أنور الخنجري

alkhanjarianwar@gmail.com

 

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مُؤخرًا أنباءً حول مشروع تطوير ما يُعرف بـ"حلة البخاخير" في ولاية مطرح، استنادًا إلى تصريحات أحد أعضاء المجلس البلدي لمُحافظة مسقط الذي أشار إلى أنَّ وزارة الإسكان والتخطيط العمراني أعدّت دراسة مبدئية لتطوير المنطقة.

ومن خلال مُتابعة هذا الموضوع، نستذكر ما أُعلن عنه قبل نحو عامين من الآن، عندما قام معالي السيِّد محافظ مسقط وسعادة والي مطرح بصحبة عددٍ من أعضاء المجلس البلدي بزيارة الموقع، للوقوف على مقوماته، في إطار سعيٍ جاد لإيجاد تصور واضح لتحويله إلى رافد سياحي جديد يعزز من مقومات الولاية التاريخية والاقتصادية.

تقع المنطقة المعروفة بـ"حلة البخاخير" أسفل قلعة مطرح، في مجرى وادي خلفان، وبالتحديد خلف ما كان يُعرف سابقًا بفرضة مطرح أو الميناء القديم قبل إنشاء ميناء السلطان قابوس، وهو موقع حيوي في قلب مدينة مطرح، قريب من السوق ومطل على الشارع البحري (الكورنيش)، يعود تاريخه لمئات السنين وكان شاهدًا على حركتها التجارية القديمة.

تاريخيًا، كانت هذه المنطقة تستخدم كمخازن ومستودعات للبضائع الواردة عبر السفن الخشبية التقليدية التي كانت ترسو في بندر مطرح قبل انطلاق النهضة المباركة عام 1970؛ حيث كانت تُخزَّن فيها السلع والبضائع التي ترد عبر الميناء القديم أو تلك السلع المحلية المعدّة للتصدير، وكان يُطلق على تلك المخازن مصطلح "بخاخير" ومفردها "بخّار".

ومن المُثير للاهتمام أن كلمة "بخّار" ليست عربية الأصل، رغم شيوعها في عُمان وبعض دول الخليج؛ إذ تشير بعض المصادر إلى أنَّ لها جذورًا فارسية أو صومالية؛ حيث وردت كلمة "بخّار" "bakhaar" في اللغة الصومالية بأنها تعني المستودع أو مكان التخزين. وفي معاجم اللغة العربية، تشير كلمة "بُخار" إلى الماء المتصاعد، كما أن "حلة" تعني قِدر الطبخ، لتُصبح التسمية بمعناها اللغوي "حلة الأبخرة"، وهو ما يخلق تضاربًا بين المعنى المتداول في عُمان والدلالة اللغوية للكلمة".

وانطلاقًا من هذا المعنى، تبدو تسمية المشروع بـ"حلة البخاخير" غير موفقة إن أريد له أن يكون مشروعًا سياحيًا وحيويًا؛ فالكلمة توحي بالجمود والخمول، بينما المشاريع السياحية تقوم على الحركة والحياة والإبهار البصري.

وفي الوقت الذي يُنتظر فيه الكشف رسميًا عن اسم المشروع، يقترح بعض المتابعين بدائل أكثر جاذبية مثل "حي القلعة" أو "حي الفرضة"؛ لما لهما من دلالة تاريخية مرتبطة بالمكان. كما دعا آخرون إلى أن تتبنّى بلدية مسقط مبادرة لعصفٍ ذهني أو مُسابقة محلية لاختيار اسمٍ يعكس الطابع الحضاري والتاريخي للمنطقة.

وفي النهاية، يبقى الأمل أن يتحول هذا المشروع من فكرة إلى واقع ملموس يُضيف بُعدًا جديدًا لجمال مطرح، ويُعيد إحياء جزءٍ من تاريخها البحري العريق، لتظل كما كانت دومًا بوابة عُمان البحرية ووجهها الحضاري المُشرق.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يشارك في الندوة التثقيفية وافتتاح المرحلة الأولى من منتجع سياحي بمحافظة الإسماعيلية

 شارك الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، اليوم، في الندوة التثقيفية التي أُقيمت ضمن احتفالات محافظة الإسماعيلية بعيدها القومي الـ ٧٤، برعاية اللواء طيار أ.ح. أكرم جلال - محافظ الإسماعيلية، وبمشاركة الأستاذ الدكتور نظير عياد - مفتي الجمهورية، والأستاذ أحمد المسلماني - رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور ناصر مندور - رئيس جامعة قناة السويس، والفريق أشرف عطوة - نائب رئيس هيئة قناة السويس، واللواء محمد عامر - مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الإسماعيلية.

