رؤية الدعم السريع للحل الشامل في السودان تواجه رفضا مدنيا
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أعلن تحالف "قوى التغيير الجذري" بالسودان، الثلاثاء، رفضه للرؤية السياسية التي قدمتها قوات "الدعم السريع" بشأن "الحل الشامل في البلاد" بتأسيس دولة على أسس جديدة.
جاء ذلك في بيان للتحالف الذي يضم مكونات سياسية ومهنية أبرزها "تجمع المهنيين السودانيين" و"الحزب الشيوعي"، صدر بعد يومين من إعلان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عن رؤيته لوضع أسس جديدة للدولة.
وأوضح التحالف في البيان أن "طرح الدعم السريع مثل هذه الرؤية السياسية هي محاولة مفضوحة، لتكون هذه المليشيا قوة سياسية تعمل في الفضاء السياسي السوداني مثلها مثل القوى السلمية".
وشدد قائلا: "نرفض في التحالف هذا التعدي عن مبدأ؛ لا عن مواقف آنية، وهو مبدأ رسخته شعارات الشارع الثوري".
وأكد البيان على أن هذا المبدأ يقوم على "مدنية الدولة".
كما أشار التحالف إلى كون "حل المليشيا باسمها الحركي (الدعم السريع) هو مطلب الشعب حتى قبل الحرب".
اقرأ أيضاً
مصر.. السيسي والبرهان يبحثان جهود تسوية الأزمة في السودان
وتساءل: "كيف لمن كانت شعارات الشارع في مواجهته أن يحلم بأن يتحول من مليشيا إجرامية، إلى (كيان) يطرح رؤية تحكم البلاد أو تطرح للتفاوض حتى"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وتأسس تحالف "قوي التغيير الجذري" في 24 يوليو/ تموز 2022، لإسقاط السلطة التي يقودها عبدالفتاح البرهان، عقب إجراءات 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وإطاحته بتأسيس حكومة انتقالية بقيادة عبدالله حمدوك، آنذاك.
ومساء الأحد، قال "حميدتي" إن نظام الحكم في السودان "يجب أن يكون فدراليا، ديمقراطيا، ومدنيا"، في إطار موقف قوات الدعم السريع من الحل الشامل في السودان، ورؤيتها من أجل بناء "دولة سودانية على أسس جديدة".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها؛ ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
اقرأ أيضاً
البرهان يصل إلى مصر في أول زيارة خارجية منذ اندلاع القتال في السودان
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اشتباكات السودان أحداث السودان الجيش السوداني الحرية والتغيير البرهان الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
قوات سودانية تنسحب جنوبا عبر الحدود ومناوي يوجه اتهامات جديدة للدعم السريع
قالت مصادر عسكرية بالجيش السوداني للجزيرة إن قوة من الجيش انسحبت من مدينتي بابنوسة وهِجليج بغرب كردفان جنوبي السودان ووصلت لدولة جنوب السودان بكامل عتادها، في حين اعتبرت مصادر حكومية محلية أن الانسحاب من المنطقة "تكتيكي".
يأتي ذلك فيما قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي -في منشور على منصة إكس- إن "من تم احتجازهم في الفاشر من النساء والرجال.. تم استئصال أعضائهم ودمائهم لإنقاذ جرحى جنود الدعم السريع"، مدينا بشدة ما وصفها بـ"الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات".
وذكرت المصادر العسكرية للجزيرة أن القوة المنسحبة من بابنوسة وهجليج سيتم ترحيلها إلى ولاية النيل الأبيض، المحاذية لدولة جنوب السودان.
وقال مراسل الجزيرة إن المنطقة التي تتوسع فيها قوات الدعم السريع بولاية غرب كردفان تعتبر من أهم وأكبر حقول النفط على مستوى البلاد.
وذكر مراسل الجزيرة أن العاملين في الشركات النفطية انسحبوا من هِجْلِيج وغادروا إلى دولة جنوب السودان.
انسحاب تكتيكيمن ناحية أخرى، قال أحمد رحمة الله، وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة غرب كردفان للجزيرة، إنه رغم فقدان منطقة هجليج بعد انسحاب الجيش السوداني لأسباب تكتيكية، فإن الجيش سيواصل القتال حتى تصبح كردفان مقبرة للدعم السريع، على حد تعبيره.
وأضاف أن أُسر العسكريين من الجيش تعرضت لإذلال وامتهان من قبل ما سماها "مليشيا الدعم السريع" في بابنوسة وهجليج.
وقال الناطق باسم حكومة ولاية غرب كردفان إن سيطرة الدعم السريع على حقول هجليج يؤثر على موارد حكومة غرب كردفان، مشيرا إلى أنه بعد انسحاب الجيش، تحول المدنيون إلى لاجئين في دولة جنوب السودان.
ووصف رحمة الله سيطرة الدعم السريع على حقول النفط في هجليج بأنها "الأكثر مأساوية" في التطورات التي تشهدها الولاية.
إعلانيشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت قد اقتحمت أمس الاثنين حقل هجليج النفطي، في تطور جديد يعكس اتساع رقعة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب بينهما في أبريل/نيسان 2023.
منشأة رئيسيةويقع حقل هجليج في أقصى جنوب ولاية كردفان على الحدود مع جنوب السودان ويعد أكبر حقول النفط في البلاد، ومنشأة رئيسة لضخ النفط المنتج من جنوب السودان عبر خط الأنابيب إلى ميناء بشائر بمدينة بورتسودان على البحر الأحمر للتصدير، مما يجعل السيطرة عليه ضربة قوية لقطاع الطاقة السوداني.
وشهدت هذه المنطقة الإستراتيجية في الأسابيع الأخيرة معارك دامية بعدما سيطرت قوات الدعم السريع نهاية أكتوبر/تشرين الأول على كامل إقليم دارفور في غرب البلاد.
ويأتي الهجوم على الرغم من إعلان قوات الدعم السريع قبل أسبوعين قبولها هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر من طرف واحد، كما أنه ليس الأول من نوعه؛ إذ سبق أن اتهمتها السلطات السودانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بشن هجوم بطائرات مسيّرة على محطة معالجة بترول جوبا في ولاية النيل الأبيض، مما أدى إلى توقف مؤقت لتصدير النفط.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.