أبوظبي في 28 أغسطس/ وام / أكدت بلقيس الهاشمي بطلة الجوجيتسو، والحاصلة على ميداليتين ذهبيتين في بطولتين للعالم بأقل من شهرين في كل من منغوليا، وكازاخستان، أن ما تحقق من انجاز يعد خطوة على الطريق لتحقيق المزيد خلال الفترة المقبلة.
وحققت بلقيس الهاشمي صاحبة "الحزام البنفسجي" أول ميدالية ذهبية في 18 يوليو الماضي، وذلك في فئة الكبار وزن 45 كجم، في بطولة العالم للجوجيتسو والتي أقيم في منغوليا بمشاركة 40 دولة.


ولم تكتف بلقيس الهاشمي ( 19 عاما) بالانجاز الأول لتضيف إلى خزائنها ميدالية ذهبية جديدة خلال مشاركتها في بطولة العالم للجوجيتسو لفئة تحت (21 عاما) والتي اختتمت قبل أيام في العاصمة الكازاخستانية آستانا.
وعبرت بلقيس عن فخرها بهذا الإنجاز الذي قالت أنها انتظرته لأعوام، خاصة أنه تحقّق بعد فترة حافلة بالتحديات واللحظات الصعبة، فبينما كانت تأمل في تحقيق لقب بطولة العالم العام الماضي في أبوظبي تعرضت لخسارة مفاجئة ولإصابة قوية تطلبّت راحة لأشهر.
وأضافت :" أثّرت هذه الاصابة علي بشكل كبير، ولكن الرغبة في المثابرة والعودة من جديد كان دافعا من أجل الاسراع في الشفاء والعودة للتدريبات.
وتحدثت بلقيس عن نزالها النهائي في بطولة العالم في منغوليا، والذي واجهت فيه بطلة الفلبين التي تكبرها بعشرة أعوام، مؤكدة انها لم تخف مشاعر القلق التي ساورتها قبل بدء النزال لا سيما في ظل الخبرة العريضة التي تتمتع بها المنافسة في الجهة المقابلة، إلا أنها تفوقت بسبب تطبيق تعليمات المدربة، والتمسك بالتركيز حتى الثواني الأخيرة من النزال.
واعتبرت أن " الفوز في بطولة العالم ليس بالأمر السهل، فنحن بحاجة إلى التمتع بشخصية وروح الأبطال الذين يظهرون تفانيًا كبيرًا في تحقيق أهدافهم، ويلتزمون بالتدريب والتطوير الشخصي ويجدون دائما من يحفزهم على تحقيق الأفضل".
وتابعت بلقيس:" لا أزال في بداية الطريق نحو المجد، ولا سقف لطموحي في هذه الرياضة، وأكثر ما يشعرني بالفخر هو تمثيل المنتخب الوطني وحمل رايته إلى منصات التتويج، أعمل بجد للوصول إلى هدفي التالي وهو الحزام البني/ الأسود والفوز بميدالية جديدة في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو في أبوظبي".
وأكدت أن هذه الإنجازات تمثل لها خطوة مهمة على الطريق، وسوف تكون حافزا كبيرا من أجل مواصلة الانجازات. موجهة الشكر والتقدير الى القيادة الرشيدة في دولة الامارات، على دعمها الكبير لأبنائها وبناتها، وتمكينهم بكل الوسائل للتميز والابداع في كافة المجالات.

وقالت : أعمل حاليا مع زملائي في المنتخب على الاستعداد للمرحلة القادمة التي تتضمن مجموعة من الاستحقاقات الكبرى وهدفنا دائما هو التحضير بشكل لائق لترسيخ مسيرة الإنجازات".

زكريا محي الدين/ أحمد مصطفى

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: فی بطولة العالم

إقرأ أيضاً:

ضابطة إيطالية تلهم العالم من دبي.. من مأساة على الطريق إلى منصة التكريم

دبي: «الخليج»

وسط حضور أمني رفيع المستوى من أكثر من 110 دولة، تصدرت الضابط أديل جيسو، نائب العمليات بشرطة الطريق في إيطاليا، المشهد في حفل تكريم الفائزين بجوائز القمة الشرطية العالمية لعام 2025، والذي أقيم في نادي ضباط شرطة دبي، نظير مسيرتها المُلهمة، وانتصارها على التحديات المختلفة، لتُحدث تأثيراً إيجابياً لافتاً في مجتمعها.
وعلى كرسيها المتحرك، اختلطت فيها الدموع بمشاعر الفرح والفخر والاعتزاز، تسلمت جيسو جائزة «التميز لأصحاب الهمم» وسط تصفيق الحضور الذي وقف احتراماً لامرأة حولت مأساتها لقصة إنسانية مُلهمة.
حصول جيسو على هذه الجائزة لم يكن مجرد تكريم فحسب، وإنما اعتراف دولي بشجاعة وإصرار امرأة، عملت 12 عاماً كمفتش في الشرطة، ثم 24 عاماً كمسؤول في الإدارة المدنية، واستطاعت تحويل التحديات إلى فرص، والمأساة إلى قصة أمل وإرادة، فكان إعلاناً جلياً بأن قوة العقل تنتصر على إعاقة الجسد، وأن الإنجاز الحقيقي لا يُقاس بالخطوات، بل بعمق الرسالة التي يتركها الإنسان أينما حل.

