هدى الطنيجي (أبوظبي)
قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعتبر من الدول الأكثر استعداداً لمواكبة المتغيرات التكنولوجية، وتوفير بنية تحتية مستقبلية لتحسين أسلوب ونمط حياة أفضل، وأكثر سهولة وذكاء، لتمضي قدماً نحو تحقيق رؤيتها وتطلعات شعبها من خلال مشاريع وخطط واضحة نحو مئوية الإمارات 2071.


ومع توسع إطار تأثير الذكاء الاصطناعي في العالم وامتداده ليشمل جميع القطاعات، بدءاً من القطاع الحكومي وصولاً إلى الرعاية الصحية والتعليم والطيران وإدارة المرافق، أصبح من الضروري ضمان مشاركة المرأة في تطوير هذه التكنولوجيا وتكاملها، وذلك نظراً إلى أسباب عدّة منها المساواة والاندماج، وتحقيق أهداف حكومة الدولة في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وتجنب التحيّز اللاواعي في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وانطلاقاً من احتفالات دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام، نستعرض خلال هذا التقرير المفصل قصص ونجاح الإماراتية في قطاع الذكاء الاصطناعي، بالتحديد المتواجدات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي القادرات على أحداث التغيير في مجال التحول الرقمي واعتماد الطاقة النظيفة والنقل المستدام والعل الخيري وغيرها المسخرة في خدمة البشرية.

المعرفة والمهارات
وقالت فرحة البريكي، الحاصلة على شهادة الماجستير في تعلّم الآلة من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: «من خلال تطبيق المعرفة والمهارات التي اكتسبتها في مجال الذكاء الاصطناعي كمهندسة مشروع طاقة في شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو) التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة - طاقة، وإدارة المشاريع المتعلقة بنقل الطاقة، فقد مهدت دراستي في الجامعة الطريق أمامي للمشاركة في المشاريع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات من أجل استشراف المستقبل والتنبؤ به، والشهادة التي حصلتُ عليها والتعليم الذي تلقيته جعلاني مميّزة عن زملائي الذين يتمتعون بنفس الخلفية، فقد ساعدتني مهاراتي على طرح الأسئلة الصحيحة، ما سيؤدي إلى تحسين الحل المتكامل الذي نعمل عليه ويضمن أن يكون حلاً طويل الأمد». 
وأعربت البريكي عن قلقها من العدد المحدود للنساء الموجودات في مجال التكنولوجيا سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو الهندسة، فهي تأمل أن تشغل النساء نصف الغرفة على الأقل، في مجال التدريب أو في المؤتمرات وورش العمل، مشيرة إلى أنها تساهم في حل مشكلة المشاركة النسائية، فهي فخورة بعضويتها في مجموعة العمل النسائية في شركة ترانسكو، التي تندرج تحت مجلس المرأة في شركة طاقة وتهدف هذه المجموعة إلى تمكين تنمية المرأة في قطاع النقل، ودعم المساواة والتنوّع.
وقالت: أستمد الإلهام من العديد من زميلاتي الإماراتيات اللواتي حققن مسيرة مهنية ناجحة في قطاعيّ التكنولوجيا وإدارة المرافق، بما في ذلك معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والمهندسة هيفاء المطيري، مديرة قسم الوقاية في شركة ترانسكو. 
كما أدعو إلى الاحتفاء بإنجازاتهن وطموحاتهن المستقبلية في يوم المرأة الإماراتية الثامن، بمباركة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تشكّل مصدر إلهام لجميع الإماراتيات.
تغير إيجابي
قالت نوف الشامسي التي تدرس للحصول على شهادة الماجستير في الرؤية الحاسوبية، والتي تأسرها الإمكانيات الهائلة التي تنتج عن تلاقي تخصصات مختلفة، مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الكهربائية: «التحقت في العام 2022، بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الإمارات العربية المتحدة بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث تركز دراساتها وأبحاثها على خوارزميات تتبع التصوير الحراري والتصوير النهاري في المناطق النائية، وهو تخصص له العديد من التطبيقات العملية المتنوعة، مثل مراقبة الحياة البرية، وعمليات البحث والإنقاذ، على سبيل المثال لا الحصر».
وأضافت: «لقد انجذبتُ إلى هذا المجال لأنه قادر على إحداث ثورة في تفاعلاتنا مع التكنولوجيا التي نستخدمها والبيئة التي تحيط بنا، إذ أن ابتكار أنظمة ذكية يمكنها معالجة المعلومات المرئية واتخاذ القرارات من شأنه أن يشرّع الأبواب أمام احتمالات لا حصر لها. فقد أثار اهتمامي العمل على الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد في الوقت عينه، لأنه يعِد بإيجاد حلول لم يكن من الممكن تصورها من قبل».
وأعربت الشامسي عن تجربتها الشائقة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث ساهم البرنامج الذي التحقت به في تعميق معرفتها بالذكاء الاصطناعي وتزويدها بالمهارات العملية اللازمة للانخراط في المجال الصناعي، وأن أبرز ما اكتسبته هو القدرة على مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي من منظور شامل، بما في ذلك النظر في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، وترى أن المرأة الإماراتية في قطاع التكنولوجيا تواجه تحديات وتجد فرصاً في الوقت عينه، إلا أنها متفائلة بانضمام المزيد من النساء إلى هذا القطاع، نظراً إلى التزام دولة الإمارات بتعزيز التنوع في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وذكرت أن الذكاء الاصطناعي في حال تم استخدامه بشكل مسؤول، سيتمكن من إحداث تغيير إيجابي في مختلف القطاعات، من خلال معالجة المشكلات المعقدة وأتمتة المهام الروتينية، يمكن توجيه الموارد البشرية نحو المساعي الإبداعية والاستراتيجية التي من شأنها أن تعيد رسم صورة عالمنا هذا، ونظراً إلى الوتيرة السريعة لتطور الذكاء الاصطناعي، يتحتم على النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في جميع القطاعات توسيع معرفتهن بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يتيحه لهن البرنامج التنفيذي الذي تقدمه جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهو برنامج يمتد على 12 أسبوعاً يهدف إلى تطوير خبرات المشاركين فيه لدعم الحاجة إلى قادة ماهرين في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات.

