أمريكا حين أعلنت حاجيتها للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، فقد أعطت مهلة بسقف الشهرين للوصول إلى اتفاق وإلا فجحيم حرب أمريكية سيحل على إيران..
وفي خمس جولات من المفاوضات راوغت أمريكا حتى وصلت إلى مقترح منع تخصيب اليورانيوم إيرانياً وذلك يعني تفكيك البرنامج النووي الإيراني..
ذلك ما رفضته إيران بشكل قاطع وهو موقف متوقع وحق لإيران في القانون الدولي.
الثانية: وهي مرتبطة بالأولى هي أن أمريكا طلبت من روسيا «بوتين» التوسط لدى إيران لإقناعها بالوصول إلى حل، وما دامت أمريكا طلبت التوسط فالمراد الوصول إلى حل وسط وهذا الحل الوسط هو ما لا يستطاع فهمه في ظل تعقيدات الحسابات والحساسيات ولا أعتقد أن روسيا لديها ما يسمى «حل وسط»، لأن تخصيب اليورانيوم حق لإيران ولا تقبل طرفاً ولا وسطاً أقل من ذلك..
ومع ذلك فروسيا «بوتين» قبلت بدور وسيط حتى وهي لا تمتلك أساساً صيغة لما يُعرف بالحل الوسط، فهل تريد أمريكا من روسيا حلاً وسطاً أم تريد من روسيا شهادة فقط بأن إيران هي من ترفض الحلحلة؟
ذلك يعني أن أمريكا في حال فشل الوساطة الروسية، ستشن الحرب على إيران ومع ذلك أجزم أنه لا أمريكا ولا إسرائيل قادرتان على شن حرب على إيران كما يزعمان، لأن التموضع الإيراني والوضع الدولي ومتغيراته تجاوزا إمكانية شن هذه الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى -وهي الأهم- فهذه الحرب إن شنت هي حرب خاسرة لأمريكا وإسرائيل، وأمريكا منذ حرب فيتنام لا تسير إلا في الحروب مضمونة النجاح..
بالتأكيد فالحروب هي خسائر لكل الأطراف وذلك يشمل إيران ولكن الخاسر الأكبر من إيران سيكون أمريكا وإسرائيل..
السؤال الذي يطرح هو إلى أي حد اختيار أمريكا رئيس روسيا «بوتين» لدور الوسيط وقبوله بذلك يمثل إحراجاً لإيران؟
رئيس أمريكا «ترامب» كرر التأكيد أنه حين يتولى منصب الرئيس، سيحل الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة، فيما أثبت عجزه وفشله في إنجاز ذلك منذ قرابة نصف العام..
الموضوع ليس إحراجاً ولا تحرجاً، بل موضوع حق وقرار سيادي، والموضوع يبقى فقط في التبعات لهذا القرار الحق والمحق..
البلطجة ورفض تطبيق القوانين والقرارات الدولية هما سلوك أمريكي -إسرائيلي بات من المسلمات عالمياً، وروسيا التي أنيطت بها الوساطة ودور الوسيط أكثر من شكت وتشكو من ذلك..
كل ما يعني إيران هو القياسات والحسابات ولا يوجد في موقفها ما يدعو للحرج أو التحرج أكان من روسيا أو حتى من غيرها..
أمريكا حين تكرر التهديد بحرب إسرائيلية على إيران أو لروسيا كوسيط، فإنما لأنها غير قادرة على حرب في هذا التوقيت أو لمعرفتها أنها الخاسر الأكبر إن شنت الحرب، ولذلك تظل تتعامل مع إيران بشعارها المعروف «أقصى الضغوط»..
ولذلك هي تستعمل أقصى الضغوط لتحصل من إيران وبدون حرب ما لا تستطيع الحصول عليه حتى بالحرب «افتراضاً»..
إجمالاً لعلي أجزم بأن الوساطة الروسية لن تنجح وأن الحرب التي طال التهديد بها لن تأتي ولن تحدث، وإن حدثت فتلك الطريقة المعروفة بين إسرائيل وإيران فيما لن تكون حرباً أمريكية ولن تشعل حرباً عالمية، وأمريكا باتت عالمياً كمن يلعب في الوقت الضائع أو حتى بدل الضائع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
روسيا وأوكرانيا تتبادلان دفعة جديدة من أسرى الحرب
موسكو، كييف، واشنطن (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةأعلنت أوكرانيا وروسيا، أمس، إجراء عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، وهي الثالثة في غضون الأسبوع الجاري.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن «جنوداً مصابين بجروح خطيرة ومرضى عادوا إلى الوطن».
وأضاف: «جميعهم بحاجة إلى علاج، وسيتلقون الرعاية اللازمة».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية عملية التبادل، مشيرة إلى أنها تمت وفق اتفاق تم التوصل إليه في إسطنبول في وقت سابق.
وكما حدث في عمليات التبادل السابقة، لم تعلن أي من الجهتين عدد الأشخاص الذين شملتهم الصفقة.
وبحسب هيئة تنسيق شؤون أسرى الحرب الأوكرانية، فإن بعض الجنود المطلق سراحهم كانوا محتجزين لأكثر من ثلاث سنوات بعد مشاركتهم في الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرقي البلاد، كما أن من بينهم جنوداً تقل أعمارهم عن 25 عاماً، وآخرين كانوا مدرجين سابقاً كمفقودين.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن عملية التسليم جرت عند حدود بيلاروس - أوكرانيا، وإن الجنود الروس المفرج عنهم تم نقلهم إلى روسيا.
وفي السياق، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، أمس، أن الإيقاف الشامل لإطلاق النار هو الخطوة الأولى لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تليها ترتيبات طويلة الأمد تشمل إعادة إدماج روسيا في المجتمع الدولي.
وذكر كيلوغ خلال مشاركته في منتدى «صندوق مارشال الألماني» في بروكسل، أن «إيقاف إطلاق النار يجب أن يكون شاملاً وميدانياً، أي يشمل الأرض التي توجد فيها القوات العسكرية فعلياً».
وأوضح أن «هذه الخطوة ستفتح المجال لتبادل الأسرى، وسيصبح من الممكن تثبيت الهدنة على الأمد الطويل بما يخدم أوكرانيا وأوروبا».
وأضاف أنه «بعدها علينا محاولة إعادة روسيا إلى ما أسميه (عصبة الأمم)، أي إلى إطار دولي يتعاون فيه الجميع حينها يمكن للجميع أن يتعايش مع نتائج الحرب على الأمد البعيد».
وقال المبعوث الأميركي: «لقد اطلعنا على الوثيقة الأوكرانية ونظيرتها الروسية وقلنا كيف يمكن الجمع بين الوثيقتين للوصول إلى حل نهائي، والآن نشعر بثقة كبيرة، نحن نعلم ما هو ممكن وما يجب أن تبدو عليه نهاية الحرب».