تحقيق التنمية المستدامة لسلاسل القيمة للألبان والأجبان في مؤتمر علمي بدمشق
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
دمشق-سانا
حوكمة سلاسل القيمة للألبان والأجبان، واستراتيجيات التنمية المستدامة لها، وتطوير واقع الزراعة والإنتاج الحيواني، والصناعات الغذائية والمكملة والداعمة، والبنية التحتية للجودة والنظم الرقابية، أبرز المحاور التي ركز عليها مؤتمر لنعمل معاً لتحقيق تنمية مستدامة لسلسلة القيمة للألبان والأجبان من المزرعة إلى المائدة، والذي أقيم في فندق الشام بدمشق.
وركزت مناقشات جلسات المؤتمر الذي أقيم اليوم بالتعاون مع وزارة الزراعة، وبتنظيم من شركة شميميس لتنظيم المعارض والمؤتمرات العلمية على استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة لعام 2030، وكيفية تنمية قدرات النساء الريفيات في صناعة مشتقات الحليب، وأثر نظام الحوكمة في سلسلة الغذاء، وأهمية الجمعيات التعاونية والشراكات في إطار هذه الحوكمة، والتحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية، ومتطلبات المزارع الحديثة لتربية المجترات، وتطوير مزارع وإنتاج الحليب والحفاظ على جودته.
وتطرق عدد من المشاركين إلى أهمية تحديث قانون التأميم الزراعي بما يضمن المرونة والعدالة، ودعم إنشاء التعاونيات الزراعية، وتشجيع الزراعة التعاقدية لربط الإنتاج بالتصنيع الغذائي، وإصلاح النظام الزراعي، وتحويل مشاريع المكنة الزراعية للمزارعين الصغار عبر قروض مدعومة، وإعادة تأهيل مزارع الإنتاج الحيواني ودعمها فنياً ومالياً، والاستفادة من التجارب الخارجية في معرفة التقنيات الحديثة، للحفاظ على جودة الحليب ومشتقاته، واعتماد شهادات “الأيزو” لسلامة الغذاء وإدارة الجودة في المؤسسات الغذائية.
وتركزت المناقشات على ضرورة الاستفادة من التحول الرقمي، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الاستدامة، والعمل على تنظيم المربين ضمن الجمعيات، وإيجاد بيئة تشريعية وقانونية مناسبة لتنظيم هذا القطاع، ووضع برامج توعوية للمزارعين والمستهلكين بسلامة المنتج، وتبسيط إجراءات التراخيص، وفرض بطاقة تعريفية عن المنتجات.
ولفت عدد من المشاركين إلى ضرورة العمل على معالجة مياه مخلفات المنشآت العاملة في صناعة الألبان، للحد من التدهور البيئي المحتمل الناجم عن هذه المياه، وإجراء مراجعة شاملة للمواصفات القياسية الوطنية الخاصة بصناعة الألبان وتطويرها، لضمان تقديم منتج آمن للمستهلك النهائي.
وفي كلمة له، أكد معاون وزير الزراعة لشؤون الإنتاج الحيواني والتنمية الريفية، الدكتور أيهم عبد القادر، أهمية الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية ومنتجاتها، ومنها صناعة الألبان والأجبان، التي تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وتعتبر مصدر دخل لشريحة واسعة من المجتمع السوري، وأشار إلى ضرورة التركيز على جودة المنتجات والالتزام بمعايير الإنتاج والتصنيع الصحي والآمن بما يرتقي بالمنتجات السورية نحو السوق المحلية والإقليمية والعالمية، ويدفع عجلة الاستثمار على المستوى الصناعي والتنموي الريفي.
أما ممثل شبكة الآغا خان للتنمية في سوريا، الدكتور مهند عبيدة، فدعا إلى بناء نموذج التعاونيات الذي يعد مهماً لجهة أنه الإطار المستقر في العالم للعمل المشترك بين المنتجين، ويضمن توزيعاً عادلاً وشفافاً للأداء، ويقدم أسلوباً مجتمعياً في الحوكمة، ويشكل بديلاً فعالاً عن النماذج الإدارية المركزية التقليدية، ويساهم في بناء الثقة والتضامن بين المنتجين، ويقوي رأس المال الاجتماعي على مستوى الأفراد والمجتمعات.