أخبار ذات صلة قيادات نسائية.. ترفع راية الاستدامة الإماراتية.. مبتكرة في المجال الصحي

عصر الذكاء الاصطناعي
قالت الدكتورة مريم كتيت، القائدة الإقليمية للمسرعات العالمية والابتكار في شركة بوينغ، والتي تخرجت مؤخراً من البرنامج التنفيذي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: «متحمسة جداً للتغييرات التحويلية التي يمكن أن تنتج عن الذكاء الاصطناعي والتي ستؤدي إلى عصر طيران أكثر تقدماً وكفاءة، وتفرحني جداً قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في جوانب متعددة بقطاع الطيران، بدءاً من صيانة الطائرات وتعزيز السلامة وصولاً إلى التحليلات التنبؤية للكفاءة التشغيلية».
وأضافت: «المشاركة في البرنامج التنفيذي عمّقت بشكل كبير فهمي لعملية صناعة القرار التي تستند إلى البيانات في مجال العمل الخيري. فمن خلال خوارزميات تعلّم الآلة، نستطيع تحليل توجهات الجهات المانحة وتصميم استراتيجيات التفاعل معها، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإبقاء على المانحين وزيادة مساهماتهم. وقد أدى اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز مبادراتنا الخيرية، لا بل وأظهر قدرة التكنولوجيا على إحداث تأثير اجتماعي إيجابي».
وذكرت أنه من أبرز الجوانب التي استحوذت على انتباهها وتقديرها التركيز على التعاون والعمل الجماعي بهدف توليد الأفكار وحل المشكلات الذي أتاح تبادل الأفكار بين العاملين في مختلف المجالات فرصة فريدة للتعلّم من الاستراتيجيات والممارسات المختلفة، وتعزيز الإبداع والقدرة على التكيّف.
وقالت: «لقد شكّل كوني امرأة عاملة في قطاع التكنولوجيا تحديات بالنسبة إلى، إلا أنه في الوقت عينه كان مثمراً جداً، وعلى الرغم من أن هذا القطاع قد شهد تغيّرات كبيرة من حيث المساواة بين المرأة والرجل، إلا أنه لا يزال يشمل عقبات لا بد من التغلب عليها، وأعتقد أن هناك حاجة إلى مواصلة بذل الجهود لإرساء بيئات شاملة، وتعزيز تكافؤ الفرص للمرأة في الأدوار القيادية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية المرأة الإماراتية يوم المرأة الإماراتية جامعة محمد بن زاید للذکاء الاصطناعی فی مجال الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی فی شرکة فی قطاع من خلال

