بين تغيّر المناخ والتوترات الجيوسياسية: كندا تدخل معركة "كاسحات الجليد" ورهانٌ على السفن الثقيلة
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
وسط ذوبان متسارع للجليد وتحوّلات مناخية وجيوسياسية عميقة، تندفع كندا إلى قلب سباق عالمي لبناء كاسحات جليد حديثة، في محاولة لترسيخ حضورها في القطب الشمالي. اعلان
أدى التغير المناخي السريع إلى إعادة تقليص المساحات المغطاة بالجليد البحري الدائم، فيما تسببت تحركات التيارات البحرية بانسداد العديد من القنوات التي تفصل الجزر الشمالية.
لكن كندا ليست وحدها في هذا السباق، مع احتمال فتح ممرات شحن جديدة والوصول إلى معادن استراتيجية في عمق القطب، تسارع الولايات المتحدة وروسيا والصين أيضًا لتطوير أساطيل من كاسحات الجليد، في مشهد يعيد إلى الأذهان ديناميات سباق التسلّح لكن بطابع بيئي واقتصادي.
مشروع استراتيجي بعد عقود من التعثرفي أحواض شركة "سيسبان" شمال فانكوفر، المحاطة بالمحيط والجبال، بدأت عملية بناء سفينة "أرباتووك"، التي ستبلغ 520 قدمًا، والمعدة للعمل في درجات حرارة تصل إلى -50 درجة مئوية. من المتوقع أن يستغرق المشروع خمس سنوات على الأقل، بتكلفة تبلغ 3.15 مليار دولار كندي (2.32 مليار دولار أمريكي).
وستكون "أرباتووك"، وهي من فئة كاسحات الجليد من الدرجة الثانية، قادرة على الإبحار طوال العام وفتح ممرات في جليد يصل ارتفاعه إلى عشرة أقدام.
وتعوّل كندا على هذا المشروع كحجر أساس لاستراتيجية وطنية جديدة لبناء السفن، تهدف إلى ترسيخ وجودها القطبي، ومعالجة إرث من التأخيرات البيروقراطية والوعود غير المنجزة. ويقول الخبراء إن بناء كاسحات الجليد لا يحتمل الخطأ، فهذه السفن تُبنى للعمل في أكثر البيئات عدائية على وجه الأرض.
إلى جانب "أرباتووك"، كلّفت الحكومة الكندية أيضًا أحواض "دافي" في كيبيك ببناء كاسحة جليد ثانية. وعام 2024، اشترت "دافي" حوض بناء سفن في هلسنكي، وتبعته في منتصف حزيران/ يونيو بصفقة لشراء حوض في الولايات المتحدة، في خطوة تهدف للالتفاف على تشريعات أمريكية تقيد تصنيع السفن لدى جهات أجنبية.
سباق الهيمنة القطبيةفي الداخل الكندي، شكّلت مسألة العجز عن بناء سفن جليدية جديدة مصدرًا دائمًا للإحراج، لكن اتفاقًا ثلاثيًا جديدًا، أُطلق تحت اسم "ميثاق الجليد"، يجمع كندا وفنلندا والولايات المتحدة، يطمح إلى تغيير قواعد اللعبة.
فنلندا، التي سبق لها أن بنت 80% من السفن القادرة على الإبحار في المياه الجليدية عالميًا، ستشارك في تصنيع ما يصل إلى 90 كاسحة جليد خلال السنوات المقبلة بالتعاون مع كندا وأمريكا، وفق ما أُعلن عنه خلال قمة الناتو في واشنطن. وتأمل كل من "سيسبان" و"دافي" بأن تفتح الشراكة الباب أمام توريد كاسحات جليد إلى خفر السواحل الأمريكي.
في المقابل، تُظهر الأرقام أن روسيا تمتلك نحو 50 كاسحة جليد، أكثر من اثنتي عشرة منها صالحة للعمل في أقسى الظروف المناخية، فيما تشير التقديرات إلى أن الصين تملك أربع سفن معدّة لجليد القطب.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عبّر عن رغبته في امتلاك ما يصل إلى 40 كاسحة جليد، ويرى خبراء الشحن أن اهتمام الرئيس بهذا النوع من السفن يعكس الطموح الكبير في سوق تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إذ إن فتح الممر الشمالي الغربي لفترات أطول من السنة سيقلّص زمن الشحن بين أوروبا وآسيا بأسابيع، ما يجعل الجليد مادة صراع لا تقل صلابة عن الحديد.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا إيران أوكرانيا دونالد ترامب غزة إسرائيل سوريا إيران أوكرانيا دونالد ترامب غزة سفينة القطب الشمالي ذوبان الجليد كندا سياسة تغير المناخ إسرائيل سوريا إيران أوكرانيا دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي فلسطين معاداة السامية الصحة روسيا هجمات عسكرية کاسحات الجلید کاسحة جلید
إقرأ أيضاً:
رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
ذكرت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة، منذ قليل، بإن الولايات المتحدة تستعد لاعتراض المزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي، وفقًا للقاهرة الإخبارية.
وعلى صعيد آخر، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكره للجيش على "النجاحات" التي حققها، مؤكدا أن الجنود المشاركين في العملية العسكرية الخاصة "يعدون هداياهم للوطن" مع اقتراب احتفالات العام الجديد.
وقال بوتين، خلال اجتماع حول الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة، "نحن نقترب من العام الجديد، والبلاد بأكملها تستعد له: البعض يجهز الفطائر الحلوة، والبعض الآخر يصهر الفولاذ ويجهزه للحفاظ على استمرار صناعة الدفاع، وهناك من يؤدي مهامه على الجبهة مباشرة خلال عملية عسكرية خاصة، ويجهز هداياه لروسيا، ويحارب ويخاطر بحياته.
وكان الكرملين قد أعلن أن بوتين تلقى تقريرا حول اكتمال سيطرة القوات الروسية على مدينة سيفيرسك في دونيتسك، حيث تمنى الرئيس الروسي التوفيق والنجاح للجنود المنتشرين في منطقة العمليات الذين "حرروا" المدينة، وفق التعبير الروسي الرسمي.
وقدم رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، تقريرا إلى بوتين حول التطورات الميدانية، مؤكداً أن القوات الروسية حررت بلدتي كوتشيروفكا وكوريلوفكا في مقاطعة خاركوف.