمة وتسهيل تجربة المستخدمين.
وتتضمن التحديثات أداة تحمل اسم "Reimagine and Auto Frame"، والتي كانت في السابق حصرية لهواتف بيكسل، إلا أنها باتت الآن متاحة لشريحة أوسع من مستخدمي الهواتف الذكية.
وتستخدم خاصية "Reimagine" تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإعادة تشكيل عناصر الصور وخلفياتها من خلال أوامر نصية بسيطة، فعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم طلب استبدال سماء غائمة في إحدى الصور بسماء زرقاء ومشرقة.
أما خاصية "Auto Frame"، فتتيح للمستخدمين تعديل أطر الصور بطرق متنوعة، تشمل القص، أو التوسيع، أو حتى ملء الفراغات تلقائيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتوضح غوغل أن هذه الأدوات تأتي ضمن واجهة موحدة تدمج أدوات التحرير كافة، وتقدم اقتراحات ذكية تعتمد على تحليل الصورة، مما يُمكّن المستخدم من إجراء تعديلات سريعة وشاملة من خلال خيار جديد باسم "تحسين الذكاء الاصطناعي" (AI Enhance).
وتشمل هذه التحسينات تطبيق تأثيرات متعددة في آنٍ واحد، مثل زيادة وضوح الصورة، أو إزالة عناصر غير مرغوب بها. كما يمكن للمستخدم النقر على أجزاء معينة من الصورة للحصول على توصيات تحرير مخصصة، كاقتراح تعديل الإضاءة أو تعتيم الخلفية لتسليط الضوء على العنصر الرئيسي.
وأعلنت غوغل أن إطلاق هذه المزايا سيبدأ تدريجيا على الأجهزة الذكية العاملة بنظام أندرويد خلال الشهر الجاري، على أن تتاح لاحقًا لأجهزة iOS في وقت لاحق من هذا العام.
وفي سياق مواز، أضافت الشركة خاصية جديدة لمشاركة الألبومات بسهولة عبر رموز الاستجابة السريعة (QR Codes)، ما يتيح للمستخدمين طباعة تلك الرموز وإتاحتها للمشاركين في الفعاليات الجماعية، ليتمكن أي شخص يحمل الرمز من عرض الصور أو إضافتها مباشرة إلى الألبوم المشترك.