قال عبد الستار بركات، مراسل القاهرة الإخبارية من لاهاي، إن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي يشارك فيها زعماء وقادة 45 دولة، من بينها 32 دولة عضوًا بالحلف، تمثل لحظة حاسمة في تاريخ الحلف، حيث تُعقد وسط تصاعد التوترات الدولية، وعلى وقع أزمات كبرى في كل من الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وأوضح عبد الستار، خلال مداخلة مع الإعلامية داليا أبو عميرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الجميع ينتظر وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مقر القمة، مشيرًا إلى أن اللقاءات المنتظرة بين ترامب وقادة الدول الأعضاء، وكذلك الدول المدعوة، تحمل أهمية كبيرة لرسم ملامح مستقبل الناتو.

وأشار إلى أن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، دعا خلال كلمته الافتتاحية إلى زيادة الاستثمارات في القطاع العسكري، مؤكدًا أن "تفوق الحلف العسكري أصبح مهددًا بفعل إعادة التسلح السريع لروسيا بدعم من تقنيات صينية وأسلحة إيرانية وكورية شمالية".

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فوصل إلى القمة بمواقف "حادة"، مجددًا انتقاداته القديمة للحلفاء الأوروبيين بشأن "تقاسم الأعباء الدفاعية"، في ظل ما وصفه بتقصير أوروبي مستمر.

وأكد عبد الستار أن الصراع الإيراني الإسرائيلي فرض نفسه على أجواء القمة، إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما مع حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب صرّح بأن كلاً من إيران وإسرائيل كان لديهما نفس الرغبة في وقف إطلاق النار، معتبرًا أن من "شرفه" إنهاء البرنامج النووي الإيراني، على حد تعبيره، كما لمح إلى احتمال لقائه بزيلينسكي على هامش الاجتماعات.

طباعة شارك الناتو حلف شمال الأطلسي الشرق الأوسط أوكرانيا القطاع العسكري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الناتو حلف شمال الأطلسي الشرق الأوسط أوكرانيا القطاع العسكري

إقرأ أيضاً:

خمس حقائق عن الشرق الأوسط الجديد

ترجمة: بدر بن خميس الظفري 

غلبت على ديناميات المنطقة ملامح تُهيّئ لاتفاق حول غزة، لكن تحقيق الهدوء الدائم يظل مرهونًا بتبني حل الدولتين. يُوصَف دونالد ترامب عادة بأنه «زعيم صفقات»، وقد أثبت هذا الوصف دقته هذا الأسبوع حين قاد إلى نجاح ملموس؛ فالهدنة التي توصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس كانت صفقة بكل معنى الكلمة، وصفقة معقدة أيضًا. ورغم وجوب التحفّظ بأنها ليست سوى المرحلة الأولى التي قد تتعثر أو تنهار إذا أخلّ أحد الأطراف بالتزاماته؛ فإنها تُعد مسارًا واقعيًّا لإنهاء العنف المروّع في غزة، وفرصة تستحقّ المحاولة، وهي تكشف في الوقت نفسه خمس حقائق أساسية عن الشرق الأوسط اليوم.

أولًا: إسرائيل باتت في موقع قوة لا مثيل له.

المحلل الجمهوري دان سِنور -وهو كاتب معروف- أشار في برنامجي على قناة «سي إن إن» الأسبوع الماضي إلى أن الخطة التي انبثق عنها الاتفاق كانت في الأصل خطة إسرائيلية، أو على الأقل خطة أمريكية يمكن لإسرائيل التعايش معها؛ فإسرائيل هي القوة المسيطرة ميدانيًّا، وقد ازدادت قوة خلال العامين الماضيين بعد أن هزمت خصومها في الخارج واحدًا تلو الآخر. لن يحدث أي شيء دون موافقتها. ومن الناحية العملية؛ من يريد وقف نيرانها عليه أن يقدم خطة تستطيع القبول بها. إن صعود إسرائيل كان لافتًا إلى حدّ أن كلًا من قطر والسعودية بدأتا تتعاملان بحذر مع هذه القوة المتزايدة؛ فالدوحة طلبت ضمانات أمنية من واشنطن فيما وقّعت الرياض اتفاقية دفاع متبادل مع باكستان الدولة التي تمتلك السلاح النووي.

ثانيًا: يمكن انتزاع تنازلات من إسرائيل، لكن الأمر يتطلب رأسمال سياسيًّا، ومهارة عالية.

استخدم ترامب كليهما بذكاء لإقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقبول الصفقة. يتمتع ترامب برصيد سياسي هائل لدى الإسرائيليين، وقد استخدمه للضغط على نتنياهو في اللحظة المناسبة بعد أن أثار الهجوم الإسرائيلي على عناصر من حماس في الدوحة ردود فعل غاضبة في المنطقة. كما استغل قبول حماس الجزئي للخطة، واعتبره قبولًا كاملًا في حين بدأت إسرائيل تتراجع، فدفع نحو إتمام الاتفاق حتى النهاية.

ثالثًا: المفاوضات عكست ملامح الشرق الأوسط الجديد.

