أكبر إنزال عسكري في التاريخ: 180 جنديًا يغيرون مجرى المعركة في عملية خاطفة
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
شمسان بوست / متابعات:
في خضم الحرب العالمية الثانية، طالب القائد السوفيتي جوزيف ستالين حلفاءه الأميركيين والبريطانيين بفتح جبهة ثانية ضد الألمان بالغرب بهدف تخفيف حدة الضغط على الجيش الأحمر الذي اضطر لخوض معارك مكلفة، بشريا وماديا، ضد الجيش الألماني منذ بداية عملية بربروسا (Barbarossa) يوم 22 حزيران (يونيو) 1941
وتلبية لرغبة ستالين، وضع الحلفاء الغربيون خطة للقيام بإنزال عسكري بفرنسا بهدف تحريرها والتقدم بعمق الأراضي الألمانية.
ولإنجاح عملية الإنزال، اتجه الحلفاء الغربيون للقيام بالعديد من عمليات التمويه بهدف تضليل الألمان حول موقع الإنزال وموعده.
فضلا عن ذلك، وضع المخططون العسكريون الأميركيون والبريطانيون خطة للقيام بعملية إنزال جوي مباغتة بهدف تهيئة موقع الإنزال وتأمينه.
جسران مهمان
وضمن هذه الظروف، اتجه الحلفاء الغربيون للبحث عن خطة بهدف تأمين جسرين عبرا نهر أورني (Orne) وقناة كان (Caen) بنورماندي.
فبالنسبة للأميركيين والبريطانيين، استوجب نجاح إنزال نورماندي السيطرة على جسري بينوفيل (Bénouville) ورانفيل (Ranville) سليمين ومنع الألمان من نقل الإمدادات عبرهما لصد عملية الإنزال.
من ناحية أخرى، تواجدت بالمنطقة فرق ألمانية كلفت بمهمة ممارسة سياسة الأرض المحروقة أثناء الانسحاب. وطبقا لذلك، أقدمت هذه الفرقة على تفخيخ هذين الجسرين بهدف تفجيرهما ومنع وقوعهما بيد الحلفاء في حال حصول إنزال عسكري بنورماندي.
في المقابل، احتاج الحلفاء لجسري بينوفيل ورانفيل لمواصلة التقدم داخل الأراضي الفرنسية عند إتمام عملية الإنزال بنورماندي.
وضمن هذه الظروف، وضع الحلفاء خطة دادستيك (Deadstick) التي حبذوا من خلالها القيام بعملية إنزال لفرقة بريطانية محمولة جوا بالقرب من الجسرين خلال الليلة الفاصلة بين يومي 5 و6 حزيران (يونيو) 1944.
عملية دادستيك
إلى ذلك، وقع اختيار المسؤولين البريطانيين على الفرقة السادسة المحمولة جوا لإنجاح عملية دادستيك. وفي الأثناء، وقع الاختيار على 180 عسكريا للقيام بهذه المهمة التي وصفت بالانتحارية.
ففي حال فشلهم وتفجير الجسر، سيجد أفراد الفرقة السادسة المحمولة جوا أنفسهم بمنطقة نائية داخل أرض العدو ومقطوعين عن بقية القوات البريطانية التي كان من المقرر أن تنزل بشاطئ سوورد (Sword Beach) المصنف ضمن مناطق الإنزال الخمسة للحلفاء بنورماندي.
قبل منتصف ليل يوم 6 حزيران (يونيو) 1944 بدقائق، أقلعت الفرقة البريطانية على متن طائرات من نوع آيرسبيد هورتا (Airspeed Horsa) صوب موقع الإنزال الجوي.
لاحقا، تمكنت الفرقة البريطانية من النزول بموقع قريب جدا من الجسرين ضمن ما وصف بأهم عملية إنزال جوي ناجحة بالحرب العالمية الثانية.
وبعد معارك ضارية استمرت لخمسة عشرة دقيقة فقط، تمكن الجنود البريطانيون من الاستيلاء على الجسرين بحالة جيدة عقب طرد الألمان.
فيما أسفرت عملية الإنزال الخاطفة التي سبقت إنزال نورماندي عن مقتل 20 جنديا بريطانيا وإصابة حوالي 50 آخرين. وفي المقابل، خسر الألمان أكثر من 100 جندي بين قتيل وجريح تزامنا مع تدمير 14 من دبابتهم المتمركزة بالمنطقة.
لاحقا، لعبت عملية السيطرة على الجسرين دورا هاما في إنجاح إنزال الحلفاء وتقدمهم نحو باريس حيث سرع هذان الجسران عملية تنقل جميع القوات التي أنزلت بشاطئ سوورد لمنع أي هجوم مضاد ألماني عند شواطئ نورماندي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: عملیة الإنزال
إقرأ أيضاً:
عيدروس الزبيدي وطارق صالح يرفعان شعار توحيد المعركة
رفع عضوا مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، شعار توحيد المعركة، في إطار التحركات الوطنية لمواجهة الخطر الحوثي في شمال اليمن.
وظهر هذا التوجه في الإتصال الهاتفي الذي أجراه صالح بالزبيدي، حيث أتفق الجانبان على أن تحقيق الإستقرار في الجنوب هو الخطوة الأساسية للإنطلاق نحو تحرير ما تبقى من الشمال اليمني وإزالة خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية والنفوذ الإيراني في المنطقة، وأن التنسيق والتعاون المشترك هو أساس المرحلة الحالية والقادمة.
إتفاق الزبيدي وطارق يمثل جميع القوى الوطنية المتواجدة على الأرض التي ترى أن معركة الخلاص من الحوثيين هي معركة اليمنيين المركزية، وإن الإمكانات العسكرية والسياسية ستكون في مترس واحد مع مختلف القوى الوطنية الصادقة حتى تحقيق الأهداف المنشودة لاستعادة الأرض وتطهيرها من دنس الإمامة وصولًا إلى صنعاء، وكل ما يهدد ديننا وعروبتنا وأمننا القومي.
ويؤكد الزُبيدي خلال لقاءاته دائمًا على الشراكة المصيرية وأن تأمين الجنوب حجر الزاوية والمنطلق الحقيقي لأي معركة جدية لتحرير الشمال، وفي المقابل، يشدد طارق صالح هو الأخر على أهمية توحيد جهود الصف الجمهوري لخوض المعركة الأساسية لليمنيين واستعادة صنعاء من مليشيا الحوثي الإرهابية وإسقاط مشروعها الطائفي المدعوم من إيران.
وبرغم هذا الإجماع على توحيد المعركة الوطنية، إلا أن قوى الإخوان المنظوية في إطار الشرعية اليمنية، أعلنت رفضها لهذه الجهود، وحشدت قواها لإجهاض تحركات المجلس الإنتقالي الجنوبي -أحد مكونات الشرعية- في وادي حضرموت والمهرة، والتي أسهمت في تأمين الجبهة الشرقية وقطع خط إمدادات الميليشيات الحوثية بالسلاح والمخدرات، ووضع حد لتحركات التنظيمات المتطرفة الإرهابية.
ويرى سياسيون بهذا الشأن، أن هذه القوى إعتادت على لا تسعى لتحرير البلاد من الميليشيات الحوثية بقدر ما تريد إحكام سيطرتها على المحافظات الجنوبية، مؤكدين أن هذه القوى هي سبب تأخر تحرير صنعاء على الرغم من الدعم المادي والعسكري الكبير الذي قدمته دول التحالف العربي منذ إنطلاق عاصفة الحزم وحتى اليوم.