الحرية المالية.. بين الواقع والطموح
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
حمود بن سعيد البطاشي
"على قد لحافك مد رجليك"، مثل شعبي بسيط يحمل في طياته حكمة مالية عميقة. فهو يدعو إلى العيش ضمن حدود الإمكانيات، وتجنب التورط في التزامات مالية تفوق القدرة. في زمننا الحالي، أصبح من الشائع أن يلجأ الأفراد إلى القروض البنكية لشراء منازل أو سيارات، مما يثقل كاهلهم بديون تمتد لعقود.
الحرية المالية تعني القدرة على تلبية الاحتياجات المالية وتحقيق الأهداف دون الاعتماد على الآخرين أو القلق بشأن الديون أو الضغوط المالية. إنها حالة من الاستقلال المادي تمنح الفرد تحكمًا أفضل في حياته واستثمارًا أفضل في مستقبله.
مستويات الحرية المالية:
1- الوضوح: الوعي الكامل بالوضع المالي الحالي وتحديد الأهداف المستقبلية.
2. الاكتفاء الذاتي تغطية النفقات الأساسية من الدخل الشخصي دون الحاجة للمساعدة الخارجية.
3. غرفة التنفس القدرة على الانتقال من راتب إلى آخر دون ضغوط مالية كبيرة.
4. الاستقرار: امتلاك مدخرات تُغطي نفقات ستة أشهر على الأقل، مع عدم وجود ديون.
5. المرونة: امتلاك مدخرات تكفي لتغطية نفقات سنتين، مما يُوفر مرونة مالية أكبر.
6. الاستقلال المالي تحقيق دخل كافٍ من الاستثمارات لتغطية النفقات دون الحاجة للعمل.
7. الثروة الوفيرة: امتلاك ثروة تفوق الاحتياجات بكثير، مما يُتيح حياة مريحة ومستقرة.
وفيما يلي خطوات نحو الحرية المالية:
1. التخطيط المالي: وضع خطة مالية واضحة تتضمن ميزانية شهرية، وأهداف ادخار، واستراتيجيات للاستثمار.
2. تقليل الديون: العمل على تقليل الديون الحالية وتجنب الاقتراض غير الضروري.
3. الادخار: تخصيص جزء من الدخل للادخار بانتظام، مما يُوفر أمانًا ماليًا في المستقبل.
4. الاستثمار: البدء في الاستثمار مبكرًا، سواء في الأسهم أو العقارات أو صناديق الاستثمار، لتنمية الثروة على المدى الطويل.
5. التعلم المستمر: السعي للحصول على المعرفة المالية من خلال القراءة، والدورات التدريبية، والمشاركة في ورش العمل.
6. العيش تحت مستواك المالي: الإنفاق أقل مما تكسب، وتوفير جزء من الدخل للاستثمار أو التقاعد أو حالات الطوارئ.
والحرية المالية ليست مجرد هدف، بل هي أسلوب حياة يمكن أن يُغير من جودة حياتك بشكل جذري. من خلال التخطيط الجيِّد والالتزام والتعليم المالي، يمكنك تحقيق هذه الحرية التي تتيح لك الاستمتاع بحياة مليئة بالاستقرار والطمأنينة. لذا، ابدأ اليوم في اتخاذ خطوات نحو تحقيق الحرية المالية، واستمتع بحياة مليئة بالفرص والإمكانيات.
الخلاصة.. إنَّ الحرية المالية هي رحلة تبدأ بالوعي والتخطيط وتنتهي بالاستقلال المالي. هي ليست مجرد امتلاك المال، بل القدرة على التحكم في حياتك المالية واتخاذ قراراتك بحرية دون قيود الديون أو الضغوط المالية. فلنجعل من هذا الهدف واقعًا نعيشه، لا حلمًا نتمناه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ربط الديون بالذهب خطة ستيف فوربس لكبح سلطة المركزي الأميركي
في طرح يعكس تصاعد الدعوات لكبح تدخل مجلس الاحتياطي الفدرالي في السوق، دعا ستيف فوربس، رئيس تحرير مجلة فوربس وأحد أبرز الأصوات المدافعة عن الاستقرار النقدي، إدارة ترامب إلى إطلاق إصلاح نقدي جذري، يبدأ بإصدار سندات خزانة مرتبطة بالذهب، بوصفها "مقياسًا شفافًا ومباشرًا" لقيمة الدولار الأميركي.
