كيف تحمي طفلك من ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تصبح الرحلات إلى الشواطئ والمسابح واللعب في الحدائق من الأنشطة اليومية المفضلة للأطفال والعائلات. لكن خلف هذه اللحظات الممتعة قد تكمن أخطار صحية حقيقية ناجمة عن التعرض المطوّل لأشعة الشمس، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى تهديد الحياة.
فرغم أن التعرض المفرط للشمس قد يسبب مضاعفات صحية لأي شخص، فإن الأطفال -وخصوصا من هم دون سن الرابعة- يُعدّون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري.
كما أن الأطفال والمراهقين غالبا ما يندمجون في اللعب أو النشاط البدني دون انتباه للإرهاق أو ارتفاع حرارة أجسامهم، مما يزيد من خطر تعرضهم لمشكلات صحية مرتبطة بالحر الشديد، مثل الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.
الإجهاد الحراري وضربة الشمس
يحدث الإجهاد الحراري عندما يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء والأملاح؛ عادة بسبب التعرق، ويمكن السيطرة عليه والتعامل معه سريعا إذا تم التدخل في الوقت المناسب، أما ضربة الشمس فهي حالة طبية طارئة وخطيرة، تحدث عندما يفقد الجسم قدرته على تنظيم درجة حرارته الداخلية.
ورغم تشابه أعراضهما، فإن ضربة الشمس تعد أكثر خطورة وقد تؤدي إلى الوفاة، ولهذا من الضروري مراقبة المصاب عن كثب، إذ إن عدم تحسن أعراض الإجهاد الحراري خلال 30 دقيقة قد يعني تطور الحالة إلى ضربة شمس تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، بحسب ما أفادت به الخدمة الصحية الوطنية البريطانية.
وعادة ما تتشابه أعراض الإجهاد الحراري لدى البالغين والأطفال، لكن الأطفال قد يُظهرون انفعالية زائدة وسرعة في التهيج أكثر من البالغين.
وإذا ظهرت علامات الإجهاد الحراري على الطفل، يجب تبريده بسرعة عبر الخطوات التالية:
الانتقال إلى مكان مظلل أو بارد وتشجيعه على شرب الماء البارد بكميات صغيرة متكررة. إزالة أي طبقات غير ضرورية من الملابس مثل الأحذية أو الجوارب. تبريد جسم الطفل من خلال الاستحمام، أو مسح جسمه أو رشه بالماء الفاتر، أو وضع كمادات باردة حول منطقة الرقبة وتحت الإبطين، أو لفه بملاءة مبللة وباردة، مع استخدام مروحة للمساعدة في التبريد. ضربه الشمسإذا فقد الجسم قدرته على تبريد نفسه، ولم تتحسن الأعراض خلال 30 دقيقة، فقد يكون ذلك مؤشرا على الإصابة بضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة إذا لم تعالج بسرعة، قد تسبب تلفا في أعضاء حيوية مثل القلب، الكلى، العضلات، الكبد، الرئتين أو الدماغ، ويزداد خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، قد تصل إلى الوفاة.
