مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم/ داود شاهين
يُعد مهرجان جرش للثقافة والفنون أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية في الأردن والمنطقة، ويترك أثراً عميقاً ومتعدد الأوجه على الاقتصاد والسياحة والمجتمع. حيث يوفر المهرجان فرص عمل مؤقتة وموسمية للعديد من الشباب والشابات في مجالات مختلفة مثل التنظيم، الضيافة، النقل، البيع بالتجزئة، والصناعات اليدوية.
في كل عام تتحول المدينة الاثرية القديمة والمساحات المحيطة به إلى خلية نحل تنبض بالنشاط، ليس فقط بفضل العروض الفنية التي تستقطب الآلاف، بل أيضاً بفضل الأثر الاقتصادي المباشر وغير المباشر الذي يتركه المهرجان. يبدأ هذا التأثير بخلق الآلاف من فرص العمل المؤقتة والموسمية التي لا غنى عنها للشباب والأسر. فمنذ بدء التحضيرات، تتطلب العملية جهوداً مكثفة في مجالات التنظيم، والخدمات اللوجستية، والتقنية، والأمن، والضيافة، وتذاكر البيع، مما يوفر دخلاً للعديد من الأفراد والعائلات. هذا التدفق النقدي يسهم بشكل مباشر في تحسين مستوى المعيشة للعديد من العاملين في هذه القطاعات. حيث يتجلى الأثر الاقتصادي للمهرجان أيضاً في إنعاش الحركة التجارية بشكل لافت. فالمطاعم والفنادق والشقق الفندقية في جرش وعجلون وحتى العاصمة عمان تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الإشغال والإيرادات. هذا التدفق السياحي، سواء من الزوار المحليين أو العرب والأجانب، ينعكس إيجاباً على محلات التجزئة، ومحلات بيع الهدايا التذكارية، وخدمات النقل والمواصلات التي تستفيد جميعها من زيادة الطلب. الأسواق التقليدية والحرفية في جرش تزدهر خلال فترة المهرجان، حيث يقبل الزوار على شراء المنتجات المحلية التي تعكس التراث الأردني الأصيل.
ولعل من أبرز إسهامات المهرجان الاقتصادية هو دعم الصناعات الحرفية والإبداعية والمنتجات المحلية. وذلك لتوفير المهرجان منصة تسويقية ذهبية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخاصة تلك التي تديرها النساء، لعرض وبيع منتجاتها اليدوية الفريدة. من المطرزات التقليدية، إلى المنتجات الغذائية التراثية، مروراً بالخزف والمنحوتات الخشبية والمنتجات العطرية، يجد الحرفيون سوقاً واسعاً لمنتجاتهم، مما يعزز دخول الأسر ويحفظ الحرف التراثية من الاندثار. هذا الدعم المباشر للمنتج المحلي يساهم في بناء اقتصاد محلي أكثر استدامة وتنوعاً.
كما يوفر المهرجان بيئة حاضنة لدعم المشاريع الريادية والشركات الناشئة، ليس فقط في المجالات الفنية والثقافية، بل أيضاً في التكنولوجيا وتصميم المنتجات. إن عرض هذه المشاريع أمام جمهور واسع من الزوار والمستثمرين يفتح آفاقاً جديدة للنمو والتعاون، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.
في المحصلة، يتجاوز مهرجان جرش للثقافة والفنون كونه مجرد احتفال فني ليصبح رافعة اقتصادية قوية، تسهم في التنمية المستدامة، وتعزيز سبل العيش، وإبراز القدرات الاقتصادية الكامنة في التراث والثقافة الأردنية. إنه ليس مجرد حدث عابر، بل هو احتفال بالحياة، بالفن، وبالقدرة اللامتناهية للإبداع على تحويل التحديات إلى فرص، ونسج خيوط الازدهار في نسيج وطننا الغالي. ومع كل عام يمر، يثبت مهرجان جرش أنه ليس فقط إرثاً ثقافياً عريقاً، بل هو شعلة أمل وتقدم تضيء دروب المستقبل، مؤكداً على أن الفن والثقافة هما القوة الدافعة للتنمية الشاملة والرفاهية المجتمعية.
ختاماً يبقى مهرجان جرش للثقافة والفنون، عاماً بعد عام، شهادة حية على قدرة الفن والثقافة على بناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية المستدامة، ونسج خيوط الأمل في قلب كل زائر ومشارك.
هنا الاردن … ومجده مستمر …. حمى الله الأردن والأردنيين
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام مهرجان جرش
إقرأ أيضاً:
الجمعة.. بدء فعاليات "مهرجان الجبل الأخضر" لتسليط الضوء على المقومات السياحية وجذب الزوار
الجبل الأخضر- العُمانية
تشهد ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، الجمعة، بدء فعاليات "مهرجان الجبل الأخضر 2025 والملتقى الصحفي بالجبل الأخضر" بميدان الاحتفالات في سيح قطنة، ويستمر حتى 30 أغسطس المُقبل مستهدفًا تقديم تجربة صيفية متكاملة تبرز طابع الولاية البيئي الفريد.
يرعى حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان معالي الشيخ سباع بن حمدان السعدي أمين عام الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية، بحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية.
ويعكس الحدثان توجه محافظة الداخلية نحو تكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والمجتمع والإعلام، بما يُسهم في إبراز منجزات التنمية، وتحقيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040" في تعزيز مكانة المحافظات على خارطة الاستثمار والسياحة.
ويشتمل المهرجان على تقديم عروض الليزر والدرون، وأمسيات فنية وثقافية، وأنشطة رياضية وعائلية، إلى جانب سوق مفتوح يضم أركانًا للأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومنصات لعرض منتجات زراعية محلية كالرمّان والعسل والمشمش والأعشاب الجبلية.
وتشارك في فعاليات المهرجان 65 مؤسسة صغيرة ومتوسطة و10 مزارعين، كما أسهم في توفير 60 فرصة عمل مؤقتة في مجالات التنظيم والخدمات اللوجستية، بما يعكس مستوى المشاركة المجتمعية الفاعلة.
وأكد سعادةُ الشيخ سلطان بن منصور الغفيلي والي الجبل الأخضر أن الولاية تحرص على إبراز مقوماتها وتفعيل دور المجتمع المحلي في دعم التنمية، مشيرا إلى أهمية تكامل الجهود بين الجهات الرسمية والأهلية في إنجاح هذه المبادرات.
ووضح سعادتُه أن المشروعات الجاري تنفيذها تركز على تحسين جودة الحياة وتعزيز الجذب السياحي، لافتًا إلى أنَّ ولاية الجبل الأخضر تعد نموذجًا في التنمية الجبلية المستدامة بما تملكه من موارد طبيعية وإرث ثقافي.
من جهته، قال أحمد بن سالم التوبي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بمحافظة الداخلية رئيس لجنة تنظيم المهرجان إن المهرجان يُعد منصة لتسويق الفرص السياحية والاقتصادية التي تزخر بها الولاية، ويُجسد توجه المحافظة نحو تمكين المجتمع المحلي.
ويواكب المهرجان افتتاح الملتقى الصحفي بالجبل الأخضر، تحت رعاية سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، بمشاركة أكثر من 70 صحفيًّا من مختلف وسائل الإعلام العُمانية، ويُنظم بشراكة بين محافظة الداخلية وجمعية الصحفيين العُمانية، وغرفة تجارة وصناعة عُمان فرع الداخلية، وجامعة نزوى.
ويهدف الملتقى إلى استعراض المشروعات التنموية والخدمية المنفذة بمحافظة الداخلية، والتركيز على الجهود المبذولة لتطوير المناطق الجبلية وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، إلى جانب تعزيز التواصل بين الإعلاميين ومسؤولي المحافظة.
ويتضمن البرنامج جلسة حوارية مع سعادة المحافظ، تتخللها عروض مرئية حول أبرز المبادرات، إضافة إلى زيارات ميدانية لعدد من المشاريع والمعالم السياحية، من بينها قرية السوجرة الأثرية.
وتشهد ولاية الجبل الأخضر تنفيذ مشروعات تنموية تتجاوز قيمتها 4.5 مليون ريال عُماني، تشمل تطوير شبكة الطرق، وإنشاء مرافق عامة وترفيهية، وتحسين الخدمات الأساسية، ضمن توجهات التنمية المستدامة.