ربط الديْن الحكومي بالذهب.. نموذج جديد للانضباط الماليوبحسب فوربس، تقوم الفكرة على إصدار سندات خزانة بدون فائدة (Zero-Coupon) خمس سنوات، تمنح حاملها عند الاستحقاق حق استرداد قيمتها إما بالدولار أو بما يعادله من الذهب.
ويضرب مثالًا: "سند بقيمة مليون دولار يمكن أن يُسترد بعد خمس سنوات إمّا نقدًا، أو بما يعادل 280 أونصة من الذهب. وفي حال ضعف الدولار، قد تُقدَّر قيمة الذهب المستردة بـ1.5 مليون دولار"، وفق تقديراته.
ويشير فوربس إلى أن وزارة الخزانة الأميركية لديها أكثر من 261 مليون أونصة ذهب يمكن تخصيص جزء منها ضمانًا لهذه السندات.
ويضيف، أن التداول اليومي لتلك الأوراق سيوفر للأسواق "مؤشرًا دائمًا" يكشف ما إذا كانت واشنطن تحافظ على استقرار الدولار أو تعبث به، وهي فكرة تستند إلى ما طرحته الخبيرة النقدية جودي شيلتون في كتابها "غود آز غولد".
مواجهة "العقيدة التضخمية" للفدراليوينتقد الاحتياطي الفدرالي في المقال على تبنيه ما يسميه فوربس بـ"العقيدة المضللة" التي تربط بين النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، ما يدفعه إلى رفع أسعار الفائدة لكبح النشاط الاقتصادي.
ويرى أن على البنك المركزي أن "يتخلى عن دور المهندس الاقتصادي، ويركز بدلًا من ذلك على المهمة الوحيدة المشروعة: الحفاظ على استقرار قيمة الدولار".
ويتابع: "من العبث أن تبلغ عوائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر نحو 4.3%، في حين أن السعر العادل في السوق سيكون أقرب إلى النصف"، مشددًا على أن سوق المال يجب أن تُدار بمعايير ثابتة كما تُقاس المسافة بالمتر والزمن بالساعة.
تحوط أعلى من التضخموفي ظل تفاقم القلق من التضخم، بلغ حجم الاستثمار في سندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS) نحو 2.6 تريليون دولار، رغم عوائدها المتدنية.
إعلانويقترح فوربس، أن السندات المرتبطة بالذهب ستوفر بديلاً أكثر كفاءة، لأنها تحمي من تآكل العملة مباشرة، وليس فقط من ارتفاع الأسعار.
ويؤكد أن الذهب حافظ على قيمته أكثر من خمسة آلاف عام، معتبرًا إياه "بوصلة الاستقرار النقدي"، في مقابل دولار فقد كثيرًا من ثقة الأسواق نظرا لسياسات التيسير الكمي والتدخلات المتكررة.
وبحسب المقال، فإن إصدار سندات ذهبية لن يكون مجرد خطوة رمزية، بل "منصة انطلاق لإصلاح أعمق" في النظام النقدي الأميركي.
فهي تفضح –حسب تعبير فوربس– "مدى انحراف الفدرالي عن مهمته الأصلية"، وتعيد ضبط العلاقة بين الحكومة والمجتمع المالي على قاعدة الشفافية والانضباط.
ويختتم فوربس مقاله بتحذير: "ما لم تُضبط سلطة الفدرالي ويُكبح تدخله في السوق، فإن الولايات المتحدة ستظل تُعاني من تذبذب العملة وعدم اليقين المالي، حتى لو أظهر الاقتصاد أرقامًا ظاهرية قوية".