وفي حالة ملاحظة أي من أعراض ضربة الشمس التالية يجب الاتصال بالإسعاف ومحاولة تبريد الطفل حتى وصول المساعدة الطبية، وتشمل الأعراض:
التشوش الذهني أو فقدان التناسق الحركي. الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم يصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر. الاحمرار والسخونة وجفاف الجلد (لا يتعرق). التسارع في ضربات القلب. التنفس السريع أو الضيق في التنفس. نوبات تشنج فقدان الوعي. حماية الأطفال خارج المنزل:لحماية الأطفال وتجنب تعرضهم للإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، إليك بعض النصائح:
تجنب ممارسة الأنشطة البدنية المرهقة في الخارج خلال النهار في الأيام شديدة الحرارة. ارتداء ملابس فضفاضة وفاتحة اللون لمساعدة أجسامهم في الحفاظ على البرودة، وقبعات واسعة الحواف. البقاء في الظل قدر الإمكان. وضع كريم واق من الشمس، وتوصي الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية بأن يوفر حماية واسعة النطاق ضد أشعة "يو في إيه" (UVA) و"يو في بي" (UVB)، ويحتوي على عامل حماية من الشمس "إس بي إف" (SPF) لا يقل عن 30، ومقاوم للماء، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين، وبعد السباحة أو تجفيف الجسم بالمنشفة. تشجيع الأطفال على شرب كميات وفيرة من المياه. تناول أطعمة تحافظ على الجسم رطبا مثل الخس والخيار والبطيخ والفراولة والبرتقال. التحدث مع الأطفال حول علامات الإجهاد الحراري للانتباه لأجسامهم عند حدوث أي منها. عدم ترك الأطفال أو الرضع على الإطلاق داخل سيارة مغلقة، حتى لو كانت درجة الحرارة الخارجية معتدلة، إذ يمكن أن ترتفع درجة الحرارة داخل السيارة بشكل خطير وتؤدي إلى أمراض مرتبطة بالحرارة.وأجرى عالم الأرصاد الجوية في كاليفورنيا، يان نول، دراسة في عام 2005 حول ارتفاع درجة الحرارة داخل المركبات المغلقة مقارنة بالحرارة في الخارج.
وبحثت الدراسة في حالة وفاة رضيع نتيجة نسيانه داخل سيارة متوقفة في طقس بلغت حرارته نحو 30 درجة مئوية، وتوصلت إلى أن درجة الحرارة داخل السيارة قد تتجاوز نحو 49 درجة مئوية خلال ساعة واحدة فقط.
إعلانولذلك يحذر تماما من ترك الأطفال داخل السيارة، إذ قد يسبب تركه لمدة لا تتعدى 15 دقيقة إلى وفاته، حتى لو كان الطقس معتدلا، أو تم ترك النوافذ مواربة.
حماية الأطفال داخل المنزللا تتوقف الحماية من الحرارة خارج المنزل فقط، بل يجب أيضا توفير حماية من الحرارة في الداخل، وذلك عن طريق:
فتح النوافذ في الليل والصباح الباكر وعندما يكون الهواء في الخارج أبرد، وينبغي إبقاؤها مغلقة خلال النهار إذا كانت درجة الحرارة في الخارج أعلى. تظليل أو تغطية النوافذ المواجهة للشمس خلال النهار للحد من دخول الحرارة. استخدم المراوح الكهربائية بشرط ألا تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، إذ يمكن أن يكون استخدامها فوق هذا الحد غير فعال أو حتى ضارا.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإجهاد الحراری درجة الحرارة ضربة الشمس درجة مئویة فی الخارج
إقرأ أيضاً:
حماية العمال من الإجهاد الحراري ثقافة مجتمعية في الإمارات
تشهد دولة الإمارات خلال فصل الصيف الحالي زخماً كبيراً في إطلاق المبادرات الإنسانية التي تستهدف حماية فئة العمال في الوظائف الميدانية من مخاطر الإجهاد الحراري، في دلالة واضحة على حجم العناية والاهتمام الذي يوليه المجتمع الإماراتي من أفراد ومؤسسات لسلامة العمال وتعزيز رفاهيتهم وحماية حقوقهم.
وتتميز تلك المبادرات بتنوع أساليبها وأدواتها، إذ تتضمن تأمين المظلات المكيفة، وتقديم العصائر والمياه الباردة والمثلجات، وتوفير الوجبات الغذائية المتكاملة، وصولاً إلى توزيع النظارات الشمسية وواقيات الشمس، هذا إلى جانب تنظيم الحملات التوعية بمخاطر التعرض للإنهاك الحراري في الصيف.
