عربات جدعون.. كيف تحولت لخطة اقتلاع غزة من جذورها بأوامر الإخلاء؟
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
فمع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحت ما يُعرف بعملية "عربات جدعون"، لم تعد خريطة القطاع كما كانت قبل أشهر، إذ باتت أكثر من 80 بالمئة من أراضيه تحت أوامر إخلاء أو تصنيف مناطق عسكرية، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
منذ خرق وقف إطلاق النار في 18 أذار / مارس الماضى، بدأ الاحتلال بتنفيذ سياسة منهجية لدفع السكان نحو مناطق محددة، مع تجريف مساحات شاسعة من الأراضي، وهدم آلاف المباني السكنية والزراعية، وفرض ممرات عسكرية لتقسيم القطاع.
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير موسع أن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة تتجاوز نطاق الرد على هجمات فصائل المقاومة، لتتحول إلى خطة ممنهجة لإعادة هندسة القطاع ديمغرافيًا وجغرافيًا، عبر التهجير القسري وتدمير البنية التحتية، بما يهدد وجود السكان الفلسطينيين أنفسهم داخل غزة.
وفقًا لتقرير الشبكة، والذي استند إلى صور أقمار صناعية حديثة وشهادات منظمات أممية، فإن ما لا يقل عن 80 بالمئة من مساحة القطاع باتت مناطق عسكرية مغلقة منذ أن خرق جيش الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 أذار/ مارس الماضي.
"عربات جدعون": عملية الاحتلال الكامل
وأشار التقرير إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي تحمل اسم "عربات جدعون" لم تعد مجرد رد عسكري، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا نحو فرض سيطرة دائمة وشاملة على القطاع، وهو ما صرح به وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن العملية قد تؤدي إلى "احتلال كامل لغزة".
كما أقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الخطة تتضمن نقل سكان غزة بالكامل إلى الجنوب، في إشارة إلى نية فرض وقائع جديدة على الأرض، تفضي إلى حشر الفلسطينيين في مساحات ضيقة داخل القطاع.
وأوضحت الشبكة أن جيش الاحتلال أنشأ على الأقل أربعة ممرات عسكرية رئيسية تقطع القطاع من شماله إلى جنوبه، أبرزها "ممر موراج" في رفح، الذي يُستخدم لعزل التجمعات السكانية عن بعضها، وهو ما يدعم ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "تشريد داخلي منظم".
كما أشارت إلى أن جيش الاحتلال أصدر 31 أمر إخلاء على الأقل منذ آذار/ مارس، بمعدل أمرين يوميًا، ما دفع بمئات الآلاف إلى التكدس في منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي ضيق في خان يونس، تحول إلى أكبر تجمع سكاني في غزة رغم افتقاره للبنية الأساسية.
كارثة إنسانية وزراعية
بحسب تقرير صادر عن جامعة مدينة نيويورك، فإن 60 بالمئة من البنية التحتية في غزة دمرت، فيما قالت وكالة الأونروا إن 92 بالمئة من المنازل تضررت كليًا أو جزئيًا.
أما على المستوى الزراعي، فقد أفادت منظمة الفاو بأن 80 بالمئة من المحاصيل الشجرية، و65 بالمئة من البيوت الزراعية في القطاع تعرضت للتدمير أو لم تعد قابلة للوصول، مما يفاقم خطر المجاعة والاعتماد الكلي على المساعدات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة عربات جدعون الاحتلال التهجير غزة الاحتلال التهجير الاخلاء عربات جدعون المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عربات جدعون بالمئة من
إقرأ أيضاً:
مجزرة جديدة.. هل تحولت مراكز المساعدات إلى مصائد لقتل الغزيين؟
أفادت مصادر طبية باستشهاد 32 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الاثنين، ما أدى لارتفاع عدد ضحايا مراكز المساعدات إلى 75 شهيدا و400 جريح.
اقرأ ايضاًبدورها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن مراكز توزيع المساعدات أصبحت مصايد "وأفخاخا للموت"، في ظل ترصد الموت للنازحين في غزة بعد المسافات الطويلة التي يقطعونها في سبيل الحصول على طرود غذائية، في ظل المجاعة التي أصابتهم مع استمرار منع الاحتلال دخول المساعدات للشهر الثالث على التوالي.
ويأتي ارتفاع عدد الشهداء مع ما يرافقه من مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي استهداف الفلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات قرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وزارة الصحة في غزة ارتفاع ضحايا استهداف مواقع المساعدات إلى 75 شهيدا، في حين أصيب 400 شخص، قائلة إن 52 استشهدوا وأصيب 503 آخرون بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبحسب "وفا" فإن قوات الاحتلال تحرم القطاع من المساعدات الإنسانية، ومن المواد الغذائية بأنواعها كافة، عبر إغلاقها المعابر منذ بداية آذار حتى اليوم، وأخذت أخيرًا تطلب منهم التوجه إلى مراكز توزيع تشرف هي عليها بنفسها وتجبرهم على التعامل بالفوضى والازدحام، ومن ثم تحاول تفريقهم بالنار والقصف، فتقتل وتصيب منهم العشرات دون أن تكترث لصعوبة الأحوال التي أجبرتهم على الذهاب إلى تلك الأماكن للحصول على الطعام.
من جانبها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن عشرات الفلسطينيين يقتلون بمواقع توزيع المساعدات التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الأحداث تظهر خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات وافتقاره إلى الإنسانية والفاعلية إلى حد بعيد.
اقرأ ايضاًوبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل، وفقا للأمم المتحدة، الفلسطينيين نحو المجاعة، من خلال إغلاقها المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ولا سيما المواد الغذائية.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بقطاع غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن