من هو مينا رزق أول مصري وأصغر رئيس لـ «الفاو»؟
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
في خطوة تاريخية غير مسبوقة، انتُخب الدبلوماسي الشاب مينا رزق رئيسًا للمجلس التنفيذي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، ليكون بذلك أول مصري يتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة في عام 1945، وأصغر رئيس للمجلس بعمر 38 عامًا.
جاء انتخاب رزق خلال جلسة حاسمة عقدت مساء أمس، حيث حصل على دعم جميع الأعضاء بالإجماع، متفوقًا على 5 مرشحين من قارات العالم المختلفة، بينهم وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وذلك لتولي المنصب لمدة أربع سنوات مقبلة.
ينتمي مينا رزق إلى جيل الشباب المصري الطموح، حيث حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2009، وبدأ حياته المهنية في 2010 كباحث اقتصادي بوزارة التعاون الدولي، قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي في يناير 2011 عبر وزارة الخارجية.
مصر تقود العالم من قلب روما.. مينا رزق على رأس دبلوماسية الغذاء العالمية | بروفايل
يحيى الفخراني يكشف سر عصاه ويستعيد ذكريات "أدرينالين المسرح" مع أمينة رزق
واصل رزق تطوير قدراته الأكاديمية والمهنية، وحصل عام 2013 على درجة الماجستير من معهد كروك لدراسات السلام الدولية التابع لجامعة نوتردام في الولايات المتحدة، كما شغل العديد من المناصب الدبلوماسية المرموقة، منها الممثل الدائم لمصر لدى منظمة الفاو في روما، ورئيس القسم السياسي في سفارة مصر بالعاصمة الصينية بكين، وعضو بإدارة الشؤون المتعددة الأطراف والأمن الدولي بوزارة الخارجية.
دعم رسمي ومساندة لتمكين الشبابأكد السفير بسام راضي، سفير مصر في إيطاليا ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في روما، أن انتخاب مينا رزق لهذا المنصب يعكس كفاءة المرشح المصري والدور المحوري لمصر داخل المنظمة، مشيرًا إلى أن السفارة المصرية بذلت جهودًا كبيرة لتأمين هذا الفوز في توقيت يشهد تغيرات دولية متسارعة.
وأضاف راضي أن ترشيح رزق يأتي اتساقًا مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي بتمكين الكوادر الشابة في المحافل الدولية، وتجهيزهم لتولي المناصب القيادية في الهيئات العالمية، بما يعزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.
المجلس التنفيذي.. الجهة الحاكمة في الفاويعد المجلس التنفيذي للفاو الهيئة الحاكمة المسؤولة عن رسم سياسات المنظمة وتوجيه أنشطتها المختلفة في مجال الأمن الغذائي والزراعة، ويتكون المجلس من ربع الدول الأعضاء تقريبًا يتم انتخابهم لفترات مدتها ثلاث سنوات، وتتمتع مصر بعضويته، إلى جانب رئاسة المجلس بعد فوز مينا رزق.
ما هي منظمة الفاو؟تأسست منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عام 1945، وهي وكالة متخصصة تقود الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الجوع، وضمان الأمن الغذائي، وتوفير غذاء آمن وصحي للبشر حول العالم.
وتضم المنظمة 195 عضوًا (194 دولة والاتحاد الأوروبي)، وتعمل في أكثر من 130 دولة، مركزة جهودها على بناء أنظمة غذائية مستدامة، ودعم سياسات التنمية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي عالميًا.
أهمية الفوز المصري في ظل التحديات العالميةيأتي فوز مصر برئاسة المجلس التنفيذي للفاو في وقت يشهد العالم تحديات متزايدة في قضايا الأمن الغذائي والمياه والزراعة، وهي ملفات تتصدر أولويات الدولة في ضوء المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها لتعزيز قدراتها الغذائية والزراعية.
دور مصر في الفاو يتعزز برئاسة المجلسيعزز فوز مينا رزق برئاسة المجلس التنفيذي مكانة مصر داخل المنظمة، ويفتح الباب أمام دور مصري أكبر في صياغة سياسات الفاو، خاصة في ما يتعلق بالأمن الغذائي، الزراعة المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية.
مصر تواصل مسيرتها في تعزيز الأمن الغذائي عالميًايعكس هذا الإنجاز استمرار مصر في أداء دورها الإقليمي والدولي لدعم الأمن الغذائي، وهو ما يتماشى مع استراتيجياتها الوطنية ومساهماتها الفاعلة في مبادرات الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مينا رزق منظمة الأغذية والزراعة الفاو الأمم المتحدة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة منظمة الأغذیة والزراعة المجلس التنفیذی الأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
ملتقى المستثمرين الأفروآسيوي يسلط الضوء على تحديات الأمن الغذائي ومكافحة الغش التجاري
اختتم ملتقى الاتحاد العام للمستثمرين الأفروآسيوي جلساته النقاشية بعقد جلسة موسعة حول ملف الأمن الغذائي، تحت عنوان «الأمن الغذائي: مرونة سلاسل التجزئة ومكافحة الغش التجاري في الأسواق»، والتي أدارها رامي جلال، عضو مجلس إدارة الاتحاد وأمين الصندوق، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين.