محافظ الإسماعيلية يستقبل وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ورئيس الوطنية للإعلام وزير الأوقاف والمفتي ومحافظ الإسماعيلية يؤدون صلاة الجمعة احتفالًا بالعيد القومي للمحافظة

في كلمته، رحّب المحافظ بالسادة الضيوف، مشيدًا بحضورهم ومشاركتهم في هذه المناسبة الغالية، مؤكدًا أن تزامن الاحتفال بالعيد القومي مع ذكرى نصر أكتوبر يمثل رمزًا للفخر والعزة لكل مصري، مشيرًا إلى أن الإسماعيلية كانت وما زالت رمزًا للصمود والعطاء.

وأشاد المحافظ بالجهود العلمية الكبيرة لوزير الأوقاف، موضحًا أنه تم تكريمه ضمن أهم خمس شخصيات دينية مؤثرة عالميًا هذا العام، كما استعرض أبرز مؤلفاته، ومنها كتاب "الحق المبين في الرد على المتلاعبين بالدين"، كما تطرق إلى السيرة العلمية للدكتور نظير عياد، الذي أثرى المكتبة الإسلامية بأكثر من ثلاثين مؤلفًا في علم الكلام، وأشاد بمسيرة الإعلامي أحمد المسلماني، وجهوده في تعزيز الوعي الثقافي والإعلامي.

وخلال الندوة، تم عرض فيلمين تسجيليين عن العالمين الجليلين: الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، والأستاذ الدكتور نظير عياد، تناولا مسيرتهما العلمية والدعوية.

وفي كلمته ركز وزير الأوقاف على ثلاث نقاط رئيسة، هي: نجاح محافظة الإسماعيلية في تنظيم احتفال متميز يعبر عن روح الانتماء والوفاء، وأهمية الاحتفال بالعيد القومي الذي يتزامن مع نصر أكتوبر، الذي سطر فيه أبناء مصر والإسماعيلية ملحمة عظيمة في البذل والعطاء، واستمرار الدور الوطني لمصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، والإصرار على إيصال المساعدات الإنسانية لأهل غزة، وفي حق أشقائنا الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية، على حدود عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أشار الوزير إلى مبادرة "صحح مفاهيمك" التي أطلقتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع 12 وزارة، بدعم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ودولة رئيس الوزراء، مؤكدًا أن خطبة الجمعة اليوم جاءت تحت نفس العنوان، وتناولت ثلاثة مفاهيم مغلوطة هي: التحذير من الغش، وتخريب الممتلكات العامة، والطلاق، مؤكدًا أن بناء الإنسان المصري القوي هو ميثاق العمل للمرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن بناء الوعي الديني والفكري والأخلاقي يمثل الأساس في بناء الوطن.

كما اختتمت الزيارة بالمشاركة في افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير منتجع الفيروز السياحي بمدينة الإسماعيلية، ضمن فعاليات الاحتفال، الذي يتزامن مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، في إطار خطة الدولة لتطوير المنشآت السياحية والخدمية بالمحافظة، وتعزيز البنية التحتية لمناطق الجذب السياحي.

وأشاد الوزير بما تشهده محافظة الإسماعيلية من نهضة تنموية شاملة، مثمنًا جهود المحافظة في تحقيق التوازن بين التنمية العمرانية، والحفاظ على الهوية الوطنية.

مقالات مشابهة

  • الآيس كريم وعلاج الصلع.. دراسة تكشف عن أمل واعد
  • تكثيف الأعمال بمشروع “سكن مصر – أرض المعارض” المرحلة الثالثة بمدينة القاهرة الجديدة
  • كيف تنظر إيران لمشاركة أميركا بمشروع باسني الباكستاني؟
  • نقابة فناني نينوى تنتقد شعار مجلس المحافظة الجديد: لا يليق بتاريخ المدينة
  • النائب أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسي كانت حجر الأساس ومنعت انزلاق المنطقة إلى الفوضى
  • مريض نفسي.. الداخلية تكشف تفاصيل فيديو رش مرشد سياحي بالإسبراي
  • وزير الأوقاف يشارك في الندوة التثقيفية وافتتاح المرحلة الأولى من منتجع سياحي بمحافظة الإسماعيلية
  • “مانجا العربية” تطلق مبادرة “واعد” بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
  • انطلاق موسم سياحي حافل في مرسى علم ومطارها يستعد لاستقبال 177 رحلة دولية أسبوعيًا