إقرأ أيضاً:

هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟

انتقل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة تُستخدم في الترجمة وإعداد النصوص وتحليل البيانات إلى قوة صاعدة تفرض نفسها في برامج الهندسة والصناعة والطب وحتى الإعلام والسياسة والأمن.

ولم يعد النقاش الحالي يتناول قضايا الذكاء الاصطناعي وقدرته على أداء المهام التقليدية من ترجمة وتحليل للبيانات وتلخيص للنصوص، وإنما أصبح التركيز يدور حول الفرضيات التي تقول إن هذا المجال سيدخل في مرحلة "الانفجار الذاتي" أي إعادة برمجة ذاته عبر تطوير خوارزميات جديدة من دون الاعتماد على المبرمج البشري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا تدعم دول جزر المحيط الهادي إسرائيل؟list 2 of 2أبرز ما نشرته مراكز الدراسات والأبحاث في أسبوعend of list

وبشأن الأبحاث والتقارير التي تناقش فرضية الذكاء الاصطناعي ودخوله قريبا في مرحلة جديدة تتيح له أن يصبح كيانا مستقلا قادرا على إعادة تصميم ذاته، نشر موقع مركز الجزيرة للدراسات ورقة بحثية تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي وإعادة البرمجة الذاتية: سيناريوهات الانفجار الذكي".

الورقة البحثية -التي أعدها الدكتور خالد وليد محمود رئيس قسم الإعلام والاتصال في معهد الدوحة للدراسات العليا- ناقشت جذور فرضية الانفجار الذكي للذكاء الاصطناعي، ومن يتحكم في هذه القوة، وإشكالية الاستقلال والاعتماد على الذات.

أبحاث تقول إن الذكاء الاصطناعي في عام 2027 سيدخل مرحلة الانفجار الذكي (رويترز)فكرة الانفجار الذكي وجذورها

في أبريل/نيسان 2025، نشر مشروع "مستقبل الذكاء الاصطناعي" تقريرا رسم صورة مذهلة عن الذكاء الاصطناعي مفاده أنه خلال عامين سيكون قادرا على القيام بدور المهندس، إذ يمكن أن يعتمد على ذاته في إعادة تصميم بنيته الداخلية.

وتفاعلت وسائل الإعلام العالمية مع هذا التقرير، حيث أشارت مجلة " ذا نيويوركر" (the new Yorker) إلى مسارين متباينين حول مستقبل الذكاء الاصطناعي:

الأول: يرجح أن يكون له مستقبل يفوق الإنسان في جميع المجالات. أما الاحتمال الثاني: فيفترض أن التحول لن يكون سريعا، لاعتماده على محدودية الموارد وتأجيل الحوكمة. إعلان

وفي الوقت الذي وصفت فيه بعض وسائل الإعلام العالمية هذه التقارير والأبحاث بأنها تبقى في سياق الفرضيات المحملة بالجدلية، فإنها دعت إلى صياغة سياسات استباقية للتعامل مع احتمالية التطور الذي يفوق التدخل البشري.