حادث غير حياتها


تعود قصة جيسو إلى يوم 16 سبتمبر 1996، حين كانت برفقة زميلها في دورية شرطة تستجيب لبلاغٍ طارئ، ليقع الحادث المأساوي وتصطدم مركبتهما بحاجزٍ حديدي. ويُسفر الحادث عن إصابة جيسو بشللٍ نصفي دائم، في حين تعرّض زميلها لإصابة خطرة في الرأس. وكانت جيسو آنذاك تبلغ من العمر 29 عاماً، ومفعمةً بالحماس والطموح. ولكن غيّر هذا الحادث مجرى حياتها بشكل جذري وقاسٍ، على المستويين الشخصي والمهني.
تذكرت جيسو الواقعة قائلة: «لم يكن من السهل عليّ تقبّل حقيقة إصابتي، لم أستوعب بادئ الأمر أنني غير قادرة على ارتداء الزي العسكري مجدداً، هذا الزي الذي أعده جزءاً لا يتجزأ من هويتي وذاتي. كانت العودة إلى بيئة عملي بين زملائي، ومواصلة المهنة التي اخترتها عن قناعة وشغف، أمراً مؤلماً. عشت لحظات عصيبة حين أدركت أن استقلاليتي وقدرتي على توجيه مسار حياتي أصبحتا رهينتين للشعور بالضعف والاعتماد على الآخرين».

رحلة الألم والتحدي


لم تُغلق الصفحة كما ظن البعض، بل فتحت جيسو فصلاً جديداً في حياتها، رفضت فيه الاستسلام لواقع الإعاقة. فبعد بضع سنوات من العلاج والتأهيل، عادت في عام 1999 إلى صفوف جهاز الشرطة، لتُبرهن على قوة الإرادة والتحدي، فما ظنه الكثيرون «نهاية الرحلة» كان في الواقع البداية لمسيرة جديدة مليئة بالإصرار والنجاح والعزيمة.
وقالت جيسو: «لم أختر الإصابة، لكني اخترت مواصلة الحياة. هذه حريتي الحقيقية، فرغبتي العميقة في الاستمرار والمساهمة الفاعلة في المجتمع، برغم الإعاقة، وشغفي بالمهنة التي أحببتها، دفعاني لاتخاذ قرارات جديدة لمرحلة فارقة، فحصلت على رخصة قيادة جديدة، وتمكنت من قيادة سيارة مجهّزة لتناسب احتياجاتي، والانتقال لعملي بكل استقلالية».
وأضافت: «أشعر بامتنان عميق لإدارتي وزملائي الذين كانوا سنداً حقيقياً لي، وعملوا على تهيئة بيئة عمل ملائمة، وتجهيز مكتبي ليتماشى مع الوضع الجديد، الأمر الذي منحني القوة لأستمر بثقة وتفاؤل».

نقلة نوعية


انتقلت جيسو من العمل في الدوريات على الطرق السريعة إلى العمل في المجال التوعوي، ليمتد تأثيرها من الميدان إلى ترسيخ الثقافة التوعوية في الأجيال. لم تكتفِ جيسو بالعمل المكتبي بعد إصابتها، بل كرّست حياتها لنشر الوعي المروري، حاملةً على عاتقها رسالة السلامة ومسؤولية التثقيف. فجابت المدارس والجامعات الإيطالية، متحدّثة إلى الطلاب من واقع تجربتها، لغة التجربة الحيّة، محذرة إياهم من عواقب الإهمال أو التجاوزات، وداعية إياهم إلى احترام قوانين السير للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين.
وقالت جيسو: «الرسالة التي أحملها هي الإرادة والعزيمة، إن العجز الجسدي لا يلغي القدرة على إحداث تأثير في حياة المرء وحياة الآخرين». لم تتوقف إرادتها عند حدود التوعية المجتمعية، بل امتد عطاؤها إلى مجال التدريب المتخصص؛ فقدّمت دورات تعليمية لضباط الشرطة في مركز تدريب شرطة الولاية بمدينة تشيزينا، وساهمت في العديد من المبادرات التثقيفية المرورية، مثل مشروع «إيكارو» للتوعية المرورية. كما شاركت في مؤتمرات متخصصة تُعنى بسلامة أفراد الشرطة والمواطنين، مؤكدة من خلالها أن الإعاقة لم تمنعها من أن تكون صوتاً فاعلاً ومُلهماً في المجتمع.