وتجسد تلك المبادرات التي تنفذها مؤسسات رسمية وأهلية، حقيقة المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات التي نجحت في تحويل حماية وتعزيز حقوق العمال إلى ثقافة راسخة لدى مختلف مكونات المجتمع.
وكانت وزارة الموارد البشرية والتوطين قد أعلنت توفير أكثر من 10 آلاف استراحة مكيفة ومزودة بوسائل الراحة لغايات استخدامها من قبل عمال خدمات التوصيل في جميع مناطق الدولة خلال فترة تطبيق "حظر العمل وقت الظهيرة" الممتدة من 15 يونيو حتى 15 سبتمبر من كل عام، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص.
بدوره، يواصل الاتحاد النسائي العام تنفيذ مبادرة "سقيا الماء/ فاطمة بنت مبارك"، التي تمتد خلال أشهر الصيف الثلاثة يوليو وأغسطس وسبتمبر، وتستهدف آلاف العمال في مختلف مناطق إمارة أبوظبي، وتتضمن توزيع المياه والعصائر والتمر، بالإضافة إلى توفير مظلات واقية ووسائل حماية لتخفيف أثر الحرارة خلال ساعات الذروة.
من جهتها نفذت شرطة أبوظبي مبادرة "برد صيفهم" للعمال في المواقع الإنشائية بمدينة العين بالتعاون مع بنك أبوظبي الأول، وتضمنت توزيع المياه والنظارات الشمسية وواقيات الشمس وبالتنسيق مع فرع الشؤون العمالية بمديرية شرطة منطقة العين.
كما نفذت إدارة المرور والدوريات الأمنية في منطقة العين التابعة لمديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي مبادرة "معًا لظل آمن" استهدفت فيها 500 فرد من فئة العَمال الذين يعملون في مختلف المهن في عدد من مناطق مدينة العين.
وتضمنت المبادرة توزيع عبوات مياه باردة وقبعات شمسية وغيرها من المستلزمات الوقائية لحمايتهم من حرارة الشمس.
بدورها نجحت النسخة الثانية من الحملة المجتمعية الإنسانية "ثلاجة الفريج"، التي تأتي بدعم من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وأطلقتها "فرجان دبي"، بالتعاون مع مؤسسة سقيا الإمارات وبنك الإمارات للطعام، في توزيع أكثر من مليون عبوة من المياه والعصائر والمثلجات على العمال في دبي، خلال شهر واحد منذ انطلاقها في 23 يونيو الماضي.
وتستهدف "ثلاجة الفريج" عمال النظافة والبناء وسائقي توصيل الطلبات وعمال الزراعة للشوارع والطرقات، وتعتمد آلية تنفيذها على سيارات توزيع مبردة تجوب مختلف مناطق إمارة دبي، لتوصيل المياه والعصائر والمثلجات مباشرة إلى مواقع العمال، بالإضافة إلى توفير ثلاجات ثابتة في سكناتهم، كما تستقطب الحملة مشاركة واسعة من المتطوعين من مختلف فئات المجتمع للمساهمة في عمليات التوزيع.
ونظم الهلال الأحمر الإماراتي - مركز عجمان، مبادرته الإنسانية "لنروي عطشهم"، بهدف توزيع المياه والعصائر الباردة على العمال في أماكن عملهم المختلفة، ولا سيما العاملين في المواقع المكشوفة خلال فترات الظهيرة.
واستفاد أكثر من 600 عامل من المبادرة التي تم تنظيمها في عدة أماكن من إمارة عجمان مثل وزارة الثقافة وحديقة الصفيا وعدد من مساجد الإمارة.
وشاركت جمعية بيت الخير في حملة حظر العمل وقت الظهيرة التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتوطين، وذلك عبر توزيع 550 وجبة غذائية مرفقة بالمياه المبردة والعصائر على العمال في مواقع عمل مختلفة ضمن مبادرة إنسانية تهدف إلى التخفيف من تأثير درجات الحرارة العالية خلال أشهر الصيف.