لندن

أثار قرار منح رجل الأعمال البريطاني هانز كريستيان راوزينغ لقب “سير” ضمن قائمة تكريم عيد ميلاد الملك تشارلز الثالث جدلاً واسعاً في الأوساط البريطانية، نظراً لتاريخه الشخصي المرتبط بقضية مأساوية شغلت الرأي العام قبل أكثر من عقد.

وراوزينغ، وريث إمبراطورية “تترا باك” لتغليف الأغذية، حظي بالتكريم الملكي تقديراً لإسهاماته البارزة في العمل الخيري ودعم الفنون، على الرغم من سجله القضائي الذي يعود إلى عام 2012، حين أُدين بإخفاء جثة زوجته الراحلة، إيفا، داخل منزلهما في لندن لمدة ثمانية أسابيع بعد وفاتها بسبب فشل قلبي ناجم عن تعاطي المخدرات.

وكانت التحقيقات قد كشفت حينها، قام راوزينغ بإخفاء الجثة داخل غرفة نوم محصّنة، مغطاة بأكياس قمامة وأغطية، مبرراً فعلته بعجزه عن تقبل وفاتها أو المضي قدماً في الحياة بدونها. وتم اكتشاف الأمر بعد توقيفه بسبب قيادة متهورة، حيث عُثر بحوزته على أدوات تعاطي مخدرات، وثبت لاحقاً وجود الكوكايين والمورفين ومهدئات في دمه.

وحُكم عليه بالسجن عشرة أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى شهرين آخرين لقيادته تحت تأثير الكحول ، إلا أن حياة راوزينغ شهدت تحوّلاً جذرياً بعد زواجه من جوليا، التي ساعدته في التعافي من الإدمان والتغلب على أحزانه، ليصبحا معاً من أكبر المساهمين في القطاع الخيري داخل المملكة المتحدة.

ومن خلال “صندوق جوليا وهانز راوزينغ”، قدّم الزوجان تبرعات سنوية تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لدعم مبادرات إنسانية وثقافية. وخلال أزمة كوفيد-19، ساهما بمساعدات طارئة بقيمة 16.5 مليون جنيه، شملت مليون جنيه لصالح حملة “ميل فورس” لدعم كبار السن.

ورغم التكريم، لا تزال أصوات الناقدين ترى أن ماضي راوزينغ لا يمكن تجاهله، ما يفتح نقاشاً أوسع حول معايير منح الألقاب الشرفية في بريطانيا.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الملك تشارلز الثالث بريطانيا

إقرأ أيضاً:

ماسك يثير الجدل: رفع السوريون لأعلامهم في أوروبا خيانة ويجب ترحيلهم

أثارت تصريحات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عبر منصة "إكس" التي يملكها، جدلاً واسعًا، بعدما وصف رفع السوريين لأعلام بلادهم في مدن أوروبية بأنها "خيانة" تستوجب "الترحيل الفوري"، في وقت تتصاعد فيه دعوات إعادة تقييم وضع اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد.


وجاءت تصريحات ماسك ردًا على تغريدة كتبتها صحفية نرويجية استنكرت فيها احتفالات السوريين في عواصم أوروبية مثل أوسلو وبرلين ولندن، برفع العلم السوري في الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد، وكتبت الصحفية: "لماذا هم هنا أصلًا؟ لقد زال سبب هروبهم. عودوا إلى دياركم".

Raising a foreign flag is treason and should result in immediate deportation https://t.co/C5wiiFx5El — Elon Musk (@elonmusk) December 8, 2025
وأثار تعليق ماسك عاصفة من الردود المتباينة على الموقع، حيث علق آلاف المستخدمين، ووجه بعضهم انتقادات لاذعة إلى ماسك متهمين إياه بـ"النفاق"، فيما لجأ بعضهم إلى السخرية مطالبًا بترحيل الإسرائيليين على اعتبار أنهم من أكثر من يرفعون أعلامهم في الولايات المتحدة، وخاطبه أحدهم بالقول: "علم إسرائيل مرفوع داخل الكونغرس، وجميع المؤسسات الأمريكية، وفي كل مكان تقريبًا. وكثيرًا ما يتحدث السياسيون عن الأموال المخصصة لإسرائيل أكثر من الأموال المخصصة للأمريكيين. فهل يُعد هذا خيانة أيضًا؟ هل يجب ترحيلهم؟ إذا لم تكن إجابتك نعم، فأنت منافق".

Israel’s flag flies in Congress and across U.S. institutions, and politicians seem to prioritize funding Israel over Americans! — Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) December 8, 2025
Are you sure ? pic.twitter.com/2RrWf7bP4b — TheRealMvitaOne (@FauzKhalid) December 8, 2025
وتساءل أحد المستخدمين عن العلم الذي سيرفعه ماسك، على اعتبار أنه لديه ثلاث جنسيات (جنوب أفريقيا، وكندا، والولايات المتحدة)، وأضاف مستخدم آخر: "رفع علم أجنبي ليس خيانة. ولكن كتابة مثل هذا التعليق ربما يكون كذلك"، وأصاف: "أوافق على وجود مشكلة كبيرة مع المهاجرين من سوريا ومناطق أخرى من العالم، لكن الترحيل ليس الحل، بل تغيير القواعد والقوانين. يجب أن يسود المنطق السليم لا الانتقام".

وانتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع تُظهر تجمعات سورية في ساحات أوروبية، رفعت العلم الوطني احتفالًا بالذكرى الأولى للتحرير في الـ8 من كانون الأول/ديسمبر 2024، بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب، وأكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، حيث تولى حافظ الأسد السلطة عام 1971، ثم انتقلت إلى ابنه بشار عقب وفاته عام 2000، حيث أدت قبضة الأسد الاستبدادية  إلى اندلاع انتفاضة شعبية عام 2011، أعقبتها حرب أهلية دامية.

BREAKING: In Berlin, thousands of Syrians took over a Christmas market.

The West doesn’t need to tolerate this. pic.twitter.com/1zo3q7FgLu — Eyal Yakoby (@EYakoby) December 8, 2025
تحديث أوروبي جديد يؤثر على مصير 110 آلاف طلب لجوء
وفي سياق متصل، أصدرت الوكالة الأوروبية لشؤون اللجوء (EUAA) مؤخراً، تحديثاً شاملاً لإرشاداتها بشأن سوريا، يُستخدم كمرجع موحّد أمام دول الاتحاد الأوروبي ودول شنغن لدى البت في طلبات اللجوء السورية المعلّقة، والتي تجاوز عددها 110 آلاف طلب بنهاية كانون الأول/سبتمبر 2025، وخلص التحديث إلى أن الفئات المرتبطة بالتهرب من الخدمة العسكرية أو المعارضة السابقة للنظام لم تعد معرّضة لخطر الاضطهاد، ما يقلّص فرص بقائها في أوروبا.

من هو مؤهل للحصول على اللجوء؟
وأشارت الوثيقة إلى أن فئات محددة لا تزال مؤهلة للحصول على صفة لاجئ، ومن بينها "الأشخاص ذوي التنوّع في الميول الجنسية، الهوية الجندرية،الأفراد المرتبطون بالحكومة السورية السابقة، أفراد من مجتمعات عرقية-دينية مثل العلويين والمسيحيين والدروز، وفقاً للظروف الفردية، الفلسطينيون في سوريا الذين لم يعد بإمكانهم الاستفادة من حماية وكالة "الأونروا"، والذين سيُمنحون صفة لاجئ تلقائيًا".

الوضع الأمني في سوريا "محسّن لكنه لا يزال غير مستقر"
ووصفت الوكالة الوضع الأمني في سوريا بأنه "محسّن لكنه لا يزال غير مستقر". ورغم استمرار أعمال العنف العشوائي، أوضحت أن هذه الأعمال "لا تتم بدرجة عالية" في معظم المحافظات، ولفت التحديث إلى أن محافظة دمشق لا تشكّل خطرًا حقيقيًا من التعرض لأذى جسيم، بل إنها قد توفّر "بديلًا داخليًا للحماية"، ما قد يؤثر سلبًا على طلبات اللجوء المقدمة من أوروبيين.


وانخفض عدد طلبات اللجوء السورية المقدمة شهريًا من أكثر من 16 ألف طلب في تشرين الأول/أكتوبر 2024 إلى 3500 طلب في كانون الأول/سبتمبر 2025. ومع ذلك، يظل السوريون أكبر جنسية من حيث عدد القضايا العالقة على مستوى البت الأولي، ومنذ سقوط الأسد عام 2024، عاد أكثر من مليون سوري إلى البلاد. وكان نحو 7 ملايين سوري قد غادروا بلادهم منذ عام 2011، توجه معظمهم إلى دول الجوار، بينما اتجه أكثر من مليون إلى أوروبا.

مقالات مشابهة

  • الأردن: تكرار حوادث الاختناق خلال أسبوع بوسائل تدفئة يثير الجدل
  • تحقيق دولي يزيح الستار عن إمبراطورية “مارساليك” السرية في قطاعي النفط والإسمنت بليبيا
  • انطلاق فاعليات معرض الملابس الخيري "3 قطع بـ20 جنيه" بالبحيرة
  • تحذير صحي : “السوبرفلونزا” تهدد المستشفيات والمدارس في بريطانيا
  • ماسك يثير الجدل: رفع السوريون لأعلامهم في أوروبا خيانة ويجب ترحيلهم
  • افتتاح مدرسة التوفيق الإعدادية بالمحلة الكبرى بتكلفة 22 مليون جنيه
  • أراوخو قائد برشلونة يثير الجدل بزيارة روحية إلى إسرائيل
  • 20 مليون جنيه.. «الغندور» يحسم الجدل: الأهلي خارج الصفقة و«حمدان» يقترب من الزمالك
  • ترامب يثير الجدل بعد تفتيشه أحذية مسؤولين داخل المكتب البيضاوي
  • “إغاثي الملك سلمان” يضخ 14 مليونًا و523 ألف لتر مياه في حجة وصعدة