ويعود جذور مفهوم "الانفجار الذكي" إلى عام 1965، حين نشر عالم الرياضيات البريطاني آي. جي. غود (I.j. good)  مقالا بعنوان: "تخمينات حول أول آلة فائقة الذكاء"، تنبّأ فيه بأن أول آلة فائقة الذكاء ستتمكن من تحسين تصميمها الذاتي باستمرار حتى تصل إلى مرحلة يصعب على البشر اللحاق بها.

وقد تبين أن هذه الرؤية التي بدت حينها أقرب إلى الخيال العلمي أو التأمل الفلسفي، تحولت لاحقا إلى فرضية مركزية في أدبيات الذكاء الاصطناعي والفلسفة العقلية، وخرجت من نطاق النقاشات الأكاديمية إلى مجالات التطبيق والممارسة الفعلية.

وبعد فكرة العالم البريطاني، جاء الفيلسوف السويدي، نيك بوستروم (Nick Bostrom)، ليُطوّرها بشكل منهجي في كتابه: "الذكاء الفائق: المسارات، المخاطر، الإستراتيجيات"، حيث وضع فيه سيناريوهات مفصلة للانفجار الذكي، محذرا من أن لحظة الوصول إلى ذكاء فائق قد تكون أسوأ ما تواجهه البشرية.

من جانب آخر، وجّه باحثون -مثل غاري ماركوس (Gary Marcus) وأرفيند نارايانان (Arvind Narayanan)- انتقادات حادة لفكرة الانفجار الذكي، معتبرين أن الحديث عن قفزة مفاجئة نحو ذكاء فائق، يتجاهل القيود التقنية والمادية الصارمة التي تحكم تطور الخوارزميات.

ويجادل هذا الفريق بأن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغت قدراته، سيظل قائما على بيانات ومعالجات مادية، وأنه لا يمكن فصله عن القيود البشرية المتعلقة بالطاقة والموارد والتكلفة.

وعلى الصعيد العملي، أصبح "الذكاء الفائق" جزءا من إستراتيجيات الحكومات الكبرى، فالولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي يتعاملون مع هذه الأفكار بوصفها سيناريو واقعيا لا محالة ينبغي الاستعداد له، وليس قصة من الخيال العلمي أو الأفكار الفلسفية.

مشكلة القدرة على الاستقلالية

ورغم الإشارات القوية التي تصب في اتجاه فرضية الانفجار الذاتي للذكاء الاصطناعي، فإن الوقت الراهن يكشف أن الحاجة ما زالت قائمة للاعتماد على البشر، وأن الأنظمة الذكية لا تزال غير قادرة على الاعتماد على ذاتها.

فالنماذج الأكثر تقدما في الذكاء الاصطناعي اليوم مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، و"جيميني" (Gemini)، و"كلود" (Claude) كلها تعمل ضمن إطار بنية تحتية بشرية معقدة وضخمة إلى حدّ مذهل، إذ تحتاج إلى ملايين من المعالجات الفائقة موزعة على مراكز بيانات عالمية، تستهلك وحدها طاقة كهربائية تعادل استهلاك مدن صغيرة أو حتى متوسطة الحجم.

وبالإضافة إلى ذلك تعتمد هذه الأنظمة على شبكات إنترنت عالية الكفاءة، وأنظمة تبريد هائلة للحفاظ على استقرار الأجهزة والوسائل اللوجيستية، وسلسلة طويلة من الخبراء والمهندسين الذين يشرفون على كل تفصيل، ويقومون بالمراقبة والتنظيم والتدخل.