يكفي أن نلقي نظرة على من جلس حول طاولة التفاوض: المصريين، والأتراك، والإسرائيليين، والقطريين، والأمريكيين إضافة إلى ممثلي حماس. كان دور مصر مهمًّا فقط في هذا السياق الخاص؛ بسبب حدودها مع غزة ومعبر رفح الذي يمثل الممر الحيوي لإدخال المساعدات. ومشاركتها تُعيد إلى الأذهان ملامح الشرق الأوسط القديم الذي كانت تتزعمه دول كبيرة ذات كثافة سكانية وثقافة عريقة.

أما الشرق الأوسط الجديد فهو اليوم تحت نفوذ إسرائيل ودول الخليج.

ويتجلى ذلك بوضوح في صعود قطر الدولة الصغيرة الغنية بالغاز، لكنها بفضل قيادتها الذكية استطاعت أن تكون طرفًا محوريًّا في أي وساطة؛ لأنها تبقي قنواتها مفتوحة مع جميع الأطراف لا سيما إيران وحماس. وفي حين كان الشرق الأوسط القديم تقوده دول كبرى رفعت شعارات القومية العربية، وشجعت الكفاح الفلسطيني المسلح؛ فإن دول الخليج تسعى اليوم إلى التحديث والتقدم التقني، وتضع السلام والاستقرار في مقدمة أولوياتها.

أما تركيا فسياساتها غير مستقرة؛ فهي دولة قوية متقلبة السياسات تميل أحيانًا إلى مغازلة التيارات الإسلامية.

رابعًا: تراجع التهديد الإيراني بدرجة ملحوظة.

منذ الثورة الإسلامية عام 1979 كانت الدول العربية تخشى إيران التوسعية ذات النزعة الأيديولوجية، لكن خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية غَرِقت إيران في أزمات اقتصادية وسياسية متكررة من حركة «الخُضر» إلى احتجاجات النساء الواسعة إلى الانقسامات داخل النخبة الحاكمة. وقد واجهت سلسلة من الضربات الإسرائيلية الموجعة التي طالت علماءها النوويين وقادتها العسكريين ومنشآتها الحساسة بلغت ذروتها في هجمات يونيو الأخيرة التي وُصفت بأنها كانت أقرب إلى غزو شامل منها إلى عملية محدودة.

خامسًا: رغم العنف والتطرف والكراهية لا توجد رؤية طويلة الأمد للمنطقة سوى العودة إلى حل الدولتين.

الدبلوماسي الأمريكي المخضرم مارتن إنديك المعروف بدعمه القوي لإسرائيل وبإيمانه في الوقت نفسه بضرورة قيام دولة فلسطينية كتب قبل وفاته العام الماضي مقالة في مجلة فورين أفيرز بعنوان «العودة الغريبة لحل الدولتين».

أوضح فيها أن التخلي عن هذا الهدف طوال العقود الماضية أثبت أنه لا بديل عنه؛ فكل الخيارات الأخرى من استمرار الاحتلال، أو الاكتفاء بدولة واحدة، أو الترحيل، لا يمكن تطبيقها واقعيًّا؛ لذلك سيعود الجميع إليه عاجلًا أم آجلًا، ولو على مضض.

غير أن تحقيق ذلك لن يتم إلا إذا تبناه ترامب نفسه، ووضع ثقله السياسي وراءه. خطته الحالية تذكره إشارة عابرة، لكنه في أثناء إعلان الهدنة عبّر عن أمله في تحقيق «سلام دائم».

ذلك الهدف يتطلب أكثر من صفقة يحتاج إلى رؤية بعيدة المدى. وثمرة هذه الرؤية -أي السلام الحقيقي الدائم- ستكون صدى خالدًا في التاريخ، وجائزة أعظم من كل الجوائز التي تمنحها لجنة نوبل في أكتوبر من كل عام.

فريد زكريا كاتب عمود في الشؤون الدولية بصحيفة واشنطن بوست، ومقدم برنامج (جي. بي. إس) على شبكة -سي إن إن- .

مقالات مشابهة

  • قمة شرم الشيخ للسلام| مصر تعيد رسم خريطة الاستقرار في الشرق الأوسط
  • انطلاق مناورات الناتو النووية في هولندا بمشاركة 71 طائرة من 14 دولة في الحلف
  • ترامب: رحلتي إلى الشرق الأوسط ستكون مميزة جدا
  • خمس حقائق عن الشرق الأوسط الجديد
  • قمة ''شرم الشيخ للسلام'' تنطلق غداً في مصر بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة
  • زيلينسكي يهنئ ترامب على النجاح في الشرق الأوسط
  • انخفاض الأسهم الأوروبية بعد تهديدات ترامب للصين
  • الناتو يُجري مناورات نووية واسعة النطاق بمشاركة 14 دولة وأكثر من 70 طائرة
  • ترامب يهاجم إسبانيا ويطالب بطردها من «حلف الناتو»
  • إسبانيا ترد على ترامب بعد اقتراحه طردها من الناتو