حذر مركز صوفان الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، من استمرار الهجمات بين جماعة الحوثي وإسرائيل، الأمر الذي يهدد بالتصعيد والتوسع في المنطقة، في ظل وجود تقارير دولية تتحدث عن وجود علاقات بين الحوثيين في اليمن وحركة الشباب الإرهابية في الصومال.

 

وقال المركز في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" مع تواصل إسرائيل وحركة الحوثيين تبادل الضربات الصاروخية والجوية في أعقاب وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، والذي لم يشمل إسرائيل.

دفعت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن الحوثيين إلى تهديدات بمهاجمة طائرات ركاب إسرائيلية.

 

وأضاف "قد يستغل الحوثيون علاقاتهم المتنامية مع حركة الشباب الإرهابية المتمركزة في الصومال لمهاجمة أصول مرتبطة بإسرائيل".

 

وتوقع مركز الدراسات الأمريكي أن تتوسع الاشتباكات في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.

 

وتابع "أنهى وقف إطلاق النار في أوائل مايو/أيار بين الولايات المتحدة وحركة الحوثيين في اليمن (أنصار الله) حملة استمرت شهرين من الضربات الأمريكية على المواقع العسكرية والموانئ ومحطات الطاقة التابعة للحوثيين ("عملية الفارس الخشن") والتي لم تحقق سوى جزء من الأهداف الأمريكية. تعهد الحوثيون بوقف هجماتهم على السفن الحربية الأمريكية ومعظم السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أعاد قدرًا من حرية الملاحة عبر تلك النقطة الاختناق الرئيسية. لم تُطبق الهدنة على إسرائيل أو الشحن المرتبط بها، لكن الجماعة امتنعت عن شن أي هجمات جديدة على السفن العابرة لذلك الممر المائي. وفي معرض شرحهم لعدم إصرارهم على تطبيق وقف إطلاق النار على إسرائيل، صرّح مسؤولو ترامب للصحفيين بأنهم لا يعتقدون أن الحوثيين سيوقفون هجماتهم على إسرائيل. ويجادل الخبراء بأن فريق ترامب اختار التوقف عن إنفاق موارد عسكرية أمريكية كبيرة وذخائر متطورة باهظة الثمن على حملة جوية في اليمن من غير المرجح أن تُسفر عن نتائج إضافية كبيرة".

 

يُبدي بعض المراقبين -وفق التحليل- تفاؤلاً أكبر بشأن نتائج حملة الضربات الأمريكية، مشيرين إلى أنه بالإضافة إلى وقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ضغطت الهجمات الأمريكية أيضًا على إيران لسحب مستشاريها العسكريين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGC-QF) من اليمن.

 

وحسب التحليل فإن هذا الانسحاب في حال تأكيده واستمراره، سيُقلل من قدرات الحوثيين في المستقبل. وأوضح مسؤول إيراني كبير للصحفيين أن انسحاب إيران كان يهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وخطر وقوع خسائر في صفوف الإيرانيين.

 

"ربما سعت إيران أيضًا إلى الحد من بؤر التوتر الإقليمية مع الولايات المتحدة، حيث كان البلدان منخرطين في محادثات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. من شأن الانسحاب الإيراني من اليمن أن يُعزز من ضعف موقع إيران الجيوستراتيجي الإقليمي منذ منتصف عام 2024، وأن ميزان القوى الإقليمي قد تحول لصالح إسرائيل والولايات المتحدة. حتى لو سحبت إيران أفراد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من اليمن، فإنها لا تزال تُقدم الدعم المادي للحوثيين من خلال شحن الأسلحة وتكنولوجيا الأسلحة إليهم"، وفقًا لمسؤولي القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).

 

وطبقا لتحليل مركز صوفان فإنه مع امتناع قادة الحوثيين عن شن ضربات جديدة في البحر الأحمر، نفذوا تهديداتهم بمواصلة مهاجمة إسرائيل طالما استمرت عملياتها ضد حماس في غزة.

