إيران تهاجم بالصواريخ وتخترق الكاميرات… وإسرائيل ترد سيبرانياً وتحذيرات من كارثة نووية
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
تتسارع وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تشهد المنطقة حربًا متعددة الأبعاد تشمل الهجمات الصاروخية المتطورة، فضلاً عن تصاعد الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محاولات اختراق كاميرات المراقبة المنزلية في إسرائيل لجمع معلومات استخباراتية دقيقة، ووسط هذه الأجواء المتوترة، حذرت دول إقليمية وعالمية من تداعيات خطيرة قد تشمل موجات هجرة واسعة وانتشار أزمات أمنية وإنسانية، إضافة إلى مخاطر تسرب نووي محتمل، وفي ظل هذا الصراع الذي يمتزج فيه السلاح التقليدي بالحرب الإلكترونية، تتواصل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، فيما تستعد الأطراف المعنية لاحتمالات تصعيد أكبر قد يغير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط ويهدد الأمن والاستقرار العالمي.
تحذير إسرائيلي من اختراق إيراني للكاميرات المنزلية… والحرب السيبرانية تشتعل على وقع التصعيد العسكري
حذر مسؤول إسرائيلي رفيع من محاولات إيرانية لاختراق كاميرات المراقبة الخاصة في المنازل الإسرائيلية لجمع معلومات استخباراتية حول نتائج الهجمات الصاروخية الأخيرة.
وقال ريفائيل فرانكو، النائب السابق لمدير عام الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل، إن طهران تحاول منذ أيام الوصول إلى كاميرات المراقبة لرصد المواقع التي أصابتها صواريخها، ما قد يساعدها على تحسين دقة ضرباتها مستقبلاً.
وفي مقابلة إذاعية نُشرت الإثنين، دعا فرانكو السكان إلى غلق كاميرات المراقبة أو تغيير كلمات المرور الخاصة بها، مشيراً إلى أن هذه المحاولات تكررت خلال الأيام الماضية. وأضاف: “رأينا مثل هذه الأنشطة خلال الحرب، وها هي تعود من جديد الآن”.
بالتوازي، لا تزال الحكومة الإسرائيلية تفرض تعتيماً إعلامياً على حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع المستهدفة، رغم تداول صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مواقع متضررة.
في المقابل، أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية موالية لإسرائيل تُعرف باسم “بريداتوري سبارو” مسؤوليتها عن شن هجمات سيبرانية على البنية التحتية الإيرانية، شملت اختراق بنك كبير وضرب منصة لتداول العملات المشفرة.
وردت طهران باتهام إسرائيل بتنفيذ هجمات إلكترونية “واسعة النطاق” على بنيتها الحيوية، بما في ذلك شبكات الاتصالات، ومحاولة اختراق البنية التحتية لبنك “سيباه” وشبكات الإذاعة والتلفزيون الرسمية.
وذكرت وزارة الاتصالات الإيرانية أنها شددت القيود على الوصول إلى الإنترنت الدولي كإجراء دفاعي، موضحة أن “إسرائيل تسعى لاستغلال الشبكات الاتصالية لأغراض عسكرية، وتعمد إلى خلق حالة من انعدام الأمان النفسي داخل المجتمع”.
وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات جزء من “حرب الظل” المستمرة بين الجانبين، والتي باتت تندمج فيها الحرب الإلكترونية بالهجمات العسكرية التقليدية، في تصعيد غير مسبوق قد يمتد تأثيره خارج حدود البلدين.
أردوغان يحذر من موجة هجرة وتسرب نووي محتمل بسبب التصعيد بين إيران وإسرائيل
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، من أن التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، تشمل موجة هجرة واسعة النطاق تهدد أمن واستقرار أوروبا والمنطقة، فضلاً عن خطر تسرب نووي محتمل.
وفي مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أعرب أردوغان عن قلقه من “دوامة العنف الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية”، مؤكداً أنها قد تؤثر سلباً على المنطقة برمتها، لا سيما من ناحية تدفقات اللاجئين.
