ما أفضل وقت لنحر الأضحية وآخر موعد لها؟ .. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال حول توقيت نحر الأضحية، موضحة أن وقت الذبح يبدأ بعد طلوع شمس اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وذلك بعد دخول وقت صلاة الضحى، وانقضاء زمن يسع لأداء ركعتين وخطبتين خفيفتين.
وأشارت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" إلى أن وقت الذبح يمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي رابع أيام العيد.
وأكدت دار الإفتاء أن أفضل توقيت لنحر الأضحية يكون في اليوم الأول من أيام العيد، مباشرة بعد انتهاء الناس من أداء صلاة العيد، لما في ذلك من تعجيل بالخير وابتدار للطاعات.
في سياق متصل، كانت دار الإفتاء قد أجابت عن سؤال آخر بخصوص ما يجزئ في الأضحية، حيث أوضحت أن الأضحية تُجزئ عن الشخص المضحِّي وأهل بيته، مشيرة إلى أن الأضحية لها أنواع متعددة.
وأوضحت الدار أن من أنواع الأضحية الغنم، سواء كان من الضأن أو الماعز، وهذا النوع يُجزئ فيه ذبح واحدة فقط عن المضحِّي وأهل بيته، ولا يجوز الاشتراك فيها.
أما النوع الآخر فهو الإبل أو البقر أو الجاموس، وهذه تُجزئ الواحدة منها عن سبعة أفراد، بشرط ألا يقل نصيب الفرد عن السُّبع، فإذا نوى أحدهم الأضحية بسُبع منها، أجزأت عنه وعن أهل بيته.
كيفية توزيع لحوم الأضحية وطريقة تقسيمها
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يستحب أن يأكل المضحي من الأضحية ويطعم غيره مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير﴾ [الحج: 28]، وقوله عز وجل: ﴿والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون﴾ [الحج: 36]،
واستشهدت دار الإفتاء بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «كلوا وتزودوا وادخروا» رواه مسلم والنسائي عن جابر رضي الله عنه.
أفضل طريقة لتوزيع وتقسيم لحوم الأضحية
وأشارت الإفتاء إلى أنه الأفضل أن يكون تقسيم الأضحية أثلاثا في عيد الأضحى، فيعطى منها الغني والفقير، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في أضحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث»، وله التصدق بالجميع أو إبقاء الجميع.
وأوضحت دار الإفتاء، طريقة تقسيم الأضحية كيفية التصرف في الأضحية وتقسيمها، حيث يستحب أن تقسم الأضحية إلى 3 أثلاث، فيأكل المضحي ثلثها، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها، فلو أكل أكثر من الثلث فلا حرج عليه، وإن تصدق بأكثر من الثلث فلا حرج لأن تقسيمها على الاستحباب لا على الوجوب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأضحية دار الإفتاء دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
بر الزوجة بعد الوفاة.. سنن نبيلة لاستمرار المودة والوفاء
في إطار الحفاظ على الروابط الإنسانية والروحية بين الزوجين، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول كيفية بر الزوجة بعد وفاتها، وهل يجوز للزوج أن يتصدق عنها أو يقوم بأي عمل من أعمال الخير لها.
مظاهر بر الزوجة بعد الوفاة
جعل الإسلام المودة والرحمة أساس العلاقة الزوجية، وأكد على استمرار الإحسان حتى بعد الوفاة، فقد جاء في القرآن الكريم:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]
كما حث الشرع على عدم نسيان فضل الزوجة والاعتراف بالخير الذي قدمته:﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237]
وتُظهر السنة النبوية العديد من الأمثلة التي تثبت استدامة المودة والوفاء، مثل ذكر النبي ﷺ لزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها، وإكرامه لأقربائها وأصدقائها. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:"ما غرتُ على امرأة ما غرتُ على خديجة من كثرة ذكر رسول الله ﷺ إياها".
كما كان النبي ﷺ يُكثر الدعاء والاستغفار لها، ويكرم من كانت تحبهم وتربطهم بها صلة. وهذه الممارسات تعكس قيمة حسن العهد وحفظ الود بين الزوجين حتى بعد الموت.
التصدق عن الزوجة بعد الوفاة
أوضحت دار الإفتاء أن التصدق عن الزوجة بعد وفاتها جائز، ويعد من صور البر التي تصل ثوابها للميت، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ:«إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم]
وأكد علماء الإسلام على جواز التصدق عن الميت وانتفاعه بثوابها، ومنهم:
الإمام الزيلعي الحنفي: "الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره… ويصل ذلك إلى الميت وينفعه".
الإمام ابن عبد البر المالكي: "الصّدقة عن الميت مجتمع على جوازها لا خلاف بين العلماء فيها".
الإمام النووي الشافعي: "أجمع المسلمون على أن الصدقة عن الميّت تنفعه وتصله".
العلامة البهوتي الحنبلي: "وكل قربة فعلها مسلم وجعل ثوابها لمسلم حي أو ميت حصل، مثل الصدقة أو الدعاء أو غيره".
وبالتالي، يجوز للزوج أن يبر زوجته بعد الوفاة بكل ما يحقق البر: بالثناء، والذكر الحسن، والدعاء، والاستغفار، أو بالتصدق عنها، أو حتى بإهداء ثواب عبادة قام بها.
البر طريق للوفاء المستمر
يظهر مما سبق أن الإحسان للزوجة بعد الوفاة أمر مشروع، مستمد من القرآن والسنة، ويُعد امتدادًا للمودة والوفاء بين الزوجين. ويتيح للزوج فرصة للتعبير عن الاحترام والحب، واستمرار الخير الذي قدمته الزوجة في حياتها، من خلال الدعاء، والاستغفار، والتصدق، أو أي عمل صالح يُهدى ثوابه لها.
بهذه الصورة، يصبح الوفاء بالزوجة بعد الوفاة ليس فقط شعورًا إنسانيًا راقيًا، بل عبادة تتقرب بها النفوس إلى الله وتستمر فيها البركة والخير.