بدوره، اعتبر مدير إدارة الثروة الحيوانية في منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” المهندس محمد نصري أن المؤتمر يعد مهماً للخروج بنتائج عملية للحفاظ على منتجات الألبان والأجبان، ووضع السياسات لتحقيق التنمية الغذائية، وتنظيم عمل منتجي الأغذية ومورديها وفق السلسلة الغذائية بشكل مسؤول.
ونوه مدير الشركة المنظمة “شميميس” بشار خضور بأن الرؤى والأفكار التي تم استعراضها في جلسات المؤتمر، تسهم في الارتقاء بواقع القطاع الزراعي، وبناء اقتصاد منافس، وتحقيق التشاركية والتكاملية بين القطاعين الزراعي والصناعي، والنهوض بقطاع الإنتاج الصناعي والحيواني وتعزز من الأمن الغذائي.
ورأى الدكتور جورج ياغي من “مجموعة ياغي للاستثمارات الزراعية” في لبنان، والمتخصصة بإنتاج الحليب وتصنيع الأجبان وإنتاج الخضار والفواكه، أن هذا المؤتمر يعدّ منصة للاطلاع على منتجات السوق السورية، وعرض الخدمات المقدمة من قبل المجموعة بما يخدم السوق المحلية ويسهم في تطوير القطاع الزراعي، والارتقاء بواقع المزارعين وتطوير تفكيرهم، ويعزز من التشاركية مع القطاع الخاص.
حضر المؤتمر ممثلون عن وزارات الاقتصاد والصناعة والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة والزراعة، والاتحاد العام للفلاحين، ونقابتي المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وعدد من الشركات والجمعيات المحلية المهتمة بالقطاع الزراعي، وأكاديميون وخبراء متخصصون.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
رابطة العالم الإسلامي: نجاح المملكة في مؤتمر حلّ الدولتين يمثَّل محطة مفصلية في تنفيذ القرارات الدولية تجاه القضية الفلسطينية
البلاد (مكة المكرمة)
أشادت رابطةُ العالم الإسلامي باعتزازٍ كبير، بالوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلميّة وتنفيذ حلّ الدَّولَتين، على المستوى الوزاري، الذي رعته ورأَسته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسيّة، في المقر الرئيس للأُمم المتحدة بنيويورك. وهنّأ الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، المملكة العربية السعودية، وعموم الأُمّتين الإسلامية والعربية، والدول المُحبّة للعدالة والسلام، بالنجاح الكبير لهذا المؤتمر التاريخي، الذي مثَّل محطةً مفصليّةً في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وسجّل ضمن منجزاته الاستثنائية إعلانات تاريخية متوالية من عددٍ من الدول الوازنة عن عزمها على الاعترافِ بالدولة الفلسطينية. وقال: “لقد تمكّنت قيادة المملكة في هذا الملف -الذي يتطلب جهودًا وإمكانات استثنائية- من تعزيز مكانةِ العمل الأُمَمي الجماعي، وتوليد تفاعُل دوليّ كبيرٍ نحو حلّ الدَّولَتين، وجدّدت الأملَ في التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وقدّمت -من خلال الوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر- خارطةَ طريقٍ واضحة لعمليّة متكاملة محدّدة بإطار زمني؛ لإحلال السلام الشامل العادل والدائم في المنطقة، على أساس حلّ الدَّولَتين، وبما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في العيش بكرامة على أرضه”. وجدَّد الدكتور العيسى، التأكيدَ لتثمين الرابطة، وشعوب العالمين العربي والإسلامي للموقف الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، ولا سيما الحراك الدؤوب والمحوري الذي اضطلعت به بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظهما الله- من خلال التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدَّولَتين الذي أطلقته المملكة، وبرئاستها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المُشتَركة، وصولًا إلى رعايتها ورئاستها لهذا المؤتمر الدولي التاريخي، بحضورٍ دولي رفيعِ المستوى وغير مسبوق.