وشدد الرئيس التركي على أن “المفاوضات” هي السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات النووية مع طهران، معتبراً أن استمرار التصعيد العسكري “رفع التهديد على الأمن الإقليمي إلى أعلى مستوياته”.
وأضاف أن تركيا “تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة لإنهاء النزاع القائم”، محذراً من أن استمرار الهجمات قد يفتح الباب أمام كوارث إنسانية وأمنية يصعب احتواؤها لاحقاً.
إيران تعلن اعتقال “عميل للموساد” بتهمة تسريب معلومات دفاعية عبر واتساب
أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الجمعة، عن اعتقال شخص وُصف بأنه “عميل لجهاز الموساد الإسرائيلي”، بتهمة إرسال معلومات حساسة عن منشآت للدفاع الجوي إلى إسرائيل باستخدام تطبيق “واتساب”.
وأفادت التقارير أن المعتقل قام بجمع بيانات حول مواقع عسكرية ومنشآت دفاع جوي، قبل أن يرسلها إلى عناصر استخبارات إسرائيلية، في خطوة وصفتها السلطات بأنها “تهديد مباشر للأمن القومي الإيراني”.
الرقابة النووية السعودية: استهداف المنشآت النووية انتهاك للقانون الدولي
أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية، الجمعة، أن أي هجمات عسكرية تستهدف المنشآت النووية المدنية تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات المنظمات الأممية، وذلك في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع نووية في إيران.
وأوضحت الهيئة في بيان رسمي أن “أي هجوم مسلح أو تهديد يطال المرافق النووية المخصصة للأغراض السلمية يُعد انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والنظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي تعليق على الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مفاعل “آراك” النووي الإيراني للأبحاث، أشارت الهيئة إلى أن “الاستهداف لم يسفر عن تداعيات إشعاعية، نظراً لأن المفاعل خالٍ من الوقود النووي”.
كما طمأنت الهيئة المواطنين بأن بيئة المملكة آمنة من أي تسربات إشعاعية قد تنجم عن التطورات الجارية في المنطقة، مشددة على استمرارها في مراقبة الوضع الإشعاعي إقليمياً.
صاروخ إيراني يغيّر قواعد الاشتباك.. وتحذيرات دولية من اتساع الحرب
شهد اليوم السابع من المواجهة بين إيران وإسرائيل تصعيداً نوعياً، بعد أن استخدمت طهران صاروخاً باليستياً متطوراً من طراز “خرمشهر 4″، في أقوى ضربة توجهها منذ بدء التصعيد.
واعتبر خبراء إسرائيليون أن الصاروخ يحمل مواصفات تؤهله لحمل رؤوس نووية، ويتميّز بسرعته الهائلة التي تبلغ 16 ضعف سرعة الصوت في الفضاء و8 أضعافها داخل الغلاف الجوي.
الصاروخ الذي يحمل رأسًا حربياً يُقدّر وزنه بـ1.5 طن، يُعتقد أنه قادر على الانشطار إلى عدة رؤوس فرعية، ما يفسر الدمار الواسع الذي طال منشآت إسرائيلية، أبرزها مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، في ضربة وصفتها تل أبيب بأنها “استهداف مباشر للمدنيين”.
وعلى وقع هذه الضربة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن “ضعضعة أركان النظام الإيراني” باتت هدفاً رسمياً للحملة، في حين أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسقاط النظام كان هدفاً استراتيجياً منذ البداية، لكنه بات الآن معلناً بشكل رسمي. وتساءلت دوائر سياسية في واشنطن وتل أبيب عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستنخرط عسكرياً بهدف كبح البرنامج النووي فقط، أم تُستدرج إلى مشروع إسقاط النظام الإيراني.
وفي العراق، دعا رئيس الحكومة إلى انعقاد دائم لغرفة الطوارئ تحسباً لتداعيات محتملة إذا ما تم استهداف مفاعل بوشهر الإيراني القريب من الحدود العراقية. من جهته، حذر زعيم حركة “النجباء”، أكرم الكعبي، من أن محاولة اغتيال المرشد الإيراني ستقابل بـ”رد شامل على المصالح الأميركية في المنطقة”، في حال تورطت واشنطن بشكل مباشر.
وفي لبنان، أكدت مصادر رسمية أن الحكومة متمسكة بسياسة “النأي بالنفس”، رغم الزيارات المتكررة التي يجريها المبعوث الأميركي إلى بيروت. أما “حزب الله”، فعبّر عن تضامن معنوي مع طهران، محذّراً من أن المساس بالمرشد الإيراني قد “يستفز ملايين الأحرار في العالم”، من دون أن يتحدث صراحة عن نية دخول الحرب.
من جهتها، أعربت مصر عن قلقها من انزلاق المنطقة نحو الفوضى، مشيرة إلى أن التصعيد بين طهران وتل أبيب يصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية. وكشفت مصادر دبلوماسية عن طلبات دولية تلقتها القاهرة لإجلاء رعايا من إسرائيل عبر معبر طابا، بالتنسيق مع مطار شرم الشيخ.
وفي موقف لافت، أكدت موسكو حصول اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، عبرا فيه عن رفضهما لما سمي “العدوان الإسرائيلي على إيران”، وأعلنا استعدادهما للوساطة. كما حذر الكرملين من استهداف محطة بوشهر النووية، حيث يعمل خبراء روس، مشيراً إلى أن أي قصف لها قد يؤدي إلى كارثة إشعاعية وبيئية تطال المنطقة برمتها.
أما في باريس، فقد كشف وزير الخارجية الفرنسي عن اتصالات مستمرة مع إيران، مشيراً إلى أن طهران تشترط وقف إطلاق النار فوراً للدخول في أي مفاوضات نووية. وتحدثت مصادر أوروبية عن اجتماع مرتقب في جنيف، سيضم “الترويكا الأوروبية” (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) إلى جانب إيران، على أن تتركز المحادثات على احتواء التصعيد واستكشاف فرص التهدئة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إيران إيران وإسرائيل اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل بین إیران وإسرائیل کامیرات المراقبة إلى أن
إقرأ أيضاً:
العالم على بعد "مليمترات" من كارثة نووية.. إيران: لن نستسلم.. وأمريكا: نفد صبرنا
◄ قلق عالمي من جرّ أمريكا للحرب وقصف منشأة فرودو الإيرانية
◄ نقل طائرات وسفن حربية أمريكية إلى الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل
◄ خامنئي: أي هجوم أمريكي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها
◄ ترامب: الأسبوع القادم سيكون حاسما لإيران
◄ روسيا تحذر أمريكا من تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل
الرؤية- غرفة الأخبار
تتفاقم المخاوف في الشرق الأوسط من احتمال وقوع كارثة نووية إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على دخول الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وقصف منشأة فرودو النووية شديدة التحصين.
ويعتقد مراقبون أن إسرائيل تسعى لجر أمريكا إلى الحرب، لأنها تمتك القنبلة القادرة على اختراق التحصينات التي تتمتع بها منشأة فرودو النووية، وهي قنبلة GBU-57A/B الخارقة للذخائر الضخمة، والتي تعد أكبر قنبلة غير نووية "خارقة للتحصينات" في العالم، والمملوكة حصراً للولايات المتحدة.
وفي الوقت الحالي، تقوم الولايات المتحدة بنقل طائراتها وسفنها الحربية إلى الشرق الأوسط وما حوله لحماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية، في الوقت الذي يحذّر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران من تدخل الولايات المتحدة في الصراع.
ويميّز العلماء بين المخاطر الناجمة عن استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم وتلك الناجمة عن مخاطر استهداف مفاعلات نووية، فالأولى ليست بسيطة، لكن الأخيرة هي التي قد تنذر بكارثة نووية حقيقية.
