دارة الملك عبدالعزيز تصدر كتابًا يوثّق المقامات في المسجد الحرام
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتابًا تاريخيًّا بعنوان “المقامات في المسجد الحرام ودورها في الحياة العامة في المدة (923 – 1343)هـ / (1517 – 1924)م”، يسلط الضوء على المقامات الأربعة التي كانت موجودة في المسجد الحرام، ويستعرض دورها الديني والاجتماعي والسياسي خلال أكثر من أربعة قرون، قبل أن يأمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بإزالتها وتوحيد الصلاة خلف إمام واحد.
ويأتي هذا الإصدار الذي ألفه الأستاذ حمد بن عبدالله الحزيمي ضمن جهود الدارة في توثيق تاريخ المسجد الحرام ومراحله المتعاقبة، حيث يشرح الكتاب موقع المقامات في ساحات المطاف، وأوصافها، والأوقاف المخصصة لها، إلى جانب إسهامات العلماء المرتبطين بها في الفتوى، والتعليم، ومحاربة البدع، وإرشاد الحجاج.
ويتناول الكتاب الظروف التي أدت إلى تعدد الجماعات المصلية داخل المسجد الحرام، نتيجة التمسك بالمذاهب الفقهية الأربعة، وهو ما أدى إلى إقامة الصلوات أربع مرات متفرقة في أقدس بقعة على وجه الأرض، قبل أن يصدر الملك عبدالعزيز أمره التاريخي بتوحيد صفوف المسلمين، وإلغاء هذه المقامات، في خطوة باركها علماء الأمة واستبشر بها المسلمون حول العالم.
ويدرس الكتاب المدة من عام (923)هـ (1517م) إلى عام (1343)هـ (1924م)، وهو تاريخ دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة، كما يتطرق إلى بعض المراحل السابقة واللاحقة بحسب مقتضى البحث، فيما تقتصر الحدود المكانية للدراسة على مكة المكرمة بصفتها محور الأحداث ومقر الحرم الشريف.
ويعكس هذا العمل العلمي حرص دارة الملك عبدالعزيز على إتاحة الدراسات التاريخية الموثقة، التي تبرز الجهود الإصلاحية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وتوحيد كلمة المسلمين، وبيان سياقات تلك الجهود وبواعثها، بما يعود بالنفع والفائدة على القارئ والباحث في الشأن الإسلامي والتاريخي.
مما يذكر أنه يمكن الحصول على الكتاب من خلال طلبه من المتجر الإلكتروني عبر البوابة الرقمية لدارة الملك عبدالعزيز، أو من خلال زيارة مراكز البيع التابعة للدارة، أو من خلال الموزعين المعتمدين لها.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الملک عبدالعزیز المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
أعظم الناس في الحج أجرا .. خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: أهل هذه العبادة
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام : إنكم في أعظم أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى، فاعمروها بطاعة الله وذكره، وأكثروا فيها من حمده وشكره.
أعظم الناس في الحج أجراوأوضح" المعيقلي" خلال خطبة عيد الأضحى اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن أعظم الناس في الحج أجرًا، أكثرهم فيه الله ذكرًا، فالحج أيام وليال، تبدأ وتختم بذكر الكبير المتعال.
واستشهد بما ورد في سنن أبي داود قال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)، منوهًا بأن الله اصطفى حجاج بيت الله الحرام من بين خلقه، ويباهي بكم الرحمن ملائكته.
وتابع: فهنيئًا لكم حيث قصدتم ركن الإسلام الأعظم، آمين البيت العتيق، ملبيين من كل فج عميق، تدعون ربًا كريمًا، وتسألون مَلِكًا عَظِيمًا، إذا أنعم أكرم، وإذا أعطى أغنى، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
خصكم بشعيرة عظيمةوأضاف: ولا فضل أن يعطيه، فخصكم سبحانه بشعيرة عظيمة، تتابع عليها أنبياء الله ورسله، فدين الأنبياء واحد، وكلهم جاء بعبادة رب واحد، (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
ونبه إلى أن مناسك الحج، تؤول إلى مقاصد جليلة، أعلاها توحيد الله جل وعلا، فالنبي صلى الله عليه وسلم، لما استوت ناقته على البيداء، أهل بالتوحيد، وصعد على جبل الصفا، ودعا بالتوحيد.
وأردف: فتارة يلبي، وتارة يهلل، وتارة يكبر، وكلُّها أذكار، تُؤكِّد توحيد الله في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته، مشيرًا إلى أن حياة المؤمن الصادق، مدارها كلها على توحيد الخالق.
ودلل بما قال عز وجل: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، فالله هو المتفرد بالنعمة والعطاء، والهبة والنعماء، وهو المستحق للعبادة وحده.
أصل الدين وأساسهوأفاد بأن المسلم لا يجعل بينه وبين الله واسطة في عبادته، لا ملكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلًا، فضلًا عن غيرهم، فلا يدعو إلا الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يذبح ولا ينذر إلا الله وحده.
وأكد أن التوحيد هو أصل الدين وأساسه، فلا تقبل حسنة إلا به، وبدونه تحبط الأعمال وإن كانت أمثال الجبال، (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أنْصَارٍ).
ولفت إلى أن العيد أنس وبهجة وتعاطف ومحبة، ونفوس متسامحة، ورحم موصولة، فاهنؤوا بعيدكم، وصلوا أرحامكم، واشكروا ربكم أن بلغكم هذه الأيام، وأكثروا فيها من ذكره وتكبيره.
واستند لما ورد في صحيح البخاري: "كان عمر رضي الله عنه، يُكبر في قُبَّتِه بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيُكبّرُون، ويُكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا"