فى ذكرى ميلاده.. قصة مرض محمود عبدالعزيز النادر وألبومه الغنائى وزيجاته
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل محمود عبد العزيز ساحر السينما المصرية، الذي استطاع أن يقدم كل الأدوار سواء الكوميدية أو التراجيدية أو الاجتماعية، كما استطاع أن يجسد أدوار الشر، لذلك تظل أعماله خالدة ومحفورة فى وجدان عشاقه من الجمهور العربي.
وفي السطور التالية نرصد لكم أبرز التفاصيل المؤثرة في حياة جينتل السينما المصرية.
ولد محمود عبد العزيز في 4 يونيو عام 1946م، في حي الورديان غرب محافظة الإسكندرية كان ينتمي إلى أسرة متوسطة، تعلم في مدارس الحي إلى أن انتقل إلى مرحلة الجامعة، فتعلم بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وحصل على شهادة بكالوريوس الزراعة، ثم حصل على درجة الماجستير في تربية النحل من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية.
بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بكلية الزراعة، ثم شارك بمسلسل "الدوامة" في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دوراً في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي، وانطلق مع السينما من خلال فيلم "الحفيد" أحد كلاسيكيات السينما المصرية 1974م، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم "حتى آخر العمر".
ورغم البداية بمسلسل "الدوامة" وفيلم "الحفيد" إلا أن انطلاقته جاءت بالصدفة في فيلم " حتي آخر العمر " فلم يكن عبد العزيز هو صاحب الدور الأول بل كان الفنان حسين فهمي، الذي اعتذر لتتم رحلة البحث عن بديل، ومن ثم يتم اختيار محمود عبد العزيز الذي برع في الدور وتوالت الأعمال الفنية بعد ذلك.
قدم محمود عبد العزيز في خلال 6 سنوات 25 عملاً سينمائياً قام فيهم بدور البطولة، ولكنه في تلك الفترة كان يقدم الأدوار المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات.
ومنذ عام 1982 بدأ تنويع أدواره، حيث قدم فيلم "العار" ورسخ محمود عبد العزيز نجوميته بعد هذا الفيلم، ونوع أكثر في أدواره فقدم دور الأب في "العذراء والشعر الأبيض"، وفي فيلم تزوير في أوراق رسمية، ثم دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، وقدم شخصيات جديدة في أفلام الصعاليك والكيف الذي حظي بنجاح جماهيري كبير.
وفي منتصف الثمانينيات قدم دوراً من الأدوار المهمة في حياته الفنية وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية.
وعن خلاف محمود عبد العزيز والفنان عادل إمام فإنه جاء بسبب مسلسل رأفت الهجان، حيث أن الأخير كان مرشحاً لبطولة العمل وأختلف مع مخرجه يحيى العلمى على طريقة السرد الدرامى، فتم ترشيح محمود عبد العزيز بدلاً منه.
لكن الإعلامي محمود سعد كشف فى الفترة الأخيرة من خلال فيديو بثه عبر صفحته على موقع يوتيوب، عن سر الجفاء فى العلاقة بين الفنان محمود عبد العزيز والفنان عادل إمام.
وكشف أن حالة الجفاء بين النجمين لم يكن مسلسل رأفت الهجان هو السبب الأساسى ورائها، بل حوار تليفزيونى أجراه الإعلامى مفيد فوزى مع الفنان محمود عبد العزيز وسأله هى الإيرادات هى العامل الوحيد لقياس نجاح الفنان.
واستكمل محمود سعد، أن حوار الفنان محمود عبد العزيز تم اقتطاع جزء منه وما ظهر لدى المشاهد فى الحوار أغضب الفنان عادل إمام.
وأضاف محمود سعد، أن محمود عبد العزيز تواصل مع الفنان عادل إمام بعد إذاعة الحلقة وشرح له ما حدث إلا أن العلاقة بينهما لم تعد كما كانت، فلم يكن هناك خلاف واضح بينهما ولكن كانت هناك حالة من الجفاء بين النجمين.