 

في الأسبوع الماضي، صرّح عبد الملك الحوثي، الزعيم الأعلى للحوثيين: "مهما بلغ حجم العدوان الإسرائيلي ومهما تكرر، فلن يؤثر على موقف شعبنا في دعم الشعب الفلسطيني. لقد ظلّ العدو الإسرائيلي في موقف ضعيف بعد توقف العدوان الأمريكي نتيجة فشله... ويحاول العدو الإسرائيلي استعادة الردع من خلال هذا العدوان المتكرر على المنشآت المدنية في بلدنا".

 

وذكر التحليل "منذ 18 مارس/آذار، عندما استأنف جيش الدفاع الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة، أطلق الحوثيون 42 صاروخًا باليستيًا وما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة على إسرائيل. في 4 مايو/أيار، سقط صاروخ داخل أرض مطار بن غوريون، ولم يُلحق أضرارًا تُذكر، ولكنه مع ذلك دفع معظم شركات الطيران الأجنبية إلى تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل".

 

واستدرك "تم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة الأخرى التي أطلقها الحوثيون. ردّت إسرائيل على هجمات الحوثيين التي تُسبب اضطرابات، وكما توقع الخبراء، تصاعدت حدة تبادل التهديدات، مما زاد من احتمالية امتدادها إلى أجزاء أخرى من المنطقة".

 

 في الأسبوع الماضي، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين باتجاه إسرائيل، اعترضتهما الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة. وفي محاولةٍ للردع، قصفت إسرائيل مطار صنعاء الدولي يوم الأربعاء الماضي للمرة الثانية خلال شهر.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل الحوثي حركة الشباب البحر الأحمر الولایات المتحدة الحوثیین فی على إسرائیل فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مركز دراسات: زيارة العليمي لموسكو تحوّل استراتيجي في خطاب الشرعية ورسالة لإعادة التموضع الدولي

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

كشفت ورقة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى العاصمة الروسية موسكو أواخر مايو الماضي، شكّلت تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق في خطاب الشرعية اليمنية، وتجاوزت في مضمونها الطابع البروتوكولي إلى توجيه رسائل سياسية وأمنية واقتصادية متعددة الأبعاد.

وأوضحت الورقة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن الزيارة، التي شملت لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من كبار المسؤولين الروس، تميزت بتشكيلة الوفد المرافق للعليمي، والذي ضم مستشارين في ملفات الدفاع والإعمار والثقافة، في إشارة واضحة إلى رغبة يمنية في توسيع دائرة التعاون مع موسكو لتشمل الأمن، والاقتصاد، والثقافة، إلى جانب الشأن السياسي.

وعدّت الورقة أن وجود الفريق محمود الصبيحي، مستشار الرئيس لشؤون الدفاع، يحمل دلالات على بحث الشرعية عن دعم عسكري روسي، لاسيما في مجال الدفاعات الجوية، في ظل تراجع الدعم الإقليمي من بعض الحلفاء التقليديين.

كما أن مشاركة مستشار الإعمار والتنمية، المهندس عمر العمودي، تعكس اهتمامًا بإحياء الدور الروسي في مشاريع إعادة الإعمار، استنادًا إلى العلاقات التاريخية التي تعود إلى مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962.

على صعيد الخطاب السياسي، أبرزت الورقة أن ظهور العليمي في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” شكّل نقلة نوعية في خطاب الشرعية، الذي تحوّل من موقع الدفاع إلى الهجوم، إذ وصف جماعة الحوثي بأنها “جماعة نازية”، في محاولة للتأثير على الوجدان الروسي، الذي يتسم بحساسية تاريخية تجاه النازية. وقد رأت الورقة أن هذا التوصيف يحمل بُعدًا دعائيًا مدروسًا يتماشى مع سياق الخطاب الروسي الرسمي المناهض لأي تيارات توصف بالنازية.

وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد إشارات التقارب بين جماعة الحوثي ودوائر روسية، وازدياد اللقاءات بين قيادات حوثية ومسؤولين روس. ووفقًا لمصادر دبلوماسية مطلعة، فقد سعت الزيارة إلى تصحيح السردية التي يحاول الحوثيون ترسيخها في الأوساط السياسية الروسية، عبر تقديم الرواية الرسمية للشرعية بشأن مجريات النزاع.