وفي المفاعلات النووية وخلال التفاعل النووي، تنشطر ذرات اليورانيوم وينتج عن ذلك نظائر مشعة، وهي مواد أكثر إشعاعاً من اليورانيوم الموجود في منشآت التخصيب، حيث لا يحدث التفاعل النووي.
ولذلك يرجح علماء ومختصون أن تكون المخاطر الناجمة عن قصف منشآت التخصيب أقل بكثير من تلك الناتجة عن احتمال قصف المفاعلات. ويقولون إن أخطر ما قد يحدث من حيث الإشعاع المؤذي للناس، هو هجوم على مفاعل نووي كمفاعل بوشهر في إيران أو المفاعل الإسرائيلي في ديمونا.
وفي ظل هذه التطورات، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم الأربعاء أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للدفاع عن طهران مدعومةً من المسؤولين وكل أبناء الشعب، وذلك بعد تهديدات أمريكية باغتياله ودعوات إسرائيلية للإيرانيين لإسقاط النظام.
وقال خامنئي إن إيران لن تقبل أن يُفرض عليها سلام أو حرب، وتوجّه إلى الولايات المتحدة قائلا "عليهم أن يعلموا أن إيران لن تستسلم وأن أي هجوم أمريكي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها".
وشدد على أن الشعب الإيراني يقف صامدا في وجه الحرب المفروضة عليه، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني لن يخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت.
وفي إشارة إلى التهديدات الأمريكية، قال "أولئك الذين يعرفون تاريخ إيران يعرفون أن الإيرانيين لا يستجيبون على نحو جيد للغة التهديد".
وأضاف خامنئي أن "إيران لن تغفر للكيان الصهيوني انتهاك أجوائها ولن تنسى دماء شهدائها".
وحذر المرشد الإيراني إسرائيل قائلا إنها ارتكبت خطأ فادحا بالهجوم على إيران، مشددا على أن تل أبيب "ستلقى جزاء عملها".
وأحجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، عن الإدلاء بإجابة حاسمة عن انضمام الولايات المتحدة إلى الضربات التي توجهها إسرائيل إلى إيران، مؤكدا أنه أعطى إيران مُهلة نهائية، وأن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في هذا السياق.
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به"، في إشارة إلى احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل، والتي تشهد تصعيدا عسكرياً غير مسبوق.
وتابع ترامب، إنه أعطى إيران شهرين لإبرام اتفاق، ولكنها لم تفعل ذلك، وقد سئمت هذا الوضع، مؤكدا أن "ما يحصل الآن لا يماثل أي خطوات اتخذناها ضد إيران في السابق، ولن نقبل بدولة تُهدد بالتدمير".
وفي السياق، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، من أن المساعدة العسكرية الأميركية المباشرة لإسرائيل ربما تُزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط، بشكل جذري، وسط استمرارٍ لتبادل للضربات الجوية بين إيران وإسرائيل، لليوم السادس على التوالي.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن ريابكوف قوله إن روسيا تُحذر الولايات المتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة لإسرائيل، أو حتى التفكير في تقديمها. وأضاف أن موسكو على اتصال بكل من إسرائيل وإيران.
كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، إن الغارات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية الإيرانية تعني أن العالم على بعد "ملليمترات" من كارثة.
وقالت لرويترز إن "المنشآت النووية تتعرض لغارات"، مضيفة أن هيئة الرقابة على السلامة النووية التابعة للأمم المتحدة لاحظت بالفعل أضرارا محددة.
ومضت تقول "أين (قلق) المجتمع الدولي بأسره؟ أين كل دعاة حماية البيئة؟ لا أعرف ما إذا كانوا يعتقدون أنهم بعيدون وأن هذه الموجة (الإشعاعية) لن تصلهم. حسنا، دعهم يقرأوا ما حدث في فوكوشيما"، في إشارة إلى الحادث الذي وقع في المحطة النووية اليابانية عام 2011.