وقدم محمود عبد العزيز عددا من الأغانى التى لاقت نجاحا كبيرا فى أفلامه، وكانت سببا فى حماس المنتج نصر محروس لتقديمها فى ألبوم، وهو الوحيد للساحر فى عالم الغناء.
كان أبرز أفلامه “الكيف” للمخرج على عبد الخالق، حيث قام بدور مطرب فى الأفراح الشعبية يرغب فى دخول عالم الفن، وخلال الفيلم قدم مجموعة من الأغانى الساخرة منها “يا حلو بانت لبتك”، و"الكيمى كيمى كا"، كما قدم فى فيلم “الكيت كات” مجموعة من الأغانى منها “يا صهبجية”، و"يلا بينا تعالوا"، إضافة إلى مونولوجات منها “الهاشا باشا تاكا” لـشكوكو، وعلى هامش أعماله الفنية قدم عددا من التجارب فى سياق القوالب الدرامية مثل “الجنتل” و"جرى الوحوش.
وعانى محمود عبد العزيز فى الفترة الأخيرة من حياته كثيرا بسبب مرضه حيث توفى بعد إصابته بمرض السرطان وكان فى حالة متأخرة، وهو ما كشفه الإعلامى عماد الدين أديب.
وقال عماد أديب عن هذه الفترة، قائلا "بدأت معاناة محمود عبد العزيز مع ألم الأسنان، وهو ما تم تشخيصه في البداية على كونه تسوسا في الأسنان والضروس ويحتاج إلى جراحة، وبالفعل أجرى محمود عبد العزيز الجراحة في فرنسا، إلا أن خطأ وقع في استكمالها، تسبب في دخول فيروسات إلى أعلى الفك ومنها إلى مؤخرة الرأس".
وتابع "بعدها اكتشف الأطباء بعض الأورام قيل إنها محدودة، ليبدأ محمود عبد العزيز رحلة جديدة في فرنسا من أجل العلاج بالكيمياوي، ليستمر الأمر لقرابة 20 جلسة علاج، عاد بعدها إلى مصر ولكن الآلام عاودته".
وأوضح أن الأشعة كشفت عن انتشار السرطان بشكل كبير فى عدد من الأعضاء منها الكبد والرئة والعمود الفقرى والمخ وبدأت اسرته التفكير في العلاج بالخارج الا ان التقارير الطبية اكدت صحة كلام الأطباء المعالجين له فى مصر.
وأشار إلى أن أسرة محمود عبد العزيز قررت عدم مصارحته بحقيقة مرضه حتى لا يتأثر نفسيا ولكن شعوره بنفسه وحالته الصحية دفعه إلى الدخول في حالة صعبة ورفض تناول الطعام مما دفع الأطباء إلى إعطائه الطعام عبر المحاليل.
ولم يكن هذا المرض الوحيد الذى تعرض له محمود عبد العزيز حيث كشف في لقاء تلفزيوني قديم له، عن أنه كان دوما صاحب أمراض نادرة ابتلى بها فى الحياة، تخلص من بعضها بإجراء عمليات جراحية، ومنها مرض ظل معه حتى نهاية عمره، ومن الأمراض النادرة التى مرض بها وتخلص منها بفضل إحدى العمليات الجراحية إصابته بكيس دهني على البنكرياس، وذلك في الخمسينيات من عمره، وعلى أثره قام بإجراء عملية جراحية في إحدى الدول الأوروبية.
أما المرض النادر الثاني، الذى لازمه حتى نهاية عمره هو حمى البحر الأبيض المتوسط، الذى ظل مريضا به حتى نهاية عمره، وهو مرض يصيب فعليا فردا من بين مليون إنسان يعيشون فى منطقة البحر المتوسط ويعانون بسببه آلاما شديدة فى البطن.
وقد تزوج محمود عبد العزيز مرتين الأولى من خارج الوسط الفنى، وهى "جيجى زويد"، واستمر زواجهما قرابة 20 عاما ورزقا بولدين محمد وكريم، واللذين يعملان بمجال التمثيل والإنتاج.