ورغم كل ذلك فإن الباحثين يقولون إن المؤشرات تثبت وجود ملامح قدرات على إعادة البرمجة الذاتية، حيث ظهرت برامج تستطيع تعديل بنيتها الداخلية وتوليد خوارزميات وأكواد جديدة لتحسين الأداء.

إعلان

وبناء على ذلك يمكن القول إن العالم يقف عند مفارقة لافتة للانتباه، وهي الأنظمة الحالية قوية وأصبحت تفوق توقعات العقد الماضي، بيد أنها في الوقت ذاته لا تزال هشة وتعتمد كليا على البشر.

من يمتلك الذكاء الفائق؟

وانطلاقا من فرضية أن نظاما قادرا على تطوير نفسه قد ظهر بالفعل، فإن الإشكال الجيوسياسي سيزيد من التعقيد المتعلق بالذكاء الاصطناعي الخارق.

فمن سيملك التحكم في هذا النظام؟ هل تكون الولايات المتحدة عبر شبكات وادي السيليكون التي تسيطر على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتملك رأس المال الثقافي والتمويلي؟ أم ستكون الصين التي تراهن على الدمج العميق بين الدولة والجيش والشركات، وتستثمر مواردها الهائلة لتصبح صاحبة الريادة؟

أوروبا بدورها اتخذت مسارا تشريعيا عام 2014، عبر قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي، الذي وضع قواعد صارمة للشفافية والأمان والنزاهة.

وعلى مستوى الشرق الأوسط، فقد ظهرت إستراتيجيات السيادة الرقمية التي تبنتها دولتا قطر والإمارات إدراكا بأن من يمتلك البيات يكون له حضور في المشهد السياسي والعسكري في المستقبل.

الأبعاد الأخلاقية وسيناريوهات المستقبل

وفي سياق المخاوف، تطرح الأبعاد الأخلاقية لمسألة الذكاء الخارق، لأنه قد يتحول إلى صناديق سوداء يجهل البشر ما يجري بداخلها، فثورة الإنترنت التي غيرت مفهوم الزمان والمكان، لم تسلب الإنسان عقله ولم تغير دوره كفاعل معرفي، أما الذكاء الاصطناعي فإنه بهذه الفرضيات والتنبؤات يتجه إلى أن يحل محل العقل.

وفي هذا السياق الذي يشكل مخاطر وقيودا على عقل الإنسان، بدأت الأمم المتحدة في مناقشة إمكانية صياغة "معاهدة للذكاء الاصطناعي" شبيهة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية على أساس أن المخاطر لا تقتصر على دولة أو شركة واحدة بل تمس الإنسانية كلها.

وحول المستقبل، هنالك احتمالات أهمها:

السيناريو التفاؤلي: الذي يقول إن الذكاء الاصطناعي سيكون شريكا حقيقيا وليس مجرد أداة مساعدة.

أما السيناريو التشاؤمي: فيرى أنه سيفوق الإنسان وينافسه في سوق العمل ويقضي على ملايين الوظائف.

وتفرض الثورة الحالية على البشرية أن تكون أكثر جرأة في التفكير لمواجهة الذكاء الاصطناعي، لأن التجارب التاريخية تقول إن التحولات الكبرى لا تنتظر البشر حتى يستعدوا لها.

مقالات مشابهة

  • عمر العلماء: نجاحنا في الذكاء الاصطناعي سيحفز الجميع على المضي قدما
  • السعودية ومصر تبحثان تعزيز التكنولوجيا في معالجة المياه والتحلية
  • إطلاق أول ماجستير مهني في الذكاء الاصطناعي بالرعاية الصحية في جامعة الجلالة
  • تعاون بين «بريسايت» ومجلس الأمن السيبراني في مجال الذكاء الاصطناعي
  • 5930 رخصة جديدة لرائدات أعمال إماراتيات بين يوليو 2024 حتى يونيو 2025
  • حلقة نقاشية في “تريندز” حول الذكاء الاصطناعي والتعليم
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية
  • هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