عودة إلى الميدان


وفي مرحلة فارقة أخرى بمسيرتها المهنية الجديدة، سمعت جيسو طرقاً خفيفاً على باب منزلها في بلدة «نييلا تانارو» الهادئة، قُبيل توجهها إلى إحدى المدارس لإلقاء محاضرة توعوية، لتفتح والدتها الباب وتجد أمامها وفداً من الشرطة يحمل صندوقاً أنيقاً، ملفوفاً بشريط أزرق يحمل شعار الشرطة الإيطالية. ابتسم أحد ضباط الوفد، وقال بلطف: «لدينا شيء يخصك...تأخّرنا قليلاً في إيصاله».
فتحت جيسو الصندوق، لتجد فيه زيها الرسمي – مرتباً بعناية، تتوسطه الرتبة التي نالتها قبل الحادث، وإلى جانبها نسخة محدثة تحمل اسمها الجديد كمُلهمة وطنية في مجال التوعية المدنية. لامست بيدها كتف الزي، كأنها تلامس جزءاً من ذاكرتها، ثم ابتسمت والدموع تملأ عينيها وقالت: «لم أطلبه... لكنه جاء تماماً عندما احتجت إليه».
في ذلك اليوم، لم تُلق جيسو محاضرتها بملابس مدنية كما اعتادت، بل ارتدت زيها الرسمي لأول مرة منذ سنوات، وخرجت من بيتها لا كضيفة شرف، بل كضابط عادت إلى الميدان برسالة من نوع آخر. لم تكن بحاجة لتقف كي تُحدث أثراً، بل كانت كلماتها تُسمع القلوب مباشرة. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت تمثل الشرطة الإيطالية في المحافل التوعوية، تحمل رسالتها بزيّها الرسمي، وبقوة إرادتها التي لم تهزمها الإعاقة أبداً.

رسالة إلى العالم


وحول تجربتها، قالت: «آمل أن تكون تجربتي مُلهمة للجميع، فأنا أؤمن إيماناً راسخاً بأن الحياة تمنح الإنسان دائماً فرصاً أخرى، وربما تكون فرصاً استثنائية، وأن هنالك دوماً إمكانية للعودة من جديد. بالنسبة لي، يكمن السر في رؤية المرء لحالته من منظور جديد، وأن يُعيد صياغة أهدافه بشكل يتناسب مع الظروف والمتغيرات، وبروح المبادرة والتفاؤل والأمل. بلا شك، دفعتني تجربتي إلى مواجهة الحياة والمضي قدماً نحو الأمام».

تكريم يروي الحكاية


أشادت جيسو باهتمام القيادة العامة لشرطة دبي بفئة أصحاب الهمم، وأعربت عن امتنانها وشكرها للفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي لتكريمها بجائزة التميز لأصحاب الهمم.
وقالت: أشكر شرطة دبي، ليس على هذا التكريم فقط، بل على الرسالة الإنسانية العميقة التي تحملها هذه اللحظة. لقد منحتموني شعوراً بأن الكرسي المتحرك ليس عائقاً أمام النجاح وتحقيق الإنجازات والفوز بالجوائز. هذا التقدير ليس لي وحدي، بل لكل من يواصل السير رغم الصعوبات، ولكل من يؤمن بأن الإرادة تتفوق على التحديات.
وأضافت: حصولي على هذه الجائزة هو دافع إضافي للاستمرار في مسيرتي، و خطوة نوعية ومهمة في طريق دمج أصحاب الهمم في العمل الشرطي. هذا التكريم يبعث رسالة واضحة إلى العالم بأن أصحاب الهمم يملكون طاقات وقدرات حقيقية تستحق الدعم والتقدير. وهو في جوهره دعوة لبناء مجتمع أكثر شموليةً وعدالة، يضمن تكافؤ الفرص للجميع دون استثناء.

مقالات مشابهة

  • غياب ديمبيلي عن دور المجموعات في كأس العالم للأندية يمهد الطريق ليامال نحو الكرة الذهبية
  • باحثون في نيويورك أبوظبي يطورون أداة لتشخيص الأمراض بسرعة وبتكلفة منخفضة
  • ضابطة إيطالية تلهم العالم من دبي.. من مأساة على الطريق إلى منصة التكريم
  • إدارة السعوديين للحج تبهر الإعلام العالمي
  • مدير شرطة أبوظبي يهنئ القيادة الرشيدة بالعيد
  • الإمارات.. نموذج متقدم في تطوير برنامج نووي سلمي
  • كأس العالم للأندية| تعرف على موعد تدريب الأهلي الثاني في أمريكا
  • الإمارات نموذج متقدم في تطوير برنامج نووي سلمي
  • «أبوظبي الرياضي للسيدات» يترقب التتويج بدرع الدوري
  • “التي أم أس” تشهد أولى خطوات قيد زيزو مع الأهلي واللاعب يطير إلى تركيا