وفي مقابلته مع القناة الروسية، شدد العليمي على حاجة اليمن الماسة إلى منظومات دفاع جوي متطورة، مطالبًا بدعم روسي مباشر، ومؤكدًا في الوقت نفسه التزام الحكومة الشرعية بالمرجعيات الدولية للسلام، في مواجهة جماعة وصفها بأنها “لا تؤمن بالسلام”.

كما شملت زيارة العليمي لقاءات مع رئيس مجلس الدوما الروسي، وممثلين عن مراكز أبحاث، ودبلوماسيين، في محاولة لتعزيز موقف موسكو الرسمي كداعم للشرعية، واستثمار هذا الدعم لدفع روسيا نحو دور أكثر فاعلية في كبح تصاعد نفوذ الحوثيين.

لكن رغم هذا الحراك الدبلوماسي، حذّرت الورقة التحليلية من بعض التصريحات التي وردت على لسان العليمي، مثل قوله إن “اليمن تحت الفصل السابع”، معتبرة أن مثل هذه العبارات قد تفتقر إلى الدقة، وتؤدي إلى سوء فهم قانوني أو سياسي، خصوصًا أن العقوبات الأممية تستهدف الحوثيين وليس الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا.

وتذهب الورقة إلى أن هذه الزيارة تمثل محاولة يمنية لإعادة التموضع الجيوسياسي عبر البوابة الروسية، لكن تحقيق أهدافها سيبقى مرهونًا بقدرة الشرعية على متابعة مخرجات الزيارة، وتفعيل ما تم الاتفاق عليه، وترجمته إلى دعم ملموس في مجالات الأمن، والإعمار، والسيادة الوطنية.

ويرى مركز المخا أن زيارة العليمي تشير إلى تحول في سياسة الشرعية نحو خطاب سياسي أوضح، مع تعزيز السردية الوطنية، في وقت تسعى فيه روسيا إلى المحافظة على توازن علاقاتها مع كافة الأطراف الفاعلة في اليمن، بما في ذلك إيران، التي تجمعها مصالح استراتيجية بموسكو.

وفي حين أن الزيارة قد تفتح الباب أمام دعم روسي أكبر للحكومة اليمنية، لا سيما في ملفات الطاقة والبنية التحتية، إلا أن الورقة خلصت إلى أن الموقف الروسي – وإن بدا داعمًا للشرعية في مظهره، سيظل خاضعًا لحسابات موسكو ومصالحها المعقدة في الإقليم.

واختتمت الورقة التحليلية بالتأكيد على أن نجاح الزيارة مرهون بقدرة السلطة اليمنية على البناء عليها، من خلال تشكيل لجان مشتركة، ومتابعة تنفيذ الاتفاقات، وتحويل التعهدات الروسية إلى خطوات عملية تعزز الحضور اليمني في السياسة الخارجية الروسية وتدعم موقع الشرعية على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • اليمن يطالب الإدارة الأمريكية بإعادة النظر بالقرار المتضمن تقييد دخول اليمنيين إلى أراضيها
  • بيان أمريكي يدعو الحوثيين للإفراج الفوري عن موظفي المنظمات الدولية والأممية
  • كاتب إسرائيلي زار اليمن يروي عجائبها.. وهآرتس تتساءل: من يحمي كنوز البلد في ظل نظام الحوثيين وهجمات إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)
  • مفتي سلطنة عُمان: ترامب طلب وساطة مسقط لدى الحوثيين لوقف الضربات المتبادلة
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستواصل وقوفها إلى جانب إسرائيل
  • الصومال.. مقتل قيادي بارز في «الشباب»
  • مركز دراسات: زيارة العليمي لموسكو تحوّل استراتيجي في خطاب الشرعية ورسالة لإعادة التموضع الدولي
  • “مركز الأرصاد” ينفذ دراسات بحثية متخصصة في منى وعرفات
  • إعلام إسرائيلي نقلًا عن مسؤول أمني: إسرائيل لن تضرب إيران ما دام المفاوضات الأمريكية الإيرانية مستمرة