وأكد السفير محمد العرابي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، أن المنظمة تُعد امتدادًا لحركة عدم الانحياز التي تأسست على يد عدد من القادة التاريخيين، ونجحت في إبعاد الدول عن سياسة الاستقطاب بين القوى الكبرى، مشددًا على أهمية وجود كيان يعبر عن احتياجات الشعوب، خاصة في ظل المتغيرات الدولية الحالية.
وأوضح أن إعادة إحياء دور المنظمة يأتي بفكر جديد يركز على التنمية الحقيقية وليس الشعارات.
وأشار العرابي إلى أن الهدف الأساسي لاتحاد المستثمرين الأفروآسيوي هو توجيه الجهود نحو تنمية المشروعات المشتركة بين الدول، بما يخدم الحاضر والمستقبل، لافتًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد الإعلان عن مشروعات محددة داخل مصر، قبل التوسع إلى دول إفريقيا وآسيا، ثم القارة اللاتينية، مؤكدًا أن تنمية الشعوب تمثل الحل الجذري للعديد من المشكلات.
ولفت إلى أهمية التوسع في استخدام الهيدروجين الأخضر، خاصة في القارة الإفريقية، إلى جانب العمل على إنشاء كيانات موازية لاتحاد المستثمرين في مجالات أخرى مثل الشباب والسياحة. كما أكد أن مصر تلعب دورًا محوريًا داخل القارة الإفريقية، لا سيما في قطاع البناء والبنية التحتية، وأن مشروعات الربط القاري تمثل ركيزة أساسية للتنمية الشاملة.
وفي محور الصناعات الغذائية، أوضحت منة شركس، عضو غرفة الصناعات الغذائية، أن بعض السلع الغذائية تُعد سلعًا استراتيجية ذات استهلاك يومي مرتفع، ما يستوجب إحكام الرقابة على جودتها منذ مراحل الإنتاج الأولى وحتى وصولها إلى المستهلك، مؤكدة أهمية التعاون مع الجهات المعنية بالجودة وسلامة الغذاء. كما شددت على أن مواجهة الغش التجاري تتطلب تشريعات رادعة وتكاملًا بين جميع الأطراف، مع التركيز على معالجة جذور المشكلة وليس مظاهرها فقط.
من جانبه، أكد المستشار ياسر عكاشة، الخبير الاقتصادي والقانوني، أن المنتجات الغذائية عابرة للحدود، وهو ما يستدعي وجود تشريعات قوية تحافظ على الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن تطبيق القوانين الرادعة والرقابة المحلية والدولية يمثلان عنصرين أساسيين لحماية المستهلك، مع ضرورة قيام الإعلام بدوره في توعية المجتمع بخطورة الغش التجاري.
وأوضح محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، أن الدولة تمتلك حلولًا عملية لتأمين السلع الغذائية، مشيرًا إلى أن منظومة الأكواد المعتمدة للسلع المصدرة تمثل أداة مهمة لتعزيز الرقابة، داعيًا إلى إنشاء آليات مؤسسية لجلب السلع من إفريقيا ومواجهة الغش التجاري، مع الاستفادة من أدوات الرصد عبر الإنترنت لحماية المستهلك.
وأكد محمود حسن، رئيس جمعية المسوقين المصريين، أن سلامة المنتج لا تتوقف عند مرحلة التصنيع فقط، موضحًا أن سوء التخزين أو النقل قد يؤدي إلى تلف المنتج رغم خروجه سليمًا من المصنع، ما يستدعي تشديد الرقابة على سلاسل التوزيع والتخزين لضمان وصول منتج آمن للمستهلك.
وفي السياق ذاته، أشار إيهاب محمود، خبير قطاع الشحن البحري، إلى أن منظومة الإمداد اللوجستي متوفرة على مستوى الجمهورية، محذرًا من خطورة الغش التجاري في بعض المدخلات الزراعية وتأثيره المباشر على صحة المواطنين. كما أوضح رضا موسى، خبير إدارة المشروعات، أن التجارب الاستثمارية المصرية في إفريقيا أثبتت قدرتها على النجاح واستعادة الحقوق المالية بدعم من قوة الدولة المصرية.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الأمن الغذائي مسؤولية مشتركة تتطلب تكامل الأدوار بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع، مع تطوير منظومات الرقابة والتخزين والنقل، بما يضمن استدامة الغذاء وجودته وحماية صحة المواطنين.