وبعد انفصاله عن زوجته الأولى دون الإعلان عن أسباب وتفاصيل الطلاق، قرر بعد فترة الزواج من الإعلامية بوسى شلبى التى عاشت معه حتى وفاته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمود عبد العزيز أعمال محمود عبد العزيز أفلام محمود عبد العزيز الفنان محمود عبد العزيز ذكرى ميلاد محمود عبد العزيز الفنان محمود عبد العزیز الفنان عادل إمام
إقرأ أيضاً:
محمود عبد العزيز.. الساحر الذي لم يغادر الشاشة رغم الغياب
هو واحد من القلائل الذين لا يحتاجون إلى تذكير بأسمائهم في ذكرى ميلادهم أو رحيلهم؛ لأنهم ببساطة لم يغيبوا لحظة عن وجدان الناس. تحلّ اليوم الأربعاء، 3 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الكبير محمود عبد العزيز، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1946، وترك خلفه إرثًا فنيًا لا يُقاس بعدد الأعمال فقط، بل بتأثيرها وعمقها وخلودها في ذاكرة أجيال كاملة.
كان حضوره على الشاشة يشبه السحر، يجمع بين دفء الأب، وخفة الظل، وغموض البطل، ودهاء الجاسوس. لم يكن نجمًا بالمعنى السطحي للكلمة، بل حالة فنية نادرة، تتلون دون أن تفقد بريقها، وتغامر دون أن تتنازل عن الصدق.
معلومات عن محمود عبد العزيز
وُلد محمود عبد العزيز في حي الورديان الشعبي بالإسكندرية، وتربى في بيئة بسيطة صنعت لديه حسًا إنسانيًا عاليًا انعكس لاحقًا في معظم أدواره. تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، لكن موهبته لم تعرف طريق الصمت طويلًا، فقد انطلق من المسرح الجامعي ليبدأ أولى خطواته نحو الشاشة.
كانت بدايته من بوابة التلفزيون عبر مسلسل "الدوامة"، ثم شارك في فيلم "الحفيد"، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت عام 1975، عندما لعب دور البطولة في فيلم "حتى آخر العمر"، ليبدأ صعودًا صاروخيًا لا يعرف التراجع.
نجم لا يتوقف عند منطقة واحدة
في سنوات قليلة، أصبح نجم شباك، لكن الأهم من ذلك، أنه لم يسمح للنجاح أن يُقيده. ففي مطلع الثمانينيات، بدأ في كسر نمط الأدوار الرومانسية، واتجه إلى شخصيات أكثر تعقيدًا وعمقًا: الأب المكسور في "العذراء والشعر الأبيض"، الجاسوس المزدوج في "إعدام ميت"، والمواطن المنهزم أمام واقع مرير في "العار" و"الكيف".
كانت أدواره مرآة للمجتمع، تسكنها السياسة والمجتمع والهم الإنساني، دون أن تتخلى عن الجاذبية والقبول الجماهيري.
"رأفت الهجان": عندما يتحول الممثل إلى رمز
ربما لم يترك مسلسل مصري أثرًا كالذي تركه "رأفت الهجان"، العمل الذي قدم فيه محمود عبد العزيز شخصية الجاسوس المصري رفعت الجمال، فكان الأداء فوق التمثيل، أقرب إلى التجسيد التام. لم يعد الجمهور يراه كممثل، بل آمن أنه هو رأفت، وصار رمزًا وطنيًا وفنيًا لا يُنسى.
هذا العمل، الذي تم عرضه على مدى ثلاثة أجزاء، عزز مكانته كأحد أعظم ممثلي التلفزيون، ليس فقط بأداء متميز، بل بإحساس نادر وحضور يجعل من كل مشهد تجربة وجدانية.
الإرث الذي لا يموت
رحل محمود عبد العزيز في 12 نوفمبر 2016، لكن غيابه لم يكن رحيلًا عن القلوب أو الشاشة. فما زالت أعماله تُعرض، وتُناقش، وتُحفظ كدروس في الأداء والالتزام والبراعة، ترك أكثر من 100 عمل فني بين سينما وتلفزيون وإذاعة، لكنه قبل كل شيء ترك أثرًا لا يُنسى في الوجدان.